يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

اهداءات ساحات وادي العلي







العودة   ساحات وادي العلي > الساحات العامة > الساحة العامة

الساحة العامة مخصصة للنقاش الهادف والبناء والمواضيع العامه والمنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
المشاركة السابقة   المشاركة التالية
قديم 09-04-2010, 03:31 AM   رقم المشاركة : 11

 


( الحلقـة الـرّابعة مِن الذكريات )
أيّـها الأحبــاب يسرّني في هـذه الحـلقة أن أقــدّم لكم فاصـلاً تراجيـديّاً مأسـاويّاً وأقـدّم إعتـذاري سلفاً لأنّني سـأدخِل إلى قلوبكم الحُـزن والأسى وهذا مالا أريده فأنا أحبّ أن أدخِـل السّرور إلى قلوب النّـاس لأنال بذلك الأجــر مِن الله تعالى ، وبموازنة بسيطة بين الحزن والأسى مِن جهة وبين الفـرح والسّرور مِن جهة أخرى يتبيّن الفـرق الشّاسع في الطّـرح وما الّذي نحبّه مِنها وما الّذي نكرهه !
وأتذكّـر في هذه الحلقة موقفين حصلا لي وأنا في الطّفولة المتـأخّرة مِن حياتي وقد تكون في سنّ العاشرة أو الحادية عشرة وكانت بالنّسبة لي وفي هذه السّنّ صعبة جدّاًومأساة كبيرة وها أنا ذا أسردهما لكم مع توصيتي لكم بجعل علبة المناديل الفاين قريبة مِنكم لتمسحوا بها دموعكم ههههه ! أوّل هذين الموقفين هو أنّه في يوم مِن الأيّام وقُبيل غروب الشمس بنصف سـاعة أو قـل بساعة إلاّ ربع تقـريباً أصـدر والـدي الثّـاني ســعد بن علي دوبــح ــ رحـمه الله ووالـدي ووالديكم وجميع المسلمين ــ أمره وطلب مِنّي أن أتبع خطّ السّيّارة مِن قـريتنا مـروراً بجـبل سليسلة ومشـوّف فجنب عــراء فحصـن بالـزّين مِن الغـرب فمع الطّريق اللتي فوق الدّار(قرية مِن قُرى العبّاس) فشرق القابل (قـرية مِن قُرى العبّاس) وصولاً إلى قرية دار الـرّمادة( وهذا الخـطّ القديم المتعرّج والعَسِر أصبح هكذا نظراً لتعاقب الأمطــار ، وفيه أخــاديد كثيرة وحـفر متعدّدة ) والمطلوب مِنّي البحث عن مسمار فقده وهو راجـعاً إلى البيت ، وهذا المسمار يـربط السّسته بالحــمّاله ويسمّى بالخـــابور ( يعــرفه السّـائقون القُدامى ) وقد سقط عليه رحمه الله مِن قــلاّبه عِندما كان يعمل في ذلك اليوم بقرية دار الرّمادة فلمّا عاد إلى البيت إفتقده وكلّفني بالبحث عنه وأنا لا أعرف قرية دارالرّمادة حِينها وقال لي إتّبع هذا الطّريق حتّى تنتهي إلى جُناب قبل الدّارالمسمّاة بقرية دارالرّمادة ولشدّة حرصي على العثور عليه ولمحبّتي لوالـدي سـعد مشيت ببطء شـديد أنظــر في الطّــريق يمنة ويسرة وما علمت أنّ الوقت سرقني فغـابت الشّمس قُبـيل الوصول إلى نهـاية الطّـريق فبقيت مواصـلاً السّير لعلّ وعسى أن أجـده والإجتـهاد في البحث عن ذلك المسمارحتّى نهاية الطّريق فلم أفلح ،عِندما وصلت الجناب قابلني رجل مِن قرية دارالرّمادة وطلب مِنّي أن أروح معه إلى بيته وأبيّت عِنده وهذه الشـهامة في أهل ذلك الـزّمـان تعرفـونها ولا أنسى ذلك الموقف الشّهم مِنه فقلت ما أقـدر لأنّ أهلي ينتظرونني فعدت في ظلمة اللّيل أتحسّس الطّريق وأتوجّس مِن الخـوف وأنا في تلك السّن الصّغيرة والجبال والأودية فيها مِن الكلاب الشّرسة ( أكـرمكم الله ) والذئاب المفترسة والثّعابين المخيفة والهوام وغيرها ومع الوحشة وعدم معرفتي بالرجوع مِن طريق أخرى قصيرة زاد الأمر صعوبة فعدت كالأعمى الّذي لا يبصر وليس له قائـد يقوده وكلّما سمعت حــركة أو دبيباً أوخشخشة مِن حولي أرتجف جِسمي وخفـق قلـبي ولكّنني تشجّعت وواصلت السّير حتّى أشرفت على العبّاس المأهولة بالسّكّان فاستأنست وسلكت الطّريق المـؤدّية إلى قـرية الرّيحــان وقبـيل الوصـول إلى الــرّيحان سمعت أصـواتاً كثيرة واستغاثات مِن هنا وهناك ومناشدات (تساؤلات) متنوّعة صـادرة مِن قـريتي الحبيبة رحبان والقريتين المجاورتين الرّيحان والحامِرة والقرية مِن طرفها إلى طرفها بحالة إستنفار قصوى أين سعد أين الحبيب ما بعد جا ؟ ماذا حصل له ؟ ما بعد وصل ؟ وصدر مِن بين تلك الأصوات أصوات حزينة صوت والدتي حفظها الله وجــدّتاي رحمهما الله أمّ أبي وأمّ أمّي وبعض قريبــاتي وجميعهنّ ينادونني بِحُرقة وبأعلى أصواتهنّ ياااااسعاااااد ويكـرّرونها فأجبتهم أوووووه فـردّد النّساء ومعظمهنّ مِن العجائز يا نافـدا الصّوت ومنهو صوته وين إنت ياحبيبي ؟ فقلت قريب ففرحوا وهلّلوا ولا تسألوني عن حالهم كيف ؟ وكيف كان حـالي ؟ فمِن باكٍ ومِن مغطرف فرحٍ ومستبشر وزاد الكـلام والنّقد لماذا ؟ ولماذا ؟ ولماذا ؟ وكيف يصير هـذا ؟ ولم يصــدّقوا حتّى رأوني واقفاً بينهم ، وللعِــلم فما هناك بيت مِن بيوت رحبان إلاّ ولي فيه قـريب أو حبيب أو صلة رحم أو رضاع أو غير ذلك وبعد أن وصلت أخـذوني بالأحضان يقبّلونني ويضمّونني إلى صـدورهم ويحملونني على أكتافهم ومِن هذا الموقف بكيت في حينها كثيراً لماذا ؟ مِن بكائهم ! وفـرحت كثيراً لشعورهم هـذا ! ولم أصدّق برجوعي سالماً لكنّها عناية الله وللذكريات بقيّة في الحلقة الخامسة بمشيئة الله لأسْرد لكم الموقف المأساوي الثّاني ! وسـامحوني على التّطــويل حيث أنّني عشت تلك المأسـاة الصّعبة جِدّاً ! بأبعادها وكأنّها اليوم وقد إختصرتها لكم ولم أبْدِ بعض المواقف اللتي لا يصحّ أن تُقال هنا .

 

 

   

 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 15 ( الأعضاء 0 والزوار 15)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:17 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir