بسم الله الرحمن الرحيم
جزاك الله خيرا يا ابا صالح على هذه القصة الطريفة ، ورحم الله الوالد علي دغسان فقد كانت القصص التي يرويها غاية في الاثارة والدقة وجمال الوصف حتى ليخيل إليك وانت تستمع إليه إثناء روايته لاحداثها أنك أحد شهود العيان على وقائعها وهذه ميزة قلما تتوفر في الرواة وكان يشاركه في هذه الخصلة الخال علي بن قسقس رحمهم الله جميعا .
اما قصص رابطة بني علي فهي كثيرة وساروى لكم إحداها ، نقلت إلى مكة المكرمة في اوائل عام 1399هـ ولم يمض علي فيها سوى بضعة أسابيع وكنت مناوبا ليلة خميس وعندي مراسل من قبيلة مجاورة إسمه علي مع أن إسم ( علي ) يكاد يكون نادرا في تلك القبيلة ، المهم كانت الرياضة في تلك الايام في اوج مجدها واخينا يشجع الاتحاد وصادف أن كان هناك مباراة في جدة بين الاتحاد والوحدة فجائني ضابط الصف المناوب وقال لي ( لي عندك طلب يابو عبد الله ) قلت خير ! قال علي يشجع الاتحاد ويبغى يحضر المباراة الليلة في جدة وانا مستعد بتامين طلباتك حتى يعود ، قلت له الله معاه ، و في حوالي العاشرة مساء رن جرس الهاتف وإذا بالمتحدث خفير الباب يخبرني بأن عنده عجوز وعجوزة يرغبان في مقابلتي ، بعثت ضابط الصف الذي كان موجودا معي لمقابلتهما واستطلاع الخبر فرجع بعد قليل ووجه متغير اللون قلت مابك ؟ قال والد علي ووالدته عند الباب يريدون مقابلتك ! !
نزلت من الغرفة وانا مفجوع أقلبها يمين ويسار ماذا جاء بهما ؟ وماذا يريدان مني ؟ وهل هما مقيمان في مكه أم خارجها ؟ ولمذا في هذا الوقت بالذات ؟!
وصلت إلى البوابة ولا ادري كيف وصلت وإذا بعجوزين يرثى لحالهما من الفقر والكبر والارتجاف ، قال الاب ياولدي جاتنا هذه البرقية ودوبنا وصلنا من الديرة نبغى نشوف ولدنا ، اخذت البرقية فإذا نصها ( انا في المستشفى في حالة خطيرة ، إبنك علي ) تفحصت تاريخ البرقية فاذا بها مرسلة قبل يومين من تاريخ ذلك اليوم فحمدت الله على أن الشيطان لم يصب باذى في تلك الليلة واكون أنا السبب ، قلت له إبنك بخير وهو الآن في جدة فلم يصدقن ، حاولت أن إقنعه بشتى الوسائل فلم يقتنع ، اخذته وعجوزته إلى غرفتي وعشيتهما وبقينا ننتظر علي يكسينا رأسه ومرت الساعات وكأنها دهر إلى أن شرّف أخينا في حوالي الساعة الثانية والثلث بعد منتصف الليل وكان عذره أن الاتحاد فاز وراح الاخ إلى مقرالنادي يستكمل التشجيع ! سالناه عن البرقية قال أنا ارسلتها ابغى آشوف ابي وامي يحبوني وإلا لا ؟ ! ! قلت له والآن تأكدت إنهم يحبونك ؟ قال والله مدري اخاف إنهم يحبون موسى اكثر مني ! سالته واين موسى ؟ قال في الجيش في تبوك قلت له ودي ابوك وامك الموقف يسافرون وتعال ! وساترك لكم تخمين ما حل به بعد ذلك ! . تحياتي للجميع ولبني علي على وجه الخصوص .
.