الأستاذ احمد حسين الباشا
الأخ أحمد بن حسين بن نوره ( الباشا )
أخ حبيب وصديق صَدوق ، قريب مِن القلب قريب مِن الأفكار والمشاعر ! ترتاح النّفس عِند مقابلته يُشعرك بأنّه كِتاب مفتوح يُنْبِؤك بما في دواخله ! صفحة بيضاء نقيّة صافية ، تستأنس وتُسَرّ لحديثه ، لا تجد منه تأفّفاً ولا تضجّراً ولا تضايقاً عندما تختلف معه ــ والإختلاف نادر ــ لا يفرض رأيه فرضاً وإنّما يسعى للرّأي والمشورة دائماً ! وهذه مزيّة فيه ؛ ولذلك دخل القلوب مِن أوسع أبوابها ! ودون استئذان لهذه الخصال الحميدة اللتي ذكرتها .
إنسان متعاون ، يبحث عن أبواب الخير فيدلف منها وهو سعيد بذلك ( رغم التكاليف الباهضة أحياناً ) لا يُحِبّ أن يُعدِّد ما يُقدِّمه للآخرين مِن أفعال ومجهودات خيّرة لأنّه يهدِف إلى حصول الأجر والثواب من الله ( أيّ أنّه لا يريد السُّمعة ) .
أنْعِم به مِن جار ــ في سكنه الأوّل بالدِّيرة ــ لم نَرَ منه إلاّ كلّ خير ، وقد تابعته مِن صِغره في زمَنٍ كانت الشّقاوة والأذيّة السّائدة بين الصِّغار ــ إلاّ مَن هدى الله ــ وقد رأيت فيه صُورة مِنّي حيث كُنْت مُسالماً ! ( لا أشهد لنفسي لكن هذا السُّلوك هو المعروف عنِّي ! يشهد بذلك الكثير مِمّن يعرفني ، لاعتبارات كثيرة ) .
قد كان بودِّي أن أستطرد في الحديث ولكنّ الكلمات تعجز عن ذِكْر مناقب الحبيب أبو حسين ؛ متّعه الله بالصِّحّة والعافية وكتب أجره في كلّ ما قدّمه لأبناء قريته ولكلّ مَن تعامل معهم بأسلوبه الفريد والمعروف عنّه ولا غرو فهو مِن أسرة عريقة عُرف عن أفرادها الخير والعمل الإنسانيّ والإحترام والتّقدير .
وكم كان بودّي حضور المناسبة ولكن حال دون ذلك وفاة عمّتي أخت أبي في نفس اللّيلة وحضور مراسم الدّفن واستقبال المُعزِّين . والمعذرة يا أبا حسين .