يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

اهداءات ساحات وادي العلي







العودة   ساحات وادي العلي > ساحات الموروث والشعر والأدب > ساحة الأدب الشعبي

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
المشاركة السابقة   المشاركة التالية
قديم 02-17-2010, 05:21 PM   رقم المشاركة : 27
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية أبوناهل
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 12
أبوناهل is on a distinguished road


 




رسالة إلى المشري

[IMG]http://nehna.***********/images/meshri.jpg[/IMG]

ملحق الأربعاء اليوم 17 فبراير 2010



مسفر الغامدي




عشر سنوات تمر الآن على رحيلك.. شيء لا يصدق!!
حينها كنت مستلقيا خلف زجاج بارد، نراك من بعيد ولا أمل... كانت كل الأمور تشير إلى ذلك: ضجرك في المكالمات الأخيرة... اعتذارك عن استقبالنا لأكثر من مرة... شيء من الانكسار في الصوت، والوهن في الحروف... قولك الذي لم نعهده من قبل: “لقد تعبت...”
تعبتَ من مجابهة المرض منفردا إلا من روحك، وبضعة أحلام حملتها من طفولتك في قاطرة عظيمة اسمها الكتابة!! ثلاثة عقود وأنت تقول: من هو المغفل الذي قال لكم: “العقل السليم في الجسم السليم”؟!! لكنك في الأسابيع الأخيرة أيقنت أنك بلغت تمامك، وأنك سترحل، ولكن عز عليك أن تقول لنا وداعا... حملت أحلامك وروحك وذاكرتك ورحلت؛ لتستعيد لذة الحكايات الأولى مع جدك في السماء!!
كأنني أراك في مكان عال: تتحدث أو تصمت أو تعزف وترسم بأصابع استعادت عافيتها... متشحا بالغيوم تخبئ مطرا قادما، أو تراقب الطرقات والأصدقاء والبشر وهم يسيرون كالنمل، ويزحفون كالنمل، ويختبئون -أخيرا- كالنمل في حفر أعدت لهم، أو أعدوها هم بأنفسهم.
يا صديقي العزيز: كل يوم في السنة هو ذكرى لرحيلك... كل يوم لا تكون فيه بيننا هو يوم للكتابة عنك، أو للحديث معك، أو لاستقبال هداياك. كأننا لا نعيش بعدك إلا لكي ننتظرك مع صعود الأحلام، أو مع نزول المطر... تطل وفي زاويتك الكثير من الحكايات والشعر والنغم والحزن والفرح... كل ما لم يتسن لك أن تطلقه أيام ومضت في حياتنا كبرق آسر، فاحتفظت به لذلك اليوم الأسود الذي سنعيشه بعدك... كأننا لا نعيش إلا في انتظار أن تأتي، رغما عن الموت والحزن وقوانين الطبيعة!!
صديقي العزيز: لا جديد أخبرك عنه... نحن نمشي ونتلفت ونتعثر كثيرا. لا نتلفت لنجمع التفاصيل الصغيرة (الفتافيت كما كنت تسميها) لقصيدة أو قصة أو رواية أو لمجرد ضحكة عابرةٍ... بل نتلفت خائفين من أن يقبض علينا أحد متلبسين بالأحلام التي نحلم بها، أو بالمعنى الذي دربنا لغتنا كثيرا لكي لا تقوله إلا ناقصا، أو مواربا، أو ملتبسا... لكننا بخير ما دمنا قد عشنا في زمنك: طالما كنا إلى جوارك... طالما بقينا في انتظار أن تعود يوما.
دمتَ في صحة وعافية...

 

 
























التوقيع



   

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:19 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir