ذكريات ومن هنا وهناك (الجزء الأول)

استمرار الحياة
إخواني وأخواتي أبنائي وبناتي :
أرجو ألا أكون قد أثقلت عليكم بهذه الذكريات التي لا تسمن ولا تغني من جوع ، فإن كنت فعلا أثقلت عليكم وهذا ما أتوقعه فأرجو منكم السماح .
ما أخفيكم إنني كلما عدت إلى الماضي وتذكرت تلك الأيام وبعد كل حلقة اكتبها لكم ينتابني شعور غريب خليط من الحزن والسعادة ومشاعر مختلطة غريبة لا أستطيع وصفها بكلمات ... فمن جانب احمد الله أن مرت تلك الأيام بخيرها وشرها ومد الله في عمري وتغيرت الأحوال إلى ما هو أفضل ولله الحمد . ومن جانب آخر أقول : أين اولائك الذين فقدتهم من اسرتي وأتمنى لو مد الله في أعمارهم ليدركوا النعمة التي وصلنا إليها واستغفر الله أن اعترض على حكمه واختياره فما اختاره الله خير وأبقى وأفضل ولو تمكن احدنا من كشف أستار الغيب لما اختار لنفسه إلا ما اختاره الله له فلله الحمد والمنة وأسأله وحده أن يديم علينا فضله ويختم بالصالحات أعمالنا .
استمرت الحياة وبقيت فترة طويلة أتجرع غصص فراق شقيقي سعد رحمه الله ولكن الله لطيف رحيم يمن على الإنسان بالنسيان وهذه نعمة كبيرة لتستمر الحياة ولو تستمر لوعة الحزن لما استطاع الإنسان أن يمارس حياته ويستأنف مسيرته فسبحان الخالق العظيم الرحيم .
تقدمت لمسابقة وظيفية بالمرتبة الخامسة بمسمى محاسب ومن الله علي بالنجاح وعندما راجعت إدارة التعليم لأكمل إجراءات ترقيتي وتعديل وضعي على الوظيفة الجديدة تم لي ذلك ووجهت حسب مسمى الوظيفة إلى الشؤون المالية وكان مديرها الأستاذ عبد الله بدران حفظه الله ( وهذا الرجل موسوعة في الأمور المالية والمحاسبية ولقد استفدت من علمه وخبرته وحنكته وحسن إدارته للأمور وكان واسع الصدر حكيما قادرا على تخطى ما يواجهه من عقبات مهما كانت صعوبتها ) وطلبت منه الموافقة على عودتي إلى مدرسة بلال بن رباح ولكنه لم يوافق وقال : أنت على وظيفة محاسب ونحن بحاجة ماسة إليك بالشؤون المالية وعندنا عجز في الموظفين والله جاء بك ولم تجد توسلاتي واعتذاري بمواصلة دراستي قال : سنسهل لك أمور مواصلة دراستك ولا تهتم ونقلك إلى إدارة التعليم أفضل لك ... وكان له ما أراد ووجهني إلى قسم النفقات وهو احد أقسام الشؤون المالية وكان في ذلك خيرا لي ولله الحمد والمنة حيث أكملت دراستي الجامعية وتخرجت من كلية الاقتصاد والإدارة بجامعة الملك عبد العزيز عـــــام 1397هـ واكتسبت خبرة لا بأس بها في ممارسة الإعمال المالية .
حدث تغيير مفاجئ في وزارة المعارف حيث طبقت فكرة الإدارات العامة وبدأت بثلاث إدارة عامة في الرياض والمنطقة الغربية والمنطقة الشرقية وعين سعادة الدكتور عبد بن محمد الزيد مديرا عاما للتعليم بالمنطقة الغربية وضم لهذه الإدارة الوليدة إدارة تعليم مكة المكرمة وجدة والطائف والقنفذة والليث ومقرها جدة وكانت في مبنى مستأجر بطريق المدينة ثم عادت الإدارة العامة إلى مبنى إدارة التعليم بجدة وأصبح مسماها الإدارة العامة للتعليم بالمنطقة الغربية وعين الأستاذ عبد الله بدران مساعدا للمدير العام للشؤون الإدارية والمالية ثم عين الأستاذ عبد الله العبادي رحمه الله مديرا لشؤون الموظفين وعينت رئيسا لقسم النفقات ثم عين الأستاذ عبد الله العبادي مديرا للشؤون الإدارية ثم عينت بعد ذلك مديرا للشؤون المالية وكانت من أجمل أيام حياتي وأكثرها نشاطا وإنتاجا خاصة وأن العمل مع الأستاذ عبد الله العبادي رحمه الله متعة .
للحديث بقية إن امتد بي العمر بمشية الله .

 

 

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالحميد بن حسن

أرجو ألا أكون قد أثقلت عليكم بهذه الذكريات التي لا تسمن ولا تغني من جوع
فإن كنت فعلا أثقلت عليكم وهذا ما أتوقعه فأرجو منكم السماح .

أبو ياسر

لم تثقل علينا .. استمر .. فنحن نتابعك بصمت..


دمت بخير

 

 

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إبن القرية

أبو ياسر

لم تثقل علينا .. استمر .. فنحن نتابعك بصمت..


دمت بخير

اخي ابن القرية :
بارك الله فيك ولك جزيل الشكر على التشجيع وحسن العبارات لا عدمتك ايها الحبيب .

 

 

هى الحياه فيها كل شئ والمتناقضات جعلتنا نعيشها بدون ملل
يااباياسر لا تقل اثقلت عليكم ففى ذكرياتك العبره والفائده للجميع
واخص الجيل الجديد وادعو الله لك التوفيق

 

 

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حازم

هى الحياه فيها كل شئ والمتناقضات جعلتنا نعيشها بدون ملل
يااباياسر لا تقل اثقلت عليكم ففى ذكرياتك العبره والفائده للجميع
واخص الجيل الجديد وادعو الله لك التوفيق

حياك الله يا ابا محمد :
وشكرا لك على مشاعرك الطيبة وظنك الطيب ، لا عدمتك ومرورك شرفني وشرف الموضوع .
وارجو الله ان يجعل فيما اكتب الفائدة والعبرة .
وما اخفيك اخي العزيز انني اتجنب الكثير من التفاصيل لحساسية بعضها ولبعد بعضها عن هذه الذكريات التي اسعى إلى تجنيبها ما يثقل على القارئ فعلى سبيل المثال لدي الكثير عن فكرة الإدارات العامة التي اشرت إليها وكيف بدأت قوية ولدى مديري العموم صلاحيات واعدة ولكن سرعان ما حادت عن الجادة وحوصرت وقلصت الصلاحيات حتى خنقت هذه الفكرة الرائدة والتى كادت أن تقضي على المركزية المقيته التي تعاني منها وزارة المعارف آنذاك وقد اختير لهذه الإدارات اكفأ الرجال ومنهم د . عبد الله بن محمد الزيد حفظه الله كما اسلفت والدكتور سعيد بن عطية ابو عالي حفظه في المنطقة الشرقية والدكتور حمد السلوم رحمه الله في الرياض وهؤلاء الثلاثة من رجال التربية المشهود لهم بالنزاهة والاخلاص للوطن بل ومن رجال الميدان المبدعين وقفز التعليم في عهدهم قفزات كبيرة وكان لديهم الطموح والافكار الخلاقة ولكن للنجاح اعداء ، ولو تأملت صلاحيات مديري التربية والتعليم هذه الايام لذهلت فما منحوا من صلاحيات لا يعدوا بعض المهام التي تعتبر من صميم عملهم والله المستعان .
ارأيت لماذا اجنب هذه الذكريات بعض الامور التي تعكر صفو القارئ وتنغص عليه عيشه ؟

 

 

الحبيب أبو صالح ( رفيق الدّرب )
الحبيب أبو ياسـر ( عبد الحــميد )
أنا آسف جداً على تأخّر المداخلات عقب كلّ ذِكرى غالية أوردتموها لغيابي عن جدّة لخمسة عشر يوماً قضيتها في ربوع منطقتنا الجميلة الباحة وعِندما عُدت لم يهدأ لي بال ولم يهنأ لي مقام إذ لم أقلّب في صفحات ذِكرياتكما الجميلة والرّائعة بجمالكما وروعتكما ولقد شدّني وآلمني معاناة أخينا وكبيرنا رفيق الدّرب في عمليّته الجراحيّة بدون تخدير ( وقد نالنا مِنها ما نالنا ) وكذلك معاناته مِن جرّاء حِذائه ( وقد إستخدمت مِثلها لكن مِن النّوع المطوّر ! وغيرها مِن ذوات الشِّراك ) والحمد لِله على النّعمة الآن لكن ما آلمني أكثر هو عودته إلى البيت بدون عِمامه ! ههههه إذ لم يسلّم العهدة لأصحابها وقد تصوّرت أبا صالح وهو بذلك العِقال السّميك والواسع فأشفقت على حاله إذ لم يتعوّد عليه لكنّها الظّروف والمثل الشّعبي يقول : ( قال وش حدّك على المُرّ ؟ قال اللّي أمرّ منه ) .
أمّا ذكرياتك يا أبا ياسر مع معاناة العمل الحكومي بجميع أشكاله وغربتك عن الوالدين وعن أمّ عيالك رحمهم الله جميعاً ثمّ إقناع سعد رحمه الله لوالديك ليلحق بك عيالُك والدَّين الّذي عليك للرّيّس علي وعدم موافقة الرّيّس على التّنازل إلى الآن أو إعادة جدولته حسب الإمكانيّات وشهامة أبا أديب على إستعداده لسداد الدَّين وهذا في إعتقادي حلّ جيّد لأنّ طلعات الحجّ غير مضمونه ! فلك مِنّي دعوة صادقة بأن يسدّ دينك ويفكّ أسرك يا أبا ياسر ههههه .
أسعدكما الله في الدّارين أيّها الأخوين الحبيبين والعزيزين على قلبي فلقد أمتعتما كلّ مَن مرّ على ذكرياتكما وفّقكما الله ورحم والدينا ووالديكما والحبيب الغالي السّمي سعد بن حسن وذويكما . اللّهمّ آمين .

 

 

[size=""]
ما أخفيكم إنني كلما عدت إلى الماضي وتذكرت تلك الأيام وبعد كل حلقة اكتبها لكم ينتابني شعور غريب خليط من الحزن والسعادة ومشاعر مختلطة غريبة لا أستطيع وصفها بكلمات ... فمن جانب احمد الله أن مرت تلك الأيام بخيرها وشرها ومد الله في عمري



ذكريات عطرة ، كثير من القراء استمتعوا بتلك الذكريات يا أبا ياسر

ولو لم يكن لك من شهادة إلا تلك الصادرة بصدق من

جوار الحبيب لكفتك ،لقد أبليت بلاء حسنا وكنت

مكافحا صبورا والشؤون المالية في عهدك

كانت في عصرها الذهبي من دقة في العمل وأمانة، يعلم الله

أني لا أجاملك ولكن هذه هي الحقيقة التي يشهد لك بها الجميع ،

فاستمر بارك الله فيك .

[/color][/size]