رجل مسلم وقع في حصار حاصره المسلمون للروم ،
وطال هذا الحصار ، واشتد الإنتصار على المسلمين ،
وأحرقتهم سهام العدو ،
فعمد رجلٌ من المسلمين سراً إلى ناحية من الحصن ،
فحفر نفقاً ثم دخل منه ،
فهجم على الباب من الداخل وجعل يضرب في الأعداء حتى فتح الباب ودخل المسلمون ،
واختفى ذلك الرجل فلم يعرفه أحد ،
فصار قائد المسلمين – مَسلمَة – يقول ويستحلف الناس :
سألتكم بالله أن يخرج إلي صاحب النفق ،
فلما كان الليل جاء رجل فاستأذن على حارس مسلمة ،
فقال الحارس من هذا ؟ قال : رجل يدلكم على صاحب النفق ،
فاذهب إلى صاحبك – يعني مسلمة – وأخبره
وقل له يشترط عليك شرطاً ،
وهو ألا تبحث عن بعد ذلك اليوم أبداً ،
ولا تطلب رؤيته بعده ولا الكلام معه أبدا ،
فقال مسلمه : لهُ شَرطُه فأخبروني عنه من هو ؟
فدخل الرجل – نفسه – وقال أنا هو.. وليَ ما اشترطتُ ،
لا تسألني .. لا تبحث عني .. لا تدعني إلا مجلسك .. فاختفى بين الجند .
فكان مسلمة بعد ذلك يقول :
" اللهم احشرني مع صاحب النفق "