يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

اهداءات ساحات وادي العلي







العودة   ساحات وادي العلي > الساحات العامة > الساحة العامة

الساحة العامة مخصصة للنقاش الهادف والبناء والمواضيع العامه والمنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
المشاركة السابقة   المشاركة التالية
قديم 09-09-2013, 04:58 PM   رقم المشاركة : 1
مقاربة بين شارونين


 

سأكتب عن ضيفين ثقيلين أحدهما أثقل من الهم على القلب ظل لفترة طويلة يسيم العرب أنواعا من الذل والهوان وخآصة إخواننا الفلسطينيين والمصريين ( والمؤمن للمؤمن كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالحمى والسهر )
ضخم الجثة كان يلقب في إسرائيل بالبلدوزر ، في عام 73م كاد النصر كاملا على الصهاينة أن يكون من نصيب إخواننا المصريين لولا أن شارون تسلل من ثغرة الدفرسوار حيث كانت حمايتها ضعيفة فعمل مروحة حول أحد الفيالق المصرية وهدد ذلك الفيلق بالإبادة مما اضطر المصريين إلى إيقاف الحرب
كان رجلا خصيما في الحوار مع الفلسطينيين رأيناه على شاشة التلفاز أو الرائي كما يسميه شيخنا - رحمه الله - علي الطنطاوي وهو في حوار مع أحد الزعماء الأمريكيين حيث يشكو عرفات من عدم تنازله عن شيء حتى يتوصل الطرفان لاتفاق قال الرئيس الأمريكي : عرفات رجل مسن وسوف يموت قريبا قال شارون ولكن يجب علينا أن نساعد الله حتى نتخلص منه
أصيب عرفات بعد ذلك بمرض غامض عضال وتوفي في فرنسا كما يعلم الجميع وقيل إنه مات مسموما ولم يلبث شارون بعد عرفات إلا قليلا حيث أصيب بجلطة دماغية أودت به إلى موت سريري طويل الأمد ربما تكون دعوة مظلوم - وما أكثرهم - سرت بليل
ارتكب كثيرا من المذابح منها مذبحة اللد ودير ياسين وقبية ، غزا لبنان عام 82م وحرض مسيحيي لبنان على ارتكاب مذبحتي صبرا وشاتيلا وأضاء لهم سماء المنطقة بقنابل مضيئة ليرتكبوا مجزرتهم ليلا ، أقام الجدار العازل داخل الأراضي الفلسطينية هذا قليل من كثير مما ارتكبه ذلك السفاح ، إذا أنصفنا هو خدم إسرائيل وتفانى في خدمتها يقال أنه مات ويقال أنه ما يزال يحس ويتألم ولكن بدون أن يستطيع أن يرمش له جفن
هذه لمحة موجزة عن شارون الإنسان ( مجازا ) أوردتها هنا من باب الذكرى فقط ولتكون مدخلا يتيح لنا المقارنة بشارون الحيوان

وأما شارون الحيوان ففي قصته شيء من الطرافة أسوقها إليكم كما وردت مع إضافة شيء من البهارات أو ( المهرشات والممرشات )
نزلت إلى كرى منذ سنين خلت بصحبة أخي وحسن العفاس في رحلة استجمامية قاصدين محمد بن فرحه وأخيه عبد الله بن فرحه ، تجولنا في مزرعتهم ومن ضمن ما لفت نظرنا ثور لم أشاهد أضخم منه في حياتي إلا اللهم على شاشة التلفاز ( الرائي ) يشبه الثور الأمريكي إلى حد ما ، رأينا ذلك الثور يصول ويجول سمينا عليه وأكثرنا من الصلاة على النبي فسألنا عبد الله عن مصدر هذا الداهية قال تقصدون شارون ؟
فقال إليكم حكايته
ولد الثور شارون من أم باذخة القوام مكتنزة الجسم وسرعان ما استوى على سوقه فأعجب الجميع سرعة نموه وأيقن ابن فرحه أن هذه سمات استشرافية توحي بفحل منتظر يحدث انقلابا نوعيا في تحسين سلالة الحظيرة رباه أبو محمد على العز ونعم التربية
ترك له حليب أمه فلم يكفه ، تحول إلى سرقة حليب البقرات الأخريات وبنطحة منه يوقع أرضا كل عجل يعترض طريقه ، أخذ يجوس خلال البقر يسطو على ضرع هذه وتلك
وعندما بدأ يأكل أجزل ابن فرحه له البرسيم والشعير ، باكرته النعمة فشب سريعا وعظم شأنه بين الذكور وسرعان ما ظهرت عليه بوادر الفحولة ‘ عميت بصيرته فلم يعد يفرق بين البقرة البالغة والتبيعة الفتية
طارد تبيعة لم تتهيأ بعد للضراب ، تمنعت منه واندست بين البقر ظل يطاردها وهي تهرب منه ولكن أين المهرب من شارون ؟! حشرها في إحدى زوايا الحظيرة وامتطى ظهرها سمع أبو محمد بالاضطراب داخل الحظيرة ، أتى يتفقدها فرأى تلك التبيعة باركة حاول إيقافها ولكنها لم تستطع الوقوف ، أكتشف أن شارون قد كسر ظهرها ، عزلها في الحظيرة المجاورة أملا في شفائها
أخذ شارون يطيل النظر فيها بعين العاشق الولهان وبدأ ينتحب ويبحث الأرض بيديه لا أسفا ولا ندما على شنيع فعلته بل محتجا على إبعادها عنه
عاشت سيئة الحظ بظهر معوج أشبه بقوس أو بكوع مفتوح بلغة السباكين
لم تعد المسكينة صالحة للبقاء انتهت صلاحيتها مبكرا
أجهز عليها ابن فرحه بسكينة الرحمة وكانت هذه أولى ضحايا شارون الحيوان ، سماه عبد الله ( شارون ) لم تأت هذه التسمية من فراغ بل لما يكتنزه في ذاكرته من الصفات المشتركة بين شارون إسرائيل سيء الذكر والثور شارون هذه مقارنة ومقاربة بين شارونين كتبتها لعلها تروق لكم وسلامتكم .

 

 

   

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:39 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir