عاج العسيري

.

*****

الخبيتي

فن أو موروث شعبي توارثه أهل الحجاز أبًا عن جد حتى اصبح علامة فارقة في الموروث بكافة فنونه والوانه

عاج العسيري

ورد في اللغة رجل عاجٌّ وعَجْعاجٌ وعَجَّاجٌ أي صيّاح
ولعل العاج مشتق من هذا و البعض يرى أن كلمة عاج رديف لكلمة لحن

ولكن لماذا يقال عاج العسيري
فالعاج عند اهل الخبيتي له ألحان عدة وهنا يصعب علينا التوضيح هل العاج لحن أم أن العاج مسمى لمجموعة ألحان
ولعل العاج مسمى لمفتاح شعري لمجموعة أبيات يمكن أداءها بأكثر من لحن

ويري البعض ان عدد عيجان الخبيتي تزيد عن ثلاثين ومنهم من يرى انها اقل من ذلك

وهناك من يصنف الحان الخبيتي في:

· الفرعي
· الحدري
· الجمالي
· اليتيم
· أبو سبع ليات

وآخرين يرون ان الحدري والجمالي كسرات وليست خبيتي

والمهم ان الخبيتي من الفنون الشعبية الراقصة الجميلة وهو فن قديم تدخل فيه من الايقاعات الدفوف بصورة رئيسية وكذلك السمسمية وهي آلة وترية بالاضافة إلى المزمار أو البوص
وأشهر من يؤدي فن الخبيتي أبناء بدر ورابغ وينبع ووادي الصفراء وغيرهم من أبناء الساحل الغربي في المملكة العربية السعودية

وفي الخبيتي يلبس الراقصون ثوب الحويسي وهو ثوب تراثي قديم ومشهور في هذه اللعبة لتمتعه بمزايا في تصميمه تساعد الراقص على الاتيان بحركات دورانية جميلة ومميزة, ومن الجدير بالذكر انه في جنوب إسبانيا رقصة مشهورة عندهم يسمونها الفلمنكو وفيها يرتدي الراقصون زياً مشابها للثوب الحويسي ويختلف ايقاعها وآلاتها والشبه الوحيد في الزي

اما اصل التسمية فهي فصيحة إذ وردت في المعجم الوسيط الجزء الأول الخبت من الأرض ما انخفض واتسع والمنخفض فيه رمل والوادي العميق الممدود فيه نبات والجمع خبوت وأخبات

وحسب رأيي الخاص ان معنى كلمة عاج هي طروق أو لحون تنعاج مع رفع درجات رفع الصوت وانخفاضه اما العسيري فقد تكون نسبة لصعوبة اللحن وفروعه

وفي الخبيتي طروق والحان تبدأ ببيت يقول:
يآبو سليمان العسيري ... خليت رجلي ماتسيري

وربما تكون سبب التسمية بـ( عاج العسيري )

وهنا سنقدم ابيات عاج العسيري

يآبو سليمان العسيري ... خليت رجلي ماتسيري
وتسير وتعود عليا ... كله حشآيم للعسيري

واربع ركايب للعسيري ... والخامسه تلحق شويآ
ليآ ثمان سنين غايب .... ماجابني غير العسيري

يآلايمي حسيبك الله .... يبليك ربي مابلاني
انا ضعيف يعلم الله .... واللي بلاني حسبه الله

يالمرشدي مزحك بجدي ... فالمزح لاتاخذ عليا
وانا تمنيتك من العام ... ترميبك الطرقه عليا

ياسيدي ياللي فالمكلا .... والموج من دونه تعلا
حسيبك الله يابلادي .... وان مت من يبكي عليا

وانا تبلوني وجوني ... وش قدرة المولى عليآ
وانا حمد ماني بنيآن ... والسيف الاملح في يديآ ... والخيل ماتلحق عليا

واربع ركايب للعسيري ... والخامسه تلحق شويآ
وانا بلايا في عظامي ... يارب هونها عليآ

وانا ياقلبي كملي بنهاك ... عن المسآري للعوبي
ليا سنه والفين عامي ... فالشام ماني فالتهامي

ردو علي اللعي ردوه ... يآعلكم ماتنكدونه
يابن جبر فك المحابيس ... الله يخليلك عيالك

ياهَل بدر وانتم سيادي ... دخيلكم حلّوا قيادي
سنبوكنا وشر اللحيا ... والرنق متغير عليا ... بحريته بنات مصوع ... ردو لي العاشق عليا ... سكانه عود وصندليه

وين انت عنا يالمعنى ... يوم الخشب قام يتثنا
والله لاروح ثم اروح ... ماتردني عن درب سيدي


قالولي هيا قلت ماني
رزقي ... يجيني في مكاني
ياسيدي بشكيك حالي ... يوم البحر وصل القواري

ياطير وش غبك عليا ... تمشي ضحا ولا عشيه
يابو خواتم ست وستوت ... خل الغنم ترعى فالخبوت
والمغربي شلش عليا ... واخذ قروشي من يدياء

والخبيتي من الفنون التي اعشقها واتمنى ان اكون وفقت في طرح ما يفيد المهتمين
ولنا عودة بقصائد جديدة إن شاء الله

*****

 

 

.

*****

الأربعاء 1434/11/5 هـ

الخبيتي.. رمز المكان وعراقة الماضي

ياسر أحمد اليوبي

بمحض الصدفة ادرت مؤشر المذياع يوم الثلاثاء الماضي على إذاعة البرنامج الثاني من جدة والتي عودتنا على تقديم كل ما يمتع المشاهد ويضفي الى ذائقتة باقة من الفائدة والمتعة، فإذا بي أسمع برنامجًا يتحدث عن مجموعة من الفنون الشعبية التي تتميز بها منطقة الحجاز وكان مما سمعت من مذيع ومذيعة البرنامج الحديث عن فن الخبيتي ذلك الفن والموروث الشعبي الذي توارثه أهل الحجاز أبًا عن جد حتى أضحى علامة تتميز بها المنطقة عن باقي المناطق، ولا شك أن لكل منطقة ما يميزها إلا إني هنا في صدد الحديث عن الفن الشعبي في الحجاز، وتداخلا مع ما جاء في البرنامج.

فالخبيتي من الفنون الشعبية الراقصة التي يشتهر بها الساحل الغربي من المملكة، وهو فن قديم يؤدى بمصاحبة الدفوف أو آلة السمسمية وهي آلة وترية ذات صوت شجي، والخبيتي مأخوذ من الخبت، إذ وردت في المعجم الوسيط الجزء الأول (الخبت من الأرض ما انخفض واتسع والمنخفض فيه رمل والوادي العميق الممدود فيه نبات والجمع خبوت وأخبات» انتهى كلامه.

والخبيتي فن شعبي اشتهر به أبناء مدينة بدر والرايس ومستورة والأبواء ورابغ وباقي مدن وقرى الساحل الغربي من منطقة الحجاز.

وتجدر الإشارة هنا لذكر (خبت الجميش) وهو متسع من الأرض المبسوطة يقع بين محافظة بدر وساحل البحر الاحمر، قال عنه ياقوت الحموي: (خبت علم الصحراء بين مكة والمدينة يقال له خبت الجميش). وفي حديث عمرو بن يثربي: (إن رأيت نعجة تحمل شفرة وزنادًا بخبت الجميش فلا تهجها) قال القتيبي: سألت الحجازيين فأخبروني أن بين المدينة والحجاز صحراء تُعرف بالخبت، والجميش: الذي لا ينبت)

ومن نافلة القول أن كثير وهو من شعراء العصر الأموي قابل عزة بهذا الخبت، فقد روى الأصفهاني عن جمعة بنت كثير عن أبيها كثير عن أول علاقة بعزة قال: (إنه خرج من منزله يسوق خلف غنم له إلى الجار -موضع قرب الرايس- فلما كان الخبت -المقصود خبت الجميش- وقف على نسوة من بني ضمرة فسألهن عن الماء، فقلن لعزة وهي جارية حديثة السن، (أرشديه إلى الماء فأرشدته وأعجبته.. إلى آخر الخبر) ويرى الكثير من الباحثين أن فن الخبيتي منسوب لهذا الخبت (خبت الجميش)،

والخبيتي فن له أشعار وألحان والغريب إنها مجهولة الشاعر والملحن، وهنا أرى أن الألحان في الأصل مأخوذة من البيئة بالشاعر المحيطة كصوت السواني أو حنين النوق أو من صوت الأمواج، وأما الأشعار فكلها بوح بالمشاعر وهيام وتعبير عن الوجدان ووصف الحبيب ومخاطبة للقمر والطبيعة والزهر، كلمات تفوح بعبق الماضي الجميل وتعكس بساطة الحياة آنذاك مثل:

يا أهل الركايب ريّضوا لي على الهون
ردّوا عليّ ارسانهن واردفوني

وِلْيَا وصلتوا دار مدعـوج (الأعيان)
الله يجمل حالكم نزّلوني

***

واروحي اللي من هوى زيد ذابت
كما يذوب من الندى كل قرطاس

***
جـرّة حبيبي بالخلا سكّنتني
عساك يا جرّة حبيبي تدومين

(والجرة هنا بمعنى أثر الأقدام) ويظل الخبيتي فنًا عريقًا حقق انتشارًا واسعًا وقبولًا كبيرًا، ويتغنى بألحان الفن الخبيتي في كثير من الحفلات والمناسبات في باقي مناطق المملكة وخارجها، وقد جاء في مجمل البرنامج آنف الذكر أن فن الخبيتي يُؤدى برقصات تتناسب وإيقاع اللحن ويلبس لتلك الرقصات لباس خاص يعطي كثيرًا من الانسجام مع حركة الدوران وقد ذكر المذيع أن ذلك الثوب يُسمى (الحويسي) وأضيف أن له أكثر من مسمى فهو يسمى بــ (المحاريد) و هناك من يسميه (الحربي) نسبة لقبيلة حرب العريقة وهو زي لبادية الحجاز وهو لباس عريض فضفاض من الأسفل له أكمام طويلة، والخبيتي كغيره من الفنون طالته أداة التطوير فأصبح يُؤدى اليوم على أحدث الآلات الموسيقية كالأورج والعود والقانون، ورغم هذا يبقى فنًا عريقًا يشكّل علامة فارقة مسجلة باسم مناطق ساحل البحر الأحمر من الحجاز، ويبقى الخبيتي لعبة الليل والمطر.

*****

 

 

.

*****

من الابيات الشعرية التي يتغنى بها عشاق لون الخبيتي

لا لا يا الخيزرانه

لالا وزمام سيدي طاح فى جمة البير
لا لا وجنيه ابوسيفين للي يجيبه

يا عويد الخيزرانه ياللي أهلك رموني
لا لا حسنك رماني وعيونك ضيعوني

لالا ونسيت مسواكي على بير عسفان
لا لا عودت له من ساعتي ما لقيته

لا لا رجلي فى الماء والظما حرق الجوف
لا لا ما بي ظما ... اشتهي شرب ماكم

لالا والنار شبت في ثيابي وانا حي
لالا نادو حبيبي يطفي النار عني

يانجوم السما ياساريا خبريني
عن عذيب اللما هوشد ولا نسيني

*****

 

 

.

*****

يآسّيدي منت على ماخبرناك
وش اللذي يآسيد مخلف طواريك

سيدي وقفلي عند باب المجنه
يقرا علي الفاتحه دين الاسلام

طفت اليمن والشام والشرق جيته
واللي يسلي خاطري مالقيته

قفّا الحبيّب والمودين يبكون
وآ حسرتي شدو ولا وادعوني

يآبود نهود فوق صدره ترجي
ضيعت ميقاتي وصومي وحجي

واقف على باب الهوى من عشيه
محبوس ومقيد ولابيدي حيله

قلي سلام ومرحبا لاتعديت
على عيون الناس لو ماتبيني

حنى رعينا ع السلم والنوامي
نوطى على العقرب فوسط الظلامي

يآبو عيونآ كحلها في هدبها
ومكحله من ربها اللي خلقها

*****