ذكريات ومن هنا وهناك (الجزء الأول)

ذكريات
اتصلت هاتفيا في هذا اليوم بالأخ الحبيب مسفر عبد الواحد ( ابو طارق ) والمتواجد حاليا بمنزله العامر بمنطقة الباحة للسؤال عن صحته وتجديد العهد به والاستمتاع بحديثه المحبب إلى قلبي ، فتذكرت قريتنا الحبيبة ( قرية الحلة احدى قرى وادي العلي بمنطقة الباحة ) تذكرت تلك الحياة البسيطة الخالية من التعقيد ، تذكرت المحبة والألفة وحسن الجوار ، تذكرت الجسد الواحد الذي اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر , وهذا لا يعني انه لم يكن هناك اختلافات ومشكلات لكنها اختلافات ومشكلات بسيطة وتحل فورا ، تذكرت من يهبط السوق ويأتي من يوصيه يشتري له مقاضي من السوق فلا يرفض بل يحرص عليها وكأنها مقاضيه ، ولا يظن احد ان لديه سيارة فارهة يحمل عليها ما يريد ، ان وسيلته قدماه وإن كان محظوظا فلديه حمارته ( يمتطي صهوتها ) ويحمل عليها متاعه ، لكن لديه سعة صدر وحب لجيرانه فلا يرفض لهم طلبا .
تذكرت ذلك التعاون عند الحرث والصرام والدياس وبناء البيوت وخاصة الطينة وبناء الثلم وتنظيف المزارع .
تذكرت من يمرض فلا يجد من يعالجه فيبقى اياما طوالا يعاني شدة المرض ولا يملك علاجا إلا وصفات شعبية او الكي وآخر العلاج الكي .
تذكرت كم يموت من الاطفال لإصابتهم بأمراض اصبح علاجها اليوم ميسورا ولله الحمد والمنة .
فقلت الحمد الله على نعمه التي لا تعد ولا تحصى .
اسأل الله بمنه وكرمه أن يرحم من سبقنا إلى الدار الآخرة من الاباء والأمهات والأخوان والأخوات والزوجات والأبناء والبنات ويسكنهم فسيح الجنان وأن يمتع من بقي بالصحة والعافية ، كما اسأله سبحانه أن يسقى تلك الديار وجميع ديار المسلمين بالأمطار الهنيئة المباركة إنه سميع مجيب ,
وللجميع خالص تحياتي وتقديري .