يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

اهداءات ساحات وادي العلي







العودة   ساحات وادي العلي > ساحات الموروث والشعر والأدب > ساحة الأدب الشعبي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-12-2012, 07:56 AM   رقم المشاركة : 21
معلومات العضو
مشرف عام
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 20
مشرف عام3 is on a distinguished road


 

تابعو مع نزهة المشتاق بائعة البخور

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 01-23-2012, 08:45 AM   رقم المشاركة : 22
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 11
نزهة المشتاق is on a distinguished road


 

الحلقة الحاديــــة عشرة (11)



بعد ان كبر فيصل أستوعب عقله معنى الموت .....وفكر في ماقيل له صغيرا ان امه ماتت ....يعني أنها لن تعود ابدا .
وهو الآن على وشك إنهاء المرحلة المتوسطة من دراسته ...ومحمد لم يعد ....ومحى من فكره كل تفكير يتعلق بزرعة ...ومحمد وحتى والده .
ركز كل إهتمامه على تعليمه وكان من نخبة المتفوقين ....وكان في قرارة نفسه ينوي أن يعوض كل ما كابده من فقد لوالدته وأهله ....بالنجاح فقط .
تزوجت ليلى ورحلت مع زوجها ...وزرعه بدأت تضيق ذرعا بالأب الملقى كالجثة الهامدة في المنزل...وكانت تتمنى لو يختطفه ملك الموت سريعا ..قبل ان تفعل هي .....بينما التحق ولدها خالد بالجندية ...وعلي ...بقي معها غير أنه كان غير ذي فائدة ...فلا هم له إلا التسكع في المقاهي والتجوال مع رفاقه من الشباب الذين تركوا تعليمهم قبل أن يصلوا للمرحلة الثانوية .
وحليمة ....بدأت تجارتها تزدهر بعد أن اصبح أغلب نساء ابها يعرفنها ..ويعرفن أمانتها وصدقها ....ولم يطل بها الأمر فأستاذنت أم عبدالله ...وأستأجرت بيتا صغيرا لها إلى جوار بيت أم عبدالله ...وبقيت علاقتهما كما هي .....ربما كبر عبدالله هو ماجعل أم عبدالله تسمح لها بالخروج لبيت مستقل ....رغم أن عبدالله كان يتعامل معها بإعتبارها امه الأخرى .
انهى فيصل دراسته المتوسطة بتفوق كما هو معتاد منه ....والتحق بالثانوية ...وكان من خيرة طلاب دار الأيتام بل وأستطاع بتفوقه وأديه ونشاطة أن ينال إعجاب موظفي الدار ومشرفيها .....وفي السنة الثالثة الثانوي ....وقبل منتصف العام بقليل ...فوجيء فيصل بإستدعاء من مدير المدرسة ...فتوجه إلى مكتبه ...وهويتساءل عن سبب هذه الدعوة الغربية ....ودخل لمكتب المدير ليجد أحد زملائه ...وثلاثة اشخاص لم يسبق له رؤيتهم قبل ذلك .....سلم وجلس منتظرا معرفة مايحدث .
عرفه احدهم بنفسه قائلا أنا المهندس عبدالعزيز من شركة ارامكوللنفط .....ونحن في كل عام نبحث عن المتوفقين أمثالكما لنعرض عليهم الإلتحاق بجامعة البترول والمعادن بعد إتمام المرحلة الثانوية ....ونضمن بعدها لكم الوظيفة الممتازة والسكن إضافة إلى مكافأة شهرية طوال مدة دراستكم ..وناولهما كتيب صغير يحمل معلومات عن الشركة وأنشطتها وماتمنح موظفيها من مميزات .
تصفح فيصل وزميله الكتيب ثم أكد موافقته على هذا العرض المغري ....غير ان رفيقه الآخر رفض العرض فهو لايريد الإبتعاد عن جدة ....بينما فيصل ينتظر على احر من الجمر مغادرة هذه الدار والحصول على حريته كرجل ...مستقل .
طلب منه مندوب أرامكو التوقيع على نموذج كان يحمله ثم طلب منه الحضور لمكتب أرامكو في جده بعد حصوله على شهادة الثانوية ....ومر بقية العام سريعا ....وما أن أستلم شهادته حتى توجه نحو مكتب أرامكو بعد ان قام بإخلاء طرفه من الدار وودع زملاءه وموظفي الدار التي حضنته طويلا .
في مكتب أرامكو تم إنجاز الإجراءات وطلبوا منه الحضور قبل بداية العام الدراسي باسبوع واحد ....وخرج من المكتب ....ولم بعرف أين يذهب فهو لايعرف أكثر من دار الأيتام ....ومدرسته وبضع أماكن كان يشاهدها على الطريق بين مدرسته والدار .
شعر فيصل انه تسرع بإخلاء طرفه وإنهاء علاقته بالدار وكاد ان يرجع ...ثم قرر أن يستخدم المبلغ البسيط الذي جمعه خلال بقائه في الدار من هنا وهناك .....ويبحث لنفسه عن مستقر مؤقت حتى يحين وقت الجامعة ....وحملته قدماه نحو أحد المقاهي .
يعرف فيصل هذا المقهى ...فهو المقهى الذي تركه فيه محمد قبل ستة اعوام او تزيد قليلا ....بحث في الوجوه ....لعله يعرف احدا من الذين إلتقاهم تلك المرة ....بحث عن اليمني صاحب المقهى ذو الصوت الجهوري المميز ....فلم يكن هناك .....وبحث عن الرجل العجوز الذي حمله إلى الشرطة ....فلم يكن هناك ايضا .
الإجازة تسير ببطء شديد .....وهو يشعر بالملل من البقاء جالسا في المقهى طول اليوم أو التسكع في شوارع جدة .
أثناء تجول فيصل في سوق جدة عرض عليه أحد التجار العمل في محله ....فقرر قبول هذا العرض ...ليحصل على بعض المال ...ويستفيد من وقته المهدور في ما لافائدة منه .
كان ينام في المقهى كعادة كثيرين من عابري السبيل ومرتادي الأسواق من أماكن بعيدة ...ثم ينهض صباحا فيتوجه إلى الفوال المجاور ....يتناول طعامه ....وكوبا من الشاي ....ثم يتوجه لمحل عمله .....حتى صلاة العشاء ....فيتناول لقيمات من الطعام في احد المطاعنم ...وينام ...
مرت فترة الإجازة سريعا ....وفي الموعد المحدد ...ودع صاحب المحل ..وتناول اجره ....وأنطلق نحو مكتب أرامكو ...وهناك قاموا بعمل الإجراءات المتبقية ....ثم أرسلوه مع عدد آخر من الطلاب الذين تم أختيارهم للمطار متوجهين إلى الظهران حيث مستقبلهم القادم .
صعد فيصل ورفاقه على متن الطائرة مصطحبا حقيبة صغيرة فيها ملابسه القليلة ....وأثبات هويته الجديد الذي منح له أثناء وجوده في الدار ...فيصل موسى محمد......مكان الميلاد أبها .
وعند وصولهم لمطار الظهران كان فريق من أرامكو في إنتظارهم ....فحملوهم في أوتوبيس ضخم ..... ولاحظ فيصل أن منطقة الظهران تختلف إختلافا كبيرا عن أبها وجدة ....فالمدينة صغيرة مقارنة بجدة .....ومنظمة تنظيما مختلفا ....وشاهد الكثير من الأجانب ذاهبون او قادمون من أطراف المدينة .....وفي رحلة الباص الى الجامعة شاهد عدد من معامل النفظ ...تعلو معضمها شعلة النار التي يتم بواسطتها التخلص من بعض الغازات أثناء عملية الفرز والتصفية ....واخيرا...شاهد جامعة البترول والمعادن ببرجها المميز لأول مرة في حياته .
من جهة أخرى حليمة كانت لاتنفك عن الحديث عن ابنها مع أم عبدالله كل يوم ....وهي موقنة تماما انه حي يرزق ...لكنها لاتعرف اين ......ولم تترك عادتها في المرور مرة كل شهر على بيت أبو محمد القديم .....فقد يكونوا عادوا لبيتهم .....وقد تعرف شيئا عن ابنها ....ولم يتغير شيء .....لازال الغموض يحيط بمكان تواجدهم ....ولم تسمع عنهم أي شيء ابدا .
تعبت حليمة من التجوال على البيوت ....فأستشارت أم عبدالله ....وقررت أن تجعل لها مكانا ثابتا تمارس فيه تجارتها ...فحصلت على موقع صغير في سوق الثلاثاء مع عدد آخر من النساء ....وكانت تتوجه إلى هناك يوميا ...ولاتعود إلا عند غروب الشمس ...وشعرت بالراحة قليلا ...فقد أهلكها التنقل يوميا بين حواري ابها المتباعدة ....على أن إستقرارها هذا سيحرمها من البحث الشهري حول بيت أبو محمد .
وزرعة ....أصبحت وحيدة تاما فقد توفي أبا محمد في فراشه ...واستعانت بالجيران ليستدعوا أي أحد من اقاربه ليقوموا بدفنه ...وابنها على واصل مسلسل ضياعه ....وصار نزيل السجن نتيجة قيامه مع بعض الفاسدين من أقرانه بسرقة عدد من المحلات التجارية ...رغم انه لم يكن مثلهم بحاجة غلى المال ...فوالدته تملك منه الكثير ...بل دفعه لذلك مجاراة أقرانه وإثبات أنه رجل يعتمد عليه حسب مفهومهم الفاسد .
الله يحبكـــــــــ(ن)ـــم



 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 01-23-2012, 08:54 AM   رقم المشاركة : 23

 

الحلقة الثانيــــة عشرة (12)


بدأ فيصل عامه التحضيري بدراسة مكثفة لللغة الأنجليزية ....وبقي مستمرا في تفوقه كما سبق من سنوات تعليمة ....ونال إعجاب مدرسية ...ثم بدأ العام التالي وتخصص فيصل في الهندسة الصناعية ....وأجتاز أعوامه التالية بنجاح كبير ....وفي حفل التخرج كان فيصل يقف في مقدمة الصفوف بالعباءة الجامعية السوداء وهو يتناول شهادته من يد رئيس الجامعة كأفضل طالب في الجامعة من ناحية التفوق الدراسي في مجاله .
وما أن إنفض الحفل حتى كانت أرامكو تمد يدها لمنحه الوظيفة التي وعدته بها .....وحصل خلاف ذلك على سكن فاخر وسيارة لتنقلاته عوضا عن سيارته القديمة التي إشتراها بثمن بخس بعد سنته الأولى في الجامعة .
أستلم فيصل مسؤوليات وظيفته ....وبدا مزهوا بنفسه فخورا بما انجزه حتى الآن ....ورغم كل ذلك فقد مرت بفيصل لحظات يسترجع فيها سنته الدراسية الأولى في المحمدية ...وتلك الأم الحنون التي تستقبله عند عودته كل يوم من المدرسة.....كم تمنى وأنها معه الآن ليشعر بقيمة فرحه وتحقيق طموحه .....لكنه وحيد الآن ....وليس له من يفرح له ...أو يدعو له .
وبعد عام تقريبا منذ إلتحاقه بوظيفته أبلغ عن طريق إدارته أنه مرشح لبعثة دراسية في امريكا .....وفرح كثيرا ...فقد تمنى أن يشاهد أمريكا التي يأتي منها هؤلاء الخبراء الذين يحيطون به من كل جانب ....ولم تمض ايام حتى كان فيصل على متن الطائرة متوجها إلى جامعة هيوستون في تكساس لمواصلة دراسته العليا في الهندسة الصناعية .
كانت كل إجراءات إبتعاثة وسكنه وعلاجة وتنقلاته قد تم تنسيقها عن طريق ممثلية أرامكو في امريكا ....وأستقبل في المطار ثم إلى الجامعة حيث تم تعريفة بمتطلبات الدراسة ...ثم إلى سكنه ضمن الحرم الجامعي .....وتم تعريفه على الخدمات التي تقدم للطلاب وأمكنة المطاعم والعيادة الصحية ومناطق الترفيه والرياضة .
وبدا رحلته الدراسية مع مجموعة من الطلاب من دول مختلفة ....وكالمعتاد ركز فيصل كل جهده على دراستة ...رغم المغريات الكثيرة حوله إلا أنه لم يستسلم لها .....وكان قدوة لبقية الطلاب لمناقشاته واسئلته الكثيرة ....ومحاوراته مع مدرسية حتى خارج قاعات المحاضرات .
كان من ضمن مقررات دراسته زيارة بعض المصانع والمختبرات ....وكان فيصل يشعر بمتعة غريبة حين يستمع لشرح معلمية عن خطوات تصميم وصناعة جهاز ما .
حصل فيصل على الماجستير بعد عامين مع مرتبة الشرف ....وبدأ فورا الإعداد لبحوث الدكتوراه .....ومن ضمن متطلبات البحث القيام بممارسة عملية في بعض المصانع المتخصصة في إنتاج المضخات الضخمة التي تستخدم ارامكو الكثير منها في معاملها ....وحصل على موافقة للإلتحاق باحد مصانع ديترويت العملاقة .
مضت ثلاثة اشهر على إنضمامه إلى فريق العمل في المصنع ....وكان صاحب المصنع ضمن فريق العمل وهو مهندس أمريكي من اصل ألماني ....تعلم في أمريكا ثم حصل على جنسيتها وعمل في عدد من الشركات قبل أن يؤسس مصنعه الخاص ...ولم يكتف بإمتلاكه للمصنع بل بقي عضوا عاملا في مصنعه ...وقام بتكليف شخص آخر بتولي أعمال الإدارة .
لاحظ صاحب المصنع مدى براعة فيصل في عمله ودقة ملاحظاته التي حسنت كثيرا من مستوى افنتاج في المصنع , وفوجيء ذات صباح بفيصل يعرض عليه تصميما لمضخة جديدة ذات مميزات تختلف كثيرا عن المطروح في الأسواق ..وتدارس مهندسو المصنع هذا التصميم الجديد وعملت الإختبارات اللازمة فحقق تصميم فيصل نجاحا رائعا ...وما أن بدئ في عرض هذا المنتج في الأسواق حتى أصبح حديث اصحاب المعامل والمصانع ....وأحتفل الجميع بهذا النجاح الرائع ونال فيصل مكافأة قيمة من صاحب المصنع .
تلى ذلك دعوة خاصة من صاحب المصنع لفيصل لتناول عشاء منزلي خلال عطلة الأسبوع ...وكان ذلك العشاء نقطة تحول كبيرة في حياة فيصل ....فقد تعرف فيصل إلى كارولين أبنة صاحب المصنع والتي تعمل طبيبة اطفال ...وأعجبته كثيرا شخصيتها المرحة وجمالها الرائع ....وشعر فيصل بشعور غريب نحوها ...وهو الذي لم يسبق له ان مر بشعور مماثل رغم انه شاهد الكثيرمن الفتيات في الجامعة وفي المصنع وفي كل مكان لكن أيا منهن لم يكن لها ذلك التأثير الصاخب في حياته .
ثم كانت نقطة التحول الأخرى بأن عرض عليه صاحب المصنع أن يدخل شريكا معه في المصنع بنسبة ممتازة .....لكن عند هذا العرض طلب فيصل مهلة للتفكير .....فدخوله كشريك في هذا المصنع يعني انه سيضطر للبقاء في امريكا بعد الدكتوراه ....وهو ملتزم بعقد مع أرامكو للعودة للعمل أو دفع ماصرف عليه من مبالغ منذ إلتحاقه بجامعة البترول والمعادن ....وهو بلاشك مبلغ كبير .
ومنحه الرجل كل الوقت الذي يريده للتفكير ....وبدلا من أن يفكر في هذا العرض المغرى ..كان تفكيره يقوده نحو كارولين ....في كل مرة .
وبعد أسبوع او اكثر كان الرجل يسأله هل توصل إلى قرارمناسب حول عرضه ....وأجاب فيصل أن الموضوع بحاجة للتفكير أكثر فهناك إلتزام مالي قد لايتمكن من الوفاء به .
وعرض الرجل عليه أن يقوم بدفع أي إلتزامات مطلوبة على أن يتم استعادتها من أرباح فيصل عند دخوله شريكا ....وهو حل مناسب بالنسبة لفيصل .
وقلبه بدا يتعلق بكارولين الذي يبدو انها تبادله نفس المشاعر خاصة بعد أن فوجيء ذات صباح بحضورها إلى مكتبه حاملة معها عدد من قطع الدونات وكأسين من القهوة ...وهي تضحك وتقول قررت ان أتناول إفطاري معك اليوم ......ورحب بها فيصل ...ودعاها للجلوس وبقي يتأمل في عينيها الزرقاوين وشعرها الذهبي وهي تتناول قطعة من الدونات .....ولم يكف بصره عنها حتى سمعها تقول ....لم لاتتناول إفطارك فيصل .....فأنتبه سريعا .....وشعر انه كمن كان في حالة تخدير تام .
ولم يقطع حبل حديثهم وضخكهم سوى دخول والدها الذي اقسم ان هذه المرة الأولى منذ عامين التي تأتي فيه كارولين إلى المصنع ..وقال ضاحكا ....فيصل انت تحدث الكثير من التغيير في كل مكان تأتي إليه ...!!
وحدث الأب كارولين عن العرض الذي قدمه لفيصل ....فأيدت والدها ...وقالت بنبرة شعر فيها فيصل بنغمة خاصة ملؤها الرجاء ....أرجوك يافيصل فكر في هذا العرض ....فهو المستقبل الذي تحلم به ...وليس العودة للعمل موظفا .
ولم يدر فيصل هل يقبل بهذا العرض أم يعود لبلاده ....لكن ماذا يربطه ببلاده ؟؟ لاشيء ...!!
أم ميتة .....واب غير مبال ....وأخ قاس .....وعمة لعينة .....!!
فماذا سيكون قرار فيصل ......؟؟
الله يحبكــــــ(ن)ـــــــم

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 01-23-2012, 09:18 AM   رقم المشاركة : 24

 

ان كانت من حبكتك 0 فانتي قاصه بدات بشائرها 0 ويفوح عطرها 0 وان كانت من نقلك فانتي تحسنين الاختيار لما هو واقع وما وقع لشبابنا المبتعثين ولدي من القصص الواقعيه المماثله لطلاب مبتعثين ووقعوا في ما وقع فيه بطل قصتك وابدعوا وكان لهم الاثر الائجابي على انفسهم ووطنهم 0ابنتي الغاليه اكملي سرد القصه باسلوبك المشوق واعذذريني ان تاخرت مداخلتي فسامر تحياتي 00

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 01-23-2012, 09:40 AM   رقم المشاركة : 25
Smile


 

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نايف بن عوضه مشاهدة المشاركة
ان كانت من حبكتك 0 فانتي قاصه بدات بشائرها 0 ويفوح عطرها 0 وان كانت من نقلك فانتي تحسنين الاختيار لما هو واقع وما وقع لشبابنا المبتعثين ولدي من القصص الواقعيه المماثله لطلاب مبتعثين ووقعوا في ما وقع فيه بطل قصتك وابدعوا وكان لهم الاثر الائجابي على انفسهم ووطنهم 0ابنتي الغاليه اكملي سرد القصه باسلوبك المشوق واعذريني إن تأخرت مداخلتي فسأمر
تحياتي 00
صباحك الريحان يارائد الساحات
وهذه القصة أنقلها عن القاص عبدالوهاب الأحمري
فهو كاتب وحكواتي شعبي جميل بأحد منتديات عسير
وربما وقعت حقيقة وربما هي من نسج خيال القاص
ممتنة لسمو روحك هذا المرور الطيب
دمت بخير حفظك الله

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 02-06-2012, 11:44 AM   رقم المشاركة : 26

 

الحلقة الثالثــــــة عشرة (13)


لم يستطع فيصل أن يتخذ قرارا حاسما حول مستقبله ....ثم عزم على تأجيل البحث في هذا القرار حتى ينتهي من رسالة الدكتوراه وعندها لكل حادث حديث , وايدته كارولين على ذلك رغم أنها مستمرة في حثه على البقاء والنجاح هناك .
وبقي اسبوعين قبل أن يغادر فيصل ديترويت عائدا إلى هيوستن لإستكمال بحثه الأكاديمي .
اقام والد كارولين حفل شواء كبير توديعا لفيصل على ضفاف بحيرة سانت كلير
في ديترويت وشارك جميع زملائه في المصنع وحضرت كارولين ايضا .
بعد العشاء امسكت كارولين بيد فيصل واخذته بعيدا ...كان يشعر أنها تريد أن تقول شيئا
لكنها مترددة ...وسألها هل تريدين أن تقولي شيئا كارولين ؟ تلعثمت قليلا وقالت ....
أعلم أن ماسأقوله قد يكون غريبا في مجتمعك ....لكن بما أنك هنا فلن أخجل من القول أنني قد أحببتك .....وأنني اتمنى قضاء بقية عمري معك .
تلعثم فيصل ولم يعرف ماذا يقول ....موقف لم يسبق له أن مر بمثله وجرأة غريبة من كارولين لم يتوقعها .
تماسك نفسه قليلا وتنفس الصعداء ...كان يتمنى أن يقول لها نفس الكلام لكنها سبقته .....ثم استجمع شجاعته وأخبرها أنه ايضا يبادلها نفس الشعور ...وأن خجله وبيئته التي اتى منها هي التي منعته من قول ذلك .
وعانقته كارولين بحب شديد ...وشعر فيصل بعد تلك اللحظات أن شيئا ما يتغير في عجلة حياته ....
وعادوا إلى حيث البقية لتنطلق كارولين إلى حيث يقف والدها وهي تقول أبي ....لدي إعلان ..!!
وصعدت على أحدى الكراسي الخشبية قائلة بأعلى صوتها
........اخبرت فيصل أنني أحبه ....وأخبرني أنه يحبني ....فلتهنئونا جميعا ...وعلت حمرة الخجل وجه فيصل الذي لم يتوقع موقفا كهذا ابدا .
وأبتسم الأب بسعادة شديدة .....وقبل ابنته ....وهو سعيد جدا بإختيارها ففيصل شاب يستحق الحب ....وله مستقبل رائع ...وإن كان والد كارولين يشعر بحيرة شديدة حول المستقبل .....فماذا سيحدث لو قرر فيصل العودة إلى بلاده ....وماذا عن كارولين ؟ هل ستذهب معه إلى تلك الأرض البعيدة ....أم سيتركها فيصل ويرحل وكأن شيئا لم يكن .
وماذا ايضا عن إختلاف الديانات ؟ هل سيتحول فيصل غلى المسيحية ؟ أم تتحول كارولين إلى الإسلام ؟ أم يبقى الأمر كما هو عليه خاصة بعد أن عرف من فيصل أنه يجوز للمسلم الزواج من مسيحية ؟
وقطعا لحيرته قرر الأب سؤال فيصل حول ماينوي فعله ....لكن فيصل أخبره أنه ترك التفكير في هذا الموضوع إلى مابعد الدكتوراه .
وبعد ايام عاد فيصل إلى هيوستن وبدأ في أجراءات رسالة الدكتوراه .....بينما يتلقى إتصالا هاتفيا كل يوم من كارولين تطمئن فيه على أخباره ووضع دراسته وبينما يحدثها في الهاتف كانت عيناه تتامل صورتها الجميلة التي وضعها في إطار صغير على مكتبه .
إستغرق فيصل ستة اشهر في إعداد بحثه ثم حلت عطلة عيد الميلاد .....ليتلقى إتصالا هاتفيا من كارولين تخبره أنها ووالديها سيصلان هيوستن مساء اليوم .....وكاد أن يطير فرحا فهو مشتاق كثيرا لرؤية كارولين .....وأستقبلهم في المطار وأصطحبهم إلى فندق جميل في المدينة ....كان سعيدا جدا بهذه الزيارة المفاجئة ....على أنه كان ينوي أن يفاجئهم بزيارتهم في ديترويت لكنهم سبقوه .
ضحك الأب وهو يقول .....هل تعلم يافيصل ......كارولين أرغمتنا على الحضور لرؤيتك ....رغم أننا نعلم أنك منشغل ببحثك ...ثم تطرقا للحديث عن بحثه القادم الذي ألقى عليه الأب نظرة سريعة وأبدى إعجابه بذلك ....وهو يقسم أن ينال فيصل الدكتوراه بتفوق ...فهذا البحث يعتبر جديدا من نوعه .
تحدث فيصل وكارولين كثيرا .....كثيرا ....وفيصل يشعر أنهما في كل لحظة يقتربان أكثر واكثر ..
بعد اسبوع غادر الجميع عائدين إلى ديترويت ......وشعر فيصل بإنقباض لبعض الوقت فسيفتقد حبيبته الشقراء ....لكن لامفر من عودتها فلديها عمل ولديه مهمة تحتاج للتركيز .
بعد شهرين تم تحديد موعد لمناقشة رسالة الدكتوراه التي تقدم بها فيصل وأجتمعت لجنة كبيرة من الأساتذة من نفس الجامعة مع آخرين من جامعات أخرى وبعد إنتهاء المناقشة تقرر منح فيصل درجة الدكتوراه مع مرتبة الشرف الأولى وتوصية بطباعة رسالته وإعتمادها ضمن مقررات الهندسة الصناعية في الجامعة .
تنفس فيصل الصعداء ....فقد أنجز مهمته بنجاح , وعاد إلى مكتبه ليلقي نظرة على صورة كارولين ورفع سماعة الهاتف ليتصل بكارولين مخبرا اياها بنتيجة بحثه .....وصرخت فرحا وهي تدعو أبيها وامها لتهنيئة فيصل .
وما أن وضع سماعة الهاتف منهيا مكالمته حتى جاءته مكالمة أخرى من عميد الجامعة طالبا حضوره في مكتبه ....قدم له العميد التهنئة ودعاه للجلوس ليقدم له عرضا بالبقاء في الجامعة عضوا في هيئة التدريس ...مع وعد بتوفير كل مايحتاجه من دعم مالي أو معنوي للإستمرار في بحوثه ضمن الجامعة .
شكره فيصل وهو يخبره بإرتباطه مع أرامكو .....وذكر له ايضا العرض الذي قدمه له والد كارولين للدخول شريكا في المصنع ....وترك له العميد وقتا للتفكير ...مذكرا إياه أن نظام الجامعة يسمح له بالدخول شريكا في عمل آخر بالإضافة إلى إستمراره كباحث لصالح الجامعة .
وعده فيصل بالتفكير في العرض ....وعاد ليتصل مرة اخرى بكارولين ليخبرها عن عرض الجامعة .
أم عبدالله ....جارة حليمة وصديقتها لزمن طويل ومن مدت لها يد العون كثيرا ....مرضت ثم توفيت فجأة .....فكان موتها مأساة كبيرة لحليمة التي كادت أن تلحق بها حزنا .....كانت لها نعم الأخت ....والصديقة الوفية .
وعبدالله ...صديق طفولة فيصل ....كان قدالتحق بالجندية لسنتين أو ثلاث ...ثم حين توفيت والدته ترك عمله ...وبدأ البحث عن وظيفة أخرى بعيدا عن ابها وذكرياتها المريرة ....لامزيد من الأحزان .
وقتها كان قد فتح في أبها مكتب لتوظيف السعوديين تابعا لأرامكو ...وبشهادته المتواضعة التي لاتتجاوز الكفاءة المتوسطة تم قبوله في ارامكو على أن يلحق بمركز التدريب قبل بدء عمله .
وتوجه عبدالله إلى الظهران ....ليسكن وحيدا في أحد البيوت الجاهزة في حي المنيرة بالظهران ...وهو احد المجمعات السكنية التي توفرها ارامكو للموظفين السعوديين .
والتحق عبدالله بمركز التدريب ....فكان يقضي صباحه حتى الثانية ظهرا في مركز التدريب ....ثم إلى المطعم لتناول وجبة طعامة ...ومنها إلى صالة السينما حيث يمكن مشاهدة الجديد من الأفلام السينمائية بريال واحد .....وهكذا مرت فترة التدريب في روتين ممل ...لستة اشهر توجت بتخرجه من المركز ...ثم تعيينة في حقل بقيق .
جاءت كارولين مرة اخرى ...لزيارة فيصل ....متشوقة أن تعرف قراره حول عرض والده ...وعرض الجامعة ....إتصلت به من فندقها ففوجئ ....وفرح ايضا بحضورها ....وفي بهو الفندق ...جلسا لتناول القهوة ....وسألته كارولين عن قراره ....فأكد لها انه في حيرة من أمره ....فهو يريد البقاء في أمريكا ....ويريد العودة لبلده ....وبالطبع كارولين كانت قد عرفت حكاية طفولته كاملة .....وهو يعلم أن لاشيء يربطه ببلده إلا عواطفه ومشاعرغامضة لايعرف كنهها ....ثم أنه لايعلم ماذا سيكون موقف أرامكو من بقائه ...وكم ستكون المبالغ التي سيطلبونه بها .
شجعته كارولين على الإستفسار من مكتب أرامكو ....على الأقل حتى يكون على بينة من الأمر قبل إتخاذ أي قرار ...حرر خطابا إلى مكتب أرامكو شارحا فيه الفرص المعروضة أمامه ...ومستفسرا عن كيفية التعامل مع وضعه .....وأرسل الخطاب للمكتب في واشنطن دي سي .....وبقي عليه إنتظار إجابتهم التي قد تستغرق بين خمسة إلى سبعة ايام .

الله يحبكـــــ(ن)ـــم

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 02-14-2012, 08:37 AM   رقم المشاركة : 27

 

الحلقة الرابعة عشـــــرة (14 )


زرعة أصيبت بالمرض الخبيث ولم يبق لها سوى ولدها الجندي في الجيش وابنتها ليلى التي تقيم مع زوجها في منطقة بعيدة ...وإن كانت تعتادها في أوقات متباعدة .
حين شعرت بالموت يقترب منها رويداّ ...رويداّ ، عادت تفتح دفاتر أعمالها السوداء ولات حين مندم .....مافعلته في شبابها من خطايا ...مافعلت بزوجها ...ومافعلت بالطفل الصغير البريء وأمه المسكينة .....لكن هل من طريقة لإصلاح ما أفسدته ؟
وجاءت ليلى لزيارة أمها بعد أسابيع ..فهالها رؤية حالة الإنهيار التي أصبحت عليها .....ولم تتردد في الإفصاح عن كل شيء لابنتها التى فغرت فمها دهشة مماتسمعه ...!!
يعني أن محمد ليس أخاها بل هو ابن خطيئة .....وفيصل لم يمت ...بل أضيع عمداّ في جدة ....يا الله مغفرتك ....وكيف ستصلحين الأمور الآن بعد ربع قرن من الزمن ..؟؟
قالت زرعة ...سأبحث عن حليمة وأخبرها بالحقيقة ...وأرجو الله أن تسامحن على مافعلت بها وبولدها ....وسأدعو ربي أن يتقبل توبتي فيمافعلت من خطايا .
هزت ليلى رأسها بيأس وهي تقول ...وأين ستجدين حليمة ؟
هل تعرفين في أي أرض هي ؟ وهل تعرفين أين تقيم الآن ....قطعا لا ..فكيف ستبحثين ...؟؟
إبنها الآخر ....لازال نزيل السجن ...وبقي وقت طويل قبل خروجه .....ولو كان قريبا فربما ساعدها على البحث ....وخطرت ببال ليلى فكرة غريبة ...قالت تعرفين يا أمي أنّ أم فيصل تعرف بيتنا السابق في أبها ...فلم لاتعودين هناك ...فربما جاءت مرة اخرى ....من يدري ....هذا إن كانت على قيد الحياة ...وباقية في أبها .....ولا أرى حلا أفضل من ذلك ...وأعجبت زرعة فكرة ليلى ....فاتصلت بابنها في مقر عمله ..وطلبت منه الحضور في أقرب فرصة .
وبعد أيام وصل ابنها علي ....الذي كاد أن يغمى عليه حين سمع اعترافات أمه البشعة ....وطرحت عليه فكرة ليلى ...فكان جوابه ...ومالفائدة الآن ؟
هل ستقتلينها مرة أخرى .....فقد فعلت حين كذبت عليها وأخبرتيها بموت طفلها .....والآن ستخبرينها أنه لم يمت ...لكنه مفقود ولا أحد يعرف شيئا عنه .....ربما كان خبر موته أهون من معرفة أنه حي مفقود .....اتقي الله يا أمي .
فعارضته ...وقالت كل ما أريده السماح منها ....ولا شيء غير ذلك ....وبدأت في تجهيز نفسها للعودة غلى ابها ....فوافقها علي مرغما .
وعادت لبيتها ...القديم ....فجئن نسوة الحي لزيارتها والترحيب بعودتها وأخبرتهن بمرضها فدعين الله لها بالشفاء ....وبدأت تستدرجهن لتعرف منهن هل عادت تلك المرأة تسأل عنا ...وتقصد أم فيصل ...وهن لا يعرفن مغزى سؤالها ....فقالت إحداهن ..نعم لقد عادت بعدة انتقالكم لمرات عديدة ...ثم انقطعت فجأة ولم نعد نراها ....وهي كما نذكر كانت تبيع البخور والكحل وبعض العطور في البيوت ...ثم اختفت ولم يرها أحد بعدها .
وسألت زرعة نفسها ...ياترى هل ستعود حليمة للبحث عنا بعد هذا الوقت الطويل جدا ؟!!!.
حليمة بعد وفاة صديقتها .....خالط حياتها حزن شديد ....وشعرت بأنها أصبحت كورقة شجر تطوّح بها الرياح يمنة ويسرة ، ولا حيلة لها في الأمر ...
ولأنها مؤمنة بقضاء الله ....فقد رضيت بالأمر الواقع ...وعادت لحياتها الروتينية ....السوق ....والبيت ....وربما زيارة قصيرة لجارة من جاراتها
....تسلي نفسها بالحديث معهن ..قطعا للوقت وطرداّ للملل والحزن .
بالطبع حليمة منذ زمن بعيد قد يئست من عودة أصحاب البيت ...فلم يعد يخطر ببالها المرور حوله ..
.ثم أنها كبرت في السن وأوهنها مرض المفاصل ... وبالكاد تستطيع الذهاب والعودة إلى السوق ...والبلد أصبحت مزدحمة ولم تعد تلك المدينة الصغيرة البسيطة .
لكنها رغم كل ذلك ....ورغم كل اليأس الذي غشي قلبها وروحها ...لازالت متأكدة بأن ابنها لم يمت ....لكن اين هو ؟؟؟ العلم عند الله فقط .
وفيصل هناك في أمريكا ....صدق حكاية موت أمه منذ زمن بعيد .....بالرغم من أنه لايزال يتذكر كل تفاصيل الأيام القصيرة من عمره الذي قضاه بين أحضانها
....ولم يخطر بباله أن كل ماحدث ليس أكثر من تمثيلية سخيفة ...بطلاها الحقد ...والكراهية .
هاهو الآن في يقترب من عامه الثلاثين ...حقق كل طموحه العلمي ....وينتظر الآن وصول خطاب مكتب أرامكو الذي سيكون نقطة القرار الفاصل ...هل يبقى هناك ..أم يعود لعمله .
وبعد أيام وصل الخطاب المنتظر .....لكنه لم يحمل أي تفاصيل ...فقط عليك الحضور إلى مكتب أرامكو لمناقشة الأمر .....
وعرف فيصل أن الموضوع ليس بالبساطة التي كان يعتقدها ....لكنه رغم ذلك حجز على أقرب رحلة إلى واشنطون العاصمة ...وتوجه إلى مكتب أرامكو ...والتقى بالمسؤولين هناك ...الذين عاتبوه على هذا التفكير ...يافيصل ...أرامكو منحتك الرعاية منذ أن كنت نزيل دار الأيتام ...ثم دعمتك حتى حصلت على أعلى الشهادات ....والآن ترغب في البقاء هنا ؟
تردد فيصل قبل أن يشرح لهم أن هدفه من البقاء هو مواصلة أبحاثه ...وما أن ينتهي منها حتى يعود إلى أرامكو ....وأخبرهم بعرض مصنع ديترويت ...والعرض الذي قدمته الجامعة للبقاء فيها ....واستطاع فيصل إقناعهم بفكرته ....لكن ثمنها سيكون دفع كل المبالغ التي صرفتها أرامكو عليه منذ عامه الأول في جامعة البترول والمعادن .....وناولوه قائمة بالمبالغ التي تجاوزت مليون ونصف دولار أمريكي ..!!
صدم فيصل عند رؤية هذا المبلغ المهول ...ولم يتوقع أن يكون الثمن غاليا ...وودع الجميع ...مخبراّ إياهم أنه سيقوم بإعادة التفكير مرة اخرى .
عاد إلى هيوستون ...وكان أول مافعله هو الإتصال بكارولين ...وشرح لها الأمر ....وحجم المبلغ المطلوب ....
ثم اتصل أيضا بمدير الجامعة ...وأبلغه الخبر ....وعاد للتفكير مرة أخرى ....فالظاهر أن ليس هناك أفضل من العودة إلى بلده .....
على الأقل حتى ينهي فترة الخدمة المطلوبة مقابل مصاريف دراسته وهي تعادل عشر سنوات كاملة .
لكن هناك أمراً آخر .....كارولين ....فيصل يشعر أنه لن يستطيع الإبتعاد عنها ....فذاك فوق طاقته ....وهي الوحيدة في كل العالم
التي لايمضي يوما من حياته دون أن يسمع صوتها .....ويشنف أذنيه بضحكاتها الجميلة .
ولم يستغرق كثيرا في التفكير حتى رن الهاتف .....وكان والد كارولين ....مستفسراّ عماينوي فيصل فعله ....وضحك كثيراّ حين سمع من فيصل بضخامة المبلغ .....وقال له ....فيصل هذا مبلغ تافه .....وسيكون بمقدورك الإنتهاء منه خلال عام واحد إذا قبلت عرضي السابق ....وإذا أردت فسوف أحضر لمقابلتك هذا الأسبوع
ومعي محامي المصنع والعقود القانونية اللازمة .....وفكر فيصل قليلا ثم طلب مهلة للرد .
بعد تفكير عميق ....تخلله عدة اتصالات مشجعة من كارولين ....اتخذ فيصل قراراّ بالبقاء والدخول شريكا في المصنع ....
.ولم يتردد في قبول عرض الجامعة أيضا ....بعد أن أكدوا له قانونية دخوله شريكا في المصنع ...بالإضافة إلى عمله كباحث مستقل لدى مركز أبحاث الهندسة في الجامعة .
وخلال أسبوع واحد كان فيصل شريكا بنسبة ثلاثين في المائة في المصنع ....وباحثاّ غير متفرغ لدى الجامعة .....وكان أسبوع فرحة عارمة لكارولين ...أكثر من أي شخص آخر .
وتم دفع المبالغ المطلوبة إلى مكتب أرامكو والحصول على إخلاء طرف كامل من اي إلتزامات ماليه مع الشركة .
وحسب ظروف عمله فقد انتقل فيصل إلى ديترويت ...وباشر عمله في المصنع ....بكل همة ونشاط .....لكن هناك أمر آخر يريد فيصل أن يتخذ قرارا حاسما بشأنه ....كارولين .


الله يحبكــــ(ن)ـــم

 

 

   

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:50 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir