لا تعجبوا من هذه الكلمة ، وهذه العبارة ، 
 
فكما أنه يوجد غرف لتبديل الملابس ، 
 
فهناك غرف لتبديل الأخلاق ، والواقع يشهد بذلك .
وحينما أقول تبديل الأخلاق أقصد هنا تبديلها إلى الأسوء ، وهذا ما تسعى إليه ، 
 
وتهدف إليه تلك الأفلام والمسلسلات سواء كانت الخليجية أو العربية أو المدبلجة أو المترجمة ، 
 
فكلها تصب في مصب واحد هو تبديل الأخلاق الحسنة في المجتمعات إلى الأخلاق السيئة .
أنا لا أقول ذلك من فراغ ، ولكن انظروا ما خلَّفته تلك الأفلام والمسلسلات في عقول شبابنا ، 
 
فهذا حُبب إليه العلاقات المحرمة ، وبناء العلاقات الرومانسية ، وإسقاط الفتيات في أحضانه ، 
 
وذاك اقتنع بعقيدة النصارى في أن المسيح ابن الله أو التثليث ، وتلك قد تبنت فكرة تحرير المرأة من حجابها الذي هو عنوان طُهرها وعفافها ، 
 
وهذه قد اتخذت من تلك الفنانة أو المغنية أو الراقصة مَثَلاً أعلى لها تسعى لأن تكون مثلها ،
 
 وأخرى قد وضعت في فكرها وعقلها أنها حينما تتشبه بالرجال ، 
 
تكون قد بلغت غاية الكمال والتمام في شخصيتها متخذةً من تلك الشخصية المتمثلة لها في الفيلم أو المسلسل قدوةً لها .
ناهيك عما يُسوَّق له في تلك الأفلام والمسلسلات من أفكار وعادات وتقاليد الأقوام الأخرى التي لا تناسب مجتمعاتنا ولا عاداتنا ولا تقاليدنا ، بل ولا إسلامنا ،
 
 وذلك حين ترى بأن البنت في تلك التمثيلية تكون هي المظلمومة والمضطهدة حينما يمنعها أباها من إقامة علاقة محرمة مع رجل أجنبي عنها ، وإدخاله في البيت ،
 
 أو محادثته في الهاتف ، أو أنها تدخل وتخرج من البيت بل وتسافر في أي وقتٍ شاءت بلا حسيب ولا رقيب !
أما بالنسبة عن انتقاص الدين ، واتهامه بالجهل والتخلف ، والرجعية ، وازدراء أهل العلم ، وتصويرهم بأبشع الصور ، 
 
فلا تسل عن ذلك ، فقد بلغت في هذه التمثيليات مبلغاً ، والكل يعلم بأن الهدف من ذلك باختصار هو أن يترك الناس دينهم ، 
 
ولكنهم لا يستطيعون أن يقولوا ذلك للناس مباشرة ، فيلجؤون إلى مثل تلك الأمور التي تُنبئ عن ضحالةٍ في الفكر ،
 
 وانهزاميةٍ واضحةٍ في باب المواجهة المباشرة ،
 
 وذلك أنه لا يلجأ إلى هذه الحيل إلا الضعيف الذي هُزم في باب المواجهة ، وانكسر أمام سيف الحجة والبرهان .
ولذلك نحن نُهيب بإخواننا جميعهم إلى التنبه إلى مثل تلك الألاعيب الشيطانية ، المستوحاة من وحي الشيطان وأوليائه ،
 
 ولا تنطلي تلك الألاعيب إلا على من لم يُعمل عقله وفكره فيما يُعرض عليه من هذه الأفلام والمسلسلات ،
 
 ويُملى عليه من أفكار ومُعتقدات ، ويُراد منه بعد ذلك الاقتناع بها ، والعمل بها ، والدعوة إليها ، ولكن هيهات هيهات .