الباحة – علي الرباعي
يخصُّ أهل مصر وسوريا بالدعاء أن يحقن الله دماءهم.
يُجِيد المقام الحجازي.. ويركز في القراءة على آيات السِّحر.
مُعلّم لغة إنجليزية.. أسَرَ قلوب المصلين بجمال التلاوة.
يشارك في تنظيف المسجد وتطييبه وتوفير الماء والمناديل.
------
إنْ قادَتك الظروفُ للعبور بطريق المطار في منطقة الباحة خلال شهر رمضان، وتحديداً بعد صلاة العشاء؛ فسيسْتوقفك ازدحام السيارات وتوافد المصلين على مسجد يحتل مساحة محدودة من ربوةٍ بين بلدتَيْ بشير وبني فروة، وبما أن البشر يربطون بين الازدحام وبين الحوادث أو الجنائز؛ فمن الطبيعي أن يسأل السالك من هنا لأول مرة عن سر هذه الحشود والوفود، وربما لا ينقطع العجب حين يعرف أن مَرجع ذلك (إمام تراويح) جمَع بين جمال التلاوة وبين حسن الخلق وسعة الأفق ورحابة الصدر وبُعد النظر، فتسامَع الناس به وطربوا للصلاة خلفه حتى ألِفَ المداومون على صلاتي التراويح والتهجد، رجالاً ونساء وشباناً وكهولاً وشيوخا؛ التبكير إلى مسجد محمد بن عبدالوهاب للتمكن من حجز مكان خلف هذا الإمام قبل امتلاء المسجد واكتفاء المساحة بما يفيض من صفوف تزيد عن تسعة، بطول عشرين متراً، وعرض مقارب للطول، كون القدرة الاستيعابية لا تزيد عن 400 مصلٍّ.
وبحسب صحيفة الشرق التي حرصت على الحضور أول ليلة من ليالي شهر رمضان لتعيش أجواءً إيمانية وروحانية خاصة، فالإمام بندر أحمد شويل، مُعلم لغة إنجليزية، وحاصل على درجة الماجستير في التربية، يأسر القلوب بجمال التلاوة وإتقان القراءة والتحكم في مخارج الحروف، إضافة إلى تمسكه بالسنة عند الدعاء، والتيسير على المصلين بالتخفيف وعدم الإطالة، ومن خلال حوارنا مع الإمام بندر؛ أوضح أن ما يحظى به من سمعة حسنة وما يلاقيه من ثناء؛ يُعَدُّ حسنَ ظنٍّ من محبيه وجماعة مسجده والمصلين معه، مؤكداً خطورة منصب الإمام كونه ضامناً ويتحمل عبئاً ومسؤولية أمام الله، لافتاً أنه يعمل مع جماعة المسجد مع اقتراب شهر رمضان، على نظافة المسجد وتطييبه وتوفير الماء والمناديل الورقية في مصلى الرجال ومصلى النساء، والتأكد من صلاحية وجهوزية دورات المياه والإضاءة ومكبرات الصوت، إضافة إلى استضافة أحد المشائخ في أول ليلة من ليالي التراويح ليذكِّر المصلين بما يجب عليهم من آداب وعبادة وفضائل.
ولم ينفِ الإمام بندر أن هناك هوّة بين عبادات المسلمين وسلوكهم، مؤمِّلاً أن يستفيد المسلمون من شهر الصوم بما يحسّن أخلاقهم ويرتقي بسلوكهم ويُعلِي من شأنهم، وعبَّر عن أمنيته بأن يتخلّق بعض المسلمين بالأخلاق الحسنة في رمضان، وأن تكون له صفة ملازمة طيلة عمره، مشيراً إلى أن دور الإمام مهمّ ومؤثر في عنايته بالمصلين وجماعة المسجد، وتفقد أحوالهم ومشاركتهم أفراحهم ومواساتهم عند الأتراح، والعمل مع جماعة المسجد على برامج ومشاريع الخير، ومنها الإصلاح وتأمين بعض المستلزمات للأُسر المعوزة والمحتاجين.
ولم يتحرَّج إمام مسجد محمد بن عبدالوهاب من الاعتراف بأن حنجرته لا تسعفه كثيراً للتنقل بين المقامات التطريبية عند إمامته في التراويح، إلا أنه يتقن المقام الحجازي كونه مناسباً مع إمكانات صوته، مستعيداً قصة أحد المصلين الذي خرج من الصلاة بسبب تركيز الإمام وتكراره الآيات المتضمنة الحديث عن السحر في سورة البقرة، فلم يحتمل وهرب من الصف متوجعاً، بشهادة المصلين، مبدياً فخره بالتركيز في الدعاء على ما ورد في سنة النبي عليه السلام دون اعتداء أو مبالغة، مستنكراً دعاء البعض على العلمانيين والليبراليين كونه مخالفاً للسنة، ومؤكداً حرصه بالتزام الدعاء لأهلنا أهل الشام، وأن يحقن الله دماءهم، وأن يجنب إخوتنا في مصر الفتن.
سيرة ذاتية للإمام
بندر أحمد شويل الغامدي.
مواليد عام 1403هـ.
يعمل معلم لغة إنجليزية في تعليم الباحة.
حصل مؤخراً على درجة الماجستير في التربية.
تم قبوله في جامعة أم القرى لنيل الدكتوراة.
حفظ معظم أجزاء القرآن بجهد ذاتي دون حلقة ولا مُحفّظ.
متزوج وأب لعدد من الأطفال.
نبذة ووصف للمسجد
يقع في بلدة بشير في منطقة الباحة.
تأسس عام 1422هـ، على طريق المطار.
بناه أحد المحسنين ثم سلّمه إدارة المساجد في الباحة.
مساحته تقارب 400 متر مربع.
يتسع لقرابة 400 مصلٍّ.
يفتقر لمواقف للسيارات.
يقع على شارع المطار الرئيسي.
كثرة مرتاديه تسبِّب ربكة لعابري الطريق وقت صلاتي العشاء والتراويح.
http://www.alsharq.net.sa/2013/07/13/893496