من سجل الذكريات رواية لأمي رحمها الله

من سجل الذكريات رواية لأمي رحمها الله


اولا 0 نحمد الله على هذه النعمه التي 0 نتحلج 0 فيها 0 وليتنا نحافظ عليها بشكر الله ونسأله ان لا يغير علينا ويكفينا شرور انفسنا وسيئات اعمالنا 0 فالنعمه لا تدوم الا بالشكر 0
ثانيا 0 كم 0 عانا اباؤنا وامهاتنا 0 في الماضي من قسوة الحياه وصعوبة العيش ومشقة السفر 0
وحديثها رحمها الله 0 عن السفر 0 في اواخر الستينات 0 وانا معها اذكر هذه الرحله 0 طفلا 0 كالحلم 0 انما عرفت تفاصيلها منها رحمها الله 0 تقول 0 طلب والدي رحمه الله 0 من خالي حسن بن يحي رحمه الله 0 ان يحضر الوالده إليه في جده حيث كان يعمل 0 مقدم 0 ( يعني مدير ) عند 0 الأبًار 0 الذين كانت لديهم وكاله للحجاج 0 بجده 0 وكان له مكانته 0 حيث عمل صبيا حتى كبر وترقى الى مقدم 0 في عمل الحجاج 0
وقرر 0 استقدام الوالده وانا الطفل الوحيد للعيش معه بجده 0
تقول اخذني خالك 0 على جمله ضمن العديد من الجماله 0 منهم حسن عداش رحمه الله 0
سافرنا والفقر يشهد بحالنا ومعاناتنا 0 ومشقة الطريق 0 زادتنا على الطين بله 0 كما يقول المثل 0 استغرقت الرحله الى الشرايع سبعه ايام او أكثر 0 وفي الشرايع 0 كان هناك 0 بستان 0 لاسرة آل السليمان 0 المعروفه 0 ويعمل به عمي احمد كردي واخيه صالح رحمهما الله 0 مشغلين 0 لمواطير استخرج الماء من الآبار 0 وتشغيل مكينة الكهرباء 0 في ذلك الوقت ( يعني مهندسين ) بلغة هذا الزمن 0 وكان مرور خالي عليهما 0 لسببين الاول انهم ارحامه ومن الطبيعي انه يحمل لهم سمن ( هدية الديره في ذلك الوقت ) بالاضافه لتزويدهم باخبار الديره والوصايا 0 وكان الكل سعيد الجمال والمقيم 0 رغم شظف العيش 0 وضيق ذات اليد 0 والسبب الثاني 0 هو 0 لاستعارة 0 عباية واحد من نسوانهم اللاتي كن معهم في الشرايع 0 وبالمناسبه زوجتي من مواليد الشرايع 0 عرفتم 0 استعارة 0 عبايه 0 لتلتبسها والدتي الى جده ومن ثم اعادتها 0
كم هي صعوبة المعيشه والحياه في ذلك الزمن وكم هي مرارة الفقر 0 تقول رحمها الله 0 لم اكن اصدق ما اشاهده وشاهدته في مكه 0 وكم كانت سعادتي برؤية الكعبه والحرم لاول مره 0 وكنت استغرب كيف اقيمت بيوت اهل مكه بادوارها المتكرره على الجبال وبذلك الجمال 0 وكذلك بيوت جده وزخرفتها 0 كل ذلك كانه حلم 0 حاولت المقارنه بينه وبين طبيعة الحياه والبيوت والسفل والعلف 0 والمعلف 0 والمحوقه والجفوف والحطب والخلا 0 ووجدتني في نقله 0 حضاريه جديده وغريبه 0 وبالرغم من ما فيها من الراحه بعد الاستقرار بجده الا انها لم تنسيني معاناتي بالديره وايضا 0 شوقي لها 0
فكيف بنا في هذا الزمن الذي أصبحت مكه من أعظم بلاد الدنيا وحالة 0 عرفه ومزدلفه ومنى اليوم وهذه النعمه 0 التي نشكر الله عليها وندعو لامواتنا واصحاب المعاناه في ذلك الزمن بالرحمه وان يجمعنا بهم في مستقر رحمته مع تحياتي 00