
 
من رحمة الله عز وجل , وسعة جوده - وهو الجواد الكريم - أن وسع لعباده طرق كسب الأجر , 
وتحصيل الثواب , فجعل فرص تحصيله متاحة لجميع عباده .
ولمّا كان يوم عرفة , يوم عظيم , وليس لكل أحدٍ أن يقف على ذلك الصعيد المبارك , 
جعل الله لأهل الأمصار , ومن جلسوا في بلدانهم فرصاً كثيرة 
لاغتنام هذا اليوم العظيم بأن شرع لهم عبادات وقربات يتقربون بها إلى ربهم ,
 تُرفع بها درجاتهم , وتُحط بسببها خطيئاتهم , ليعلم العباد عظيم فضل ربهم ,
 وسعة جوده وإحسانه . فمما شرعه الله للعباد في هذا اليوم :
عبادة الصيام ففي حديث أبي قتادة – رضي الله عنه – قال:
 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
 "صوم يوم عرفة يكفر سنتين ، ماضية ومستقبلة ... " 
الجامع .
تأمل معي - هذا الفضل - ساعات قليلة يصومها المسلم تكون سبباً في تكفير ذنوب عامين .
فأي فضل أعظم من هذا الفضل ؟
وأي ثواب أجل من هذا الثواب ؟
أي جود وأي كرم هذا؟
إنه عطاء الكريم سبحانه وتعالى .
وعليك بحفظ سمعك وبصرك ولسانك هذا اليوم حتى يكمل أجرك , ويعظم ثوابك .
ولكن اعلم - يارعاك الله - أن التكفير بهذا الصوم إنما هو للصغائر , 
أما الكبائر فهي تفتقر للتوبة كما قرر هذا المحققون من أهل العلم .
ومما أحبه الكريم سبحانه في مثل هذا اليوم 
- الإكثار من ذكره سبحانه – خصوصاً قول 
" لا إله إلا الله وحده لاشريك له , له الملك وله الحمد وهو على كل شيئ قدير "
فأكثر منه في يومك هذا , وقله -مئة مرة في صباحه – 
فقد جاء في فضلها بأحاديث صحاح : 
أن الله يبعث على قائلها حرس يحرسونه من الشيطان الرجيم ,
 وكان في حرز من كل مكروه يومه ذلك كله , وكتب الله له مئة حسنة , 
ومحا عنه مئة سيئة , وكانت له كعدل عشر رقاب مؤمنات . 
ولا تنسى زيادة فضلها في مثل هذا اليوم .