يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

اهداءات ساحات وادي العلي







العودة   ساحات وادي العلي > ساحة الثقافة الإسلامية > الساحة الإسلامية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-19-2008, 10:47 PM   رقم المشاركة : 91
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 20
إبن القرية is on a distinguished road


 


بسم الله الرحمن الرحيم

الجواب العشرين

فيمن نزلت هذه الآية؟


قال مجاهد .. نزلت في رجل من قريش كان يدعى ذا القلبين من دهائه , وكان يقول : إن لي في جوفي قلبين , أعقل بكل واحد منهما أفضل من عقل محمد . قال : وكان من فهر . الواحدي والقشيري وغيرهما .. نزلت في جميل بن معمر الفهري , وكان رجلا حافظا لما يسمع . فقالت قريش .. ما يحفظ هذه الأشياء إلا وله قلبان . وكان يقول .. لي قلبان أعقل بهما أفضل من عقل محمد . فلما هزم المشركون يوم بدر ومعهم جميل بن معمر , رآه أبو سفيان في العير وهو معلق إحدى نعليه في يده والأخرى في رجله ; فقال أبو سفيان .. ما حال الناس ؟ قال انهزموا . قال : فما بال إحدى نعليك في يدك والأخرى في رجلك ؟ قال : ما شعرت إلا أنهما في رجلي ; فعرفوا يومئذ أنه لو كان له قلبان لما نسي نعله في يده . وقال السهيلي .. كان جميل بن معمر الجمحي , وهو ابن معمر بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح , واسم جمح .. تيم ; وكان يدعى ذا القلبين فنزلت فيه الآية , وفيه يقول الشاعر .. وكيف ثوائي بالمدينة بعد ما قضى وطرا منها جميل بن معمر قلت .. كذا قالوا جميل بن معمر . وقال الزمخشري : جميل بن أسد الفهري . وقال ابن عباس : سببها أن بعض المنافقين قال : إن محمدا له قلبان ; لأنه ربما كان في شيء فنزع في غيره نزعة ثم عاد إلى شأنه الأول ; فقالوا ذلك عنه فأكذبهم الله عز وجل . وقيل : نزلت في عبد الله بن خطل . وقال الزهري وابن حبان .. نزل ذلك تمثيلا في زيد بن حارثة لما تبناه النبي صلى الله عليه وسلم ; فالمعنى .. كما لا يكون لرجل قلبان كذلك لا يكون ولد واحد لرجلين . قال النحاس .. وهذا قول ضعيف لا يصح في اللغة , وهو من منقطعات الزهري , رواه معمر عنه . وقيل .. هو مثل ضرب للمظاهر ; أي كما لا يكون للرجل قلبان كذلك لا تكون امرأة المظاهر أمه حتى تكون له أمان . وقيل : كان الواحد من المنافقين يقول : لي قلب يأمرني بكذا , وقلب يأمرني بكذا ; فالمنافق ذو قلبين ; فالمقصود رد النفاق . وقيل .. لا يجتمع الكفر والإيمان بالله تعالى في قلب , كما لا يجتمع قلبان في جوف ; فالمعنى : لا يجتمع اعتقادان متغايران في قلب . ويظهر من الآية بجملتها نفي أشياء كانت العرب تعتقدها في ذلك الوقت , وإعلام بحقيقة الأمر , والله أعلم .

القلب بضعة صغيرة على هيئة الصنوبرة , خلقها الله تعالى في الآدمي وجعلها محلا للعلم , فيحصي به العبد من العلوم ما لا يسع في أسفار , يكتبه الله تعالى فيه بالخط الإلهي , ويضبطه فيه بالحفظ الرباني , حتى يحصيه ولا ينسى منه شيئا . وهو بين لمتين : لمة من الملك , ولمة من الشيطان ; كما قال صلى الله عليه وسلم . خرجه الترمذي ; وقد مضى في " البقرة " . وهو محل الخطرات والوساوس ومكان الكفر والإيمان , وموضع الإصرار والإنابة , ومجرى الانزعاج والطمأنينة . والمعنى في الآية : أنه لا يجتمع في القلب الكفر والإيمان , والهدى والضلال , والإنابة والإصرار , وهذا نفي لكل ما توهمه أحد في ذلك من حقيقة أو مجاز , والله أعلم .

أعلم الله عز وجل في هذه الآية أنه لا أحد بقلبين , ويكون في هذا طعن على المنافقين الذين تقدم ذكرهم ; أي إنما هو قلب واحد , فإما فيه إيمان وإما فيه كفر ; لأن درجة النفاق كأنها متوسطة , فنفاها الله تعالى وبين أنه قلب واحد . وعلى هذا النحو يستشهد الإنسان بهذه الآية , متى نسي شيئا أو وهم . يقول على جهة الاعتذار : ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه .

مامعنى أدعياءكم ؟

في قوله تعالى
(وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءكُمْ أَبْنَاءكُمْ ذَلِكُمْ قَوْلُكُم بِأَفْوَاهِكُمْ )

الأدعياء جمع الدعي وهو الذي يدعى ابنا لغير أبيه أو يدعي غير أبيه والمصدر الدعوة بالكسر فأمر تعالى بدعاء الأدعياء إلى آبائهم للصلب فمن جهل ذلك فيه ولم تشتهر أنسابهم كان مولى وأخا في الدين وذكر الطبري أن أبا بكرة قرأ هذه الآية وقال أنا ممن لا يعرف أبوه فأنا أخوكم في الدين ومولاكم . قال الراوي عنه : ولو علم - والله - أن أباه حمار لانتمى إليه ورجال الحديث يقولون في أبي بكرة نفيع بن الحارث .

أجمع أهل التفسير على أن هذا نزل في زيد بن حارثة . وروى الأئمة أن ابن عمر قال : ما كنا ندعو زيد بن حارثة إلا زيد بن محمد حتى نزلت : " ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله " [ الأحزاب : 5 ] وكان زيد فيما روي عن أنس بن مالك وغيره مسبيا من الشأم , سبته خيل من تهامة , فابتاعه حكيم بن حزام بن خويلد , فوهبه لعمته خديجة فوهبته خديجة للنبي صلى الله عليه وسلم فأعتقه وتبناه , فأقام عنده مدة , ثم جاء عمه وأبوه يرغبان في فدائه , فقال لهما النبي صلى الله عليه وسلم وذلك قبل البعث .. ( خيراه فإن اختاركما فهو لكما دون فداء ) . فاختار الرق مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على حريته وقومه ; فقال محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك .. ( يا معشر قريش اشهدوا أنه ابني يرثني وأرثه ) وكان يطوف على حلق قريش يشهدهم على ذلك , فرضي ذلك عمه وأبوه وانصرفا . وكان أبوه لما سبي يدور الشأم ويقول .. بكيت على زيد ولم أدر ما فعل أحي فيرجى أم أتى دونه الأجل فوالله لا أدري وإني لسائل أغالك بعدي السهل أم غالك الجبل فيا ليت شعري هل لك الدهر أوبة فحسبي من الدنيا رجوعك لي بجل تذكرنيه الشمس عند طلوعها وتعرض ذكراه إذا غربها أفل وإن هبت الأرياح هيجن ذكره فيا طول ما حزني عليه وما وجل سأعمل نص العيس في الأرض جاهدا ولا أسأم التطواف أو تسأم الإبل حياتي أو تأتي علي منيتي فكل امرئ فان وإن غره الأمل فأخبر أنه بمكة ; فجاء إليه فهلك عنده . وروي أنه جاء إليه فخيره النبي صلى الله عليه وسلم كما ذكرنا وانصرف .. وقتل زيد بمؤتة من أرض الشأم سنة ثمان من الهجرة , وكان النبي صلى الله عليه وسلم أمره في تلك الغزاة , وقال : ( إن قتل زيد فجعفر فإن قتل جعفر فعبد الله بن رواحة ) . فقتل الثلاثة في تلك الغزاة رضوان الله تعالى عليهم أجمعين . ولما أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم نعي زيد وجعفر بكى وقال .. ( أخواي ومؤنساي ومحدثاي ) .


روي في الصحيح عن سعد بن أبي وقاص وأبي بكرة كلاهما قال سمعته أذناي ووعاه قلبي محمدا صلى الله عليه وسلم يقول : ( من ادعى إلى غير أبيه وهو يعلم أنه غير أبيه فالجنة عليه حرام ) . وفي حديث أبي ذر أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول ليس من رجل ادعى لغير أبيه وهو يعلمه إلا كفر ) .

والمنافقين قالوا لما تزوج النبي صلى الله عليه وسلم .. زينب بنت جحش التي كانت امرأة زيد بن حارثة الذي تبناه النبي صلى الله عليه وسلم قالوا .. تزوج محمد امرأة ابنه فأكذبهم الله تعالى في ذلك "والله يقول الحق" في ذلك "وهو يهدي السبيل" سبيل الحق

والله أعلم

تفسير القرطبي

وتفسير الجلالين



جزاك الله خير

دمت في حفظ الله

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 09-20-2008, 10:01 PM   رقم المشاركة : 92

 



بارك الله فيك وجزاك الله الخير كله ومتعك بالصحة والعافية . إجابة شاملة وموفقة ..



السؤال الواحد والعشرون

قال تعالى :-( لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُور )
ٌ
الأسئلة
ما المقصود بسبا؟
ما هي مزايا جنتيهم ؟
ماهي العقوبة التي نالوها من الله ؟

 

 
























التوقيع

مدّيت له قلبي وروّح وخلاه
الظاهر إنه ماعرف وش عطيته

   

رد مع اقتباس
قديم 09-20-2008, 10:15 PM   رقم المشاركة : 93
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية أبوناهل
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 12
أبوناهل is on a distinguished road


 


قال علماء النسب منهم محمد بن إسحاق: اسم سبأ عبد شمس بن يشجب بن يعرب بن قحطان قالوا: وكان أول من سبى من العرب فسمي سبأ لذلك،

وقال الإمام أحمد: حدثنا أبو عبد الرحمن حدثنا ابن لهيعة عن عبد الله بن هبيرة السبائي عن عبد الرحمن بن وعلة سمعت عبد الله بن العباس يقول: إن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن سبأ ما هو ؟ أرجل أم امرأة أم أرض ؟ قال: بل هو رجل، ولد عشرة فسكن اليمن منهم ستة وبالشام منهم أربعة، فأما اليمانيون فمذحج وكندة والأزد والأشعريون وأنمار وحمير وأما الشامية فلخم وجذام وعاملة وغسان، وقد ذكرنا في التفسير أن فروة بن مسيك الغطيفي هو السائل عن ذلك كما استقصينا طرق هذا الحديث وألفاظهن هناك ولله الحمد.

وقوم سبأ سكنوا يلاد اليمن

ذكر غير واحد من علماء السلف والخلف من المفسرين وغيرهم أن سد مأرب كان صنعته أن المياه تجري من بين جبلين فعمدوا في قديم الزمان فسدوا ما بينهما ببناء محكم جدا حتى ارتفع الماء فحكم على أعالي الجبلين وغرسوا فيهما البساتين والأشجار المثمرة الأنيقة، وزرعوا الزروع الكثيرة، ويقال كان أول من بناه سبأ بن يعرب وسلط إليه سبعين واديا يفد إليه وجعل له ثلاثين فرضة يخرج منها الماء ومات ولم يكمل بناؤه فكملته حمير بعده، وكان اتساعه فرسخا في فرسخ وكانوا في غبطة عظيمة وعيش رغيد وأيام طيبة حتى ذكر قتادة وغيره أن المرأة كانت تمر بالمكتل على رأسها فيمتلئ من الثمار ما يتساقط فيه من نضجه وكثرته وذكروا أنه لم يكن في بلادهم شيء من البراغيث ولا الدواب الموذية لصحة هوائهم وطيب فنائهم
......... ولكن بسبب كفرهم وبطرهم

فلما عبدوا غير الله وبطروا نعمته وسألوا بعد تقارب ما بين قراهم وطيب ما بينها من البساتين وأمن الطرقات سألوا أن يباعد بين أسفارهم وأن يكون سفرهم في مشاق وتعب وطلبوا أن يبدلوا بالخير شرا كما سأل بنو إسرائيل بدل المن والسلوى البقول والقثاء والفوم والعدس والبصل فسلبوا تلك النعمة العظيمة والحسنة العميمة بتخريب البلاد والشتات على وجوه العباد كما قال تعالى فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ قال غير واحد: أرسل الله على أصل السد الفار، وهو الجرذ ويقال: الخلد.

فلما فطنوا لذلك أرصدوا عندها السنانير فلم تغن شيئا إذ قد حم القدر ولم ينفع الحذر كلا لا وزر، فلما تحكم في أصله الفساد سقط وانهار فسلك الماء القرار، فقطعت تلك الجداول والأنهار، وانقطعت تلك الثمار، وبادت تلك الزروع والأشجار، وتبدلوا بعدها برديء الأشجار والأثمار.

والله أعلم ...

 

 
























التوقيع



   

رد مع اقتباس
قديم 09-21-2008, 12:18 AM   رقم المشاركة : 94

 


بسم الله الرحمن الرحيم

الجواب الحادي والعشرون


ما المقصود بسبا؟


قرأ نافع وغيره بالصرف والتنوين على أنه اسم حي , وهو في الأصل اسم رجل ; جاء بذلك التوقيف عن النبي صلى الله عليه وسلم روى الترمذي قال : حدثنا أبو كريب وعبد بن حميد قالا حدثنا أبو أسامة عن الحسن بن الحكم النخعي قال حدثنا أبو سبرة النخعي عن فروة بن مسيك المرادي قال : أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت : يا رسول الله , ألا أقاتل من أدبر من قومي بمن أقبل منهم ; فأذن لي في قتالهم وأمرني ; فلما خرجت من عنده سأل عني : ( ما فعل الغطيفي ) ؟ فأخبر أني قد سرت , قال : فأرسل في أثري فردني فأتيته وهو في نفر من أصحابه فقال : ( ادع القوم فمن أسلم منهم فاقبل منه ومن لم يسلم فلا تعجل حتى أحدث إليك ; قال : وأنزل في سبإ ما أنزل ; فقال رجل : يا رسول الله , وما سبأ ؟ أرض أو امرأة ؟ قال : ليس بأرض ولا بامرأة ولكنه رجل ولد عشرة من العرب فتيامن منهم ستة وتشاءم منهم أربعة . فأما الذين تشاءموا فلخم وجذام وغسان وعاملة . وأما الذين تيامنوا فالأزد والأشعريون وحمير وكندة ومذحج وأنمار . فقال رجل : يا رسول الله وما أنمار ؟ قال : ( الذين منهم خثعم وبجيلة ) . وروي هذا عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن غريب . وقرأ ابن كثير وأبو عمرو " لسبأ " بغير صرف , جعله اسما للقبيلة , وهو اختيار أبي عبيد , واستدل على أنه اسم قبيلة بأن بعده " في مساكنهم " . النحاس : ولو كان كما قال لكان في مساكنها . وقد مضى في " النمل " زيادة بيان لهذا المعنى . وقال الشاعر في الصرف : الواردون وتيم في ذرى سبأ قد عض أعناقهم جلد الجواميس وقال آخر في غير الصرف : من سبأ الحاضرين مأرب إذ يبنون من دون سيلها العرما وقرأ قنبل وأبو حنيفة والجحدري " لسبأ " بإسكان الهمزة . " في مساكنهم " قراءة العامة على الجمع , وهي اختيار أبي عبيد وأبي حاتم ; لأن لهم مساكن كثيرة وليس بمسكن واحد . وقرأ إبراهيم وحمزة وحفص " مسكنهم " موحدا , إلا أنهم فتحوا الكاف . وقرأ يحيى والأعمش والكسائي موحدا كذلك , إلا أنهم كسروا الكاف . قال النحاس : والساكن في هذا أبين ; لأنه يجمع اللفظ والمعنى , فإذا قلت " مسكنهم " كان فيه تقديران : أحدهما : أن يكون واحدا يؤدي عن الجمع . والأخر : أن يكون مصدرا لا يثنى ولا يجمع ; كما قال الله تعالى : " ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم " [ البقرة : 7 ] فجاء بالسمع موحدا . وكذا " مقعد صدق " [ القمر : 55 ] و " مسكن " مثل مسجد , خارج عن القياس , ولا يوجد مثله إلا سماعا . " آية " اسم كان , أي علامة دالة على قدرة الله تعالى على أن لهم خالقا خلقهم , وأن كل الخلائق لو اجتمعوا على أن يخرجوا من الخشبة ثمرة لم يمكنهم ذلك , ولم يهتدوا إلى اختلاف أجناس الثمار وألوانها وطعومها وروائحها وأزهارها , وفي ذلك ما يدل على أنها لا تكون إلا من عالم قادر .

ما هي مزايا جنتيهم ؟

إن الآية التي كانت لأهل سبأ في مساكنهم أنهم لم يروا فيها بعوضة قط ولا ذبابا ولا برغوثا ولا قملة ولا عقربا ولا حية ولا غيرها من الهوام , وإذا جاءهم الركب في ثيابهم القمل والدواب فإذا نظروا إلى بيوتهم ماتت الدواب . وقيل : إن الآية هي الجنتان , كانت المرأة تمشي فيهما وعلى رأسها مكتل فيمتلئ من أنواع الفواكه من غير أن تمسها بيدها ; قاله قتادة . وروي أن الجنتين كانتا بين جبلين باليمن . قال سفيان : وجد فيهما قصران مكتوب على أحدهما : نحن بنينا سلحين في سبعين خريفا دائبين , وعلى الآخر مكتوب : نحن بنينا صرواح , مقيل ومراح ; فكانت إحدى الجنتين عن يمين الوادي والأخرى عن شماله . قال القشيري : ولم يرد جنتين اثنين بل أراد من الجنتين يمنة ويسرة ; أي كانت بلادهم ذات بساتين وأشجار وثمار ; تستتر الناس بظلالها . " كلوا من رزق ربكم " أي قيل لهم كلوا , ولم يكن ثم أمر , ولكنهم تمكنوا من تلك النعم . وقيل : أي قالت الرسل لهم قد أباح الله تعالى لكم ذلك ; أي أباح لكم هذه النعم فاشكروه بالطاعة

ماهي العقوبة التي نالوها من الله ؟

قال تعالى ( فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ)

والعرم فيما روي عن ابن عباس : السد فالتقدير : سيل السد العرم . وقال عطاء : العرم اسم الوادي . قتادة : العرم وادي سبأ ; كانت تجتمع إليه مسايل من الأودية , قيل من البحر وأودية اليمن ; فردموا ردما بين جبلين وجعلوا في ذلك الردم ثلاثة أبواب بعضها فوق بعض , فكانوا يسقون من الأعلى ثم من الثاني ثم من الثالث على قدر حاجاتهم ; فأخصبوا وكثرت أموالهم , فلما كذبوا الرسل سلط الله عليهم الفأر فنقب الردم . قال وهب : كانوا يزعمون أنهم يجدون في علمهم وكهانتهم أنه يخرب سدهم فأرة فلم يتركوا فرجة بين صخرتين إلا ربطوا إلى جانبها هرة ; فلما جاء ما أراد الله تعالى بهم أقبلت فأرة حمراء إلى بعض تلك الهرر فساورتها حتى استأخرت عن الصخرة ودخلت في الفرجة التي كانت عندها ونقبت السد حتى أوهنته للسيل وهم لا يدرون ; فلما جاء السيل دخل تلك الخلل حتى بلغ السد وفاض الماء على أموالهم فغرقها ودفن بيوتهم . وقال الزجاج : العرم اسم الجرذ الذي نقب السكر عليهم , وهو الذي يقال له الخلد - وقاله قتادة أيضا - فنسب السيل إليه لأنه بسببه . وقد قال ابن الأعرابي أيضا : العرم من أسماء الفأر . وقال مجاهد وابن أبي نجيح : العرم ماء أحمر أرسله الله تعالى في السد فشقه وهدمه . وعن ابن عباس أيضا أن العرم المطر الشديد . وقيل العرم بسكون الراء . وعن الضحاك كانوا في الفترة بين عيسى ومحمد عليهما السلام . وقال عمرو بن شرحبيل : العرم المسناة ; وقاله الجوهري , قال : ولا واحد لها من لفظها , ويقال واحدها عرمة . وقال محمد بن يزيد : العرم كل شيء حاجز بين شيئين , وهو الذي يسمى السكر , وهو جمع عرمة . النحاس : وما يجتمع من مطر بين جبلين وفي وجهه مسناة فهو العرم , والمسناة هي التي يسميها أهل مصر الجسر ; فكانوا يفتحونها إذا شاءوا فإذا رويت جنتاهم سدوها . قال الهروي : المسناة الضفيرة تبنى للسيل ترده , سميت مسناة لأن فيها مفاتح الماء . وروي أن العرم سد بنته بلقيس صاحبة سليمان عليه الصلاة والسلام , وهو المسناة بلغة حمير , بنته بالصخر والقار , وجعلت له أبوابا ثلاثة بعضها فوق بعض , وهو مشتق من العرامة وهي الشدة , ومنه : رجل عارم , أي شديد , وعرمت العظم أعرمه وأعرمه عرما إذا عرقته , وكذلك عرمت الإبل الشجر أي نالت منه . والعرام بالضم : العراق من العظم والشجر . وتعرمت العظم تعرقته . وصبي عارم بين العرام ( بالضم ) أي شرس . وقد عرم يعرم ويعرم عرامة ( بالفتح ) . والعرم العارم ; عن الجوهري .

وقال تعالى ( وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ )

وقرأ أبو عمرو ( أكل خمط ) بغير تنوين مضافا . قال أهل التفسير والخليل : الخمط الأراك . الجوهري : الخمط ضرب من الأراك له حمل يؤكل . وقال أبو عبيدة : هو كل شجر ذي شوك فيه مرارة . الزجاج : كل نبت فيه مرارة لا يمكن أكله . المبرد : الخمط كل ما تغير إلى ما لا يشتهى . واللبن خمط إذا حمض . والأولى عنده في القراءة " ذواتي أكل خمط " بالتنوين على أنه نعت لـ " ـأكل " أو بدل منه ; لأن الأكل هو الخمط بعينه عنده , فأما الإضافة فباب جوازها أن يكون تقديرها ذواتي أكل حموضة أو أكل مرارة . وقال الأخفش : والإضافة أحسن في كلام العرب ; نحو قولهم : ثوب خز . والخمط : اللبن الحامض وذكر أبو عبيد أن اللبن إذا ذهب عنه حلاوة الحلب ولم يتغير طعمه فهو سامط ; وإن أخذ شيئا من الريح فهو خامط وخميط , فإن أخذ شيئا من طعم فهو ممحل , فإذا كان فيه طعم الحلاوة فهو فوهة . وتخمط الفحل : هدر . وتخمط فلان أي غضب وتكبر . وتخمط البحر أي التطم . وخمطت الشاة أخمطها خمطا : إذا نزعت جلدها وشويتها فهي خميط , فإن نزعت شعرها وشويتها فهي سميط . والخمطة : الخمر التي قد أخذت ريح الإدراك كريح التفاح ولم تدرك بعد . ويقال هي الحامضة ; قاله الجوهري . وقال القتبي في أدب الكاتب . يقال للحامضة خمطة , ويقال : الخمطة التي قد أخذت شيئا من الريح ; وأنشد : عقار كماء النيء ليست بخمطة ولا خلة يكوي الشروب شهابها

( وَأَثْلٍ )

قال الفراء : هو شبيه بالطرفاء إلا أنه أعظم منه طولا ; منه اتخذ منبر النبي صلى الله عليه وسلم , وللأثل أصول غليظة يتخذ منه الأبواب , وورقه كورق الطرفاء , الواحدة أثلة والجمع أثلاث . وقال الحسن : الأثل الخشب . قتادة : هو ضرب من الخشب يشبه الطرفاء رأيته بفيد . وقيل هو السمر . وقال أبو عبيدة : هو شجر النضار . النضار : الذهب . والنضار : خشب يعمل منه قصاع , ومنه : قدح نضار .

( وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ )

تفسير الطبري

جزاك الله خير

ونأسف على الإطالة.. ولكن للفائدة

دمت في حفظ الله

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 09-21-2008, 10:25 PM   رقم المشاركة : 95

 

الأخوة الأفاضل / أبو ناهل وأبن القرية
بارك الله فيكم وجزاكم الله خير الجزاء إجابة موفقة



السؤال الثاني والعشرون

قال تعالى :-( وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلاً أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءهَا الْمُرْسَلُونَ )



الأسئلة
من هم أصحاب القرية؟
لماذا ارسل إلى هذه القرية ثلاثة من الرسل؟
من الرجل الذي قال لهم اتبعوا المرسلين وما قصته؟

 

 
























التوقيع

مدّيت له قلبي وروّح وخلاه
الظاهر إنه ماعرف وش عطيته

   

رد مع اقتباس
قديم 09-21-2008, 11:06 PM   رقم المشاركة : 96

 


بسم الله الرحمن الرحيم

الجواب الثاني والعشرون


من هم أصحاب القرية؟


هذه القرية هي أنطاكية في قول جميع المفسرين فيما ذكر الماوردي . نسبت إلى أهل أنطبيس وهو اسم الذي بناها ثم غير لما عرب ; ذكره السهيلي . ويقال فيها : أنتاكية بالتاء بدل الطاء . وكان بها فرعون يقال له أنطيخس بن أنطيخس يعبد الأصنام ; ذكره المهدوي , وحكاه أبو جعفر النحاس عن كعب ووهب . فأرسل الله إليه ثلاثة : وهم صادق , وصدوق , وشلوم هو الثالث . هذا قول الطبري . وقال غيره : شمعون ويوحنا . وحكى النقاش : سمعان ويحيى , ولم يذكرا صادقا ولا صدوقا . ويجوز أن يكون " مثلا " و " أصحاب القرية " مفعولين لـ اضرب , أو " أصحاب القرية " بدلا من " مثلا " أي اضرب لهم مثل أصحاب القرية فحذف المضاف . أمر النبي صلى الله عليه وسلم بإنذار هؤلاء المشركين أن يحل بهم ما حل بكفار أهل القرية المبعوث إليهم ثلاثة رسل . قيل : رسل من الله على الابتداء . وقيل : إن عيسى بعثهم إلى أنطاكية للدعاء إلى الله .

لماذا ارسل إلى هذه القرية ثلاثة من الرسل؟

لشدة طغيانهم .. وتكذيبهم الرسل .. قالوا ما أنتم إلا بشر مثلنا " أي فكيف أوحي إليكم وأنتم بشر ونحن بشر فلم لا أوحي إلينا مثلكم ولو كنتم رسلا لكنتم ملائكة وهذه شبهة كثير من الأمم المكذبة كما أخبر الله تعالى عنهم في قوله عز وجل " ذلك بأنه كانت تأتيهم رسلهم بالبينات فقالوا أبشر يهدوننا " أي استعجبوا من ذلك وأنكروه وقوله تعالى : " قالوا إن أنتم إلا بشر مثلنا تريدون أن تصدونا عما كان يعبد آباؤنا فأتونا بسلطان مبين " وقوله تعالى حكاية عنهم في قوله تعالى " ولئن أطعتم بشرا مثلكم إنكم إذا لخاسرون " وقوله تعالى : " وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى إلا أن قالوا أبعث الله بشرا رسول

من الرجل الذي قال لهم اتبعوا المرسلين وما قصته؟

وجاء من أقصى مدينة هؤلاء القوم الذين أرسلت إليهم هذه الرسل رجل يسعى إليهم ; وذلك أن أهل المدينة هذه عزموا , واجتمعت آراؤهم على قتل هؤلاء الرسل الثلاثة فيما ذكر , فبلغ ذلك هذا الرجل , وكان منزله أقصى المدينة , وكان مؤمنا , وكان اسمه فيما ذكر " حبيب بن سري " . وبنحو الذي قلنا في ذلك جاءت الأخبار. حدثنا محمد بن بشار , قال : ثنا مؤمل بن إسماعيل , قال : ثنا سفيان , عن عاصم الأحول , عن أبي مجلز , قال : كان صاحب يس " حبيب بن مري " حدثنا ابن حميد , قال : ثنا سلمة , قال : كان من حديث صاحب يس فيما حدثنا محمد بن إسحاق فيما بلغه , عن ابن عباس , وعن كعب الأحبار وعن وهب بن منبه اليماني أنه كان رجلا من أهل أنطاكية , وكان اسمه " حبيبا " , وكان يعمل الجرير , وكان رجلا سقيما , قد أسرع فيه الجذام , وكان منزله عند باب من أبواب المدينة قاصيا , وكان مؤمنا ذا صدقة , يجمع كسبه إذا أمسى فيما يذكرون , فيقسمه نصفين , فيطعم نصفا عياله , ويتصدق بنصف , فلم يهمه سقمه ولا عمله ولا ضعفه , عن عمل ربه , قال : فلما أجمع قومه على قتل الرسل , بلغ ذلك حبيبا وهو على باب المدينة الأقصى , فجاء يسعى إليهم يذكرهم بالله , ويدعوهم إلى اتباع المرسلين , فقال : { يا قوم اتبعوا المرسلين } حدثنا ابن حميد , قال : ثنا سلمة , عن ابن إسحاق , عن عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر بن عمرو بن حزم أنه حدث عن كعب الأحبار قال : ذكر له حبيب بن زيد بن عاصم أخو بني مازن بن النجار الذي كان مسيلمة الكذاب قطعه باليمامة حين جعل يسأله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم , فجعل يقول : أتشهد أن محمدا رسول الله ؟ فيقول : نعم , ثم يقول : أتشهد أني رسول الله ؟ فيقول له : لا أسمع , فيقول مسيلمة : أتسمع هذا , ولا تسمع هذا ؟ فيقول : نعم , فجعل يقطعه عضوا عضوا , كلما سأله لم يزده على ذلك حتى مات في يديه . قال كعب حين قيل له اسمه حبيب : وكان والله صاحب يس اسمه حبيب .. حدثنا ابن حميد , قال : ثنا سلمة , عن ابن إسحاق , عن الحسن بن عمارة , عن الحكم بن عتيبة , عن مقسم أبي القاسم مولى عبد الله بن الحارث بن نوفل , عن مجاهد , عن عبد الله بن عباس أنه كان يقول : كان اسم صاحب يس حبيبا , وكان الجذام قد أسرع فيه حدثنا بشر , قال : ثنا يزيد , قال : ثنا سعيد , عن قتادة , قوله : { وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى } قال : ذكر لنا أن اسمه حبيب , وكان في غار يعبد ربه , فلما سمع بهم أقبل إليهم وقوله : { قال يا قوم اتبعوا المرسلين } يقول تعالى ذكره : قال الرجل الذي جاء من أقصى المدينة لقومه : يا قوم اتبعوا المرسلين الذين أرسلهم الله إليكم , واقبلوا منهم ما أتوكم به. وذكر أنه لما أتى الرسل سألهم : هل يطلبون على ما جاءوا به أجرا ؟ فقالت الرسل : لا , فقال لقومه حينئذ : اتبعوا من لا يسألكم على نصيحتهم لكم أجرا ..حدثنا بشر , قال : ثنا يزيد , قال : ثنا سعيد , عن قتادة , قال : لما انتهى إليهم , يعني إلى الرسل , قال : هل تسألون على هذا من أجر ؟ قالوا : لا , فقال عند ذلك : { يا قوم اتبعوا المرسلين اتبعوا من لا يسألكم أجرا وهم مهتدون } حدثنا ابن حميد , قال : ثنا سلمة , عن ابن إسحاق فيما بلغه , عن ابن عباس , وعن كعب الأحبار , وعن وهب بن منبه
{ اتبعوا من لا يسألكم أجرا وهم مهتدون } : أي لا يسألونكم أموالكم على ما جاءوكم به من الهدى , وهم لكم ناصحون , فاتبعوهم تهتدوا بهداهم وقوله : { وهم مهتدون } يقول : وهم على استقامة من طريق الحق , فاهتدوا أيها القوم بهداهم .

القول في تأويل قوله تعالى : { وما لي لا أعبد الذي فطرني وإليه ترجعون } يقول تعالى ذكره مخبرا عن قيل هذا الرجل المؤمن { وما لي لا أعبد الذي فطرني } : أي وأي شيء لي لا أعبد الرب الذي خلقني { وإليه } يقول : وإليه تصيرون أنتم أيها القوم وتردون جميعا , وهذا حين أبدى لقومه إيمانه بالله وتوحيده , كما .. حدثنا ابن حميد , قال : ثنا سلمة , عن ابن إسحاق فيما بلغه , عن ابن عباس , وعن كعب الأحبار , وعن وهب بن منبه قال : ناداهم , يعني نادى قومه بخلاف ما هم عليه من عبادة الأصنام , وأظهر لهم دينه وعبادة ربه , وأخبرهم أنه لا يملك نفعه ولا ضره غيره , فقال : { وما لي لا أعبد الذي فطرني وإليه ترجعون أأتخذ من دونه آلهة } ثم عابها , فقال : { إن يردن الرحمن بضر } وشدة { لا تغن عني شفاعتهم شيئا ولا ينقذون }

وقوله : { أأتخذ من دونه آلهة } يقول : أأعبد من دون الله آلهة , يعني معبودا سواه { إن يردن الرحمن بضر } يقول : إذ مسني الرحمن بضر وشدة { لا تغن عني شفاعتهم شيئا } يقول : لا تغني عني شيئا بكونها إلي شفعاء , ولا تقدر على دفع ذلك الضر عني { ولا ينقذون } يقول : ولا يخلصوني من ذلك الضر إذا مسني .

وقوله : { إني إذا لفي ضلال مبين } يقول : { إني } إن اتخذت من دون الله آلهة هذه صفتها { إذن لفي ضلال مبين } لمن تأمله , جوره عن سبيل الحق .
وقوله : { إني آمنت بربكم فاسمعون } فاختلف في معنى ذلك , فقال بعضهم : قال هذا القول هذا المؤمن لقومه يعلمهم إيمانه بالله .. حدثنا ابن حميد , قال : ثنا سلمة , عن ابن إسحاق فيما بلغه , عن ابن عباس , وعن كعب , وعن وهب بن منبه { إني آمنت بربكم فاسمعون } إني آمنت بربكم الذي كفرتم به , فاسمعوا قولي وقال آخرون : بل خاطب بذلك الرسل , وقال لهم : اسمعوا قولي لتشهدوا لي بما أقول لكم عند ربي , وأني قد آمنت بكم واتبعتكم ; فذكر أنه لما قال هذا القول , ونصح لقومه النصيحة التي ذكرها الله في كتابه وثبوا به فقتلوه . ثم اختلف أهل التأويل في صفة قتلهم إياه , فقال بعضهم : رجموه بالحجارة .. حدثنا بشر , قال : ثنا يزيد , قال : ثنا سعيد , عن قتادة { وما لي لا أعبد الذي فطرني وإليه ترجعون } هذا رجل دعا قومه إلى الله , وأبدى لهم النصيحة فقتلوه على ذلك . وذكر لنا أنهم كانوا يرجمونه بالحجارة , وهو يقول : اللهم اهد قومي , اللهم اهد قومي , اللهم اهد قومي , حتى أقعصوه وهو كذلك وقال آخرون : بل وثبوا عليه , فوطئوه بأقدامهم حتى مات . ذكر من قال ذلك .. حدثنا ابن حميد , قال : ثنا سلمة , عن ابن إسحاق فيما بلغه , عن ابن عباس , وعن كعب , وعن وهب بن منبه قال لهم : { وما لي لا أعبد الذي فطرني } . . إلى قوله : { فاسمعون } وثبوا وثبة رجل واحد فقتلوه واسضتعفوه لضعفه وسقمه , ولم يكن أحد يدفع عنه حدثنا ابن حميد , قال : ثنا سلمة , عن ابن إسحاق , عن بعض أصحابه أن عبد الله بن مسعود كان يقول : وطئوه بأرجلهم حتى خرج قصبه من دبره
{ قيل ادخل الجنة قال يا ليت قومي يعلمون } يقول تعالى ذكره : قال الله له إذ قتلوه كذلك فلقيه : { ادخل الجنة } فلما دخلها وعاين ما أكرمه الله به لإيمانه وصبره فيه { قال يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي } يقول : يا ليتهم يعلمون أن السبب الذي من أجله غفر لي ربي ذنوبي , وجعلني من الذين أكرمهم الله بإدخاله إياه جنته , كان إيماني بالله وصبري فيه , حتى قتلت , فيؤمنوا بالله ويستوجبوا الجنة . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .. حدثنا ابن حميد , قال : ثنا سلمة , قال : ثني ابن إسحاق , عن بعض أصحابه أن عبد الله بن مسعود كان يقول : قال الله له : ادخل الجنة , فدخلها حيا يرزق فيها , قد أذهب الله عنه سقم الدنيا وحزنها ونصبها , فلما أفضى إلى رحمة الله وجنته وكرامته { قال يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين }حدثنا بشر , قال : ثنا يزيد , قال : ثنا سعيد , عن قتادة , قوله : { ادخل الجنة } فلما دخلها { قال يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين } قال : فلا تلقى المؤمن إلا ناصحا , ولا تلقاه غاشا , فلما عاين من كرامة الله { قال يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين } تمنى على الله أن يعلم قومه ما عاين من كرامة الله , وما هجم عليه حدثني محمد بن عمرو , قال : ثنا أبو عاصم , قال : ثنا عيسى ; وحدثني الحارث , قال : ثنا الحسن , قال : ثنا ورقاء , جميعا عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد , قوله : { قيل ادخل الجنة } قال : قيل : قد وجبت له الجنة ; قال ذاك حين رأى الثواب * حدثنا ابن بشار , قال : ثنا مؤمل , قال : ثنا سفيان , عن ابن جريج , عن مجاهد { قيل ادخل الجنة } قال : وجبت لك الجنة * حدثنا ابن حميد , قال : ثنا حكام , عن عنبسة , عن محمد بن عبد الرحمن , عن القاسم بن أبي بزة , عن مجاهد { قيل ادخل الجنة } قال : وجبت له الجنة حدثنا ابن بشار , قال : ثنا يحيى , عن سفيان , عن عاصم الأحول , عن أبي مجلز , في قوله : { بما غفر لي ربي } قال : إيماني بربي , وتصديقي رسله

والله أعلم

تفسير ابن كثير

والطبري

جزاك الله خير

دمت في حفظ الله

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 09-21-2008, 11:27 PM   رقم المشاركة : 97
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية عبدالرحيم بن قسقس
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 17
عبدالرحيم بن قسقس is on a distinguished road


 

.

*****

السؤال الثاني والعشرون

قال تعالى :- ( وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلاً أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءهَا الْمُرْسَلُونَ )


الأسئلة

من هم أصحاب القرية؟


مدينة أنطاكية

لماذا ارسل إلى هذه القرية ثلاثة من الرسل؟

الثلاثة الرسل هم

صادق وصدوق وشلوم

وقوله تعالى " إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما "

أي بادروهما بالتكذيب " فعززنا بثالث " أي قويناهما وشددنا أزرهما برسول ثالث

قال ابن جريج عن وهب بن سليمان عن شعيب الجبابي قال كان اسم الرسولين الأولين شمعون ويوحنا واسم الثالث بولص

والقرية أنطاكية " فقالوا " أي لأهل تلك القرية " إنا إليكم مرسلون " أي من ربكم الذي خلقكم يأمركم بعبادته وحده لا شريك له

وقاله أبو العالية وزعم قتادة أنهم كانوا رسل المسيح عليه السلام إلى أهل أنطاكية

" قالوا ما أنتم إلا بشر مثلنا " أي فكيف أوحي إليكم وأنتم بشر ونحن بشر فلم لا أوحي إلينا مثلكم ولو كنتم رسلا لكنتم ملائكة

وهذه شبهة كثير من الأمم المكذبة كما أخبر الله تعالى عنهم في قوله عز وجل " ذلك بأنه كانت تأتيهم رسلهم بالبينات فقالوا أبشر يهدوننا "

أي استعجبوا من ذلك وأنكروه

وقوله تعالى : " قالوا إن أنتم إلا بشر مثلنا تريدون أن تصدونا عما كان يعبد آباؤنا فأتونا بسلطان مبين " وقوله تعالى حكاية عنهم في قوله تعالى " ولئن أطعتم بشرا مثلكم إنكم إذا لخاسرون "

وقوله تعالى : " وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى إلا أن قالوا أبعث الله بشرا رسولا "

من الرجل الذي قال لهم اتبعوا المرسلين وما قصته؟

( وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا )

قال ابن إسحاق فيما بلغه عن ابن عباس رضي الله عنهما وكعب الأحبار ووهب بن منبه أن أهل القرية هموا بقتل رسلهم

فجاءهم رجل من أقصى المدينة يسعى أي لينصرهم من قومه

قالوا وهو حبيب وكان يعمل الحرير وهو الحياك وكان رجلا سقيما قد أسرع فيه الجذام وكان كثير الصدقة يتصدق بنصف كسبه مستقيم الفطرة

وقال ابن إسحاق عن رجل سماه عن الحكم عن مقسم أو مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال اسم صاحب يس حبيب وكان الجذام قد أسرع فيه

وقال الثوري عن عاصم الأحول عن أبي مجلز كان اسمه حبيب بن سري

وقال شبيب بن بشر عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال اسم صاحب يس حبيب النجار فقتله قومه

وقال السدي كان قصارا

وقال عمر بن الحكم كان إسكافا

وقال قتادة كان يتعبد في غار هناك " قال يا قوم اتبعوا المرسلين " يحض قومه على اتباع الرسل الذين أتوهم

(تفسير ابن كثير)

*****

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 09-22-2008, 10:11 PM   رقم المشاركة : 98

 

شكرا لكم و بارك الله فيكم إجابة موفقة وكاملة ...



السؤال الثالث والعشرون

قال تعالى :-( وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ رُدُّوهَا عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ )


الأسئلة
ماهي الصافنات الجياد؟
ورد في التفسير أن سليمان اشغل عن الصلاة فما الذي اشغله عنها؟وماذا فعل بعد ذلك؟

الضمير في حرف الهاء في قوله ( ردوها) ورد فيه قولان اذكرهما ؟

 

 
























التوقيع

مدّيت له قلبي وروّح وخلاه
الظاهر إنه ماعرف وش عطيته

   

رد مع اقتباس
قديم 09-22-2008, 10:35 PM   رقم المشاركة : 99
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 20
إبن القرية is on a distinguished road


 



بسم الله الرحمن الرحيم


الجواب الثالث والعشرون


ماهي الصافنات الجياد؟


يعني الخيل جمع جواد للفرس إذا كان شديد الحضر ; كما يقال للإنسان جواد إذا كان كثير العطية غزيرها ; يقال : قوم أجواد وخيل جياد , جاد الرجل بماله يجود جودا فهو جواد , وقوم جود مثال قذال وقذل , وإنما سكنت الواو لأنها حرف علة , وأجواد وأجاود وجوداء , وكذلك امرأة جواد ونسوة جود مثل نوار ونور , قال الشاعر : صناع بإشفاها حصان بشكرها جواد بقوت البطن والعرق زاخر وتقول : سرنا عقبة جوادا , وعقبتين جوادين , وعقبا جيادا . وجاد الفرس أي صار رائعا يجود جودة بالضم فهو جواد للذكر والأنثى , من خيل جياد وأجياد وأجاويد . وقيل : إنها الطوال الأعناق مأخوذ من الجيد وهو العنق ; لأن طول الأعناق في الخيل من صفات فراهتها . وفي الصافنات أيضا وجهان : أحدهما أن صفونها قيامها . قال القتبي والفراء : الصافن في كلام العرب الواقف من الخيل أو غيرها . ومنه ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( من سره أن يقوم له الرجال صفونا فليتبوأ مقعده من النار ) أي يديمون له القيام ; حكاه قطرب أيضا وأنشد قول النابغة : لنا قبة مضروبة بفنائها عتاق المهارى والجياد الصوافن وهذا قول قتادة . الثاني أن صفونها رفع إحدى اليدين على طرف الحافر حتى يقوم على ثلاث كما قال الشاعر : ألف الصفون فما يزال كأنه مما يقوم على الثلاث كسيرا وقال عمرو بن كلثوم : تركنا الخيل عاكفة عليه مقلدة أعنتها صفونا وهذا قول مجاهد . قال الكلبي : غزا سليمان أهل دمشق ونصيبين فأصاب منهم ألف فرس . وقال مقاتل : ورث سليمان من أبيه داود ألف فرس , وكان أبوه أصابها من العمالقة . وقال الحسن : بلغني أنها كانت خيلا خرجت من البحر لها أجنحة . وقاله الضحاك . وأنها كانت خيلا أخرجت لسليمان من البحر منقوشة ذات أجنحة . ابن زيد : أخرج الشيطان لسليمان الخيل من البحر من مروج البحر , وكانت لها أجنحة . وكذلك قال علي رضي الله عنه : كانت عشرين فرسا ذوات أجنحة . وقيل : كانت مائة فرس . وفي الخبر عن إبراهيم التيمي : أنها كانت عشرين ألفا , فالله أعلم .

ورد في التفسير أن سليمان اشغل عن الصلاة فما الذي اشغله عنها؟وماذا فعل بعد ذلك؟

ذكر النحاس أن سليمان عليه السلام كان في صلاة فجيء إليه بخيل لتعرض عليه قد غنمت فأشار بيده لأنه كان يصلي حتى توارت الخيل وسترتها جدر الإصطبلات فلما فرغ من صلاته قال : " ردوها علي فطفق مسحا " أي فأقبل يمسحها مسحا . وفي معناه قولان : أحدهما أنه أقبل يمسح سوقها وأعناقها بيده إكراما منه لها , وليري أن الجليل لا يقبح أن يفعل مثل هذا بخيله . وقال قائل هذا القول : كيف يقتلها ؟ وفي ذلك إفساد المال ومعاقبة من لا ذنب له . وقيل : المسح ها هنا هو القطع أذن له في قتلها . قال الحسن والكلبي ومقاتل : صلى سليمان الصلاة الأولى وقعد على كرسيه وهي تعرض عليه , وكانت ألف فرس ; فعرض عليه منها تسعمائة فتنبه لصلاة العصر , فإذا الشمس قد غربت وفاتت الصلاة , ولم يعلم بذلك هيبة له فاغتم ; فقال : " ردوها علي " فردت فعقرها بالسيف ; قربة لله وبقي منها مائة , فما في أيدي الناس من الخيل العتاق اليوم فهي من نسل تلك الخيل . قال القشيري : وقيل : ما كان في ذلك الوقت صلاة الظهر ولا صلاة العصر , بل كانت تلك الصلاة نافلة فشغل عنها . وكان سليمان عليه السلام رجلا مهيبا , فلم يذكره أحد ما نسي من الفرض أو النفل وظنوا التأخر مباحا , فتذكر سليمان تلك الصلاة الفائتة , وقال على سبيل التلهف : " إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي " أي عن الصلاة , وأمر برد الأفراس إليه , وأمر بضرب عراقيبها وأعناقها , ولم يكن ذلك معاقبة للأفراس ; إذ ذبح البهائم جائز إذا كانت مأكولة , بل عاقب نفسه حتى لا تشغله الخيل بعد ذلك عن الصلاة . ولعله عرقبها ليذبحها فحبسها بالعرقبة عن النفار , ثم ذبحها في الحال , ليتصدق بلحمها ; أو لأن ذلك كان مباحا في شرعه فأتلفها لما شغلته عن ذكر الله , حتى يقطع عن نفسه ما يشغله عن الله , فأثنى الله عليه بهذا , وبين أنه أثابه بأن سخر له الريح , فكان يقطع عليها من المسافة في يوم ما يقطع مثله على الخيل في شهرين غدوا ورواحا . وقد قيل : إن الهاء في قوله : " ردوها علي " للشمس لا للخيل . قال ابن عباس : سألت عليا عن هذه الآية فقال : ما بلغك فيها ؟ فقلت سمعت كعبا يقول : إن سليمان لما اشتغل بعرض الأفراس حتى توارت الشمس بالحجاب وفاتته الصلاة , قال : " إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي " أي آثرت " حب الخير عن ذكر ربي " الآية " ردوها علي " يعني الأفراس وكانت أربع عشرة ; فضرب سوقها وأعناقها بالسيف , وأن الله سلبه ملكه أربعة عشر يوما ; لأنه ظلم الخيل . فقال علي بن أبي طالب : كذب كعب لكن سليمان اشتغل بعرض الأفراس للجهاد حتى توارت أي غربت الشمس بالحجاب فقال بأمر الله للملائكة الموكلين بالشمس : " ردوها " يعني الشمس فردوها حتى صلى العصر في وقتها , وأن أنبياء الله لا يظلمون لأنهم معصومون . قلت : الأكثر في التفسير أن التي توارت بالحجاب هي الشمس , وتركها لدلالة السامع عليها بما ذكر مما يرتبط بها ويتعلق بذكرها , حسب ما تقدم بيانه . وكثيرا ما يضمرون الشمس ; قال لبيد : حتى إذا ألقت يدا في كافر وأجن عورات الثغور ظلامها

الضمير في حرف الهاء في قوله ( ردوها) ورد فيه قولان اذكرهما ؟


الهاء في " ردوها " للخيل , ومسحها قال الزهري وابن كيسان : كان يمسح سوقها وأعناقها , ويكشف الغبار عنها حبا لها . وقال الحسن وقتادة وابن عباس . وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم رئي وهو يمسح فرسه بردائه . وقال : ( إني عوتبت الليلة في الخيل ) خرجه الموطأ عن يحيى بن سعيد مرسلا . وهو في غير الموطأ مسند متصل عن مالك عن يحيى بن سعيد عن أنس . وقد مضى في [ الأنفال ] قوله عليه السلام : ( وامسحوا بنواصيها وأكفالها ) وروى ابن وهب عن مالك أنه مسح أعناقها وسوقها بالسيوف . قلت : وقد استدل الشبلي وغيره من الصوفية في تقطيع ثيابهم وتخريقها بفعل سليمان هذا . وهو استدلال فاسد ; لأنه لا يجوز أن ينسب إلى نبي معصوم أنه فعل الفساد . والمفسرون اختلفوا في معنى الآية ; فمنهم من قال : مسح على أعناقها وسوقها إكراما لها وقال : أنت في سبيل الله ; فهذا إصلاح . ومنهم من قال : عرقبها ثم ذبحها , وذبح الخيل وأكل لحمها جائز . وقد مضى في [ النحل ] بيانه . وعلى هذا فما فعل شيئا عليه فيه جناح . فأما إفساد ثوب صحيح لا لغرض صحيح فإنه لا يجوز . ومن الجائز أن يكون في شريعة سليمان جواز ما فعل , ولا يكون في شرعنا . وقد قيل : إنما فعل بالخيل ما فعل بإباحة الله جل وعز له ذلك . وقد قيل : إن مسحه إياها وسمها بالكي وجعلها في سبيل الله ; .. والله أعلم

وقد قيل : إن الهاء في قوله : " ردوها علي " للشمس لا للخيل . قال ابن عباس : سألت عليا عن هذه الآية فقال : ما بلغك فيها ؟ فقلت سمعت كعبا يقول : إن سليمان لما اشتغل بعرض الأفراس حتى توارت الشمس بالحجاب وفاتته الصلاة , قال : " إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي " أي آثرت " حب الخير عن ذكر ربي " الآية " ردوها علي " يعني الأفراس وكانت أربع عشرة ; فضرب سوقها وأعناقها بالسيف , وأن الله سلبه ملكه أربعة عشر يوما ; لأنه ظلم الخيل . فقال علي بن أبي طالب : كذب كعب لكن سليمان اشتغل بعرض الأفراس للجهاد حتى توارت أي غربت الشمس بالحجاب فقال بأمر الله للملائكة الموكلين بالشمس : " ردوها " يعني الشمس فردوها حتى صلى العصر في وقتها , وأن أنبياء الله لا يظلمون لأنهم معصومون . قلت : الأكثر في التفسير أن التي توارت بالحجاب هي الشمس , وتركها لدلالة السامع عليها بما ذكر مما يرتبط بها ويتعلق بذكرها , حسب ما تقدم بيانه . وكثيرا ما يضمرون الشمس ; قال لبيد : حتى إذا ألقت يدا في كافر وأجن عورات الثغور ظلامها

والله أعلم

تفسير القرطبي


جزاك الله خير

دمت في حفظ الله

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 09-23-2008, 09:57 PM   رقم المشاركة : 100

 

ما شاء الله تبارك الله إجابة موفقة وكاملة فجزاك الله على ما تقدم كل الخير ووفقك في الدارين .

السؤال الرابع والعشرون

قال تعالى :-( أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىَ يُحْيِـي هَـَذِهِ اللّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ وَانظُرْ إِلَى العِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)


الأسئلة
ورد في التفاسير إسم الرجل الذي مرعلى القرية ؟
أختلف في طريقة مروره على تلك القرية .. وضح ذلك؟
قَالَ كَمْ لَبِثْتَ.. قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ.. فَانظُرْ... من الذي كان يسأل تلك الأسئلة مع الرجل ؟
ورد في الآية الكريمة قوله تعالى (وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ) كيف أصبح هذا الرجل آية؟
كيف أستطاع أهل قريته معرفته بعد غياب مئة عام ؟

 

 
























التوقيع

مدّيت له قلبي وروّح وخلاه
الظاهر إنه ماعرف وش عطيته

   

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:05 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir