يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

اهداءات ساحات وادي العلي







العودة   ساحات وادي العلي > الساحات العامة > الساحة العامة

الساحة العامة مخصصة للنقاش الهادف والبناء والمواضيع العامه والمنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-21-2008, 06:16 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ساهر الليل
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 21
ساهر الليل is on a distinguished road


 

السباق مع الظلام

سافر فموعدك الصباح.
يطوف حلمك في الشعاب.
قدر بأن تمضي غريبا بيننا
وعلى طريق الدرب تزداد اغتراب
ادفع هنا مجداف عمرك للأمام
واقهر به مستنقع اليأس الزوام
ما عاد يجدي في رصيف العجز
أطواد الكلام
فورود حلمك ظامئات فاسقها
عند الوصول
ندى الألق
واحذر بأن تمتد فوق الحلم..
أنياب الغسق
واضرب ببعض عبيره الوادي
الخراب
لكي يفيق متوجا بالاخضرار
سافر.. وسابق في الطريق هناك
عاصفة الظلام
وازرع على الشط الحقيقة
والسلام
كل الألى ناديتهم.. في السير قد آووا
إلى جبل ليعصمهم وما عصموا
غضب المسافة سوف يتركهم يباب..
سافر.. شعاع الصبح مد لك
الطريق إلى شواطئه الرحاب
فالعجز يفتح للغواية والنهاية ألف باب
واليأس يفتح للهزيمة ألف باب
سافر، وأدري أن في كفيك جرحك
فامتشق في السير أنوار الكتاب
فالموت.. أن تبقى بلا هدف بلا
وطن بلا عز مهاب..



مختار عبد أحمد حسن المريري – تعز

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 10-21-2008, 06:16 PM   رقم المشاركة : 2

 

لامس النهر برفق

أيها الحادي ترنم
........... فلقد آن الرحيل
آن للإنسان يمضي
........... آن قهر المستحيل
جدف الآن وغني
........... فلقد سار الدليل
وعلى الموال يمضي
........... مركب الحزن الثقيل


* * *

إن أراك الناس ضيقا
........... فاطلب الكون الرحيب
واحمل الأزهار حبا
........... لعدو وحبيب
وإذا القبح تناهى
........... فجمال الكون طيب
وعواء الشر يخبو
........... عند صوت العندليب


* * *

أيها المجداف رفقا
........... بلجين السلسبيل
إننا نحمل وردا
........... ليس للحقد سبيل
لامس النهر برفق
........... كطبيب للعليل
جفت الأرواح إلا
........... هذه الروح الأصيل


* * *

إن في الأشجار حبا
........... ليس في دنيا البشر
فعلى الضفات تبقى
........... تتناجى في السحر
وإذا الشوق تقوى
........... وإذا الحب استعر
تتلاقى في عناق
........... رغم تحذير النهر


* * *

أيها الحادي توقف
........... إننا نسمع صوتا
حاديا يعلي صياحا:
........... إن بعد العيش موتا
رحلة لا بد منها
........... إن أبينا أو أبيت
فليكن زادي يقينا
........... ولندع علّ وليت



يحيى عبد القادر هايل – صنعاء

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 10-21-2008, 06:17 PM   رقم المشاركة : 3

 

نحو مرفأ الصلاة

تريثي براعم الزهور
سنقتفي النهار
هناك لن تطالنا خناجر الظلام
فقاومي جحافل الذبول بابتسام
وأيقني سلامة الوصول
وأنصتي لهمسة الخرير
يثيره التجديف لوحة بريشة السفين
لتغسل الأوراق ظلها في صفحة
الغدير
تريثي سنبلغ الحقول
ومرفأ الربيع
هناك سوف يولد الصفاء بعد حين
يطل من طراوة الغيوم
وأنت والسفين والجندول والخرير
ستخلدون عاجلا
وتسجدون
في مرفأ الصلاة.. للمصور القدير



محمود الكسواني - عمان

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 10-21-2008, 06:18 PM   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ساهر الليل
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 21
ساهر الليل is on a distinguished road


 

عبور الزهور

الروح مثلك أيها المجداف تلتهم
الغدير
والزهر كالهمسات تسألني إلى أين
المسير
عجل بربك للفضاء الرحب إنك
كالأسير
عيناك بين الماء تلمحني وعيني في
الأثير
ما أرهب اللحظات حين تمر في زخم
العبور!
خلفي كنوز الدهر أسحبها فما أقسى
الدهور
فيها عيون الزهر ترجو الماء من فوق
السرير
والأرض واجمة وعين الزهر باسمة
تدور
كالحلم كالأقمار كالتأريخ كالطفل
الصغير
لكآبة الغابات والآلام والزمن
الخطير
ها ألف جوهرة تعشعش في بساط
من حرير
كشقائق النعمان تدفعني فأوشك أن
أطير
من لي وقد يممت في المجرى سوى
الله القدير
حتام تصرخ بي القصيدة في تعاريج
العصور؟
وإلى متى تغتالني الأوجاع يا نهر
الزهور؟



سمير سرحان سعيد السميعي - تعز

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 10-21-2008, 06:18 PM   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ساهر الليل
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 21
ساهر الليل is on a distinguished road


 

الحياة

أنا لا أرى غير الحياة
تناسقت لوحاتها المثلى على أرقى الصور
الزهر والنهر المغلف بالشجر
وعلى فضاء الشط أبخرة المياه
تنساب عاشقة الزهر
والشمس ترنو من زوايا الأفق
تسترق النظر
مالت لتبحث عن ذوائب شعرها
المنساب في صدر النهر
وعلى امتداد النهر شوق عارم
لم تعتر ملاحه المشتاق وعثاء السفر
عن عالم عبثت به روح الصراع
عشق الطبيعة غادة مدت سواعدها
على طول الممر
وأتى ليحمل خلف أروقة الشراع
رمز الصفاء، رمز المحبة للبشر
دون التفات للأثر



محمد حسين أحمد الهجري- تعز


قارب الأمل

ورحلت ثم مهاجرا
...........
في قارب الأمل السعيد
الورد خلفك باسم
........... والطير تسجع بالنشيد

في رحلة سحرية
........... فيها ابتسامات الوليد
وهناك في ظل الغصون
........... الخضر، والعشب النضيد

والماء تحتك ضاحك
........... فكأنه يتلو القصيد
تفضي بسرك آمنا
........... وتعيش بالقوت الزهيد

ما دام قلبك عامرا
........... بالنور في كنف الحميد
وهناك تعلم موقنا
........... أن التقي هو السعيد

أن السعادة أن نعيش
...........
لفكرة الحق التليد



علي الشرعبي - تعز

سيصل..

إلى أين تمضي؟ أتدري الذي
........... وراءك أم ليس تدري به؟
أتعرف في الدرب أين الطريق؟
........... أتعرف بعدك من قربه؟
أراك تحملت زهرا وعطرا
........... ونهرا تمكنت من قلبه
ستغرب شمسك يا صاحبي
........... ويقبل ليلك في رعبه!
أجاب ولم يلتفت للوراء
........... رويدك إني من حزبه!
سأوصل هذا الهدى جاهدا
........... وإن مت غيري سيمضي به



خالد علي المصعبي - صنعاء


هم خاطفون

هجرت أيا زهر طلع الفنن
وباقات ورد زهيد الثمن
فأنت لمن؟ ثم نحن لمن؟
إلى أين ينأى بك القاطفون؟
فبئس الرحيل.. وهم خاطفون
ألا إن للزهر أيضا عيون
ودمع الندى كائن أو يكون
سيبكيه ذات مساء حنون
وللورد بعض دواعي الظنون



عبد الله محمد عاطف – تعز
مي - تعز


أناشيد الخلود

قل لي إلى أين الورود
...........
ويقلُّ قاربك الورود؟
فإذا رحلت فإنني
........... أرجو شروقك أن يعود
لك أيها الربّان رمـ
........... ـز محبة فيما ترود
لك لوحة رُسمت بأحـ
........... ـلى ريشة.. وبلا حدود
لك غنوة الأحباب غنّـ
........... ـتها البلابل في الحشود
هي لحن أشعار الصبا
........... بة دون قيثار وعود

تُضفي القلوب بسحرها
........... أحلى أناشيد الخلود
هي ألف معنى من معا
........... ني الحب في هذا الوجود



فلاح عبده النظاري – إب


ملعقة عسل

وحيدا سرت يا أملي
........... بلا يأس ولا ملل
حملت مناي في عجل
........... وقد أمضي بلا عجل
أعيش بزورقي حلما
........... يناجيني بلا كلل
ومجدافي (كملعقة)
........... تجود بأطيب العسل
وتسبيحي أردده
........... مع الأشجار والجبل
سأدعو رب هذا الكون
........... في حل ومرتحل
ليبقى زورقي ماض
...........
بلا زيف ولا زلل



علي حسين الأمير


فوق الماء احترقتُ

أيها القارب هيا
........... إنني ذبت اشتياقا
أنت فوق الماء تمشي
........... وأنا متُّ احتراقا
وفؤادي في ضلوعي
........... يسبق الشوق انطلاقا
إنني في حفظ ربي
........... أعتلي هذا النّهر
هذه الأطيار تشدو
........... فوق أغصان الشجر
فتهيج القلب شوقا
........... للقاء المنتظر
ليتني قد كنت طيرا
........... في سما هذا الوجود
أقطع الأميال جوا
........... وإلى عشي أعود

طائر حر طليق
...........
لا تكبلني قيود



جلال عبد الله الحزمي – تعز


 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 10-21-2008, 06:19 PM   رقم المشاركة : 6

 

يا من عصيت الله
نصائح ودفاع عن الرسول صلى الله عليه وسلم
محمود صالح خير البدوابي

يـا من عصيت الله تـب وارجع له [1] لا تقـرن العصيـان بالإصـرارِ
إن كنت تبغـي توبـة أسـرع بها [2] ناج الإله بإسمه الغفـــارِ
اسلك طريقك للجنـان تفز بـها [3] أطـع الرسـول يقيك شـر النارِ
اعرف عدوك واسـتعذ من شـره [4] كن كاشـفا ًلمكايد الأشـرارِ
أقم الصلاة وحـاذرنَّ بتركـها [5] سخـط العزيــز القاهر الجـبارِ
الله من خلق البرية والسـما [6] والأرض كـلُّ في فضـاء سـارِ
أدِّ الزكاة من النصاب لأهلهـا [7] صم شهر صوم للكريم البـاري
كن صاعداً بالنفس في طلب العلا [8] وحذار من عشـق النسـاء حذارِ
كن عامراً لبيوت ربـك طائعـاً [9] للوالديـن ومحسـناً للجــارِ
إن هم قلبك بالذنوب فقـل لـه [10] أتريدُ أن تكـوى بحـر النـار؟ِ
كن سابقا بالخير دوماً محسناً [11] واحذر من الفساق و الفجارِ
كن طالبأ للعلم واستـمسك به [12] ذاك اليقين فمن به سـيماري ؟
واذكر إلهك قائما أو قاعـدا [13] واحفظه في الأسماع والأبصـارِ
واجعل لسانك عن كلامك صامتاً [14] إلا بقـول الخـير والأذكــارِ
أو بالصلاة على الحبيب محمـدٍ [15] من حـل بالرحمات والأنـوارِ
إن الذي سـب النـبي برسمه [16] من دولـة الخنزيـر والأبقـارِ
سينال حتمـاً بالحسـام عقــابه [17] من صـارم ذي رونـق بتـارِ
يا أيها الزنديق ذق نـار الأسى [18] عن كـل ما تفضيه من أوزارِ
ستبوء بالخسران في الدنيا وفي ال [19] أخرى تبـوء بسطوة القـهار
نحن الكرام بنو الإسلام يجمـعنا [20] حـب النـبي الحاشـر المختار
نفـدي النـبي وآلـه ونسـائه [21] بالأهـل والأمـوال والأعمـار
من بايـع الرحمـن في إسـلامه [22] أيـبيـع أحمـد باللعـاع الهار
سنقاطع الأكلات من إنتاجـكم [23] ها ذاك أدنى أخـذنا بالــثأر

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 10-21-2008, 06:20 PM   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
عضو نشط
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
ابوصالح الشمالي is on a distinguished road


 

قصيد لأحمد شوقي "خدعوها" غناها كثير من الفنانين
خَـدَعوهـا بـقـولـهم حَــسْـنــاءُ *** والغَواني يَغُـرٌهُــنَّ الــثَّــنـاءُ
أَتـراهــا تـنـاسـت اســمي لمـا *** كثرت في غـرامـها الاسْمــــاءُ
إن رَأَْتْنِي تميـلُ عـنـي ، كـــأن لم *** تك بـيــني وبيـنهـا اشْـيـــاءُ
نـظـرة ، فابـتـسامـة ، فـســلامُ *** فكلام ، فموعــد ، فـَلـِــقــاءَ
يـــوم كنا ولا تسل كيف كـنـــا *** نـتهادى من الـهـوى مـا نشــاءُ
وعلينــا من العفـاف رقـيــــبُ *** تــعـبـت في مـراسه الاهْــواءُ
جَاذَبَتْني ثَوبي العَصـيِّ وقــالَـــتْ *** أنتــم النــاس أيهــا الشـعـراء
فَاتّقوا اللـه في قُلوبِ اَلْـعَـــذَارَى *** فالعـذارى قـُلوبـُهـُن هَــــواءُ

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 10-21-2008, 06:20 PM   رقم المشاركة : 8

 

بين الجرذ و الحوت
شعر : حامد بن خلف العُمري
abusufean@hotmail.com


ذكرَ الماضون يوماً سار في البحر سفينـةْ
و غدت تمخُرُهُ جريـاً إلى الأرضِ الحزينةْ
حملت بُراً وتـمراً مُلئت منه الخزيـــنةْ
كي تُغيث الناسَ حيث الجوع في كلِ مدينةْ
و ترى الرُبَّانَ عند المــوجِ تعلوهُ السكينةْ
لا يهابُ البحرَ قد أفنـى به جُلَّ سنيــنهْ
ولهُ قد أنشد الركــابُ لحناً يعشــقونهْ
نــحنُ في أيدِ أمينة نـحنُ في أيدٍ أمينةْ
***
عن سفينِ الخيرِ و الإحسانِ كم يحلو الكلامْ
فعليها ساد بين الركـبِ حـبٌ ووئـامْ
جمعتـهم غايةٌ كبرى و أَهـدافٌ عِـظامْ
حبُّ بذلِ الخيرِ للملهوفِ من كلِ الأنـامْ
ليس يؤذي عيـشَهُم إلا ينابيعُ السِـمامْ
سكنوا في القاعِ قصـداً في دياجيرِ الظلامْ
يقرضون الحبل سراً و يعيثوا في الطعـامْ
لا يُراعون جِواراً أَو عهوداً أو ذِمـــامْ

***
ذاتَ يومٍ طافَ حوتُ البحرِ ذو النابِ الطريرْ
فرأى المرْكَبَ يـجـري وبهِ صـيدٌ وفـيرْ
فدنا كي يــسبرَ الأغـــوارَ فالأمرُ مُثيرْ
فرأى الجرذَ صباحاً يسْـرِقُ الجبنَ الكثــيرْ
قال مهلاً يا صديقَ العمرِ ذا الشأنِ الخطـيرْ
كم تُـقاسي من عذابٍ أَيها الحـرُّ الصـبورْ
ليس عدلاً أن تُرى اليـوم ذليلاً و حقــيرْ
إنـما الإنـصافُ أنْ تحـيا بـعزٍ كالأمـيرْ
***
أَنصتَ الجرذُ إلى الحوتِ ببِشْرٍ و انشراحْ
و سرى في القلبِ حبٌ وسرورٌ و ارتياحْ
قال مهلاً يا صديقَ العمرِ أَلهبتَ الجراحْ
هل عساك اليوم تهديني سبيلاً للفـلاحْ؟
فأَجاب الحوتُ قد بانتْ أَماراتُ النجاحْ
و أَرى في الأُفْقِ يا صاحِ تباشيرَ الصباحْ
فاسمعِ اليومَ حديثاً يشبه الماءَ الــقَراحْ
لا يُنالُ العزُّ إلاّ تحت راياتِ الكــفاحْ
***
أَطرقَ الجرذُ إلى الأرضِ ومنه الفكرُ حارْ
وسؤالٌ يشغلُ الذهنَ حقيقٌ أَن يُثــارْ
ما هو المطلوب منَّا الآن يا شيخَ البحـارْ
كي يذوق الجرذُ بعد الذلِّ طعمَ الانتصارْ
ضحك الحوتُ و قال الأمرُ سهلٌ، فالبدارْ
فإذا ما الليـلُ أرخى بدَياجِيه الســتارْ
و من الآفاقِ قد زالت علاماتُ الـنهارْ
فازعموا أن حريقاً شبَّ في ذاتِ الدِّسارْ
و اثقبوا الألواحَ كيما تطفئُ الأمـواجُ نارْ
عندها سوف يرى الأعداءُ آثارَ الدمـارْ
و إلى البحرِ سيمضونَ صغاراً و الكبـارْ
و بهِ سوف يكونُ الثأرُ للحوتِ شعــارْ
بعدها يا سيدَ الجرذانِ تَجنون الثــمارْ
و سنشدو حينها لحنَ نشيدِ الانــتصارْ
***
فرحَ الجرذُ و دمعٌ فاض من بين المُقـلْ
و خيالُ النصرِ قد أَذكى به روحَ البطلْ
أيها الحوتُ سلاماً عشت يا رمزَ الأملْ
ومضى للصحبِ يحدوهم إلى تركِ الكسلْ
و استخف القومَ فانحازوا جميعاً للعمـلْ
يثقبون اللوحَ من غيرِ توانٍ أو ملــلْ
ليس فيهِم واحدٌ يوماً لأمرٍ قد عقــلْ
جمعوا لؤماً و حقداً وغباءً و خطــلْ
فنسُوا أن يحسنوا التفكيرَ في الأمرِ الجللْ
***

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 10-21-2008, 06:21 PM   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ساهر الليل
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 21
ساهر الليل is on a distinguished road


 

الفرزدق والذئب
دكتور عثمان قدري مكانسي

ورد في الأغاني أن ابنة عم الفرزدق ، النوار ، خطبها رجل ، فطلبت من الفرزدق - ابن عمها أن يكون وليّها ، فطلب منها أن تُشهد الناس أنّه وليُّها ، فوافقت وأشهدَتهم أنّه وليّها ، فقال : " اشهدوا أنني زوجت النوار من نفسي ، " فغضبت النوار ، وهربت منه إلى الزبير ، وكان واليا على الحجاز والعراق ، واستجارت به فاحتال الفرزدق حتى أعادها ، وتزوّجها ، ويبدو أنّه لم يسعد معها ، فقد تزوّج عليها امرأتين ، وتزايد نشوزها إلى أن طلقها ، وكانت امرأة ذات دين وخلق ساهما في ابتعادها عنه – فقد عُرف عنه التهاون فيهما - ويظهر أنها كانت تتعالى عليه، وهي عنده ، و عندما هربت منه ، ثم عندما طلّقها وندم ندما شديداً، فأنشد :

ندمت ندامة الكسعيّ لمّـا *** غدَتْ مني مطلقةً نوارُ
لن أتحدث عن نوار فقصتها معروفة لكنني أقف على مقدمة القصيدة الغريبة التي لم يعتد النقاد على مثلها ، هذه المقدمة كانت في تصوير الفرزدق موقفاً لم يكن يريده - ولربما اصطنعه لأمر في نفسه - حينما فرض أحد الذئاب الجائعة نفسه عليه يريد التهامه أو مشاركته في الشواء الذي جذبته رائحته من بعيد ، وساعد على ذلك نار الشواء في هذا البرية الصحراوية المظلمة .
ولعله – إن تقرأِ القصيدة - يريد أن يقول : إن النوار والذئب كانا من أهل الغدر ، فقد فتح قلبه لهما ، فكانا غادرين لم يرعيا عهده .

وسواء كانت قصته مع الذئب حقيقية أم غير ذلك – من بنات خياله – فقد كانت رائعة ذات صور تقليدية ، وذات صور مرسومة ممتدة تعتمد على ( الكلمات واللون والصوت والرائحة )
الأبيات :

وأطلس عسال وما كان صاحبا *** دعـَوت بنـاري مـَوهِـنا فأتـاني
فلما دنـا قلت ادن ،دونـك ، إنّني *** وإيـاك في زادي لـمشـتـركـان
فـَبـِتّ أقـُدّ الـزاد بـيـني وبـيـنــه *** على ضَـوء نـارٍ مـرّة ودخـان
فقـُلـت لـه لـمّـا تكشّـر ضاحكـا *** وقائـم سـيـفي من يدي بمكـان
تعـشّ فإن عاهدتني لا تخـونني *** نكن مثل من يا ذئب يصطحبان
وأنت امرؤ يا ذئب والغدر كنتما *** أخـَيـّيـْن كـانـا أرضِعـا بـِلـَبـان
ولو غيـْرَنـا نبّهـتَ تلتمس القـِرى *** أتـاك بسـهـم أو شـَبـاة سـِـنـان
وكلّ رفيـقـَي كلّ رحل وإن هما *** تعـاطى القنـا قوماهما أخـَوان
وإنـا لـَتـَرعى الـوحـشُ آمنـةً بنا *** ويرهبنا – إن نغضبِ- الثقلان
فالذئب : أطلس اللون ( فيه غبرة إلى السواد ) أتاه يعسل ( يسرع بمشية مطّربة) وهذه مشية الراغب في الحصول على شيء يريده متلهفاً إليه .
والفرزدق في أخرة من الليل وهدْأة فيه أشعل النار ليأنس في هذا الليل الهادئ البهيم ويرى ما حوله خشية أن ينقض عليه وحش أو هامة ، وشغل نفسه بالشواء ، أو بغيره ، فالزاد يُطلق على ما يتزود به المسافر أيّاً كان .
ولم يكن الفرزدق يرغب في رؤية هذا الذئب الذي دعته النار ورائحة الطعام إليه ، ولكنه بإشعال النار كانت الدعوة ، وما كل من أوقد النار رغب بالضيف . والدليل على أنه لم يرغب فيه قولـُه : دعوتُ . ولم يقل : دعوته .- دون النظر إلى وزن البيت - لكنه فوجئ به يعسل باتجاهه . لقد أجاب الذئب دعوته مسرعاً ، وكان يودّ لو كان المجيب غزالاً أو حيواناً أليفاً يأنس كل منهما للآخر في هذه الفلاة القفر .

لقد كان الفرزدق خائفاً ، ولو ادّعى الشجاعة والبطولة . لقد كشف نفسه من حيث كان يريد أن يمتدحها لعوامل عدة ، منها :

1- أنه قال للذئب ادنُ )، ولن يحتاج الذئب لسماح الفرزدق له بالدنوّ ، ولكنّه إثبات للذات وسبيل للتحدي .
2- لقد قال له متحفزاً للدفاع عن نفسه بعد أن اقترب أكثر : (دونك ) إياك أن تقترب أكثر من هذا .
3- اضطراره مشاركته في زاده ، فهو ابتداء لم يدْعه ، ولكنْ لا بد مما ليس منه بُدّ ، فالذئب جائع وقد أسرع إليه ودنا منه يريد أن يأكل الشاعر ، فإن لم يستطع فما يقدمه الشاعر له .
4- قال : ( في زادي ) فالزاد للشاعر وهو في الظاهر يكرمه إلا أنه مضطر أن يشاركه فيه ولو كان زاده ، وكان أولى أن يقول ( في الزاد ) بغض الطرف عن وزن البيت ، فنحن نغوص في نفسية الشاعر ونقرأ ما وراء السطور .
5- ثم قوله ( إنني وإياك) وكان المختصر المفيد أن يقول ( إننا )
6- التوكيد المتكرر في قوله (إنّ مع الضمير المتصل ، ثم الضمير المتصل المنصوب : إياك ، ثم اللام المزحلقة في : لمشتركان ) حديث مستفيض يريد أن يملأ الوقت ويسمع الذئب صوته القوي فيبعده .. وكثيراً ما نرى الخائف في الليل أو في مكان موحش يكلم نفسه بصوت عال يواري به خوفه ، ويسرّي عن نفسه .
7- وتصور معي الفرق بين ( أقدّ الزاد ) و( أقطّ الزاد ) فالقدّ بالدال أقوى من القَطّ ويحتاج إلى عزم أشد وتلويح بالقوة أكبر .
8- ويستر خوفه بصوت ( القدّ) يري الذئب – على ضوء النار تارة وضوء الدخان تارة أخرى – عملية ال( القدّ ) هذه ( يعتمد على الصوت واللون ) في إبعاد الذئب عن الوثب نحوه .
9- لا شك أن الحريص على حياته أمام الذئب يظل ممسكاً بقوة بمقبض سيفه ، ولكن حينما تدعو أحدهم إلى طعامك ، ويظل مكشراً يبغي المزيد أو الوثوب عليك تطرده وتمتنع عن الاستمرار بإطعامه ... أما أن تقول له بعد كل ما قدمتَه – غير عابئ بك – يضحك منك مكشراً ( تعشّ) فهذا استجداء للأمان مغلف بالخوف والرغبة بالسلامة في أدنى صورها .
10- وبعد كل هذا يطلب إليه العهد بالأمان وعدم الخيانة ( فإن عاهدتني لا تخونني )
11- كما أن الخوف ظاهر بوضوح في تكرار كلمة ( يا ذئب ) . فكيف يطلب الصحبة والعهد من غدار؟ بل إن الذئب أُشرب الغدر فكان صفة ملازمة فيه ! ومع ذلك فهو يريده أخاً وصفياً فالذئب عند الشاعر ( امرؤ) وإنسان سوي يمكن معاهدته !:
وكلّ رفيـقـَي كلّ رحل وأن هما *** تعـاطى القنـا قوماهما أخـَوان
ونعتقد أن الشاعر تأثر لغدر نوار إياه – كما يرى - فغلف غدرها بقصة الذئب .
أرغب إلى الدارسين –إن أحبوا أن يقارنوا بين الغدرين أن يعودوا إلى قصيدة الشاعر فهي معاناة إنسانية تستحق الوقوف عنها على الرغم مما استنبطته من موقفه والذئب ، فمهمتنا – معشر النقاد – أن نجلو المواقف ونترك للآخرين أن يحكموا دون أن نفرض عليهم ما نريد .

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 10-21-2008, 06:21 PM   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
عضو نشط
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
ابوصالح الشمالي is on a distinguished road


 

نَرى عِظَماً بِالبَينِ وَالصَدُّ أَعظَمُ - وَنَتَّهِمُ الواشينَ وَالدَمعُ مِنهُم
وَلَمّا اِلتَقَينا وَالنَوى وَرَقيبُنا - غَفولانِ عَنّا ظِلتُ أَبكي وَتَبسِمُ
فَلَم أَرَ بَدراً ضاحِكاً قَبلَ وَجهِها - وَلَم تَرَ قَبلي مَيِّتاً يَتَكَلَّمُ
ظَلومٌ كَمَتنَيها لِصَبٍّ كَخَصرِها - ضَعيفِ القُوى مِن فِعلِها يَتَظَلَّمُ
بِفَرعٍ يُعيدُ اللَيلَ وَالصُبحُ نَيِّرٌ - وَوَجهٍ يُعيدُ الصُبحَ وَاللَيلُ مُظلِمُ
فَلَو كانَ قَلبي دارَها كانَ خالِياً - وَلَكِنَّ جَيشَ الشَوقِ فيهِ عَرَمرَمُ
يَجِلُّ عَنِ التَشبيهِ لا الكَفُّ لُجَّةٌ - وَلا هُوَ ضِرغامٌ وَلا الرَأيُ مِخذَمُ
وَلا جُرحُهُ يُؤسى وَلا غَورُهُ يُرى - وَلا حَدُّهُ يَنبو وَلا يَتَثَلَّمُ
أَلَذُّ مِنَ الصَهباءِ بِالماءِ ذِكرُهُ - وَأَحسَنُ مِن يُسرٍ تَلَقّاهُ مُعدِمُ
وَأَغرَبُ مِن عَنقاءَ في الطَيرِ شَكلُهُ - وَأَعوَزُ مِن مُستَرفِدٍ مِنهُ يُجرَمُ
المتنبي

 

 

   

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 12 ( الأعضاء 0 والزوار 12)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:06 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir