أحبابي 
لمّا تعامدت الجهات عليّ وانطبق الفضاءُ على انفتاحي 
سافرتُ في لهب الهجير،
أُديرُ صحرائي على شعري ،
وانسج من خيوط الرملِ قافيتي ، 
واسكبُ للسنابل عزفَ ساقيتي ، وموسيقى رياحي .
ورسمت احبابي نخيل كرامةٍ 
آوي إليها حين يشتدُّ الزمانُ ،
وتنطفي عينا صباحي .
كانوا قناديلي التي اغشى بها ليلي ،
وآمالي التي خيلي على صَهَواتها يُدمي سلاحي .
كانوا تفاصيلي الحزينةَ كلّها 
من ماء غيمتهم أشكّل طينَ أوجاعي ،
وأسبح في جراحي
كانوا .. وكنتُ ... 
فلا استراح المتقون من العناءِ ، 
ولا استرحتُ من الغناءِ ،
ولا جمحتُ على جماحي .
لكنه لمّا استدار الوقت لم اجد الذين حملتهم قرناً على ظهري 
، ولم ألقف لهم ،
ووجدت في ظهري رماحي 
أدركت من لون الدماء
ومن مذاق الجرح 
أن الأهل باعوني ، 
وأن أحبتي كسروا جناحي، 
كتبها: د. صالح الزهراني . مدونات مكتوب ( مدونة أبكم مهمته الكلام )