حب الذات حب الذات المفرط ،
حالة مرضية مهمة تصيب المجتمعات،
يجب إضاءتها ، لأنها ظاهرة سيئة تدعو المرء
للاشمئزاز منها وتصل إلى أن تصبح وباء ، وأصبحت
مستشرية في مجتمعنا وتنخر به كالسوس ينخر جذع
الشجرة ليقتلها ، دون أن تلقى في كثير من الأحيان من يقف
بوجهها ويتصدى لها ويشير لها بالبنان من أجل إيقافها ، ويعمل
على استئصالها من أجل نقاء المجتمع وصفاءه ، ولأنها تتعارض
وتخالف بديهيات علوم القيم والأخلاق واللياقة ، ونحن هنا نقصد الظاهرة
بأم عينيها الاثنتين……..
لا يختلف أحد من العقلاء ، على أن حب
الذّات ،هو أمر طبيعي ومشروع وضروري
للنمو الإنساني ، ويشعر ويحس المرء به ،
ونستطيع أن نتفهم هذه الظاهرة الطبيعية الموجودة
عند كل المخلوقات ونقر بها ،طالما أنها لا تتجاوز الأطر
والحدود المنطقية المعقولة والمتعارف عليها ، لتصبح ظاهرة
وحالة مرضية طاغية مستبدة ، ومن تدركه هذه الحالة ويصل
إليها ، لا بد وأن يكون قد ناله من الحماقة والبلاهة جزأ وافرا
لا يحسد عليه ، ليفكر أنه وحده فقط ، يحتل حيزا كبيرا ورئيسيا في
هذه الحياة الدنيا من الحكمةوالمعرفة والدراية والحنكة والقدرة والإبداع والتميز ،
وبدونه لا تنتصب الموازين ولا تصلح أحوال الأمة ،وبدونه فعلى الأمة أن تنتظر الطامة
الكبرى وستكون قادمة لا محالة ..!