عيشة بنت العمدة ،
غاية في الجمال والاناقة ، وزاد من جمالها خفة الدم وحلاوة المنطق ، وسرعة الحضور ،
جمال في الملامح وجمال في الجسد ، وما يغمره من زينة تلبس ،
وجمال في الحركة ، كل سكنة وجلسة ووقفة فيها جمال ،
حتى صوتها ان خف مثل القيثاره ، وان علا مثل الصهيل ..
تقول احدى الكهيل ..
لما سالتها عيشه كيف فستاني؟؟
:
والله انك مثل القمر ياعيشة .. حتى لو تلبسين خيشه !!
وقالت في غنج : فال الله ولا فالك يا خاله ،، الخيش مالي وماله !!
وقعت في حب عايش , حب صادق وصافي ،،
وحبها عايش حب اكبر واطهر ، كانت طريقة تواصلهم ، مثل همس الطيور ، وتسللات النور مناجاة من خلف الشببابيك ، في غفلة من هاذي وهاذيك
وكان الموعد اذا كان المكان آمن ، ترمي عيشه بقشر الخشخاش ، وعلى نفس الشرفة يأتي عايش في الظلام ، ويتبادلا عبارات العشق ، وتراتيل الغرام !!
- عيشة ،، يا فرش قلبي وعريشة
لبية يا عايش .. ياسهم طايش
في القلب صاب .. واخفته الغوايش
- حبك قتلني .. سم حالي وما رحمني
اوووه ياعايش .. دخيلك هوون على الكلام
ترى القلب هام وصابته السهام ،،
وزاد الحب ، وزاد الهيام ، قشرة خشخاش (علامة) ، على السلامه ، وعلى الامان وخلو المكان ،
ايام وليال ، وهم على هالحال ،الحب لازال ، والغلا زاد وضاهى الجبال
لكن من خلف الدرايش يا عايش !!،
وما شافهم الا الدرويش بهلول ، اللي ماينام بليل ولا نهار ، ومن حسن الحظ ان ما حد كان يعير عباراته اهتمام ، ولا فهم ولا المام
يمشي بشوارعه القرية ويصيح ،
العمدة نام نام ..
والحر قام وحام ..
والعين في زين الحمام ،،
ويرفع صوته كل ما قرب من غرفة عيشة ، وحست بكلامه ، وخافت احد يفطن لهذيانه ،
وقالت في نفسها والله انك اعقل اهل القرية يابهلول المخبول ، اسكت الله يفضحك ..!!
ومخايش مؤذن ومآذون وتاجر الخيشان ، مثل بهلول غريب في القرية وما عنده رعية ، لا بلاد يزرع ويحصد فيها ولا مواشي يرعاها ويربيها، يبيع في الخيش ،
ويزخرف بيوت المخدات والمساند للنساء ، ولانه يفك الخط وقريب من المسجد ويخدم الامام حطوه مؤذن ونائب للامام ، ولمعرفته بالنساء –لما يعمله لهن من مشغولات- صار خبيرفي الزينات والطويلات والبدينات الحلوات والقبيحات الخفيفات والثابتات – وعلشان تظهر عليه علامات الصلاح ، وينادي بصوت الفلاح اهلوه يجمع الروس في الحلال يعني حطوه مأذون ،
يعني صار مخايش مؤذن ومآذون ،
منقول