يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

اهداءات ساحات وادي العلي







العودة   ساحات وادي العلي > ساحات الموروث والشعر والأدب > ساحة الأدب الشعبي

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
المشاركة السابقة   المشاركة التالية
قديم 04-19-2009, 12:45 AM   رقم المشاركة : 1
وكيف التذاذي بالأصائل والضحى .. إذا لم يعد ذاك النسيم الذي هبا


 

.

*****

من روائع المتنبي

وفيها يمدح سيف الدولة ويذكر بناء مرعش سنة إحدى وأربعين وثلاثمئة للهجرة

فديناك من ربع وإن زدتنا كربا = فإنك كنت الشرق للشمس والغربا
وكيف عرفنا رسم من لم يدع لنا = فؤادا لعرفان الرسوم ولا لبا
نزلنا عن الأكوار نمشي كرامة = لمن بان عنه أن نلم به ركبا
نذم السحاب الغر في فعلها به = ونعرض عنها كلما طلعت عتبا
ومن صحب الدنيا طويلا تقلبت = على عينه حتى يرى صدقها كذبا
وكيف التذاذي بالأصائل والضحى = إذا لم يعد ذاك النسيم الذي هبا
ذكرت به وصلا كأن لم أفز به = وعيشا كأني كنت أقطعه وثبا
وفتانة العينين قتالة الهوى = إذا نفحت شيخا روائحها شبا
لها بشر الدر الذي قلدت به = ولم أر بدرا قبلها قلد الشهبا
فيا شوق ما أبقى ويالي من النوى = ويا دمع ما أجرى ويا قلب ما أصبى
لقد لعب البين المشت بها وبي = وزودني في السير ما زود الضبا
ومن تكن الأسد الضواري جدوده = يكن ليله صبحا ومطعمه غصبا
ولست أبالي بعد إدراكي العلا = أكان تراثا ما تناولت أم كسبا
فرب غلام علم المجد نفسه = كتعليم سيف الدولة الطعن والضربا
إذا الدولة استكفت به في ملمة = كفاها فكان السيف والكف والقلبا
تهاب سيوف الهند وهي حدائد = فكيف إذا كانت نزارية عربا
ويرهب ناب الليث والليث وحده = فكيف إذا كان الليوث له صحبا
ويخشى عباب البحر وهو مكانه = فكيف بمن يغشى البلاد إذا عبا
عليم بأسرار الديانات واللغى = له خطرات تفضح الناس والكتبا
فبوركت من غيث كأن جلودنا = به تنبت الديباج والوشي والعصبا
ومن واهب جزلا ومن زاجر هلا = ومن هاتك درعا ومن ناثر قصبا
هنيئا لأهل الثغر رأيك فيهم = وأنك حزب الله صرت لهم حزبا
وأنك رعت الدهر فيها وريبه = فإن شك فليحدث بساحتها خطبا
فيوما بخيل تطرد الروم عنهم = ويوما بجود يطرد الفقر والجدبا
سراياك تترى والدمستق هارب = وأصحابه قتلى وأمواله نهبى
أرى مرعشا يستقرب البعد مقبلا = وأدبر إذ أقبلت يستبعد القربا
كذا يترك الأعداء من يكره القنا = ويقفل من كانت غنيمته رعبا
وهل رد عنه باللقان وقوفه = صدور العوالي والمطهمة القبا
مضى بعدما التف الرماحان ساعة = كما يتلقى الهدب في الرقدة الهدبا
ولكنه ولى وللطعن سورة = إذا ذكرتها نفسه لمس الجنبا
وخلى العذارى والبطاريق والقرى = وشعث النصارى والقرابين والصلبا
أرى كلنا يبغي الحياة لنفسه = حريصا عليها مستهاما بها صبا
فحب الجبان النفس أورده التقى = وحب الشجاع النفس أورده الحربا
ويختلف الرزقان والفعل واحد = إلى أن يرى إحسان هذا لذا ذنبا
فأضحت كأن السور من فوق بدئه = إلى الأرض قد شق الكواكب والتربا
تصد الرياح الهوج عنها مخافة = وتفزع منها الطير أن تلقط الحبا
وتردي الجياد الجرد فوق جبالها = وقد ندف الصنبر في طرقها العطبا
كفى عجبا أن يعجب الناس أنه = بنى مرعشا تبا لآرائهم تبا
وما الفرق ما بين الأنام وبينه = إذا حذر المحذور واستصعب الصعبا
لأمر أعدته الخلافة للعدا = وسمته دون العالم الصارم العضبا
ولم تفترق عنه الأسنة رحمة = ولم يترك الشام الأعادي له حبا
ولكن نفاها عنه غير كريمة = كريم الثنا ما سب قط ولا سبا
وجيش يثني كل طود كأنه = خريق رياح واجهت غصنا رطبا
كأن نجوم الليل خافت مغاره = فمدت عليها من عجاجته حجبا
فمن كان يرضي اللؤم والكفر ملكه = فهذا الذي يرضي المكارم والربا

*****

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:29 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir