يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

اهداءات ساحات وادي العلي







العودة   ساحات وادي العلي > الساحات العامة > الساحة العامة

الساحة العامة مخصصة للنقاش الهادف والبناء والمواضيع العامه والمنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
المشاركة السابقة   المشاركة التالية
قديم 05-07-2008, 07:11 AM   رقم المشاركة : 1
شكرا يا فرنسا


 

شكرا يا فرنسا

وصلني على بريدي
يقول الشيخ عائض القرني حفظه الله في طاعته :

عدتُ إلى الرياض أنا والدكاترة البريك والمقحم والرومي والحارثي بعد أن أمضينا ثلاثة أشهر في باريس ومنها إلى مدن أوربيّة، وقد وجّه الأمير عبد العزيز بن فهد بن عبد العزيز حفيد مؤسس دولة التوحيد بإقامة محاضرات وندوات ودروس وخطب جمعة في باريس وضواحيها وغيرها من المدن، فألقينا مع بقية الدعاة ما يقارب سبعين ندوة أو خطبة أو درسا أو محاضرة،



وقد دعم الأمير عبد العزيز جزاه الله خيراً المراكز الإسلامية والمساجد بالعلم والمال، ولكن الذي لفت نظري في فرنسا أننا كنّا نشعر المركز الإسلامي أو المسجد قبل المحاضرة بيوم واحد فقط فيتم الإعلان والحضور والترتيب بلا أية عقبة أو مشكلة، ووالله الذي لا إله إلا هو لقد ألقينا دروسنا وخطبنا في آلاف المسلمين هناك، وبعض الدروس يصل الحضور فيها إلى خمسة آلاف رجالاً ونساءً وما سُئلنا عن كلمة ولا أُوقفنا عند إشارة وما نوقشنا عن أي جملة، بل وجدنا كافة التسهيل من الفرنسيين إلى درجة تنظيم بعض المحاضرات وتسهيل الوصول إلى المساجد،



بل ويعلم الله لقد قام التاجر الفرنسي (داسو) صاحب شركة داسو للطيران ببناء وتوسعة المسجد وإمداده بما يلزم من سكن ومواقف سيارات لحسن تعامل المسلمين معه، مما جعلنا نشكره علناً ونقدم له هدية باسم المسلمين، وقد أعلن هو في الجموع أنه يحترم الإسلام الدِّين العالمي العظيم، وفي جامع (لدرنس) بباريس قام تاجر فرنسي آخر بالتبرع بالأرض ومبلغ ثلاثة ملايين يورو لبناء المركز الإسلامي هناك؛ لأن الجالية الإسلامية صوّتت له في الانتخابات،



وفي مدة ثلاثة أشهر وهي مدة إقامتنا في باريس مع مراجعتي لأطباء الركب تحوّلت باريس وضواحيها إلى جو دعوي إيماني وعلمي مرشّد، وكان الأمير عبد العزيز بن فهد يشرف وينسّق ويتصل بالسلطات الفرنسية، ونحن الدعاة نتعجب من سهولة الإجراءات الفرنسيّة وتيسير هذا النشاط الدعوي الذي لا يمكن أن يحصل في أي مدينة عربية أو إسلامية، أما الحضور فهم دكاترة وأساتذة ومهندسون وأطباء وعمال من كل بلاد الإسلام وغالبهم من المغرب العربي وبهم من الشوق لسماع قال الله وقال رسوله (صلى الله عليه وسلم) مع الحب الكبير لدينهم العظيم ونبيهم الكريم، وغالب ما طرحناه في المحاضرات والدروس (العقيدة الصحيحة، والصلاة، وحسن تعامل المسلم، مع الناس، وتجميل صورة الإسلام، وسيرة نبي الرحمة (صلى الله عليه وسلم)، مع أعمال القلوب والفضائل، والأخلاق)، وغالب المحاضرات كان يقف الناس من كثرتهم في السكك، وفي مدريد كنّا في ضيافة الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز سفير السعودية وعميد السلك الدبلوماسي العربي والإسلامي؛ حيث أٌقيمت خطبة الجمعة وندوة عامة حضرها الألوف في تنظيم بديع بإشراف الدكتور إبراهيم الزيد، وفي بروكسل نُسِّقت ندوة لي وللبريك والحارثي فامتلأت الأدوار الثلاثة وحضر الناس كأنهم في صلاة العيد، وكان الحديث عن سيد الخلق (صلى الله عليه وسلم) فما كان إلا البكاء والدموع الصادقة، وأشرف على ذلك الدكتور عبد العزيز اليحيى وصارت عندنا قناعة أن الدعوة بالحكمة واللين والرفق أعظم مليون مرة من التّشنج والفظاظة والغلظة، فضلا عن الأسلوب الأهوج الكريه المشوّه الذي قدّم الإسلام عبر فوّهات البنادق والديناميت والحزام الناسف، وأصبحت لدينا قناعة أخرى أن العالم مستعد للاستماع إلينا واحترامنا إذا خاطبناه بالمنطق والحوار والبرهان عبر تواصل حضاري تحت مظلة التعايش السلمي واحترام إنسانية الإنسان بدلالة قوله تعالى: «يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم».



إن فرنسا هذه التي تركتنا ثلاثة أشهر نحاضر كل ليلة في عاصمتها باريس ونخطب كل جمعة وترتفع أصواتنا عبر مكبرات الصوت لتشق الأثير بكلمة الإسلام الخالدة (لا إله إلا الله محمد رسول الله) ثم لا يسألنا فرنسي واحد ولا نحاسب على كلمة ولا نُسأل لماذا جئنا ولا نُوقف عند بوابة، بل نجد منهم الدعم والتشجيع، بل يقوم تجّارهم ببناء المدارس الإسلامية والمساجد، هذه فرنسا التي تزاحم أمريكا بالمنكب في القوة والهيمنة، تدرك أن الحضارة تقوم على حرية الكلمة في حدود المنطق والعقل واحترام مشاعر الآخر وإكرام الوافد والسماح للرأي الآخر، وأعظم من هذه الحضارة وهذه الثقافة حضارة الإسلام وثقافة الإسلام وعالمية الإسلام، وكنّا نشكر الفرنسيين ونذكرهم بشهادة الحق التي قالها مؤرخهم الكبير (جوستاف لوبون) حيث يقول: ما عرف العالم فاتحاً أعدل ولا أرحم من محمد (صلى الله عليه وسلم). إنني أناشد الدول العربية والإسلامية أن تستفيد من الحكومة الفرنسية في تسهيل إجراءات الدعوة إلى الله والوصول إلى الناس بالعلم النافع والمنهج الرشيد.

 

 
























التوقيع



سبحانك اللهم وبحمدك عدد خلقك ورضا نفسك وزنة عرشك ومداد كلماتك .

   

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:23 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir