بسم الله الرحمن الرحيم
من الأمور الغريبة أن الشاعر دغسان أبوعالي رحمه الله
والذي ولد في وادي العلي وشب وعاش عمره فيه
توفي وصلي عليه ودفن خارج الوادي بل ان مراسم العزاء
جرى جزء منها في مدينة جدة والجزء الآخر في منزله بالباحة
ليس هذا ماأدهشني ...
الذي اذهلني ان هذا الشاعر كان يتمنى رغم حبه الجم للوادي
ان يقيم خارجه ! هذا مايذكره شعرآ
ولدي دلائل على ذلك ...
بل وأتصور انه إستشعر ان وفاته ستكون خارج الوادي !
ولدي دلائل ايضآ على ذلك ..
الشاعر رحمه الله كان يعمل في بداية حياته مع أخيه جدي
عبدالله رحمه الله في التجارة وكان مقردكانهما الطائف
ولدي يقين لوان
الأمور سارت كما كانا يخططان لنقل أحدهما
للطائف او ربما كليهما وربمابقي أحدهما و ذهب الآخر لمكة ..
.. هناك أيضآ 3 أمنيات للشاعر نقلتها 3 قصائد مختلفة
بان يكون لديه بيت وبلاد ومجمع سكني فاخر
تمنى الشاعر في البدء أن يكون له مجمع ضخم في الجبوب
وقصيدة الجوب تؤكد ذلك
وعندما ادرك فشل أمنيته تمنى ان يكون له بيت وبلاد
إبن عائض في عسير وربما قاده طموحه لأن يحكمها
( علي يقل ليت بيته في بلاد ابها
وبلاد بن عايض الحاكم بلاد له )
واخيرآ وبعد تقدمه في السن أصبح يتمنى أن يسكن
وسط لندن ويكون المنزل به حديقة ..
( ليتني ساكنن وسط لندن
ويكن بيتنا حديقوا له )
هذه الأمنيات وسواها إضافة لما سمعته منه شخصيآ
قبل وفاته بأشهر عندما حدثنا عن سفرته مع إبن ملحه
للشرقية ومنها للمدينة المنورة حيث لمح بأمنيته ان يقضي
جزء كبير من أيامه طوال العام في المدينة لأن أحس
براحة فيها ..
هذا على صعيد رغبته في السكن خارج الباحه ..
اما على صعيد إستشعاره بان وفاته ربما تكون خارج الباحه
فقد وردت في قصائد عديدة والغريب ان اغلبها كانت خارج
الباحة ..
فقد قال نشيدآ عند مرضه في الطائف وهو مازال شابآ
مما جاء فيه
( كلن وفاته له وهاذي وفاتي)
وقال وهو مسافر من جدة
( وكل ماجيت بآفيق وراح الد
لا ون شري بزايد في علاليه
يحق لك بالرضا ياذا معازيني
والصحه لو بيتداويني قد امداها)
وفي لندن قال
( ياغبوني غبون المتنتن
مات والفحص والطب حوله)
وهناك كثير من القصائد والحداوى تؤكد ماذهبت إليه
قد يقول أحدكم ان البدع فرض عليه قول ذلك
ليستقيم الرد وأقول قد يكون ذلك في قصيدة
أما في غالبية القصائد فهذا غير ممكن ..
أستنتج مما ذكرت حقيقتين أولهما
- الشاعر كان لديه طموح مغادرة الباحة
وتحقيق امنياته خارجها .
ثانيآ - أنه إستشرف ان وفاته ربما كانت خارج الباحة
والله أعلم ...