اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالرحيم بن قسقس
.
*****
رحم الله مستور بن علي الغامدي رحمة الأبرار واسكنه الجنة
وكما ذكر أبو صالح هو من اليحمد من قرية آل سالم وكان له عامود في جريدة عكاظ يروي فيه تجاربه ويوثق للتراث في المنطقه وإن شاء الله أوفق في تقديم بعض هذه الحلقات
جهده رحمه الله في ( مكتب الدراسات الشرقية ) يثمنه له فاطر السموات والأرض ثم من عمل معهم في تلك الفترة والمشكلة لدينا عدم التوثيق وعدم الاهتمام به
تحياتي أبا فيصل على حسن الاختيار وتسليط الضوء على هذه الشخصية لكي ندعو له في هذه الأيام المباركه
*****
|
حيا الله أبو توفيق .. كما أشرت التوتيق للكثير من الأمور التاريخية يعتريه النقص .. وخاصة في مثل هذا الموضوع الذي يكتنفه الغموض والسرية .. وأحيانا تنتزع جهود المخلصين وتطمس وقد تجير لغيرهم
المذكرات التي أشرت إليها كنت أنوي نشرها .. لكن الوقت والجهد والصحة والمزاج أحيانا لا تساعد .. على أية حال هذه الحلقة الثالثة مما كتب الشيخ مستور بن علي رحمه الله .. والباقي عليك الله يعينك :
(( الحلقة الثــــــــــــــــالثه ))
يواصل الكاتب حديثه قائلاً:
تحدثت في مقالي السابق عن ملاحظة بدت لي على ماجاء بالصفحة ((190)) من الجزء الثاني من كتاب الموروثات الشعبيه لمؤلفة الاستاذ علي بن صالح السلوك وأيضاً بان حقيقة سوق الاحد في بني كبير اقامه واسسه شيخ قبيلة بني كبير أنذاك احمد بن ساعد بن عوضه بن احمد الملقب (( بالعجمه)) قبل اكثر من ثلاثمائة وخمسة وتسعين سنه اي قبل مولد عبيدالله الذي نسب السلوك اقامة السوق له.
وعوداً على ذي بدء نعود لحديثنا عن الاشكال بين قبيلتي بني ظبيان ةبني كبير الشقيقتين في نشوء سوق الاحد, فقد حدث بين القبيلتين حين تأسيسه خلافات , فرأى شيخ القبيله العجمه نقل السوق من قريتة (( آل سالم )) لكونها مهددة وبمتناول اسلحة بني ضبيان, ولأن له ولجماعة الاقربين (( مزحله )) آل سالم وآل سرور مزارع وحمى في متناول بني ضبيان وقبيلة الرهوه ... ورغم ان للقريتين تحصينات قويه وبشكل استراتيجي إذ أن قلاعاً مقامه حولهما وعلى ابعاد تكاد تكون متساويه بين كل حصن وآخر, وتشكل حول القريتين طوقاً من ثلاث جهات الغرب والجنوب والشرق على شكل هلال مجموعها ثمانية حصون ترتبط ارتباطا مباشراً بمقره الاساسي بالقريه من خلال خنادق وسراديب, وتلك الحصول لا تزال قائمه, شاهدة على أهمية (( مرحلة وادي الحمى )) وانها كانت في يوم من الايام مستهدفه من خصومها لأهمية موقع قائدها. ورغم هذه التحصينات القويه والقلاع المتينه فان الصراع ظل قائماً باسباب السوق مستهدفاً حياة الشيخ نفسه وقد تعرض بالفعل لمحاولة إغتيال فأنجاه الله بعد ان اصيب فكه الايسر برصاصه.. لذلك نصحه مجلس اعيان قبيلته بنقل السوق من قريته ((آل سالم)) إلى قريه أخرى من قبيلته هي بني والبه المقر الحالي للسوق لإعتبارات أمنيه ونواحي استراتيجيه منها:
1- ان بين المقر الجديد لسوق الأحد في بني والبه ببني كبير وسوق قبيلة بني ظبيان الأثنين قريه من قبيلته هي العبادل. وهذه القريه بينها وبين بيني ظبيان تحالف ولها حصه في سوق الاثنين فمن حق رجالها ان يهبطو ذلك السوق بشكل دوري. ولأن للأسواق قواعد يستحيل تجاوزها لا سيما بين حليفين بينهما مواثيق وحصة في السوق وبالتالي فإن الظبياني لن يتجاوز حليفه العبدلي ليضرب من خلاله سوق قبيلته المحدث ((الأحد)) فان تجاوز هذه الاحكام فان دائرة الحرب بين القبيلتين ستتسع لتشمل حلقاء آخرين لهما من قبائل أخرى واتساع دائرة الحرب بين هذه القبائل في غير مصلحة الطرفين جميعها, إذ ستتدخل قوى خارجيه من قبائل أخرى بزعم نصرة المظلوم. وكانت قرية العبادل قوية انذاك وبها تحصينات دفاعيه.
2- ان قرية آل سالم على مقربه من قبيلة الرهوه, والرهوه حليفة بني كبير وبينهما مواثيق ومصالح مشتركه. وتكون القبيلتان معاً ((الرهوي والكبيري)) خمس عامد, لكن العجمه خشي امام استمرار هجمات قبيلة بني ظبيان القويه ان تضعف قبيلته وان يتداعى الحلف مع الرهوه فتلتف القبيلتان بني ظبيان والرهوه ضده وقبيلته فتسيطران على كل او جزء من ممتلكات مزحله الزراعيه المصاقبه لهاتين القبيلتين.
3- رأى ان أمن السوق بقريته (( آل سالم )) مهدد من اولئك الذين يعارضون في إنشائه بما يعرض ارواح مرتاديه من غامد وزهران يشكل دائم لهجمات خصومه بني ظبيان.
4- أن في المقر الجديد ببني والبه شجره معمره (( كانت لا تزال قائمه حين كتابة هذا المقال)) من الجميز وتسمى محلياً الرقّعه يستظل تحتها رواد السوق.
لهذه الاسباب نقل السوق الى موقعه الجديد ببني والبه, فحاولت بني ظبيان برئاسة شيخها انذاك (( ابن قسقس )) وكان رجلاً شجاعاً ضرب الموقع الجديد من خلال تسللهم من (( جهة الولجه )) غرب جنوب قرية الفلاح لكن العجمه نظم صفوف قبيلته حاضره وباديه, ووزع بينهم مسئولية الدفاع, فالتقى الجمعان في وادي بني كبير عند قرية (( الكدفه )) واستطاع ان يحقق نصراً مؤزراً وقتل من قتل, وفر من بقي من الغزاة وقام السوق ومضى في رسالته, وقال شاعر القبيله:
الطرف الاول
ياســــــلامي عدد هل الغير __ من علـــــوم وراعيها يصير
خل عنك الحكى والعيّره
----
الطرف الثاني
سوق بو غابش الشيخ البصير __ كان وسطي ولا هوب الصغير
دور ذا اليوم تنظر ماكبره
فهذه الشواهد وغيرها مما هو معروف لدى الكثير أن الذي انشأ سوق الاحد ببني كبير هو أحمد العجمه (( ابو غابش ))