.
*****
نتابع نقل ما كتبه الأخ العزيز ( الجابري )
في منتدى الديرة وننقله بنفس الشكل والتنسيق
*****
5 - بداية النهاية
بعد تلك الهزائم المفجعة لجنود محمد علي باشا والي دولة بني عثمان بمصر , بدأ محمد علي باشا بالتفكير جدياً في قيادة القوات العثمانية بنفسه لإنهاء تلك البطولات التاريخية للمجاهدين الشجعان من أبناء الجنوب , وللقضاء كُلياً ونهائياً على الدولة السعودية الأولى .
ولأجل ذلك كله وبعد الهزيمة النكراء التي حظي بها عابدين بك بدأ محمد علي باشا في حشد الدعم حينما استقدم الفرسان الليبيين البدو مع خيولهم وجمالهم المتدربة على أشد المصاعب , واشترى محمد علي باشا من قوافل حجيج الشام ثلاثة آلاف جمل , بالإضافة إلى أن حجيج محمد علي باشا القادم من مصر قد أحضر بصحبته ألفان وخمسمائة جمل بالإضافة إلى ألف فارس , واستطاع طوسون ابن محمد علي باشا شراء ألف جمل من قوافل حجيجٍ أخرى .
لم تكن تلك التجهيزات التي بدأ محمد علي باشا في جمعها هي الوحيدة , فهو الى جانب ذلك لديه آلاف الجمال والخيول وعشرات الآلاف من الجنود المنتشرين في المدينة و مكة وجدة والطائف بالإضافة إلى قبيلة عتيبة في الجنوب .
كان الإمام فيصل بن سعود على الجانب الآخر قد بدأ في تجهيز حُلفائه للمعركة الأهم , فأرسل إلى حلفاء الجنوب وعلى رأسهم طامي بن شعيب العسيري و بخروش بن علاس الزهراني ومحمد بن دهمان الشهري وأمير بيشة و قحطان فتوافد القوم للقاء في المنطقة المعروفة اليوم بـ " غزايل " على طريق الطائف في أول محرم عام 1230هـ .
وفي اليوم الموافق 27 محرم عام 1230هـ أمر محمد علي باشا كل جنوده وكل خيله وجماله التي جمعها , بالإضافة إلى جميع قواده في الطائف حسن باشا وعابدين بك ومحمود بك وأحمد بونابرت وطوبور أوغلو والشريف راجح بالتقدم إلى منطقة ( بسل ) بالقرب من الطائف .
وتحرك الإمام فيصل بن سعود على رأس خمسة وعشرين ألف مقاتل , وخمسة الآلاف جمل , وأمرّ على كل قبيلة من القبائل المشاركة شيخها وأميرها الذي تُدين له بالحكم .
وفي اليوم الأول من المعركة الشرسة بدأ القتال الدموي من جانب قوات الإمام فيصل بن سعود وذلك من أجل إضعاف الجانب العثماني , حيث تمكن الجيش السعودي من إرغام الجند العثماني على التراجع والتقهقر , وما هي إلا جولاتٌ قلائل حتى سيطر السعوديون على أرض المعركة , بعد أن تمكنوا من قتل عددٍ كبير من القوات التركية المصرية ( يُقدّر بخمسائة جندي عثماني ) .
وفي اليوم الثاني 28 محرم عام 1230هـ حضر محمد علي باشا بنفسه إلى ساحة المعركة , وأعاد ترتيب صفوف مقاتليه , و فكر طويلاً في خطة حربية محكمة لمحاولة استدراج القوات السعودية للنزول عن المرتفعات الجبلية , فقام بتوجيه أوامره إلى جنوده بالانسحاب والتراجع , ليس للهرب بل من أجل التمويه والخداع , وعندما رأى بخروش بن علاس انسحاب القوات العثمانية تقدم سريعاً بشجاعته المعروفة إلى سهل بسل تاركاً تحصينه الجبلي , وذلك من أجل إثخان الطعن والقتل في قوات محمد علي باشا . وما هي إلا سويعات من نهار حتى أمر محمد علي باشا جنوده بالتقدم , ونصب المدافع مرةً أخرى لضرب القوات السعودية التي كانت في مرمى نيران المدفعية خصوصاً وأنها في سهلٍ منبسط , وعمد محمد علي باشا إلى الضغط بكل ما أوتي من عتاد الحرب على قوات بخروش بن علاس الزهراني الذي قـُتل فرسه في ميدان المعركة , فخاطر بنفسه حتى تمكن من الوصول إلى أحد الجنود العثمانيين فقتله وأمتطى فرسه بعد أن تمكن من قتل ضابطين من ضباط جيش محمد علي باشا .
وهناك في وادي بسل ذاقت القوات السعودية مرارة الهزيمة على يد محمد علي باشا , وتفرقت جموعهم , بعد أن عَقَلَ مئات الأبطال الجنوبيين أقدامهم لمواجهة الجيش العثماني تحت رحمة المدافع وسنابك الخيول , أما المتبقين منهم فقد أخذوا كأسرى حرب , ليُمثل بهم محمد علي باشا عندما أعدم خمسين شجاعاً منهم بالخازوق على أبواب مكة وجدة احتفالاً بالنصر .
نقرأ قريباً ( نهاية بطل )
*****