يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

اهداءات ساحات وادي العلي







العودة   ساحات وادي العلي > الساحات العامة > الساحة العامة

الساحة العامة مخصصة للنقاش الهادف والبناء والمواضيع العامه والمنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
المشاركة السابقة   المشاركة التالية
قديم 05-25-2011, 05:18 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
رفيق الدرب is on a distinguished road

عندما تعزف العضلات


 


عندما تعزف العضلات

تقاعدت عام 1413 هـ وحاولت أن أفتح مدرسة أهلية للبنات ولكن ليس لدي المبلغ الكافي فعرضت الأمر على واحد من

أصحاب الملايين ليكون شريكا فوعدني خيرا وانتظرت تسويفه مدة طويلة ولكن كنت كالقابض على الماء .

وبعد سنتين جمعت مبلغا يكفي لافتتاح المدرسة وتم لي ذلك ، كان عندي مستخدمات صوماليات وصدر قرار بالموافقة

على تسوية أوضاع المستخدمات في المدارس الأهلية للبنات ( أي يكون صاحب المدرسة كفيلا ) أخذت جوازاتهن

وذهبت إلى مبنى شمال دلة يقولون إنها عمارة لمتنفذ في الجوازات وهي ضيقه جدا ولا تصلح أن تكون مبنى للجوازات

ولكن في الزمن الماضي ( عندما كان كل شي يهرّج )

ويقول ( إلزم لي واقطع لك ) أو ( شيلني وأشيلك )

قيل لي أذهب

وأمسك سرا قبل آذان الفجر وإلا سيذهب يومك سدى .

حملت الجوازات وذهبت بها قبل آذان الفجر وصليت هناك ، وقفت في الطابور وكان ترتيبي الخامس وتبرع أحد الإخوان

بكتابة الأسماء ، جاء بعدنا خلق كثير وانتظموا في طابور طويل حتى أنهم سدوا الشارع ، إلا أن المعقبين أهل الأكياس

المملوءة بالجوازات والإقامات لم يقفوا معنا في الطابور ونصحناهم أن ينتظموا في الطابور ،

ولكن أحدهم قال : ( يا عمي مافي طابور ولا يحزنون وسترون الآن ) أطلت عليكم .

وفي الساعة السابعة والنصف فتح الضابط الباب وناوله الأول على الطابور بيان الأـسماء فتأمله مليا ، ولملم الورقة

بكلتا قبضتيه ورماها تحت رجله وقال على مرأى ومسمع منا لانعترف بهذه الورقة !!!

وتناول أكياس المعقبين أولا وعندما رأى الناس فعله هجموا من الخلف كالسيل الجارف كل يريد أن يكون في المقدمة .

وبعد أن كان ( أبو صالح ) ملء السمع والبصر وفي مقدمة الركب وأنه بعد قليل سيحمد مسابقته الطير في البكور

وستقضى حاجته وإذا به فجأة وسط هذا السيل الهادر من البشر وغشيته الأيدي الطويلة من كل جانب

( وأصبح لا يرى إلا ما شاره من السماء ) بل قد يغيب عنه أحيانا بفعل كثرة الأيدي الطويلة ومفتولي العضلات .

والجو حار ورطب والشمس يشتد أوارها ورائحة العرق تسد الأنوف ،

وقف ذلك الضابط المنفوخ يتفرج على هذه المصارعة الغير متكافئة مكتفيا بقوله أنتبهوا لجيوبكم ها أنا حذرتكم ) ،

آمرا واحدا من جنوده بأخذ جوازات طوال الأيدي وأهل العضلات أولا .

وهكذا يختفي النظام عندما تعزف العضلات وبمثل هذا تدب الفوضى في المجتمع

عندما تتسيد الساحة مقولة ( إلزم لي واقطع لك ) .

هوى عقالي إلى الثرى مضرجا بالتراب وتبعته عمامتي ولاكتهما الأقدام ، وتمزقت حذائي فتخليت عنها .

أستسلمت للأمر الواقع ومكثت على هذه الحال طويلا متأملا أن يدفعني الناس قسرا حتى أصل ولكن هيهات ، من شدة

التعب أسندت رأسي على صلعة رجل قصير ولكن لشدة حرارتها على صفحة وجهي جعلتني أرفع عنه رأسي ،

أدركت أنه أشد معاناة مني .

شعرت بالاختناق ، صرخت راجيا من حولي أن يخرجوني لأنه سيغمى علي ، سمحوا لي بفرجة صغيرة بالكاد خرجت

منها حاسر الرأس حافي القدمين مقهورا ألهث من قلة الهواء ، وبعد أن هدأ خفقان قلبي وتنفست الصعداء ، حمدت الله

على السلامة ورددت مقولة ( رضيت من الغنيمة بالإياب ) .

حاولت أن أصل إلى المدير العآم لأشتكي له فأقيمت السدود والعراقيل في طريقي ، كتبت مقالا في اليوم التالي وأرسلته

للجريدة منتقدا وضعا كهذا فلم ينشر ، وبهكذا عقلية يغيب النظام وتغمط الحقوق وتعم الفوضى ويتلاشى صوت

الإصلاح ويعيش المصلحون غرباء في أوطانهم وأرجو الله أن نكون جميعا من عباده الصالحين المصلحين الذين

لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا .

ولكن الوضع آخذ في التحسن إن شاء الله بعد أن وضع أبو متعب - يحفظه الله – يده على الجرح .

أطلت عليكم السالفة فسامحوني ، وإلى لقاء يتجدد معكم ومع الحرف إن شاء الله .





 

 

   

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:04 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir