--------------------------------------------------------------------------------
وقفة على أطلال ( القويزة )
هذه بكائية على شهداء السيول التي اجتاحت حي القويزة في جدة ... الأربعاء 8/12/1430هـ ( إنا لله وإنا إليه راجعون )
سال دمعي ..
فتمهَّلْ.
أيُّها السَّيلُ الذي سالَ فأودى ..
بـ ( القُويزة ) .
وصنوفُ الحزنِ في قلبي ..
توالت ..
كلَّما أبصرتُ مأساةً ..
أحاطت بعزيزٍ أو عزيزة .
أيُّها السَّيلُ تمهَّلْ .
سالَ دمعي ...
حين أبصرتُ صغيرًا ..
يملأُ الكونَ صُراخاً ..
أنقذوني .. أنقذوني !!
وتراء ى في غِمارِ الخَطْبِ..
شيخٌ ذو نشيجٍ ..
ارحموني .. ارحموني !!
لم يجد في بغتةِ السَّيلِ ..
زِماماً أو ركيزة .
وهُنا ربَّةُ بيتٍ ...
هالها الأمرُ فصاحتْ !!
يا إلهي .. يا إلهي !!
دُوهِمتْ في بُرهةٍ ..
من ساحةِ الوقتِ وَجِيزة ..
وهنا راعٍ ينادي مستغيثاً..
أدركوني .. أدركوني !!
فالأضاحي باتتِ الليلَ ضَحايَا ..
إذ جرفتَ اليومَ يا سيل معيزة .
وهتافاتٌ تدوِّي ..
مِلْؤُهَا الخوفُ الذي هيمَنَ ..
والخوفُ غريزة .
******
أيُّهَا السَّيلُ ..
تمهَّلْ !!
كلُّ هَذا ليس يُعقَل !!
أنتَ ألبستَ الحياةَ اليومَ ..
موتًا ..
أنتَ بدَّلتَ سُكونَ الحيِّ ..
صَوتاً ..
فكسوتَ الصَّوتَ ثوبًا ..
من وُجومٍ..
فتمهَّلْ !!
كلُّ شيء أيُّها السيلُ تبدَّلْ .
*******
أطرقَ السَّيلُ قليلاً ..
ثُمَّ نادي :
ما قضى الربُّ سيَفْعَل !!
فاصبروا ..
إن الضَّحايَا شُهدائي ..
ثم نادى :
أيُّها النَّاقدُ أعقِلْ !!
وتوكَّلْ !!
إن من نامَ بِأُمِّ الغَابِ ..
لا شكَّ سيُخْتلْ !!
ثم نادى :
أصْلِحُوا يا أيُّهَا القومُ طَريقِي ..
لتفوزوا بسلامٍ من بَلائي ..
ثم وارى وجهَهُ الدَّاكنَ..
في الطِّينِ ..
تلاشَى ..
وترحَّل .
ليته حقًا ترحَّل !!
للشاعر / حامد الغامدي
من قرية المفارجة