مــروءةٌ 0 ووفـــاءٌ

مــــــــــــــروءةٌ ووفـــــــــــــاءٌ

خرج النعمان ذات يوم يركب فرسه 0 يتصيد
ومعه حاشيته في الصحراء وبعد مسيرة أيام
جنحت به فرسه في عرض الصحراء وتاهت خطاه
فإذا هناك بيت من القش يسكنه إعرابي هو وزوجنه
رحبا بالضيف ولم تكن عندهما غير شاة 0 فذبحها له
وقدما له كل خير ومن عادات العرب إن لا يسأل الضيف
عن حاجته قبل مرور ثلاثة أيام بعد أن تعافى النعمان
قال 0 أيها الإعرابي أتعرف من أنا
قال 0 الاعرابي لا والله قال 0 أنا النعمان بن المنذر
ملك الحيرة تشردت وأنت ضفتني عند ك دون معرفتك بي
أنا الملك متى احتجتني اقصدني وذهب الملك
بعد مدة طويلة ضعف الحال في بالطائي
وكان يريد المساعدة فقالت له زوجته لما لا تذهب الى الملك
الذي قال لك في يوم ما 0 قال لو احتجتني تلقاني
ذهب إلى الملك فقال له الملك أنت الطائي ؟
قال نعم قال أفلا جئت بغير هذا اليوم
هذا يوم بؤسي 0
( وكان هذا اليوم عند الملك يقتل فيه من يصادفه حتى لو كان ابنه )
فأمر السياف بقتل الطائي
قال الطائي يا ملك ضعف بي الحال 0 اقض لي حاجتي
ومن ثم اقتلني بعدها 0 اعطاه حاجته وقال له ودع الدنيا فانك مقتول
قال الإعرابي أمهلني حتى أعود لأهلي أعطيهم حاجتهم وأعود
قال من يكفلك قال يكفلني 0 رجل المروءة 0 ( قراد أبن الأجدع )
فكفله على أن يعود وإن لم يعود سيقتل الملك قراد ابن الأجدع بنفس هذا اليوم
مرت سنة والملك ينتظر ولكنه لا يتمنى أن يعود الإعرابي لأنه في يوم ما أكرمه
قال الملك في يوم بؤسه هاتوا لي قراد واقطعوا رأسه فلن يعود الإعرابي
بينما كانوا يجهزون قبر قراد ليقطع رأسه
عاد الإعرابي وقال يا ايها الملك ها انا 0 عدت أنا لأفي بوعدي لك ففك وثاق كفيلي
صرخ الملك ؟ لما عدت قال 0
عاد بي الوفاء والمروءة والثقة
لو لم أعود ستنقطع المكارم وينعدم الوفاء
الثقة هي أساس الحياة ملتزمة مع الوفاء بالوعد والصدق
منذ ذالك اليوم قرر الملك إلغاء يوم 0 البؤس 0
وقال حيث يوجد الوفاء والصدق والثقة ندرك انه هناك حياة
هذه قصة حقيقية في 0 زمن ضاع فيه الوفاء