,’
الأحساء منطقة جميلة بمزارعها وعيونها الغزيرة التي لاتنقطع كعين أم سبع والاستشفائية عين نجم
والمعالم الطبيعية كجبل القاره وكذلك أهلها مشهورين بالجود والخلق الرفيع ومنهم السنة ويمثلون تقريبا
70 % والشيعة 30 % وحينما كنت بتلك المنطقة قضيت فيها 5 سنوات لم أشعر فيها بالتفرقه إذن أن الطائفية
لم تصل الينا إلا بعد الثورة الخمينية الفارسية العنصرية هكذا مرئياتي ..
كنت أقوم بعملي على اكمل وجه وكان لباسي الذي أرتديه البنطلون والقميص .
ونادرا ما ألبس الثوب والعقال والسبب أنني تعودت عليه وأيضاً العمل يتطلب هذا الزي ولا تعتقدون أنني تخليت
عن عاداتي ولباسي القديم أو انني أمقتها إذ كنت أعيش بقريتي وقبل أن ألتحق بالمعهد الصحي بها !
ولا أعرف لبس الفانيله الداخليه وأكرمكم الله الحذاء إلا بعد أن حصلت على الشهادة الإبتدائية ..
ورحم الله امرأ عرف قدر نفسه لكن كنت قابلا للتحضر والرقي فيما لايخل بالعادت والتقاليد التي ورثتها بكل ممنونية
كابرا عن كابر ولي الفخر فيما اكتسبته من آبائي وأجدادي .
مجتمع الأحساء كان منغلقاً على الغرباء نوعا ما بسبب طبيعة الأرض وعاداتهم وليسوا كلهم على هذا المنوال والكثير منهم
موظفون بارامكو واكتسبوا العلم والحضارة والمراكز الهامة بالشركة ارامكو .
لكن كان لدى البعض منهم شكوك بالوافدين أمثالي / فأنا من غامد لكنهم لايعرفون عن غامد وأين تقع بالجزيرة العربية
والبعض يطلق عليّ لقب اليماني وهو أشداء في بنيتهم الجسدية لكن كان يملكون سعة الصدر .
وهم رجال بالمواقف الشائكة ذوي نخوة وحمية . فإذا صادقك أحدهم فلن يتخلى عنك في أي موقف تتعرض له
وهم كرماء وأجواد ذلك انه حينما يحل علينا شهر رمضان المبارك لا يمكن أن أفطر أو اتسحر في بيتي ..
وكل واحد يحضر الى دعوتي على الإفطار أو السحور ولا أستطيع أن أرفض كذلك في موسم حصاد الرطب تمتلئ غرفتي
منه وأقوم بتوزيعه على الكثير من الزملاء وعاداتهم مثلنا في رمضان تتميز بسفرةمملؤه بما لذ وطاب من الافطار
وطيلة الـ 5 سنوات التي قضيتها بالاحساء تلك السنوات كانت من أفضل سنين حياتي
وقد عرض علي الكثير منهم الزواج لكنني ترددت بسبب أنه كان تثار حولي بعض القصص من بعض أهلنا بوادي العلي
بحجة أنني ألبس البنطلون والقميص وأنني تحولت الى " أبو شكيم "
كانت تلك النظرة القاصرة وتلك القصص تتداول عني بوادي العلي , رحبان
فأصصرت ان يكون زواجي من الديرة ومن وادي العلي وهذا ماحصل بتوفيق الله .
كان مجتمع وادي العلي بالظهران والدمام وراس تنورة متواجدا بقوة إما للعمل في ارامكو أو الشركات الخاصة
وأذكر منهم أخي محمد سعيد عبدالواحد الذي كان دائما يستضيفني بالظهران بحي انترميدت وهو حي متوسطي
موظفي ارامكو وأبقى عنده من يوم الى يومين مع التمتع بمميزات قطاع الشركة والصلات الرياضية التي كنت
ارتادها .
وكذلك نزور بعض الأخوان براس تنورة مثل مسفر بن عبدالواحد ومحمد بن جميلة وبالدمام أيضا كان العم احمد بن صالح بن ناصر رحمه الله تعالى
والد أخي أبو فيصل الذي كان في ذلك الوقت لايزيد عمره عن 12 سنة وأيضا اخاه صالح الذي كان يدرس بالمعهد الصناعي بالدمام وقد كنت أزورهم دوما وأيضا من الطرفين أخونا احمد حفظه الله الذي كان يعمل بشركة كاكولا
.
اضافة الى اخوة متميزين من محضرة على رأسهم عون السلس رحمه الله تعالى وأيضا كنت أمر على أحد الزملاء
من القصيم يدعى فهد محمد أبا الخيل رحمه الله تعالى .
وتعرفت على الكثير من بعض أفراد القبائل المتنورين وفي يوم من الأيام وكنا بالخبر وزع علينا أنا وبعض الزملاء
نشره من حكومة استراليا تطلب فيها الهجرة اليها لمن يملك مهنة أو حرفة .وقد حاول بعض الزملاء أن أشاركهم
بالرأي ذلك أنه كان يوجد مكتب حكومة استراليا بالخبر .
لطلب الهجرة لكنني رفضت ذلك وبلدي أولى بي .., ومتعلق به بشدة وبأهله وبمواطنيه .
كان مجتمعنا نحن يا أولاد علي يسوده الاحترام والتكافل وقد قام أحدنا وهو أحمد بن صالح بن ناصر رحمه الله بالمرور علينا بكل المنطقة الشرقيه .. ومنها الأحساء حيث زارني واستضفته بالمركز ..
كانت مهمته تحمل رسالة من القبيله تتمثل في إنشاء صندوق وادي العلي وقد حصل مني على الاشتراك بهذا الصندوق
مثلي مثل بقية أولاد علي بالشرقيه ..
وتم جمع المبالغ وإرسالها الى المسؤولون بوادي العلي لكن ماذا حصل في ذلك الصندوق عند تكوينه وتسلمه المبالغ
الله اعلم ..!
كانت بادرة جميلة لتكوين الصندوق بوادي العلي .
بقيت بمركز التنمية الاجتماعية بالجفر حتى أحدث معهد صحي بالهفوف ثم نقلت اليه لمدة فصل دراسي وكان ذلك في عام 1386 هـ
حينما تزوجت من الديرة وبعد ذلك طالبت بالنقل الى المعهد الصحي بجده بناء على الحاح أرحامي واقاربي بوادي العلي .. !
وتم نقلي في شهر ربيع الأول عام 1387 هـ .. !
وكل عام وأنتم بخير بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك .. والله يعيده علينا وعليكم وعلى الأمة الاسلامية .