يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

اهداءات ساحات وادي العلي







العودة   ساحات وادي العلي > الساحات العامة > الساحة العامة

الساحة العامة مخصصة للنقاش الهادف والبناء والمواضيع العامه والمنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-10-2014, 07:24 AM   رقم المشاركة : 231

 

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالرحيم بن قسقس
*****
حيا الله أبو فيصل
أول شوف الصورة وهل تعرف احد منهم



****

أولا : حياكم الله بعد هذا الصمت الرهيب .. أصبح الواحد يستحي يكتب في المنتدى حتى لا يقعد لحاله فرجه قدام الله وخلقة

ثانيا : أنا يوم ما شفت لا حس ولا خبر بعد تلك المقالة العصماء ,, بغيت أطل لآخر مرة وأكتب على لسان الحال : ( مياااااااو .... مياااااااااو ) لكن خفت من أحد جيران الوادي من هنه والا من هنه يضيق وندخل في حقوق خاصة هذه الأيام الغنم غالية والواحد ما عاد يقدر يتجمل مثل أول

ثالثا : الصورة يا بو موفق هي للشيخ أحمد بن سرور الزهراني وفي الصورة إثنين من ابنائه ما شاء الله كانوا عندي بالمدرسة الابتدائية تعرفت على ملامحهم حيث أنني لم أشاهدهم إلا وهم أطفالا صغارا

رابعا : مع هذا السبات إلا أنني أتعجب أن عدد المتواجدين في الساحة العامة في أي لحظة يزيد عن مائة متصفح . ولا أعلم هل هم المتواجدين فعليا في نفس اللحظة أم هناك أمر آخر .. إذا كانوا فعلا متواجدين .. أتساءل .. لماذا ( مخرقين ) وما العيب في مواصلة الكتابة والمشاركات مثل ما كان الوضع سابقا ؟

خامسا : تبقى لدي ( وصلات ) ممكن أعذر بواحدة منها وأعرضها بالمنتدى .. لكن بشروط خاصة يعرفها أبو ياسر أطال الله في عمره وعمر أخيه وجاره , وعمر المشاهدين عموما

هذا ما لدي وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 04-12-2014, 06:10 AM   رقم المشاركة : 232

 

الله يحييك يا ابا فيصل ويحيي ذكرياتك .
ما اخفيك فرأت ما سطرته اناملك الكريمة عدة مرات واستمتعت بها كثيرا فأنت كعادتك تجمع بين الطرفة والفائدة وتسلط الضوء على ماض جميل وقيم كانت من المسلمات ، فهذا زميلك احمد سرور يؤثرك على نفسه ويفترش احرامة ويترك فراشه لك ، اسأل الله أن يزيده ويزيدك من واسع فضله .
نجي عند بيت القصيد عزفك على العود .... لو فتح الله عليك وتعلمت العزف ونافست السبمو كان اصبح عندنا فنان من رحبان ولربما افتقدت المليشيات قائدا ملهما لكن الحمد لله ان سلمك وحفظ للمليشيات قائدها .
اما السمبو فكنت اسمع به ولم اتشرف بمقابلته او رؤيته الا من خلال الصور عند بعض الزملاء فهو رجل اسمر كما بدى لي في الصورة وانيق ويقال انه فنان مجيد لفنه ولو واصل المسير لكان من كبار الفنانين في بلادنا .
شكر لك يا ابا فيصل على ما تفضلت به واملنا فيك وطيد أن تستمر في سردها في حلقات لننهل من فيض خبرتك ونتعلم من اسلوبك الرائع الجميل .
وتقبل خالص تحياتي وتقديري .

 

 
























التوقيع



سبحانك اللهم وبحمدك عدد خلقك ورضا نفسك وزنة عرشك ومداد كلماتك .

   

رد مع اقتباس
قديم 04-12-2014, 11:46 AM   رقم المشاركة : 233

 

.

*****

حيا الله أبو فيصل

اعتقد ان طريق (الطائف - الباحه - أبها) المعبد لم يدخل عامه الثالث في بداية العام 1390هـ واعتقد ان الطريق لم يكتمل من (الباحه -إلى- أبها) وهذا يعني ان قرى الطائف في المنطقة الجنوبية الغربية لمدينة الطائف لم تدخل عصر التطوير بعد ولذلك كان صاحبك احمد بن سرور يفرح برؤية أي غريب أو طُرقي وخاصة من بني جلدته في غامد وزهران

أما الإيثار والكرم وحب الضيف فهذا طبع في ابناء زهران يتوارثه الابناء من ابائهم واجدادهم واتذكر في عام 1400هـ زرت المنطقة الشرقية مع احد الاصدقاء من زهران واستقبلنا مجموعة من شباب زهران فالمنطقة وما اخفيك ان برنامجنا تغير بالكامل بسبب كثرة العزايم والضيٍف وفرحتهم بالضيف

نعود للعود ومحاولت تعلمه واشارتك للأخ حامد سمبو
فحسب معلوماتي كان مدير مدرسة بالمنطقة الشرقية وحالياً متقاعد وقد تعرض قبل فترة لعارض صحي وحالياً صحة طيبة ولله الحمد
واعتقد ان فنه كان هواية ولو ارتقى لمهنة لأصبح من رواد الفن

المهم ان هذه الحلقة من ذكرياتك لم تتجاوز خروجك من القرية التي كنت تدرس وتسكن فيها ووصولك الى القرية التي يسكن فيها الأخ احمد سرور الزهراني
يعني بعد تعلمنا في حلقة جديدة بيوم صحيت الصبح وكيف وصلت الطائف وهكذا
يا نافدا الخنافر على قول أبو ياسر

وبالنسبة لعدد المتواجدين في الموقع أو في الساحة العامة فهو عدد صحيح لان الموقع يحتوي على عدد كبير من المواضيع والمداخلات القيمة والموثقة والتي تعد مرجع لمستخدمي محركات البحث مثل قوقل وغيره ولو سار عندك وقت اتصل بي ونوقف الموقع لبعض الوقت ثم نعيد فتحة وستشاهد عدد المتواجدين (صفر) ومن ثم عودة المتصفحين وتنامي اعدادهم بشكل تدريجي

*****

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 04-12-2014, 03:04 PM   رقم المشاركة : 234

 

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالرحيم بن قسقس
المهم ان هذه الحلقة من ذكرياتك لم تتجاوز خروجك من القرية التي كنت تدرس وتسكن فيها ووصولكإلى الطائف حيث استضافك الأخ أحمد سرور الزهراني
يعني بعد تعلمنا في حلقة جديدة بيوم صحيت الصبح وكيف وصلت الطائف وهكذا
يا نافدا الخنافر على قول أبو ياسر
----------------------------------------------------------------
مادام المسألة فيها يا نافدا الخنافر ولأني من خمسين تقريبا ما سمعتها فلا مانع من إضافة حلقتين مدمجة حتى يكتمل المعنى ,, وإن شاء عما قريب تتضح السيرة والصورة تماما في مجال أرحب وأوسع مع تقديري لمشاعرك ومشاعر الأخ عبدالحميد حيال ما كتبت , طبعا الرد واحد والعلم واحد لكما بالتساوي :
الاستعداد لوظيفة ( معلم )

كما يبدو تختلط على الإنسان عدة مشاعر بعد التخرج من المعهد ما بين الشعور بالرجولة وأن الواحد أصبح معلما مع راتب جيد , ومابين مشاعر من الألم بالتوقف عن الدراسة النظامية , و قلق آخر مخيف جدا يقض المضاجع حول مسألة التعيين والاستقرار , فالواسطة هي المعيار الأول ونحن القرويون لدينا قدر كبير من الخجل , والدليل أنني ذهبت للمسئول عن التعيين الذي كان اسمه متداولا على لسان كل معلم بصفته المتحكم المباشر لمسألة التعيين , فهو يوازن الأمور حسب الفراغ والاحتياج الموجود لديه وحسب ما يرد من تعليمات وأوامر قوية من جهات أعلى , فيبدأ بسد الثغرات البعيدة بأمثالي مستخدما أساليب ذكية في إقناع المعلم الجديد وتخويفه , فأنا مثلا عرض علي مدرسة تبعد خمسين كيلومتر بطريق غير مسفلت تعتبر منفى , وأخرى تبعد مائة كيلومتر , قائلا : ترى هذه القريبة ( بتروح ) عليك , خذها قبل ما يجئ واحد يأخذها عليك , وما يبقى عندك إلا تلك البعيدة , وبدون جدال استسلمت لتلك النصيحة الغالية بدون أن أنطق حرفا . بعدها بأيام وجدنا الطلاب النافذين وبالذات من يسمون ب ( أهل البلد ) تم تعيينهم في وسط المدينة وضواحيها , ونحن على ما بنا من مآسي سابقة زادت عليها مآسي البعد عن المدينة والعمل في قرية نائية متخلفة .
معلم الصبيان في القرية
سألت عن الموقع وطريقة الذهاب إليها , فأخبرونا بأن هناك موقف بالشهداء لسيارات ( الخضرة ) ويعنون بها السيارات التي تفد من القرى لتنزيل الفاكهة – كل الفواكه تسمى خضرة – اعتليت سطح شاحنة سيارة فورد مليئة بصناديق فارغة , عصر ذلك اليوم , مع عدد من الركاب الجالسين على الصناديق ( الهواري ) مستمسكين بالعوارض الحديدية للشاحنة , الركاب القرويون يمازحون بعضهم ويتطالبون من باب التمثيل وتمضية الوقت لا يشغلهم هم ولا حزن , وأنا من جانب أرصد تلك العادات والسوالف الأصلية للسكان القرويين من ضواحي الطائف , ومن جانب آخر أفكر في المجهول الذي أقدمت عليه بهذا السفر إلى قرية نائية مجهولة من باب المغامرة فالوقت مقترب من الليل بسبب الموعد المتعارف عليه لتحرك السيارات لتلك القرى والذي يكون غالبا بعد العصر .

أنا في حالة لا أعلم ماذا أجد أمامي ؟ وأين أسكن وأين أنام ؟ ولا سبيل للعودة في الوقت الذي أرغب . قبيل الوصول للقرية كان الركاب متعاطفين معي جدا لمعرفتهم أنني تعينت معلما بهذه القرية , وكانوا يتناقشون واحد يقول : ودوه عند أديب والله أنه طيب , وما بيلقى أحسن منه – أديب معلم لبناني معروف لديهم – وآخر يقول : ودوه عند الزهراني , على اعتبار الزهراني أقرب للغامدي , وفعلا اقتربنا من القرية بعد رحلة شاقة وجبال عالية . فاخترت بيت الزهراني بعد أن دلوني قبيل صلاة العشاء مع ظلام دامس لا كهرباء ولا أي حركة , لا يوجد معي لا شنطة ولا أية أغراض خاصة , طرقت الباب وعرفته بنفسي وهو ساكن بعائلته , فأبدى ترحيبا ولطفا وعطفا علي من هذا المصير لأنه من المعهد القديم وبالتالي هو أكبر مني سنا , بالرغم أن الوقت محرج جدا وغير مناسب , ومع ذلك فقد دبر أموره معتذرا لي بأن الوقت ليل ومتأخر لكن الجود من الموجود , أكثر ما يشغل بالي في تلك اللحظة مسألة المبيت وفي النهار سيتم حل كل الأمور , بت تلك الليلة لدى الزميل الشهم الأستاذ علي بن معدي الزهراني , في اليوم الثاني صباحا كانت لي البداية مع أولى أيام الوظيفة ( الغصب ) معلم الصبيان .

وجدت بالمدرسة ستة معلمين أجانب لبناني وسواداني والبقية فلسطينيين وثلاثة سعوديين أنا أحدهم , جلست مع المعلمين الأجانب وأنا كلي ثقة أشاركهم الحوارات السياسية والمعلومات العامة والطرائف , كانوا مثقفين جدا ومتعلمين مقارنة بنظرائهم من المعلمين الوطنيين خريجي المعاهد القديمة والمعاهد الثانوية الجديدة , وفي أدائهم التعليمي كانوا متميزين وجادين بلا حدود , إضافة إلى مظهرهم وقوة شخصياتهم , حتى رواتبهم كانت عالية وتقترب من رواتب المعلمين الوطنيين .

تلك الفترة تسمى عودة المعلمين والطلاب يفدون بعد عدة أيام , ساعدني على تدبير أمر السكن أولئك المعلمين الوافدين وعلى رأسهم معلم فلسطيني غزاوي , جاد ومرح كأنه من أهل البلد اسمه ( محمود بركة ) فاستأجرت بيتا مناسب جدا ونظيف يحتوي على غرفتين ومطبخ وحوش بدون كهرباء - هذا يعتبر نصف المنزل يخصني - ونصف أخر مماثل يسكنه خوي مع أسرته يعمل بمركز أمارة مجاور للقرية , المنزل يعود لمزارع كبير يمثل النظام الإقطاعي بكثرة أملاكه ومزارعه وشدته , بإيجار شهري قدره أربعون ريالا . كما تم الاتفاق مع العم صالح لكي يحضر لي كل ثلاثة أيام تنكتين من الماء على حماره المخصص لنقل الماء , بخمسة عشر ريالا شهريا , وشعرت بنوع من الرضى والقناعة بالأمر الواقع , علي أن أبدأ حياتي من جديد لإصلاح تعثر الثلاث سنوات السابقة التي قضيتها بمعهد المعلمين على غير رغبة مني .

استأذنت من المدير على لمدة يومين على أساس إحضار أغراضي الخاصة من الباحة فلم يعد لدي أي ارتباط بأي سكن في الطائف , فلوى المدير براطمه معتذرا بالقول :
- (والله ييييييي ما أقدر .. ما أقدر والله .. واللهي ما أقدر
كانت تلك أول بادرة ومواجهة مع مسئول في أول يوم من عملي .
- طيب شوف أنا ما علي غير ثوبي واحتاج أحضر أغراض السكن
- ( والله ييييييييي .. ما أقدر )

بالكاد وافق على يومين بالرغم أن الدراسة لم تبدأ ولا يوجد أي ضرر من غيابي والأمر ضروري جدا بالنسبة لي .
لدى المدير من تلك الممانعة سبب وجيه , فقد كان في الأعوام السابقة طيبا متسامحا , مهملا في السماح للمعلمين بلعب كرة الطائرة في الفسحة والحصة الرابعة أيضا , مع اقتطاع جزء كبير من الحصة السادسة الأخيرة والانصراف قبيل انتهاء الدوام الرسمي , ولما حصل سوء تفاهم مع مدرس فلسطيني ضخم الجثة , جهوري الصوت , توجه ذلك المعلم إلى الإدارة متقدما بشكوى ضد المدير , بشأن تلك التسهيلات التي كان يستفيد منها الفلسطيني وكان أكثرهم صراخا وتشجيعا أثناء اللعب اعتبرها بعد الاختلاف في وجهات النظر أعمالا غير نظامية . والإدارة تقف دائما مع النظام فحصل لوم ولفت نظر للمدير , مع نقل المعلم لمدرسة قريبة مجاورة يداوم إليها بدباب ( موتور سيكل ) , لهذا بدأ المدير بداية جديدة غير متسامح مع أي ظرف .

بالمناسبة هذا المعلم الفلسطيني لديه كامل عدة إصلاح الدوافير , سواء لأهالي القرية أو المعلمين وهوايات إصلاح روادي وغيرها , وفي وقت لاحق بعد عدة سنوات عرفت مصادفة عندما كان لي محل خاص ( خطاط ورسام ) بشارع 25 بالطائف أنه يسكن بجوار محلي هذا , ويقوم من منزله بعمل وسائل إيضاح ورسومات مطلوبة في المدارس للطلاب والطالبات والمعلمات , ينفذها بشكل بعيد كل البعد عن أي ذوق أو فن , فلا يوجد لديه فرق بين رسم لوحة فنية وبين إصلاح دافور , لكن أكثر الناس ممن لا يعرف أصول الخط والرسم يقبلون بأي شيء , لهذا تجد سوقه ماشي , والرزق على الله

بعد أخذ الموافقة من صاحب السيادة مدير المدرسة في صباح ذلك اليوم جلسنا ننتظر لساعات وصول أي شاحنة أو ونيت يمر مصادفة من جوار المدرسة , ونتحسس أي صوت لموتور السيارة من بعيد فالصوت يصل قبل صورة السيارة المختفية بين الجبال والوديان , حتى أن الزميل الزهراني وقف بجواري يتحسس معي لعل وعسى نسمع صوت سيارة , ومن لطفه وشيمته قال المعذرة لو وقفت معك انتظر قدوم سيارة . حيث أن أصول الضيافة لا تجيز للمضيف أن يساعد أو يسهم في خروج الضيف من منزله .

وصل بالكاد ونيت فورد حظيت بالركوب في الغمارة لأنني معلم والمعلم في القرية له شيء من الاعتبار والتقدير يسمونه ( اللستاد ) والمجموعة ( اللستادين ) في ذلك المشوار وجدت الركوب مريح جدا في غمارة السيارة الفورد بشكل خيالي ورومانسي , بعكس الشاحنة التي ركبت بها سابقا أثناء قدومي للقرية , فالونيت يتمايل ولا تجد أدنى إحساس بالتعب أو الإجهاد . جوانب الأبواب الداخلية كما جرت العادة مزينة بصور فنانات ذلك الزمن أمثال سميرة توفيق وصباح وشاديه , السائق ( دخيل الله ) شاب مهذب وسيم الطلعة , طول الوقت يغير شريط الكاسيت من أغنية إلى أخرى كلها للمطربة الذائعة الصيت في تلك الفترة ( توحة ) أغانيها تتوالى واحدة بعد أخرى وأغلبها أغاني زواجات منها :
يا ماشي الليل فين رايح ........ تزل حارتنا بالعاني
تراك ممنوع بالموجب ........ في هذا الحارة خلاني
---------------------------------------------
أسألك بالله هل هذا صحيح .... قلبك الطيب بلاني يا مليح
لا تجاملني معي خلك صريح .....قولها كلمه وخليني أستريح
-------------------------------------------
عاش من شافك ......... يا كامل أوصافك
نورت حارتنا ............ والليلة فرحتنا
نكايد العزال .. .........أهلك وأحبابك
تلك الكلمات واللحن يزيد من السباحة في عالم الخيال لشاب محطم الآمال , فإذا صرفنا الآن النظر عن الصوت , فإن الكلمات فعلا كانت صادقة في التعبير عن المعاناة والوجد والكمد , وهو أمر ما كنت سالما منه

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 04-15-2014, 08:08 PM   رقم المشاركة : 235

 

لو كنت يا أبا فيصل تعلمت العود كان اليوم تنافس عبادي الجوهر { ملك العود} لكن قدر الله وما شاء فعل ما الله كتب لك نصيب ....الحقيقة أستمتعت بسردك لذكرياتك عن تلك الفترة من مشوار حياتك التعليمي بأسلوب شيق ولبق وراقي ....أمد الله في صحتك وحياتك وأنا متابع لمذكراتك الجميلة والصادقة عن تلك الفترة حتى لو ماعلقت مع أنني لست زميل مهنة ..معاناة ولكن جميلة

تحياتي وإحتراماتي .

علي بن حسن

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 04-22-2014, 09:24 PM   رقم المشاركة : 236
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية عبدالحميد بن حسن
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
عبدالحميد بن حسن is on a distinguished road


 

( - (والله ييييييي ما أقدر .. ما أقدر والله .. واللهي ما أقدر
كانت تلك أول بادرة ومواجهة مع مسئول في أول يوم من عملي .
- طيب شوف أنا ما علي غير ثوبي واحتاج أحضر أغراض السكن
- ( والله ييييييييي .. ما أقدر )


( حياك الله يا ابا فيصل للمرة الثانية والثالثة وإلى ما لا نهاية ، تدري ليش هذه التراحيب ؟
يا اخي هروجك تعجبني واسلوبك سنافي وعلومك كلها ما شاء الله تشوق العين ، الله يزيدك من فضله )

نسخت الحديث الذي دار بينك وبين مدير المدرسة الله يهديه لغرض في نفسي سوف ابينه بمشيئة الله فيما يأتي :
يا اخي هناك بعض من يقحمون في المركز القيادي اقحاما دون تدقيق في الاختيار وبدون معايير معينة ، وانا لا انتقد هذا المدير بعينه فتلك الفترة يصعب التدقيق في الاختيار ، لكن اتحدث عن واقعنا الحالي هناك من يتم اختياره لان فلان يعرفه او فلان اثنا عليه ويكلف بالعمل القيادي وبالتالي يصبح لدينا قيادي مسخ يضر ولا ينفع يعطل العمل ويشوه سمعت الكيان كله .
يخبرني صديق بعد مغرب هذا اليوم يقول : ذهبت للجوازات وهو غير سعودي بغرض ضم الزوجة للجواز وكذلك الابناء وتحدث كثيرا عن التطويل والتعطيل والطوابير الطويلة رغم التحسن الذي طرأ مؤخرا على إدارة الجوازات لكن الاغرب من ذلك كله يقول ولحديث لصديقي :أن الموظف المختص ادخل اسمه في الجهاز خطأ حيث كتب عبدالحمن بدل عبد الرحمن وسحب ( برنت ) وعندما راجع صديقي البرنت لاحظ الخطأ وطلب من المظف ان يعدل الخطأ خاصة وأن الاسم في الجواز صحيح قال الموظف : لا يمكن ذلك لكن قدم طلب لتعديل الاسم او اطلب تعديل الجواز بموجب البرنت اي عبد الحمن بدل عبد الرحمن فقلت له لكن هذا اسم من اسماء الله تعالى فكيف يكتب خطأ ؟! ولكن الموظف اصر على ذلك الطلب ، قال صديقي فذهبت إلى رئيسه وهذا بيت القصيد فشرحت له خطأ الموظف وطلبت تكليفه بالتعديل وتصويب الخطأ فرد عليه ذلك الرئيس الملهم بقوله نفذ ما طلب منك الموظف هذا النظام .
قال : وذهبت إلى مدير تلك الإدارة بعد التوضيح قال المدير : اذهب إلى ذلك الشباك وسوف اكلمه قال : فلم يستغرق التعديل الا ثوان معدودة .
ترى يا ابا فيصل ومن يقرأ ما يهون ما كان الاولى أن يقوم ذلك الموظف بتعديل خطأه وإذا لم يفعل ما كان الاولى برئيسه أن يكلفه بالتعديل ؟
ولهذا اقول يجب تحري الدقة في اختيار المسؤول ايا كان لتستقيم الامور .
وسلامتك ومن يقرأ .
على فكرة لا تتأخر علينا في كتابة الحلقة الثالثة فديييييت الخلقة .

 

 
























التوقيع



سبحانك اللهم وبحمدك عدد خلقك ورضا نفسك وزنة عرشك ومداد كلماتك .

   

رد مع اقتباس
قديم 04-24-2014, 12:27 AM   رقم المشاركة : 237

 

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالحميد بن حسن

على فكرة لا تتأخر علينا في كتابة الحلقة الثالثة فديييييت الخلقة .
----------------------------------------------------------------
أولا : هذه الحلقة عشان ( فديت الخلقة )
ثانيا : وين باقي الربع ما شوف إلا أنا وأنت والأخ علي أيضا تفضل مشكورا بالمشاركة
إذا الموضوع بهذه الطريقة والعربان مخرقين .. عندي اقتراح : با صلي معك العشاء أحدى الأيام ونبارك لك في البيت الجديد ( مباركة شفهية ) ثم سأقرأ لك ما كتبت من مذكرات كلها مائة وخمسين صفحة فقط وأنت أكيد تعرف الأصول خاصة إذا تعب الواحد وتعنى وفحم وهو يقرأ
وسلامتك ... والتالي آخر العلم :
التسجيل في معهد المعلمين بالطائف

لكل زمن ظروفه وطريقته في الإدارة . ففي حالة رغبة أي طالب الانتقال من مدرسة بمدينة ما إلى مدينة أخرى . كان عليه أن يثبت للمسئول الإداري أن هناك سبب وجيه معتبر ومثبت ورقيا . ولا يوجد سبب مقبول سوى القول بأن عائلتي انتقلت من الدمام إلى الطائف . غير هذا لا يوجد ولا يقبل أي عذر ولا يتم أي نقل . الطريقة المتعارف عليها أن تكتب مشهد توقعه من شاهدين وتختمه بختم العمدة أو الشرطة

كان لي قريب بمدينة الظهران يعمل بالتجارة ولديه أيضا مقهى ومطعم مهم ومعروف على مستوى مدينة الظهران . يمر عليه أحيانا ضابط كبير يجلس في المقهى عندما كانت المقاهي هي المتنفس الوحيد للسكان يقضون به الوقت من بعد العصر حتى المساء . الضابط رئيس مركز الشرطة بمدينة الظهران . وكلامه وشكله حضري أفطس المناخر والعينين بشكل لم أشاهد مثله من قبل . عرفت أنه من مكة وأن عددا من سكان مكة المكرمة هم بهذا الشكل . ولله في خلقه شئون وله سبحانه أن يخلق ما يشاء . ومع أن أي ضابط وقتها له هيبة كبيرة لا أحد يتجرأ على الاقتراب منه أو محادثته . لكنني شعرت أنه رجل لطيف مرح في جلساته بين وقت وآخر مع قريبي بالمقهى , لاحظت هذا أثناء حديثه باللهجة المكاوية التي أسمعها لأول مرة , ثم شاهدت الضابط مرة أخرى مصادفة بالسوق الصغير المجاور في الظهران والذي كان يسمى ( أل -شبرة ) بحي ( سعودي كامب ) كنت وقتها قد قررت الانتقال للطائف . فاقتربت منه واستجمعت قواي و تشجعت للحديث معه باعتبار أنه شاهدني عند قريبي . ولأنه حضري مكاوي فقد اختلط علي الأمر بأي لهجة أكلمه . وأنا غامدي عشت بالدمام فترة طويلة بين عدة أجناس من البشر ولهجات مختلفة فأصبحت فاقد الهوية , إضافة إلى الآمال المحطمة أصلا بعد تسجيلي بالمعهد . كان قصدي أسأل عن إمكانية تواجده غدا في مكتبه لتوقيع المشهد , أمام هذا الارتباك نطقت بعبارة غير موفقة . فقلت : ( تفتحوا بكرة ؟ ) فرد علي ردا أخجلني وزاد من ارتباكي عندما قال : ( إش . تفتحوا .. هيا . بقاله والا إيه ؟ ) فأوصلت له بعد ارتباك معلومة مفادها .. ( أن لدي ورقة أحتاج إلي توقيعها منكم إذا كنت متواجدا بالدوام غدا لأنني أرغب الانتقال إلى أسرتي بالطائف والدراسة بمعهد الطائف ) العبارة السابقة من أجل أن يفهم القارئ المقصود , لكن ما حصل على الواقع ليس بذلك الوضوح والترتيب . فرد علي ( تجي ) بكرة وأن شاء الله يكون خير .

الخطأ الثاني الذي ارتكبته مع هذا الضابط أنني كتبت المشهد في ورقة هزيلة استقطعتها من أحد دفاتري شكلها غير منظم وكتبت عليها المشهد المطلوب ووقعته من طباخ المطعم الشهير وقتها ( علي المسيسي الغامدي - من بني جره ) ومن شخص آخر يعمل مباشرا بالمطعم حيث جميع العمال سعوديون عدا واحد يمني متخصص في إعداد ( شيش الجراك ) .

لم أكن راغبا في معرفة قريبي بمسألة الانتقال حتى لا يشوش على رغبتي . ثم توجهت إلى الضابط المهيب في مكتبه بعد أن زال الكثير من التوتر لدي . لكن خبالتي وسوء تصرفي بكتابة المشهد في تلك الورقة الهزيلة سببت ردة فعل أخرى لدى الضابط . فقال : إيش هادي الورقة ؟ كان من المفترض كتابة المشهد في ورقة تسمى ( فرخ ورق ) خاص بكتابة المعاريض هذا شيء متعارف عليه . ولحرجي من الموقف ومن مقابلته مرة أخرى انسحبت وكتبت المشهد من جديد كما ينبغي . وللتأكيد رفعت الحرج بيني وبين قريبي وطلبت منه استكمال توقيع المشهد وختمه من صاحبه ضابط الشرطة وكان لي ما أردت

استكملت ملف الانتقال وكانت فرحتى كبيرة بأن أغادر مدينة الدمام التي كانت في نظري بتلك الفترة تتسم بالكآبة والمجهول خاصة بعدة مغادرة والدي - رحمه الله - مدينة الدمام وانتهاء ارتباطه من العمل بالشركة , فمسألة التدريس يستطيع الإنسان أن يعمل بهذا الحقل في أي مدينة . والمتواجدين هناك أغلبهم من السكان الأصليين بالدمام والأحساء والقطيف وما حولها . أو القادمين من مناطق أخرى للعمل بالشركات وبالذات شركة أرامكو . لهذا فلا تصلح لي كمدينة للاستقرار الدائم مستقبلا

أول خطوات الاستقرار

كان علي تقديم أوراق طلب الانتقال لإدارة معهد الطائف . وعرفت من الزملاء أن هناك موقف للباصات في الشهداء على الشارع العام يوصلني إلى المعهد بطريق الحوية – الرياض والمسافة من الموقف إلى المعهد سبعة كيلومترات . دخلت المبنى بمشاعر فرحة غامرة قبل بدء الدراسة في ذلك المبنى الفخم المصمم خصيصا - كما عرفت لاحقا - من قبل اليونسكو كمساعدة للحكومة السعودية وأمثالها من الدول النامية آنذاك .

لم أجد سوى فراش من الجنسية اليمنية يسكن بعائلته في قسم خلفي من المعهد استقبلني استقبالا حسنا في مجلسه النظيف المفروش بالسجاد والمساند . اليمني هذا شكله متحضر ممتلئ الجسم . هندامه نظيف تعامله معي كان لطيفا وراقيا . وفي داخل نفسي يوجد لدي شيء من الحذر عند دخولي منزله , ربما أنه كان معجبا بشكلي وملامحي فاستلطفني .
بعد أن أخبرته بأنني قادم من الدمام وأن معهد الدمام ليس بهذا المستوى تلطف هذا الرجل بأن أخذني في جولة على مرافق المعهد مما زاد من ارتياحي وسروري , خاصة عندما فتح لي أبواب المسرح الكبير الخاص بالمعهد , لم أصدق وقتها أن هذه الفخامة موجودة هنا فالمسرح فعلا مشيد بفخامة لا حدود لها , لا زال بهذا المستوى حتى هذه اللحظة . تلك خطوة أخرى أعتبرها بداية الفأل الحسن لتواجدي بالطائف
على ما اعتقد أن الفراش استلم أوراقي ومن ثم سلمها للمدير , حيث عرفت فيما بعد أن هذا الرجل خاص بخدمة مدير المعهد فقط والمدير يوليه عناية خاصة وهو بلا شك يستحق التقدير ومن الجدير الاستفادة من خدماته , وبالتالي فإن أوراقي قد وصلت بأمان وتم قبول انتقالي

المبيت المؤقت بالمقاهي :

00000000000000000000000000000000000000000000000000 0000000000000000000000000000000000000
00000000000000000000000000000000000000000000000000 000000000
00000000000000000000000000000000000000000000000000 00000000000

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 04-26-2014, 11:18 AM   رقم المشاركة : 238

 

يالله ...الله عوضك عن ذلك الظابط الذي لم تكن موفق معه !! لا في سؤالك عما إذا كان موجود غدا في مكتبه أم لا ولا في كتابة المعروض ...!! ولكن الله عوضك بذلك الفراش الخلوق المتحضر حسب وجهة نظرك !! مع أن هذا يعتبر شيء طبيعي بالنسبة له.. ولكن لطالب جاي من غربة ومتهجول في طريق الرياض الطائف يعتبر مقابلة ذلك الفراش شيء غيرطبيعي ..والله من غير ما أحلف ..لأعدت قراءة الموضوع أكثر من مرة .. للاسلوب الجميل الغير ممل في الكتاية ووصف الموقف ..سواء مع الظابط و إلاّ مع الفرّاش

كمل .. بارك الله فيك .

علي بن حسن


 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 04-27-2014, 12:20 PM   رقم المشاركة : 239
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية عبدالحميد بن حسن
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
عبدالحميد بن حسن is on a distinguished road


 

عندي اقتراح : با صلي معك العشاء أحدى الأيام ونبارك لك في البيت الجديد ( مباركة شفهية ) ثم سأقرأ لك ما كتبت من مذكرات كلها مائة وخمسين صفحة فقط وأنت أكيد تعرف الأصول خاصة إذا تعب الواحد وتعنى وفحم وهو يقرأ .

فرحت كثيرا بهذه الحلقة الجديدة من ذكرياتك يا ابا فيصل لكن فرحتي تراجعت إلى النصف عندما قرأت اقتراحك الموضح بعاليه وتراجعت إلى الربع عندما علمت أن مباركتك شفهية ، وقلت في نفسي لو إن هذا الرجل بجي يزورني ويدق الباب برجله لانشغال يديه بما خف وزنه وغلا ثمنه لهانت المسألة ولارتفع مؤشر فرحتي إلى نسبة عاليه ، ولا يزال املي في الزيارة حسب المواصفات الاخيرة قائما والله يخلق ما يشاء ويختار .
اما قصة نقلك وبدايتها مع الضابط المهيب رغم فطسته وخاصة عبارتك غير الموفقة ( تفتحوا بكرة ؟ )ورده القاتل
( إش . تفتحوا .. هيا . بقاله والا إيه ؟ ) هههههههههه .
تصورت وجهك وهو يتلون وموقفك خاصة بعدما ما قدمت المشهد في ورقة من دفتر وقصفك من قبله بالصاروخ الثاني ( إيش هادي الورقة ؟ كان من المفترض كتابة المشهد في ورقة تسمى ( فرخ ورق ) خاص بكتابة المعاريض ) .
عز الله انك ذكي ولماح واستغرب كيف اخترت هذه الورقة . لكن اعجبني اصرارك وتلافي الاخطاء وتغيير المعروض وتحقيق رغبتك وهكذا الرجال الناجحون لا تثنيهم العقبات مهما كان حجمها .
وكذلك اعجبني موقف اليماني الحضاري حيث بدأ بحسن الاستقبال وانتهي بقبولك بمعهد الطائف .
رائع رائع يا ابا فيصل ... استمر حفظك الله .

 

 
























التوقيع



سبحانك اللهم وبحمدك عدد خلقك ورضا نفسك وزنة عرشك ومداد كلماتك .

   

رد مع اقتباس
قديم 05-03-2014, 10:50 AM   رقم المشاركة : 240

 


السكن المؤقت بالمقاهي

أنهيت الخطوة الأولى من الاستقرار بتسجيل انتقالي لمعهد الطائف . .بقي على مسألة السكن . فقد كان لي اثنين من الزملاء درسا معي بمعهد الدمام وكل منهما له ظرف خاص ويرغبان الانتقال للطائف وسبق أن أوضحت لهما إمكانية وطريقة الانتقال . الزميل الأول اسمه عبد الله علي أبو عريج القحطاني لديه بعض الأسباب المماثلة لما هو موجود عندي . فأهله في الجنوب ومعهد الطائف هو أقرب معهد إلى أهله بقحطان الجنوب . أما الزميل الثاني فهو من أسرة كبيرة تحمل اسما تجاريا معروفا على مستوى المملكة . إنه الزميل : محمد إبراهيم المجدوعي الغامدي . لقد كان يعيش مع أسرته في رغد من العيش فوالده وأخيه الأكبر علي بن إبراهيم المجدوعي يعملان بالتجارة والنقليات ويسكنون بفيلا فخمة بمدينة العمال أفضل حي سكني بمدينة الدمام , لكن من وجهة نظري أحيانا قد يسبب الغنى والترف نوعا من الكآبة ففضل هذا الزميل الانتقال معي إلى الطائف من باب التغيير والمغامرة , بعد أن عرف برغبتي للانتقال إلى الطائف بالرغم أنه كان زميل دراسة فقط ومعرفتي به ليست بذاك العمق من الصداقة , ولم يكن لدي أي تأثير على انتقاله للطائف , لقد كان كل منا لديه حرية وقدرة على التصرف واتخاذ القرارات ونحن في عمر السابعة عشر من العمر .
إذا نحن الآن ثلاثة طلاب والرابط بيننا أننا قادمون من الدمام ومن الطبيعي أن نسكن سويا , قبل بدء الدراسة بأيام كنا نبيت في مقهى عام بوادي وج يسمى قهوة ( الرمادي ) موقعها حاليا مقابل لجسر حسان بن ثابت جنوب غرب مثلث الحديقة الصغيرة حاليا , كما يشرف المقهى على وادي وج الذي يشكل اتساعا من التراب والبطحاء وعلى جانبه الآخر مقابل المقهى توجد حلقة الأخشاب والحطب والفحم . كنا نشاهد أمامنا في بعض الأحيان طابورا من الجمال تفرع حمولتها من الفحم قيل لنا أنها قادمة من تهامة بني سعد , وفي سنوات لاحقة وقفنا على سيول قوية تجتاح كل ما تجده في الوادي , وكل تلك المشاهدات تعطينا انطباعا أن كل شيء هنا يختلف تماما عن مشاهداتي وحياتي بمدينة الدمام وكأنني انتقلت إلى دولة أخرى .
يعتبر هذا المقهى نقطة تلاق لمختلف العابرين . أمام المقهى موقف لسيارات الجنوب الأجرة كلها سيارات فورد تسمى ( ابلاكاش ) على شكل باص صغير مصنع محليا يحمل عشرة ركاب . إضافة إلى سيارات أخرى من طراز ( بيجو ) هنا وجدت عددا كبيرا من قبيلتنا سائقي سيارات ركاب من طراز فورد أبلاكاش وبيجو , ومسافرون من وإلى الباحة . وزملاء سابقين من الباحة . لهم ارتباطاتهم وطرقهم الخاصة بالسكن . أما أنا فآثرت عدم الارتباط بهم من باب الشعور بالتميز , فأنا قادم من الدمام ولدي زملاء من الدمام أيضا .
المبيت بالقهوة كان شيئا مخجلا جدا بالنسبة لي , والسبب الأول أنني كنت في موقع متقدم في الدراسة في المرحلة المتوسطة وما قبلها فقد كان ترتيبي إن لم يكن الأول فلا يمكن أن أتجاوز الثاني , ولا أود أن أقابل أحدا من قدامى زملائي ومعارفي القادمين من الباحة طالما أنني التحقت بالمعهد فأنا أخجل أن أكون أحد طلابه متساويا معهم في هذا المستوى .
والسبب الثاني أن أسرتي قبل انتهاء ارتباط الوالد بعمل الشركة . كنا في حالة ميسورة جدا ونعد أنفسنا سواء في الباحة أو الدمام وضعنا أفضل مقارنة بغيرنا . لذا فقد كان لدي حساسية شديدة وخيبة أمل من هذا الموقف كيف انتهى بي المطاف للمبيت في مقهى قذر وفراش أقذر يستخدم من قبل عدة أشخاص بشكل يومي , كان عبارة عن لحاف وبطانية ومخدة متكررة الاستعمال والسرير مقعد خشبي معروف في مقاهي الحجاز . فإذا أردت المبيت تنادي القهوجي اليماني بمصطلح متعارف عليه من باب الفهلوة واللهجة الحضرية الدارجة وتقول : ( واحد كرت ) وقد ينام بجوارك أو خلفك مشردون ومجرمون ومسافرون وأشخاص لا تعرفهم , وما لدي من نقود قليلة أخفيها في ملابسي الداخلية وأطوي الثوب بشكل منظم ثم أضعه تحت المخدة حتى ألبسه في الصباح بدون كي . قيل لنا أن ساعتك أحيانا تسرق من يدك وأنت نائم .
من مصاعب المبيت في المقاهي أنه لا يوجد بها دورات مياه . بالكاد تجد صباحا إبريقا به بقايا ماء متسخ . ولا مسجد مجاور , حتى المساجد البعيدة القليلة لا يوجد بها إطلاقا دورة مياه ولا مواضئ. فإذا صحوت صباحا عليك أن تدبر أمورك في أي ركن خلفي بأي شارع أو زاوية خلفية لا أود أن أتذكرها أو أصف تلك المهانة التي وصلت لها . لكنها في قرارة نفسي هي مجرد مرحلة وسوف تعدي بإذن الله فلدي طموح بأن أكمل دراستي وأصحح وضعي ومسيرة حياتي من جديد , حالما انتهي من دراستي بالمعهد .
الزميل القحطاني القادم معنا من الدمام . فيه شيء من الحدة والشراسة يعيش ويتأقلم مع أي ظرف كان . والمبيت في قهوة أو ما هو أسوأ منها لا تشكل بالنسبة له أدنى اهتمام . أما الزميل المجدوعي القادم من بيت التجارة والثراء فيرى أن المبيت في القهوة وكل شيء في الطائف تجربة حلوة ومثيرة . مستمتع بكل شيء بهدوء وتواضع وانبساط تام . أمور لا يجدها في الدمام . ففي الصباح نشتري تميس بخاري ونصف ( هورية ) عنب طائفي نفطر عليه . أحيانا نطلب براد حليب بالزنجبيل مع حبة تميس في القهوة , لو تجلس على مقاعدها الخشبية أربع وعشرين ساعة ما حد سأل عنك
– عدى مسألة النوم بالمقهى - تعتبر جلسة المقهى نهارا أو ليلا متعة بحد ذاتها فهي أشبه بالنادي الاجتماعي الذي يضم خليطا من السكان . فتجد الأخبار والمستجدات والمعارف والوجوه الجديدة القادمة من مناطق الجنوب بالذات . ينقضي النهار والليل بدون أن تشعر بملل . تلك الفعاليات لم تك موجودة بالدمام لذا فقد كانت بالنسبة لي ولزميلي المجدوعي تجربة جديدة مسلية
أثناء تواجدنا بالمقهى حصل تعارف كبير لعدد من طلاب المعهد ممن نعرفهم من قبل . وآخرين استجدت بنا معرفتهم . هنا تتعرف من الطلاب السابقين عن مناطق السكن والأسعار وأهمية القرب من موقف الباصات والحارات التي لا تصلح للسكن . حذرونا من السكن ببعض الحارات لأسباب خاصة , فقد يقع طالب قروي ساذج في ( مسار عاطفي ) لا يستطيع الفكاك منه .
فيما نحن بصدد البحث أبلغنا أحد الزملاء بوجود طالب ( ذو شأن كبير ) يبحث عن سكن وأشاروا علينا بأهمية إسكانه معنا . ثم حصل بيننا وبينه تقارب وتفاهم وموافقة على السكن سويا
بدأنا حملة البحث عن بيت خاص غالبا يكون دور واحد مستقل ذو ثلاث غرف في حي الشهداء الجنوبية حيث كل البيوت تسمى ( أرباع ) فأي أن قطعة ارض تقسم إلى أربعة أقسام أرضية وكل ( ربع ) يعتبر سكنا مستقلا . لم نتعب كثيرا في البحث إذا قادنا المشوار إلى شخص يدعى سراج الحارثي يؤجر البيوت من منزله الخاص . استقبلنا في مجلس جميل يدل على سعة الحال مع وجود تلفون بالمجلس . التلفون بحد ذاته يعتبر أمرا في غاية الترف . ثم أرسل معنا مندوبا لمشاهدة المنزل مع تحديد السعر المقرر بتسعمائة ريال أجرة سنة دراسية ( تسعة أشهر ) , وشروط شفهية أخرى على شكل تلميح : ( عندكم جيران .. و كل واحد يمشي رجال في دربه ) . لم يكثر علينا بزيادة في الشرح لأنه له نظرة وفراسة فيما يراه من وجوه أمامه . كان ذلك الرجل والد الأستاذ سعد بن سراج الحارثي مدير مدرسة موسى بن نصير الابتدائية - رحمه الله – إدارته للمدرسة وانضباطه وصرامته ونتائج المدرسة لمدة ستة وثلاثين عاما قضاها مديرا كانت من الأمور المعروفة لدى أهالي الطائف ولدى منسوبي التعليم بشكل عام .

 

 

   

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 3 ( الأعضاء 0 والزوار 3)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:04 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir