
( يحبهم) !.. هذا عجيب، لأنه غني عنهم، وهم فقراء إليه، 
ولا يعتمد عليهم، ويعتمدون عليه ، 
ولا يطلب شيئاً منهم، وهم يطلبونه في كل شئ .
وعجيب أن يحبهم وهم مخلوقون ، 
وهو الذي خلق، ومرزوقون وهو الذي رزق.
(ويحبونه) .. ليس بعجيب، فقد صورهم وهم أجنة ، 
ثم أخرجهم من بطون أمهاتهم وله المنة ، ثم هداهم بالكتاب والسنة.
(ويحبونه) لأنه أعطاهم القلوب، والأسماع ، والأبصار ، 
وسخر لهم الشمس والقمر والنهار، وحماهم من الأخطار في القفار والبحار.
ولو قال: يحبهم ، وسكت لتوهم منهم الجفاء، 
ولو قال: يحبونه ، وسكت، لقيل ليس لهم عنده اختفاء، 
فلما قال:  (يحبهم ويحبونه)، تم الوداد والصفاء، وظهر الوفاق والوفاء.
من كتاب 
ضحايا الحب 
الشيخ الدكتور عائض بن عبدالله القرني
تحياتي  
...........