يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

اهداءات ساحات وادي العلي







العودة   ساحات وادي العلي > ساحات الموروث والشعر والأدب > ساحة الأدب الشعبي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-04-2011, 08:15 PM   رقم المشاركة : 11

 

الحلقة الخامســــــة (5)



خرجت زرعه من غرفة زوجها والشر يتطاير امام عينيها ....جلست مع ولدها محمد وأخبرته بالخبر ....فهاج هو الآخر وماج ...وبدأ الأثنان التخطيط لمعاقبة الأب وإنهاء حكاية الزواج هذا باي طريقة .

يعلمان بالطبع أن حكاية الخلاص من الزوجة الجديدة سهل جدا فهما يعرفان ابو محمد وضعفه وخنوعه لهما . ويعلمان مدى طمعه وحرصه على المال الذي تكتنزه زرعة اللعينه .

عند الصباح ...وقبل أن يفتح ابا محمد عينيه كانت زرعه تنهره ليستيقظ من نومه ..مرفقة ذلك بعدد من الشتائم والإهانات ..وبدأت في إستجوابه مرة اخرى .

متى كان الزواج ...وأين ...ومن هي الزوجة ؟

ثم كانت صدمتها الكبرى حين علمت بحكاية فيصل الولد الصغير الذي اصبح في المدرسة الآن .

وبدا صوت زرعه يعلوا أكثر فأكثر وطلبت الطلاق منه .....وهذا ما أرعب ابا محمد ...طلاق يعني حرمان كامل من المال ....وجاء محمد عند سماع صوت والدته ....وبدلا أن يذهب إلى عمله في دكان والدته بقي ليعرف ما يحدث .

حاول ابو محمد تهدئتها ووعدها بأن يفعل مايرضيها مهما كان ...فقط لتصبر قليلا حتى يتدبر امره ....ويبحث عن مخرج من هذه الورطة .

حاول أن يقنع زرعه بقبول الوضع الحالي ....على الاقل لأجل الولد الصغير فأبت ..وأصرت على رأيها ...فأما طلاق حليمة وإلا طلاقها هي .....!!

بالطبع ليست زرعه من أولئك النساء التي تبكي او تضعف ....فهي تعلم أنها صاحبة القرار وليس هو ...وماتقوله ليس اكثر من أمر عليه تنفيذه فورا ..وبلا جدال .

أمهلته أسبوعا واحدا للتخلص من حليمة ....وبالطبع ليس لديه مايمنع من ذلك ....فحليمة مسكينة ....وليس هناك من يقف في صفها ..ومادام الثمن المال فلتذهب حليمة إلى الجحيم .

وما ان أسترد قليلا من عافيته حتى توجه لبيت حليمة ......وبادرته بالسؤال عن سبب غيابه الطويل ..وعبرت عن مدى قلقها وخوفها ....فطمانها واخبرها بخبر حادثته ......نهضت سريعا لتجهز له الطعام ...فأشار لها بيده أن تجلس فهو يريد الحديث إليها في موضوع مهم .....ولم يكن فيصل قد عاد من مدرسته ....جلست إلى جواره ....ولمحت علامات الهم بادية على وجهه ...تردد قليلا ثم قال لها ...حليمة ...لابد أن نفترق ...!!

وظنته يداعبها ....لكنها لمحت الجدية الكاملة على وجهه ....وهي تقول ...لماذا ؟ ماذا فعلت ؟

وشرح لها أمر زوجته الأخرى وشرطها القاسي ....وان افضل الحلول هو طلاقها فهي على الأقل أم لطفل واحد ..وزرعه أم لأربعة ...وأنهارت حليمة باكية ....مستعطفة ....لكن هيهات .....فهذا الخانع لن يقوى على إتخاذ قرار آخر مخالف لقرار صاحبة المال والجاه ...أما هذه المسكينة فلا راي لها ابدا .

حسبي الله ونعم الوكيل ......حسبي الله ونعم الوكيل .....جملة رددتها حليمة عدة مرات .

وفيصل ..؟؟ كان هذا سؤال حليمة التالي بعد أن تمالكت نفسها .....قال لها ..فيصل سيبقى معك على شرط أن تبقين في ابها ...أما إذا اردت الذهاب للقرية ...فيجب أن يبقى فيصل هنا ليكمل دراسته ...فالمدرسة الوحيدة قريبا منهم تقع في قرية بعيدة نسبيا ...ولن يستطيع فيصل الذهاب إليها .

وهل تريد ان يبقى فيصل مع زوجتك الأولى ....اجاب بنعم ....وماذا في ذلك انه مع اخوته ....ومعي .

حسبي الله ....لابد أن احرم من ولدي .......واتركه بين يدي إمراة اخرى ....أو ابقى في بلد غريبة ....ليس لها فيها زوج ولا قريب ...وأنهارت باكية ....وتركها على هذا الحال وخرج .

كان يفكر في ماقال لها ....وتذكر أن بقاءها في ابها .....ووضع فيصل ..يحتاج موافقة مسبقة من اللعينه زرعة ..

وعاد لبيته الآخر ....وما أن دخل من الباب حتى بادرته زرعه بالسؤال ...طلقتها ؟؟

قال ...لا ...ليس اليوم ....بكره إن شاء الله .....ودمدت غاضبة لاعنة .....وهو يهديء من غضبها ويعدها أن يفعل في اليوم الثاني ...لكنه أراد سؤالها عن وضع فيصل ....في حالة رفضت حليمة البقاء في ابها .

تبقى في ابها ....لماذا ؟ اليس لها اهل .....لالا ..لايمكن أن تبقى في ابها ...ولا اريدها ان تبقى قريبا منك ......ولتاخذ ولدها معها فلست مربية لطفل ليس لي ...وشرح لها حكاية المدرسة .....فابت واستكبرت .....ورفضت رفضا قاطعا .

ولم يكن امام ابو محمد سوى القبول ....رغما عنه ...ووعد أن يفعل ما تريده زرعة اللعينة .....وصباح اليوم الذي يليه ...عاد لبيت حليمة واخبرها بضرورة الذهاب إلى قريتهم ....مصطحبة ولدها ....وعليها ان تتدبر موضوع ذهابه للمدرسة ..ووافقت حليمة وذاك افضل الحلول لها ولإبنها .

واستغربت من تغير رأيه عن أمس .......وفهمت أن القرار ليس بيده وان زرعه رفضت بقاءها أو بقاء ولدها .

أحزن حليمة كثيرا أن تطلق وهي في ريعان شبابها ....وبلا سبب .

زواجها كان خطأ أرتكبه عمها بحقها .....والطلاق خطا آخر ..ارتكبه زوجها ووالد طفلها الوحيد ....وكلها لامعنى لها ..

وهي لارأي لها في هذه كله ......وكل ماتفعله ....هو البكاء فقط ....والصبر ....فليس في يدها ما تفعله .

وجمعت ملابسها وملابس إبنها ....وودعت جاراتها .....وبكت كثيرا في حضن أم عبدالله جارتها العزيزة ....حتى عبدالله ..وفيصل شاهدا ما يحدث فبكوا أيضا .....وذهبت مع زوجها إلى القرية ....واستقبلتهم العمة العجوز ..هاشة باشة ..فقد ظنتهم قادمون لزيارتها ....لكنها صرخت فزعا حين سمعت ابا محمد يخبر انه بصدد طلاق حليمة ...وتركهم وغادر .

ماذا فعلت يابنتي ؟ لماذا طلقك ؟ ....هل فعلت ما اغضبه لينتهي المر بالطلاق .....وبقية حليمة صامتة واجمة ...وفيصل يلاحق سيارة والده بنظره ..وهو يغيب بعيدا .

وبعد ان هدأت العمة ...شرحت لها حليمة كل ماحدث ......فلم يزد جوابها عن نفس الجملة التي ترددها حليمة .....حسبنا الله ونعم الوكيل .

وعاد ابو محمد ليخبر زرعة بانتهاء الموضوع ...فتنفست الصعداء ...فقد انتهى الأمر كما أرادت .

وحليمة أيضا أستسلمت للأمر الواقع وقررت توطين نفسها على هذا الحال ....وتكتفي بتربية ورعاية طفلها الوحيد ....ورعاية عمتها العجوز ....وبين حين وآخر ....تذهب بغنم عمتها بعيدا ......وتبكي وحيدة ....حتى ترتاح .......ثم تعود وكأن شيئا لم يحدث ..


وظنت أن ماحدث هو نهاية الألآم ....ولكن ...


لازال هناك المزيد من العذاب والحزن ......ينتظر دوره ليحل على حليمة ........


الله يحبكـــــــ(ن)ـــم

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 12-11-2011, 11:10 PM   رقم المشاركة : 12

 

الحلقة السادســـــة (6)


كان فيصل في منتصف عامه الدراسي الأول حين حدث الطلاق وبذلك فاته قطار الدراسة لذلك العام ....وكان ابا محمد يأتي مرة كل شهر او شهرين لتفقد ولده .

وحين بدأ العام الدراسي التالي توجه لتسجيله في المدرسة القريبة ....لكن أتضح انها بعيدة جدا على طفل في مثل سنه ....وبين قريته والقرية التي تقع فيها المدرسة جبال وأودية ....فكيف سيستطيع المسكين السفر هذه المسافة كل يوم .

تحدث مع حليمة ...واقترح عليها العودة إلى ابها ....فرفضت إقتراحه بشدة لولا أن تدخلت العمة بإقتراح آخر ....أن تعود حليمة إلى عصمته سرا .....وبذلك تضمن بقاءها على ذمة زوج ...وتعليم إبنها .

ورفضت حليمة الإقتراح ...أيضا ...بكل قوة .

وعاد ابا محمد خائبا من حيث أتى ....وتنفست حليمة الصعداء ....فليست في حاجة لنصف زوج .

أخبر ابا محمد زرعه بحرمان الطفل من الدراسة ....وعدم وجود مدرسة قريبة .....ففوجيء برد لم يتوقعه نهائيا ....من تلك المرأة .

طيب ....تعال به معنا هنا وقت الدراسة فقط .....وارجعه لها في الإجازات ...!!

وبهت ابو محمد .....فلم يخطر بباله ان تطرح مثل هذا الإقتراح ابدا ....وهو يعرف زوجته جيدا .....وتردد قليلا فهو واثق تمام الثقة أن موافقة زرعه على هذا الأمر بعد رفضها السابق ...وشروطها السابقة يخفي شيئا لايعلمه ....لكن مهما يكن فسيكون فيصل تحت نظره .

وعاد ابا محمد لقرية حليمة ...وأخبرها انه سياخذ فيصل ليعود للدراسة ....وسيحضره لها في العطلات ...وبكت حليمة فلم تكن تتخيل الحياة بدون وجود ولدها الوحيد ....ووعدها بالعناية به ورعايته كما يجب ......وبقوا في نقاش طويل تخللته دموع حليمة ...ووعود الزوج ..وتأييد العمة لقرار ابو محمد ....حرصا على مصلحة الطفل .

وحمل ولده وقفل عائدا إلى ابها .....والتقى فيصل باخوته ....وزوجة ابيه ....وسجله بمدرسة قريبة من منزله .

زرعه ..... لم تقبل بعودته إلا بعد أن عرفت بزيارات الأب المتكرره لقرية حليمة ...وتبرير ذلك بتفقد حال طفله .....فرضيت بعودته ...لتقطع دابر هذه الزيارات .

حين غادر فيصل مع والده ....شعرت حليمة بمدى الفراغ الرهيب في حياتها .....والملل المميت من أيامها الطويلة بلا معنى ...ولعل العمة العجوز شعرت بحالها ....فكانت تطرح عليها فكرة الزواج مرة اخرى ...لو تقدم لها رجل مناسب ...وحليمة ترفض نقاش هذا الأمر أبدا ....فيكفيها تجربة واحده .....ويكفيها فيصل .

في بيت زرعه ....التي تكن لفيصل حقدا عظيما .....كانت الأمور تسير بوجهين مختلفين ...فإذا كان ابو محمد موجودا ...فتعامل فيصل معاملة عادية ...لكنها لاتتورع عن ضربه وتعنيفه بشدة إذا كان ابوه غائبا .....وكان محمد ...أيضا يفعل ذلك بمناسبة او بدون مناسبة ....بل وتجرا على ضربه عدة مرات في حضور الأب الضعيف الشخصية .

ولم يكن يعطف على فيصل الصغير ....سوى أخته ليلى الصغيرة .....التي دافعت بجسدها الصغير عن فيصل عدة مرات ..وتلقت بعض الصفعات نيابة عنه .

والأب ....الخانع ...كان أحيانا يشاهد ما يحدث ...ولايفعل أكثر من الحوقلة والتحسب ....وبالطبع هو يعلم أن زرعه كاذبة في إتهاماتها لفيصل بالشقاوة ...لكنه لايستطيع ردعها .

وعاش فيصل عامه الأول بدون أن يمر أسبوع بدون ضرب مرة او مرتين ...وحليمة تنتظر عودته لها على أحر من الجمر ...وما أن حلت العطلة الصيفية ....حتى قرر ابو محمد الذهاب بولده لرؤية أمه ....الأمر الذي واجهته زرعه اللعينة بالرفض التام .....!!

وأستغرب الرجل من هذا التصرف ...لكنها أقنعته ببقاء الولد ....طالما أن امه مطلقة ....وبقاؤه هنا سيمنعه من التعلق بها ...وقبل الزوج بهذه الفكرة ....ليس عن إقتناع بل رغما عنه ...وللحق فقد حاول ثنيها عن رايها لكنها أصرت على ذلك ...بطريقة أستغربها أبو محمد .....وعاوده الشك مرة اخرى في ماتنوي زرعه ..مستقبلا .

وحليمة تنتظر عودة ابنها حسب وعد والده ....لكن لم ينفذ وعده ....ولم تفعل اكثر من البكاء المستمر ...ليلا ونهارا ...وانظارها معلقة على الطريق القادم للقرية ..طول يومها ....حتى تملكها اليأس تماما .

ومرت اسابيع عدة ....وطالت أيام الإنتظار ....بل أوشكت العطلة على الإنتهاء ...وحليمة تراودها الهواجس حول فيصل ....ماذا فعلوا به ؟....لم لم ينفذ والده وعده بان يقضي فيصل العطلة معها ؟.....هل هو بخير .....أم مريض ؟

وأستقرت حليمة على فعل شيء لم يخطر ببال احد ...فقد قررت الذهاب إلى ابها والبحث عن ولدها وفلذة كبدها ....وليكن مايكون .

ولم تفاتح العمة بهذه الفكرة ...فقطعا ستثنيها عن ذلك ....بشتى الأعذار .

وبدأت حليمة في تجهيز نفسها ..وأنطلقت قبل فجر اليوم الثاني ميممة وجهها صوب ابها ....ولإنها لاتعرف الطريق جيدا ..فقد سارت على غير هدى ...من قرية إلى قرية ....حتى وجدت رجلا معه سيارة ....فسالته أن ياخذها إلى أبها ...ووافق أخيرا بعد رجاء شديد .

ووصلت ابها في المساء ....ولم تعرف اين تذهب ....وضلت تهيم على وجهها في أزقة ابها ....تسال من تلقاه عن بيت موسى ...ولم تجد من يرشدها إليه .

ثم هدها التعب فأسندت ظهرها إلى جدار أحد البيوت ....ولم تشعر بنفسها إلا بصوت رجل عجوز يناديها ليوقظها ...ونهضت مفزوعة فدنا منها الرجل يسالها عن حالها .

وأخبرته بقصتها ....فهز رأسه في اسف ...ودعى الله لها بالعون .....ودعاها للذهاب معه لبيته لتأكل بعض الطعام وترتاح ....فليس معقولا أن تنام في الشارع .

وأخذها إلى بيته ....ودعى زوجته التي رحبت بها ....وأجلستها واحضرت لها طعاما ...تناولت منه لقيمات قليلة ....وشاركتها المرأة في البكاء حين عرفت حكايتها .

المشكلة ....أنها لاتعرف حتى أسم الحي الذي كانت تقيم فيه ....ولم تهتم بالسؤال في حينه ....ولو عرفت الحي ..ربما لجأت لصديقتها أم عبدالله وزوجها ...فقد يساعدوها في ذلك ....بما أن ابو عبدالله ...كان يعرف زوجها ...معرفة سطحية ....لكن على الأقل خيرا من لاشيء .

رغم أن ابها حينها ....كانت مجرد مدينة صغيرة ...تتوزع على أحياء متفرقة ...فقد عقدت العزم على البحث في كل الأحياء ..ولو كلفها ذلك وقتا وعناءا ...لكن لاحيلة لها غير ذلك .

وبعد أن نامت قليلا نهضت مع تباشير الفجر الأولى ....فشكرت أهل البيت على ضيافتهم ....وقررت بدء رحلة البحث ...واعتذر منها الرجل بخجل ...فهو لايملك وسيلة تنقل ....وهو على هذا رجل كبير ومريض ...وتمنى لو إستطاع مساعدتها في البحث ..فشكرته على ذلك ....واستحلفها بالله أن تعود إلي بيته في المساء ...فوعدته خيرا وأنصرفت .

وبدات رحلة البحث عن الأبن المفقود ......فهل ستعثر عليه ؟؟؟


الله يحبـــــكـــ(ن)ــم

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 12-19-2011, 12:50 AM   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
إحصائية العضو

مزاجي:










نزهة المشتاق غير متواجد حالياً

آخـر مواضيعي


أنثى

التوقيت

إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 11
نزهة المشتاق is on a distinguished road


 

الحلقة السابعـــــــة (7)



فيصل الصغير ....يسأل كل يوم عن أمه ....ولايلقى جوابا ........زرعه تقول له أمك ...ماتت ...ومحمد يقول ذلك ايضا .....والأب يهز رأسه ......وإذا إنفرد بفيصل بعيدا عن أنظارهما قال له .......سأذهب بك إلى أمك قريبا إن شاء الله .
وأحتار فيصل بين تلك الأقوال .......ثم أنه لايعلم ماذا تعني كلمة ....ماتت ...!!
ماتت .........ربما سافرت ......ربما مرضت ......طفل بمستوى إدراكه لايعرف معنى هذه الكلمة القاسية .
وزرعه ........تخطط على إبعاد فيصل من حياتها ...وحياة اولادها ....فلن تسمح لغريب إبن غريبة أن يشارك أولادها في مالها ومال أبيها .
وحقدها أيضا ....يريد أن يحرم حليمة من وحيدها ...عقابا لها إذ تجرأت على مقاسمتها زوجها ....وفي نفس الوقت تريد عقاب أبو محمد الخانع .
كانت تحيك الخطط في عقلها اللعين بصمت وهدوء .
كان شريكها في التخطيط ....إبنها الأكبر محمد ....وشاركها في تقديم إقتراحات لم ترق لها .....خطط لخنق فيصل أثناء نومه ........وخطط لدهسه بالسيارة ........وخطط لتسميمه ....ولم تلق كل الإقتراحات قبولا من زرعه ...فهي إقتراحات خطيرة وقد تكون نتائجها سيئة .
ثم هو طفل صغير لايعي شيئا .........ويمكن الخلاص منه بطريقة أسهل وابسط بكثير ....لكن كيف ؟؟
لايمكن فعل شيء كهذا ...في وجود أبا محمد ....فقررت الإنتظار حتى تحين الفرصة المناسبة .
حليمة من جهتها ......بدأت رحلة البحث عن فيصل.......ومر أسبوع كامل ...ولم تجد نتيجة ....وكل ماوجدته دعوات متفرقة من نساء عرفوا بقصتها .
وذات يوم ....عاد أبو محمد من عمله مبكرا .......ليخبرها أن هناك حرب على الحدود مع اليمن ......أو ما أسميت ( حرب الوديعة ) ........وبدأ فورا بجمع ما يحتاج له من أغراض .......فوحدته العسكرية ستتوجه إلى شرورة .........حيث الحرب .
قبل أن يخرج .......أوصاهم بفيصل خيرا ......وغادر إلى ساحة الحرب .
تنفست زرعه اللعينة الصعداء .......فربما حانت الفرصة التي إنتظرتها طويلا .........ربما .
ولم تضع وقتا ........فقد دعت محمد إلى غرفتها ...لتعرض عليه خطتها الجهنمية .
وبقي محمد يستمع لتفاصيل الخطة .......!!
بعد يومين .........جهز محمد سيارته .....وعند نوم بقية أخوته .........تسلل إلى الغرفة التي ينام فيها فيصل بجوار أخته ليلى .........فأوقظه بهدوء .....وأخبره أنه سيذهب به إلى أمه .
قفز فيصل فرحا من فراشه .......وذهب معه .
كان فيصل بشوق كبير إلى أمه ....وجدته ..عمة حليمة .
وتحرك محمد من أبها .........بدون أن يعلم أحد .
وعند الصباح .......أستيقظت ليلى .......وأستغربت عدم وجود فيصل على فراشه .......وركضت لتسأل أمها ...لكن الأم .......تظاهرت بالإستغراب قائلة ...لا اعرف .........ربما يكون خرج إلى مدرسته مبكرا .
لكن ليلى .....شاهدت حقيبة كتبه في مكانها منذ الأمس ........يعني أنه لم يذهب للمدرسة ....وخرجت للبحث في ما حول البيت ........ولكن لا أثر له .
وسألت بقية الأخوة .........ولا يعرفون شيئا .
سألت عن محمد ........فأخبرتها الأم أنه قد سافر لإحضار بضاعة المحل .......وزاد قلق ليلى ....فنهرتها أمها اللعينة ......وسكتت على مضض .
رغم إرغامها على الصمت .........فقد شعرت ليلى أن هناك شيئا ما ....وخافت أن تفصح عن شكوكها فينالها عقاب إعتادته كثيرا .........ففضلت السكوت .
وعند الظهيرة .........كان محمد ورفيقه فيصل ......على مشارف جده ........!!
كان فيصل ينظر يمنة ويسرة .........فلم ير ما يشبه قرية أمه .......بل هنا بيوت كبيرة ....وسيارات كثيرة ...ربما أكثر من ما شاهد في أبها .....ولم ير المزارع ...ولا الأبقار والأغنام ........ولا أراض مزروعة بالقمح والشعير .
وتذكر كلمة .....ماتت ....وفسرها بأنهم ...ربما قصدوا أنها انتقلت هنا .......ليس في القرية بل في مكان آخر ....؟؟
وفي مقهى شعبي ......في حارة المظلوم في جدة .........جلس محمد وفيصل على أحد الكراسي الخشبية ......ومحمد يخبره بان أمه ستأتي بعد قليل .
وطلب منه الانتظار في المقهى ليحضر لهم شيئا يأكلونه ...........وذهب .....
وحل المساء .......وفيصل ينظر هنا وهناك .........ولم ير محمدا عائدا بالطعام .......ورواد المقهى ....يتهامسون حول هذا الطفل الصغير .......فماذا يفعل هنا ؟؟
ركب محمد سيارته .........وقفل عائدا إلى ابها ..........بلا ضمير يؤنبه ......أو إحساس بالندم ........بل لعله شعر بزوال هم كبير من على صدره .......وصدر والدته .
وكاد المقهى أن يغلق أبوابه ........وهذا الطفل الصغير لازال ....ينقل خطواته .......بين باب المقهى ناظرا يمينا وشمالا بحثا عن محمد ......ثم يعود ليجلس واجما على الكرسي .
وجاء عامل المقهى .....اليمني .......ليخبره أن المحل سيقفل .........وعليه أن يرحل .........!!
وتلعثم الصبي ......وهو يقول سيأتي أخي محمد الآن .........لقد ذهب ليحضر لنا طعاما .......لقد طلب مني أن أنتظره هنا .....!!
وانتظر عامل المقهى لفترة مع فيصل .........لكن لم يأت أحد .
فأخرجه من المحل .......وطلب منه انتظار أخيه خارجا ......وبقي فيصل جالسا عند باب المقهى .
على زاوية المقهى .........نام فيصل محتضنا ربطة من القماش فيها ملابسه القليلة .
وعند صباح اليوم التالي ..........كان رقيب الوحدة .......يستدعي أبا محمد .......لاستلام برقية عاجلة .........وركض أبو محمد .....وهو يتمتم بكلمات الدعاء أن يكون الأمر خيرا ......وسلمه الرقيب البرقية .....فتحها على عجل ...
اغرورقت عيناه بالدموع ..........وهو يقرأ البرقية .
(فيصل أصيب بحمى شديدة ......قد يكون قرصه عقرب أو ثعبان .....وتوفي البارحة .)
ابنك ...محمد
لاحول ولا قوة إلا بالله .........لاحول ولا قوة إلا بالله .......وانهار باكيا بين أقدام زملائه الذين واسوه بكلمات التعزية والدعاء .
توجه نحو الضابط المسؤول طالبا السماح له بالعودة ........لكن الموقف لم يكن يسمح في حينه ....وطلب منه الإنتظار ليوم أو يومين ....وأطاع مرغما .
كانت البرقية جزءا من خطة زرعه ومحمد .....حتى أن محمد مر على مقبرة شمسان .......باحثا عن قبر صغير ...ليكون جاهزا لو سال والده عن مكان دفن فيصل .
جاء عامل المقهى صباحا .......ليجد فيصل كما تركه .....على زاوية المقهى ......فأيقظه ....وأدخله إلى المقهى ..وفيصل يسأل ......ألم يأت محمد ؟؟
وضع له العامل ...قطعة خبز ....وقليل من الفول .....إلتهمها سريعا ...وعاد لينتقل من باب المقهى إلى كرسيه باحثا عن محمد .........أخيه الأكبر ....الذي وصل إلى أبها قبل ساعات .
وبدأ الزبائن في التوافد على المقهى ....وفيصل يقلب نظره هنا وهناك .........فلا أمه جاءت ...ولا محمد .
سأل احد الزبائن عامل المقهى ....عن سبب وجود هذا الولد الصغير هنا .......فأخبره بحكايته ....فدعاه الرجل وأجلسه بجواره ........وسأله عن أسمه ....فيصل بن موسى ......وأنه أتى من أبها بحثا عن أمه .
هذا كل مايعرف .........لالا وأيضا يعرف أن أمه أسمها حليمة ........وعمته زرعه ...واخاه محمد الذي جاء به إلى هنا ليرى أمه .
وسأله الرجل ........يعني أمك هنا ؟؟؟ فين طيب ؟؟



وفيصل أصلا لا يعلم أين هو ......ولماذا تركوه هنا ؟ ولم لم يعد محمد ؟؟ وأين أمه ؟؟


تابعوا في الحلقات القادمة ........



الله يحبكــــــــــ(ن)ــم

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 12-24-2011, 08:41 PM   رقم المشاركة : 14

 

الحلقة الثامنـــــة (8)

وأخيراً وجد أبو محمد فرصة سانحة من عمله ليعُد إلى أبها ...وقد عاد ...وحين وصوله للمنزل

تظاهرت زرعة بالحزن وهي تخبره بما حدث لفيصل ...وطفرت من عين أبي محمد دمعة ...غير أنه لمح في عيني ابنته الصغيرة شيئاً آخر .
وأنفرد بها بعد قليل ليسألها عن فيصل ...فأخبرته أنه كان نائما في غرفتهما ...وحين استيقظت صباحا لم يكن هناك ...وأن أمها أخبرتها أنه ربما ذهب إلى المدرسة ...لكن حقيبته بقيت في الغرفة .
وواجه أبا محمد زرعه ....بما سمع ..فقالت نعم قلت لها ذلك فلا أريد إخافتها ....وماحدث أننا شعرنا ببكائه فدخلت عليه فوجدته قابضا على ذراعه ويبكي وقد تورمت يده ...فطلبت من محمد أخذه للمستشفى ..لكنه وصل متوفيا ....فذهب به إلى المقبرة ...مباشرة .
لم تهدأ شكوك أبي محمد ...فتحين فرصة أخرى ليسأل ليلى ....التي قالت ببراءة بأن محمد لم يرجع إلى البيت إلا بعد أكثر من يومين ....وعلم الرجل أن هناك شيئا قد حدث ...فقلبه يقول له أن فيصل لم يمت .
تظاهر بالشجاعة ...وصرخ بزرعة وابنها محاولا الحصول على إعتراف منهم ...

لكنه واجه نفس الإجابات المتطابقة ....وما أثار شكوكه أكثر أنه لم يتم إخبار الجيران ...ولم يكن هناك عزاء ...حتى أن بعض الجيران قالوا له في المسجد ...سمعنا هذا الخبر من نسائنا ...لكن محمد لم يكن موجودا حينها ...ولم يقم لأخيه عزاء ...فظننا الأمر مجرد خبر غير صحيح .
ولم يستطع الحصول على جواب لتساؤلاته قط ...ولم يزد على الحوقلة والتحسب عليهم ...وهما يتظاهران بالبراءة والحزن على الفقيد الصغير .
وحليمة ....لازالت تجد في البحث عن ابنها ....وقد أنجزت جزءً كبيراً من جولاتها على أحياء أبها القليلة .....ولم تعثر بعد على بيت أبي محمد ....لكن الأمل لازال يحدوها .
ومرت ثلاثة أيام وعاد أبا محمد لعمله مرغما ...فلم يستطع معرفة أي شيء يريح قلبه من الشكوك ...ولا يستطيع أن يقف بوجه زرعة وابنها اللعين محمد ....فصمت مكرها ....ورحل .
وذات يوم ماطر ....كانت حليمة تدخل حيها القديم الذي عرفته بمجرد تجاوز الشارع الصغير المؤدي لمدخل الحي ....فهناك المسجد الصغير الذي شاهدته مرات ...وكأنما أُزيح عن صدرها حمل ثقيل .....فستجد أم عبدالله صديقتها الحميمة قريبا ...وهي بلاشك لن تتوانى عن مساعدتها .....وسارعت الخطى نحو بيت أم عبدالله .
طرقت الباب ....وفتح عبدالله الباب ...ليصرخ بصوت عال مناديا على أمه .....أمي...أمي ....خالتي حليمة جاءت ....ومرت دقائق كانتا فيها تتعانقان وتبكيان ....وأخبرتها حليمة بقصتها وهي ترجو أن يساعدها أبا عبدالله في مهمتها .....وبان الحزن على وجه أم عبدالله وهي تخبرها بأن أبا عبدالله ..قد توفي قبل حوالي شهرين .
ياالله ....مالذي يحدث ....لم ينقطع كل خيط من أمل ألقاه .....ماذا فعلت ياربي ....لم أعيش في هذه العذابات المتتالية؟!

...فهدّأت أم عبدالله من روعها ...وأكدت لها على أن الأمل لازال موجوداً ...وأنها ستعثر على ابنها .....فالبلد صغيرة ....وستجد بيت أبي محمد عاجلاً أو آجلاً .
وحل المساء وهما تتحدثان ...فتناولتا طعاماً ...وألقت حليمة بجسدها الصغير المنهك على فراشها ونامت .
وهناك في جده ....استمع الرجل لحكاية فيصل فلم يستشف منها شيئا نافعا .....فكل ما يقوله مجرد أسماء غير كاملة ....واسم أبها ...وقرية من قرى الجنوب ....وزرعة ...ومحمد ....فقرر اصطحابه إلى منزله حتى يقضي الله أمراً كان مفعولا .
قبض على يده الصغيرة ..وسار به نحو بيته القريب ...وفيصل يسأله هل ستذهب بي إلى بيت أمي؟!

.....فيهز الرجل راسه أسفا وحزنا ...وهو يقول ربما غداً سنذهب إليها ....لأن بيتها بعيد .
ودخل مع الطفل الصغير إلى منزله حيث استقبلته زوجته العجوز وهي تتعجب من هذا الضيف الصغير مع زوجها ....وتساءلت فأجابها الرجل بكل ماعرف من فيصل .....واقترح أن يبقوه عندهم ....حتى يجدا حلاً لهذا الموضوع ...لكن المرأة .....قالت :

هذه مشكلة ..فقد يتهمنا أحد بخطفه أو إخفاؤه ....وستكون مسؤولية كبيرة ...وعليك أن تأخذه إلى الشرطة ليقرروا ماذا يفعلون به ....وربما تركوه لنا ...وأعجب الزوج هذا الإقتراح رغم أنه تمنى أن يبقى هذا الصغير لديهم ....فقد كبر أولادهما ....وتفرقوا في أماكن مختلفة ...وبقي العجوزان يعانيان الملل والوحدة .
وضعت العجوز طعاماً أما م فيصل ....الجائع فانهمك يأكل ...وهما ينظران إليه بعطف وحنان ....حتى شبع ...وقام ليغسل يديه .
وعند الصباح اصطحبه العجوز ...نحو مركز الشرطة ....وفيصل يلقي نفس السؤال عن أمه .....ودخلا على الشخص المسؤول ..وشرح له القصة كما سمعها من فيصل .....وحاول الضابط الحصول على معلومات أخرى .....فاستدعى عامل المقهى ....الذي أخبره أن الطفل حضر مع شاب آخر ....وأنه تركه هناك واختفى ....وأنه لايعرف من ذاك الرجل .....إلا أن فيصل أخبره انه اخوه ...وأسمه محمد .
وهز الضابط رأسه أسفا ...وهو يقول ....سنرسل تعميما لجميع مراكز الشرطة .....فقد يكون هناك بلاغ عن شخص مفقود ....وذاك على الأقل ما نستطيع فعله .....وتساءل الرجل ...هل يمكنني إبقاؤه عندي ......لكن الضابط أجاب .....لا أعرف لكن يجب أن يوافق مدير الشرطة على ذلك .....ودخل ليسأله ...فرفض مدير الشرطة ....وعليه تحويله لدار الأيتام حتى يتم شيئا بشأنه ....وتوسل الرجل لكن مدير الشرطة رفض تجاوز مالديه من تعليمات ...رغم أنه يتمنى لو استطاع تركه معه ...لولا خوفه من العقوبة لو خالف النظام .
ونهض العجوز وهو يتمتم بكلمات غير مفهومة ...ونهض فيصل معه ...لكن الضابط طلب من فيصل البقاء ...وودعه الرجل بحزن ....وفيصل يشيعه بنظراته حتى غاب عن ناظريه .
نهض الضابط ....فأستدعى أحد الجنود ....وناوله ورقة موجهة لدار الأيتام ...بإبقاء هذا الطفل لديكم حتى يصلكم طلب لإحضاره ...شارحا فيها وضعه بالكامل .
وأخذ الجندي بيد فيصل فحمله في السيارة ...وانطلق عبر شوارع جده ....وفيصل يسأله من جديد ...هل ستذهب بي إلى بيت أمي ؟؟
بعد لحظات ..كانت سيارة الشرطة تتوقف على مدخل دار الأيتام ....وأنزل فيصل منها ....وما أن ولج من باب السور حتى شاهد عدداً من الأطفال في مثل سنه وأكبر ...يلعبون الكرة ....وحين شاهدوه ...تركوا مايفعلون وتسابقوا لمعرفة هذا القادم الجديد .
كانت أسئلتهم لاتجد سوى تلك الإجابة المعروفة .....وجاء احد المختصين فأرشده إلى المكان الذي سينام فيه ....وسأل الرجل ...متى سأذهب لبيت أمّي .......فلم يجبه الرجل فأجهش فيصل بالبكاء ...فمادام سينام هنا ....فلن يذهب به أحد إلى بيت أمه .
وفي أبها ....انطلقت حليمة لتتم جولتها بحثا عن ابنها .....وذات ظهيرة ...شعرت حليمة بالأمل يشرق مرة اخرى ....فقد سألت رجلاً عند أحد الدكاكين الصغيرة إن كان يعرف بيت رجل يدعى موسى بن محمد .....فأخبرها أنّ ذلك البيت في آخر الممر لرجل يدعى موسى بن محمد ...فكادت أن تطير ....ميممة نحو البيت .
طرقت على الباب بلهفة .....وسمعت صوتاً من وراء الباب يسأل من الطارق وكانت ليلى الصغيرة ...فقالت:

هل هذا بيت موسى بن محمد ؟!

..قالت نعم ...وهل هو هنا ؟

فجاءتها الإجابة لا ليس هنا إنّه في شرورة .....وهل زرعة هنا ؟

وردت نعم إنها هنا ...وطلبت أن تتحدث إليها ...وذهبت البنت للنداء على أمها .
وفتحت الأم الباب لتفاجأ بشابة تقف أمام الباب ..خيراً إن شاء الله ؟؟
أين ولدي ؟؟؟؟؟
الله يحبكــــــــ(ن)ـــم

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 12-24-2011, 09:17 PM   رقم المشاركة : 15

 

متابع القصة بالرغم أنها اثار في نفسي كثيراً من الألم والحزن على الواقع المؤلم
لبعض الأبناء أو البنات مِن زوجات أبائهم
ولحال الزوج الذي ليس له شخصية داخل اسرته .

نزهة المشتاق .. اشكرك و اتمنى لك التوفيق

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 12-27-2011, 09:09 AM   رقم المشاركة : 16
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
إحصائية العضو

مزاجي:










نزهة المشتاق غير متواجد حالياً

آخـر مواضيعي


أنثى

التوقيت

إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 11
نزهة المشتاق is on a distinguished road


 

الفاضل صالح بن سعيد

ممتنة لك غاية الإمتنان على كرم المرور
بهذه القصة المتسلسلة بائعة البخور لصاحبها
قصاص الأثر

دمت بود

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 12-27-2011, 12:36 PM   رقم المشاركة : 17
معلومات العضو
عضو مميز
 
الصورة الرمزية سليسلة ابو عبدالرحمن
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
سليسلة ابو عبدالرحمن is on a distinguished road


 

[ متابع باشتياق يانزهة المشتاق هذه القصه االتي قد يكون نسجها من واقع الخيال ولكنها تحكي واقع الحال في ذلك الزمان اللذي لم يكن بعيد جدا بل انه كمافي القصه في التسعينات الهجريه من القرن المنصرم فتابعي فنحن متابعين معك هذه القصه المحزنه شاكرا لك على هذا السرد والنقل الجيد

 

 
























التوقيع

على قدر أهل العزم تأتي العزائم ......و تأتي على قدر الكرام المكارم

   

رد مع اقتباس
قديم 12-28-2011, 06:54 AM   رقم المشاركة : 18

 

الأستاذ الفاضل سليسلة أبو عبدالرحمن

كل التقدير لكم على متابعتكم لهذه القصة المؤلمة

دمت بخير وعافية

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 12-28-2011, 07:21 AM   رقم المشاركة : 19

 

الحلقة التاسعـــــة (9)




تماسكت زرعه نفسها وهي تسأل من هو ابنك ؟؟ يبدو أنك مخطئة في المكان ......؟؟

فيصل ابني .....!!

وتماسكت زرعة ...ثم ردت بحدة .....وكيف جئت هنا ؟؟

قالت حليمة :

طفت كل أحياء أبها بحثاً عن بيتكم حتى وجدته أخيراً ....فأين ابني ؟؟

وبجفاء وقسوة كان الرد الصاعق على حليمة .....

ابنك مات!!!!

مات ...ماذا تقولين؟!

......وسقطت مغشيّاً عليها على عتبة الباب ..... وتركتها زرعة هناك ....وأغلقت الباب .

أفاقت حليمة المسكينة من غشيتها بعد قليل ...لتعاود طرق الباب بعنف ..

...فهي متأكدة بأنّ زرعة تكذب ..وعادت زرعة لفتح الباب، وهي تنهرها بصوت عال ...ماذا تريدين ؟!

...قلت لك ابنك مات ...مات .

وتمسّكت حليمة برجلي زرعة ...تتوسلها أن تخبرها بالحقيقة .......فقط .

وكررت زرعة نفس الإجابة ....،

.وانتزعت رجلها من بين يدي حليمة الجاثمة على مدخل البيت .....

وهي تقول اذهبي من هنا ...ولو رأيتك مرة أخرى فسأجعلك تندمين .

طيب ..طيب ...أين أبو محمد ؟؟

وماذا تريدين منه ؟

فقط أريد أن أتأكد مماقلته ......فقلبي يخبرني أنك كاذبة ملعونة ، وسأبقى هنا حتى يأتي ......

ضحكت زرعه بسخرية ...وقالت إنّه لن يأتي قبل شهرين أو ثلاثة ....فانتظري إذا شئت .

وأغلقت الباب ...وبقيت حليمة جالسة كالصنم على باب البيت ....تبكي ..وتدعو الله ألاّ يكون ذلك صحيحا .

وبعد ساعات .....جاء محمد ..وحليمة متكومة على نفسها داخل عباءتها على عتبة بيتهم .

..ولم تشعر بوجوده إلا حين سألها ماذا تفعلين هنا يا امرأة ؟؟

قالت ..هل أنت من أهل هذا البيت ...فأجاب بنعم ....أنا محمد ....

فنهضت وتمسكت بكتفيه مستعطفة أن يخبرها أين فيصل ....وفوجيء بالسؤال ..فقد كاد أن ينسى موضوع فيصل .......لكن من أنت ؟

أنا أمه ياولدي ......أين هو ؟؟

صدم قليلاً ... ثم أجابها بتلعثم واضح ....

فيصل مات !!.

وفتح الباب ...ودخل وتركها خارجاً ....

وعادت لجلستها الأولى .......هي متأكدة بأنه لم يمت ...قلبها يؤكد ذلك ...لكن أين هو ؟!

وقررت البقاء هناك ...فقد يأتي الآن من المدرسة .....لكنّه لم يأت ....بل الّلتي جاءت هي ليلى الصغيرة ...تجرجر حقيبة مدرستها ....وفرحت حليمة حين شاهدتها تتوجه نحوها مباشرة .....فوقفت واستقبلتها .....أنت ليلى ؟؟

ووقفت الفتاة الصغيرة متسائلة عن هذه الغريبة التي تعرفها بالإسم ....نعم أنا ليلى ...ومن أنت ؟

أنا أم فيصل ......وفتحت الفتاة عينيها على اتساعهما ....وحليمة تكرر السؤال ...وأجابت الصغيرة بتردد .....يقولون بأنه مات ...أمي وأخي محمد أخبرونا بذلك .

شعرت حليمة أنّ هناك شيئاً ....لاتعرفه ....وعادت للسؤال عن الأب ...فلديه الخبر الأكيد .....لكن البنت أخبرتها أنه في الحرب ...ولا تعلم متى سيعود .

سحبت حليمة قدميها بتثاقل .....عائدة إلى بيت صديقتها أم عبدالله .

دخلت حليمة بيت أم عبدالله ....التي لمحت بقايا الدموع في عينيها ...وألقت بنفسها عليها ...وهي تبكي وتخبرها بما سمعت عن فيصل ....فبكت معها ..وسمع عبدالله الخبر فشاركهما البكاء ....وحاولت أم عبدالله مواساتها ....وأنّ ذلك قضاء الله وقدره ...لكن حليمة صارحتها بشكوكها ....فقلبها غير مصدق بذلك ....وهي شبه واثقة من أن هناك شيئا غريباً .

ومن طرفها ....فاتحت زرعه ولدها اللعين بخوفها من القادم.....فوصول حليمة إلى بيتهم ربما ينذر بالخطر ...وقد تقوم حليمة بتقليب الأمور ...ومحاولة كشف الحقيقة ....خاصة وهي قد صارحتها بشكها فيماقالته عن موت ابنها ..

وماذا نفعل ؟؟ سألت محمد ..

وكان الجواب علينا أن ننتقل من هذا البيت ....والأفضل أيضا أن ننتقل من أبها نهائياً .....ولكن إلى أين ؟

واقترح محمد عليها الإنتقال إلى بيتهم الثاني في الخميس .....فالمدينة مزدحمة أكثر .....ومن الصعب أن تجدنا حليمة فيها .

وأرسل محمد برقية لوالده يخبرهم بانتقالهم إلى الخميس ...حيث سيكونوا أقرب لمكان عمله ....ثم أن محمد ينوي نقل تجارة والدته إلى الخميس ....باعتبارها سوقا أفضل خصوصاً بعد أن أُنشئت فيها مدينة عسكرية جديدة ...واكتضت بالسكان من أفراد الجيش .

وبالطبع ...البرقية ليست لطلب رأيه بل لإخباره فقط ...فرأيه لا قيمة له في ميزان زرعة وابنها .

وهناك في القرية ....بعد رحيل حليمة ....صدمت العمة بما حدث ....لكنها كتمت الأمر خوفاً من الفضيحة ....فلا تعلم بم سيفسر الناس هروبها .....وحين يسألها أحد ...تخبرهم أنها قد عادت لعصمة زوجها السابق .

وبعد شهر آخر .....قررت حليمة العودة لبيت أبي محمد فربما يكون قد عاد من الحرب ....لتعرف حقيقة ما سمعت ....وطرقت الباب لمرات عديدة ...ولا مجيب .....ورآها أحد الجيران حين قدومه من عمله فتوقف إلى جوارها ...وسألته عن موسى وأهله ....فأخبرها بأنهم انتقلوا من البيت ....إلى مكان آخر .....لايعرفه .

وصدمت حليمة ،

وحاولت الحصول على أي معلومة مفيدة عن مكانهم الجديد ....فأخبرها أنهم انتقلوا إلى مدينة أخرى ....لكنه لايعلم أين بالتحديد! .....فقد كتمت زرعة وابنها محمد الأمر عن الجميع ..وحتى عن ابنيها الآخرين ....وليلى ... إلى آخر لحظة .

وعادت حليمة تجرجر خيبة أملها ...وحزنها ..لبيت صديقتها الوحيدة .

وفيصل ...لم يأت لمركز الشرطة أي رد على بحثهم .....وبقي في دار الأيتام ....يردد سؤاله عن أمه ...وأخيه محمد ....ووالده أيضا ........ولم يجد جوابا .

أسماؤهم لم تبرح ذاكرته الصغيرة ...وفكر بالهرب ...لكن إلى أين ؟ وأين هو .....وماذا يفعل هنا ؟!!

.....وعرف من رفاقه في الدار أنهم جميعا هنا لأنّ لا أهل لهم .....!!

لكن أنا لي أهل ......فلماذا جئت معكم .....؟؟

ومرت الأيام ....وأُلحق فيصل بالمدرسة مع زملائه .....وكانوا يخرجون بالأوتوبيس الخاص بالدار ...وفيصل ملتصق بالنافذة ...يتفحص وجوه العابرين ....فربما يجد والده ....أو أخيه ....أو أي أحد ينقذه من هذا المكان الغريب .

بدأ حلم الإلتقاء بأمه ..وأبيه ...يتلاشى مع مرور الوقت ....وأنشغل بدراسته .....رغم أن هناك ذكريات راسخة في راسه الصغير ...تأبى أن تفارقه .

وانتهت الحرب ....بعد أشهر ...وعاد الأب إلى بيته .....ولم يخبره أحد بزيارة حليمة .....وبقي الأمر طي الكتمان ....لولا ليلى الصغيرة ....التي أفرحتها عودة والدها ...فأفرغت أمامه كل مافي جعبتها من أخبار ....عن المدرسة الجديدة ....والبيت الجديد .....ولم تنس أيضا إخباره بزيارة أم فيصل في بيتهم القديم ...!!

فانتفض أبو محمد حين سمع سيرة حليمة و فيصل .....فكيف وصلت حليمة إلى هناك ؟؟

ولم لم تخبره زرعة بذلك ....وعادت الشكوك لتنتابه من جديد حول ماجرى لفيصل ....وقد كاد أن يرغم نفسه على تناسي الأمر......فلا طاقة له بالنزاع مع زرعة ومحمد .....ولا يريد أن يفرط في الأرث الهائل الذي ينتظره .

واجه زرعه بما سمعه من ليلى ...فلم تكترث ...

وقالت له :

وماذا في ذلك ....سألتني عن ولدها ...فأخبرتها بما حدث له بالتفصيل .....وذهبت .

لاحول ولا قوة إلا بالله ......

ولأجل هذا قررت أنت وابنك الأنتقال إلى هنا ......حسبي الله ونعم الوكيل ...




الله يحبكـــــــ(ن)ــــم

يتبع

إن شاء الله

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 01-02-2012, 07:11 AM   رقم المشاركة : 20

 

الحلقة العاشــــــــرة (10)




كررت حليمة زياراتها لبيت ابو محمد السّابق ...وفي كل مرة يزداد يأسها من العثور على طفلها المفقود .....وأخيراً تعبت من البحث فتوقفت عن ذلك ...فهي واثقة تمام الثقة أن فيصل حي يرزق ....وكانت أم عبدالله سبباً مساعداً لاقتناع حليمة بالتوقف عن الدوران في دائرة مفرغة .
ولم تعرف حليمة ماذا ستفعل بعد ذلك ....وقررت العودة إلى قريتها ....وأخذت من أم عبدالله بعض المال لركوب سيارة تذهب بها إلى قريتها .....وتوجهت إلى القرية .
ووصلت لبيت عمتها ...التي طردتها شر طردة .....وهي تولول ..فضحتيني بين أهل القرية ....وقد أخبرتهم انك عدت لعصمة زوجك ...فاذهبي إلى حيث أتيت .....وصدمت حليمة بهذا الموقف الغير متوقع من العمة ....ولو أنها أقرت بينها وبين نفسها أن خروجها من بيت عمتها بدون إخبارها كان خطأ فادحا ....لكنها لم تذهب إلاّ لتبحث عن ولدها الذي أخذه أبوه ولم يعد .
ولم تستطع حليمة إقناع العمة ...فعادت من حيث أتت ...لكن إلى أين ياربي ....هل أعود لبيت أم عبدالله ....وقد أثقلت عليها كثيراً ...وليس لي قريب .....ولازوج .
وأقفلت كل الطرقات في وجهها ......لكن الأفضل العودة إلى أم عبدالله .....مؤقتا ......حتى يأتي الله بالفرج .
فيصل من جهته ....إنهمك في دراسته ...وواصل تفوقه ....لم ينس بالطبع أمه حليمة ....ولاأبوه القاسي ...ولا محمد الذي رماه هنا ورحل .
لكن ليس في يده حيلة ...فجعل كل همه أن يتعلم ....وسيعود يوما للبحث عن أمه ....وابيه .
فوجئت ام عبدالله بحليمة تقف ببابها من جديد ...فرحبت بها ..وهي تتساءل عن سبب عودتها السريعة ...فأخبرتها بما حدث من عمتها .....وقالت ....سأبقى عندك يومين او ثلاثة حتى أجد حلا ....فقد أثقلت عليك ببقائي عندك ....وحملتك فوق طاقتك .
أسكتتها أم عبدالله ...وطلبت منها عدم تكرار ذلك ..فهي تعتبرها كأخت لها .....ولاداعي للإعتذار أو التبرير .
أبو محمد من جهته ....حاول جاهداً أن يعرف شيئا عن مصير ابنه .....فلم يجد إلا الجواب السابق الذي قالته زرعه وولدها ...فأستسلم عجزاً ....وطمعا أيضا .
ومرت سنوات .....ولإن الله يمهل ولا يهمل .....فقد تعرض محمد ووالده لحادث مروري شنيع في عقبة ضلع .....مات محمد على إثره بينما أصيب الأب بشلل كامل جعله كالجثة الهامدة ....فلا ينطق ...ولا يسمع ...ولا يتحرك ....فبقي محبوساً في غرفته ...تقوم زوجته على رعايته حيناً ..وأحيانا تكون الإبنة الصغيرة هي من يفعل ذلك ....ومع الوقت بدأت تتبرم من هذا الوضع ..وشعرت بأن ماحدث لإبنها وزوجها هو نتيجة ما فعلته بفيصل وأمه ....لكن ماذا ينفع الندم الآن ؟
فيصل أنهى دراسته الإبتدائية .....وأنتقل إلى المرحلة المتوسطة ....ومحي من ذاكرته كل شيء إلا أمه حليمة ....ولم تغب عن عينيه قط ....لايزال يذكر صورتها .....ونبرة صوتها ....بل ويتذكر تلك الشامة الصغيرة التي تعلو صدرها ....وربما طبعت تلك الصورة في عقله ..مذ كان يرضع ثديها صغيرا .
ربما يتذكر شيئا قليلا عن أبوه ....ربما يتذكر لحيته الكثة ....وكرشه البارزة ....ويتذكر ليلى التي دافعت عنه عدة مرات ...ولعبت معه عدة مرات .....أما زرعه ومحمد فلم يعودا يقطنان خلايا ذاكرته نهائيا ....وربما هو أراد ذلك .
كانت حليمة تفكر كثيرا في البحث عن مخرج لوضعها هذا فماذنب أم عبدالله لتتحملها في بيتها بلا فائدة ....وفتحت الموضوع لأم عبدالله طالبة منها أن تساعدها في البحث عن عمل لها في أحد البيوت كخادمة ....أو طباخة أو أي شيء آخر ....على الأقل لتوفر قيمة طعامها وشرابها بدلا من البقاء عالة على إمرأة مثلها تعيش على مايدفعه أخ زوجها الميت كمصروف شهري .
خرجتا ذات يوم إلى السوق ..مصطحبين عبدالله ...لشراء بعض اللوازم ...ومرتا على أحد أصحاب المحلات في السوق ...لشراء بعض الكحل والبخور ....وشاهدت حليمة رجلا كبير السن يبدو عليه الطيبة يجلس في متجر صغير بجوار المحل الذي دخلتاه ....فلم تتردد في مفاتحته طالبة العثور على عمل ....إبتسم الرجل ...وقال ...لن تجدي أحدا يوظفك خادمة ....فليس هذا معتاداً لدينا ....ولايحدث ذلك إلا في بيوت الأغنياء ولسنا منهم يا ابنتي .
وقبل أن تجتازا باب المحل ....دعاها الرجل للعودة مقترحا عليها عملا قد ينفعها وينفعه ...وإن كان متعبا بعض الشيء ...ففرحت ووافقت قبل أن تعرف ماهو العمل المطلوب .
سأعطيك بعض البخور والعطور وقطع القماش والكحل ...وعليك أن تدوري على النساء في بيوتهن ...وبيعهن ما يطلبنه ...وسأتقاسم معك الربح .......ووافقت فوراً ....ثم قالت لكن ياعمي ...ليس معي ما أعطيك الآن ...فقال ..لا أريد منك شيئا الآن .....توكلي على الله ...وهذه بضاعتك .....وبعد أن أخبرها بثمن كل شيء ...حملت أغراضها في حزمة كبيرة ....وودعته على أن تعود إليه عند إنتهاء البضاعة ليعطيها بضاعة أخرى .
وانطلقت حليمة من صباح اليوم الثاني ...طارقة على كل باب رأته ....وبدأت الأمور تسير في صالحها ....فقد وجدت قبولا من النسوة على بضاعتها ....رغم أن هناك الكثير من العمال اليمنيين ..يفعلون مثلها ...فيحملون بضائعهم على رؤوسهم ويتجولوا في الحواري وهم ينادون بصوت عال .....فرقنا ...فرقنا ....لكن كونها إمرأة جعلها أكثر إقترابا من النساء وبضاعتها أكثر قبولا .
ولم يمض ثلاثة أو أربعة أيام حتى عادت لصاحب المحل ....حاملة غلة البيع ....وسلمتها للتاجر ....فأخذ نصيبه منها ....وسلمها الباقي مع بضاعة جديدة .....وعادت لبيت صديقتها بعد شراء بعض اللحم والفاكهة ولوازم أخرى احتفالا بهذا النجاح ...وفرحت أم عبدالله حين رأت السعادة تغمر وجه صديقتها الحميمة .
وأغتنمت حليمة كل فرصة تجدها حين تمر قريبا من بيت أبو محمد القديم ..للسؤال عنه ......وذات يوم كانت تجلس مع سيدة من أهل الحي الذي يقع فيه بيت أبو محمد ......فسألت المرأة عنهم للمرة الألف ...فأخبرتها أن زوجها سمع من بعض الأشخاص بحكاية الحادث الذي وقع من مصادر مختلفة ......لكنهم لايعلمون ماذا حدث له على وجه التأكيد .....فبعضهم قال أنه قد مات ....والآخر يؤكد أن الذي مات هو الإبن ....وأن الأب لايعي من أمره شيئا ......وأيضا لم يكن يعرف أحدٌ أين يقيم الآن .....فصمتت حليمة وقد أيقنت أن ذلك نهاية الطريق لمعرفة مكان ابنها ... !!
الله يحبكــــ(ن)ـــم

 

 

   

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:53 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir