أخبار عالمية

«الرعاية الصحية عن بعد»: تكاليف غير ضرورية

تعتبر مراقبة المرضى في المنزل باستخدام أحدث وسائل التكنولوجيا، أو ما يسمى «الرعاية الصحية عن بعد»، أحدث وسيلة في مجال الرعاية الصحية. في المقابل، فإنّ دراسة جديدة أجراها باحثون بريطانيون تشير إلى أنّ الأمر لا يستحق كل هذه النفقات الزائدة، وذلك ما أثار جدلاً بشأن الجدوى الاقتصادية للرعاية الصحية عن بعد التي تراهن عليها الكثير من شركات المعلومات والاتصالات بصفتها سوقاً واعدة قد تدر أرباحاً بمليارات الدولارات.
وخلص الباحثون في تقـريرهم، الذي نشـرته «الدورية الطبية البريطـانية»، أمـس، إلى أنّ «الرعـاية الصحية عن بعد لا تبدو إضـافة فـعالة من حيث التكلـفة للعـلاج وأسـاليب المسـاعدة المعـتادة».
وفي هذا السياق، ذكر المشارك في الدراسة الباحث في السياسات الاجتماعية في «كلية لندن للاقتصاد» البريطانية مارتن كناب أنّ النتائج المحبطة لا تعني أنّ الرعاية الصحية عن بعد مضيعة للوقت، لكنّها تشير إلى الحاجة إلى توجيهها بشكل أفضل، مضيفاً أنه في بعض الحالات قد تساعد التقنيات الذكية وتوسيع نطاق تنفيذ البرامج في تحسين النتائج. وتابع قائلاً إنه «يجب علينا التوصل إلى سبل لتحسين ضبط الأجهزة لتتناسب مع ظروف كل مريض».
وبحث كناب وزملاؤه في مدى فاعلية الرعاية الصحية عن بعد من حيث التكلفة مقارنةً بالرعاية التقليدية التي تلقاها 965 مريضاً خلال 12 شهراً، وكان المرضى يعانون من أمراض مزمنة هي قصور وظائف القلب والانسداد الرئوي المزمن وداء السكري.
وحصل أكثر من نصف المرضى على أجهزة تتيح لهم قياس ضغط الدم ومستوى السكر في الدم في المنزل، وقاموا من بعدها بنقل النتائج إلكترونياً إلى متخصص في الرعاية الصحية.
ومع ذلك فإنّ النتائج كانت محدودة. ووجد الباحثون أنّ التكلفة، عندما تضاف إلى الرعاية المعتادة، بلغت 92 ألف جنيه إسترليني، أي ما يعادل نحو 139 ألف دولار، وهذا ما طرح العديد من علامات الاستفهام حول جدوى تلك الطرق المنتشرة بشكل كبير في الدول الأوروبية.