بأي حال عدت يا مصر

ما الذي حدث ويحدث في مصر ؟
بعد أن هدأت مصر قليلا بانتخاب الدكتور محمد مرسي رئيسا للبلاد
لفترة خمسة أشهر كنا على يقين أن مصر ستعود أفضل مما كانت
و ستنعم بالأمن و الرخاء و الحرية
و قد عمل الرئيس في هذه الفترة على الاصلاحات الداخلية للدولة
و خاصة الاصلاحات الاقتصادية و السياسية
جاهدا بكل ما أوتي من قوة أن يصلح ما أورثه النظام السابق من فساد
استشرى في كل مفاصل الدولة و وزاراتها
و قد تعرضت فترة حكمه القصيرة لثلاث هزات قوية
الأولى ما حدث في سيناء من قتل لرجال الأمن من مجموعة مسلحة
و ما تلا ذلك من أحداث و مطاردات لأفراد هذه المجموعة
و الثانية تتلخص في الأحداث الأخيرة في غزة و العدوان الاسرائيلي
على أبنائها و بفضل الله كان لمصر موقف مشرف في التضامن مع أهلنا
في غزة حتى توقف العدوان
و الثالثة فيما حدث و يحدث الآن
حيث استعجل الدكتور محمد مرسي باعلان دستوري جديد للبلاد
لكن المتربصين
من فلول النظام السابق مع بعض العلمانيين بالاضافة الى قضاة المحكمة الدستورية
التي تعتبر اليد الفعلية للمجلس العسكري استطاعوا أن يثيروا البلبلة و يجمعوا الحشود
و الأنصار و النزول مجددا للشارع
ثم يقابلهم مجموعات كبيرة مؤيدة للاعلان الدستوري و تبدأ المواجهات بين المؤيدين و المعارضين
استمرت لفترة و قتل فيها عدد من المتجمهرين
ليضطر بعدها مرسي لايقاف الدستور الجديد مؤقتا حتى يجري استفتاء عليه من الشعب المصري
و هذه الخطوة تعد ذكاء سياسيا من الدكتور مرسي
في هذه الايام يصوت المصريون على قبول الاعلان الدستوري أو رفضه
و الاستطلاعات تقول أن النسبة الأعلى من المصوتين تؤيده
و لكن الخوف يكمن في اعتماده بعد نهاية عملية فرز الأصوات
لأن معارضي مرسي كعمرو موسى و البرادعي و صباحي لن يسكتوا و سيعيدوا الكرة ثانية
ربما أكثر من المرة السابقة
و نحن من هنا نترقب حال اخوتنا في مصر و يحدونا الأمل أن يحكموا العقل و يتحدوا
جميعا خلف الرئيس الذي أنتخبه الشعب المصري ليجنبوا بلادهم الفتن التي يحوكها لهم أعداءهم
من داخل مصر و خارجها
فاللهم احفظ مصر و أهلها