وادي العلي . . المكان والمكانة

إن في حياة الأمم والشعوب محطات يستريح فيها الركبان لجمال البيئة ونقائها ، بل الأكثر من ذلك عفتها وطهرها ، ليمتد الاثر إلى ما هو أهم من ذلك حين تكون لتلك المحطات ثوابت أصيلة يعلمها القوم ، وأحسب أن الوادي من المحطات الجميلة التي تستريح فيها النفس من عنائها .
وهذا هو وادي العلي يحتل ساحات جميلة في بني ظبيان ، لتتزين تلك الساحات بأحاديث السمار في صيفها ، وبدفء قلوب أهلها شتاءً .
لست متحدثاً هنا عن وادي العلي ( التأصيل والتاريخ ) فالأحداث أكبر مني ، والتاريخ أوسع من مساحاتي ، وأهل الإختصاص أولى وأحق بالحديث ، لكنني أجد نفسي محاطاً بإصرار المحبين الذين يلحون علي ً بالكتابة في هذه الساحات الرائعة ، فأود أن أعبر لهم عن كامل اعتزازي بشرف الكتابة هنا ، وبسروري العميق بكافة قنوات هذا المنتدى.
إن التقسيمات الجغرافية هي التي قد وضعت حدوداً للأماكن ، إلا أنها لم ولن تستطع أن تضع قيوداً وحدوداً داخل أنفسنا تجاه من نحب ، فيعلم الله كم لهذا الوادي الذي يفوح عطراً زكياً ويقطر حباً من مكانة في قلبي ، أضحت عنواناً لسعادتي حين أدلف إليه بين الفينة والأخرى . . كيف لا ؟؟ !! وفيه من ذوي القربى ، ومن ذوي الحكمة والرأي الصائب ، وذوي المجد العالي ، وفيه ثلة من رفاق الصبا ، وزملاء الدراسة ، في أجمل محطات العمر .
إن هذه المعاني وغيرها قد جعلت مكانة هذا الوادي تحتل ساحات كبيرة ومساحات أكبر لدينا .
إنني أبارك للجميع هذا الحراك الثقافي الذي تشهده هذه الساحات لتحتل بواديه الجميل أماكن عالية في نفوسنا جميعاً ، ولعل الجميع بمختلف أطيافهم الاجتماعية يدركون أهمية مثل هذا الحراك ، لأن ظروف الزمان والمكان الحالية ، وأدوات العصر المختلفة تتطلب وجود لغة تحاكي هذه الظروف ، وأحسب أن هذا الحراك يتفق تماماً مع ثوابتنا السليمة ومعتقداتنا الصحيحة ، لكي تتأصل في نفوس الناشئة بالذات أهداف ذات قيم عليا حين تغدوا النفوس متعلقة بمنابر هذه المنتديات الرائعة .
إن صناعة العقول في وقتنا الحاضر أصبحت هي الإستثمار الحقيقي في ساحات المعرفة وبناء المجتمعات الراقية ، وأحسب أن مثل هذا المنتدى فرصة عظيمة لهذا الاستثمار من خلال الابداع المعرفي ونقل التقنية ، وتلاقح الافكار ، وتعانق الجماليات ، وإذا سمح لي الأحبة فلعلني أشير إلى أهمية استغلال هذه المنتديات وتوظيف إمكاناتها وقدرتها الإعلامية بالذات لطرح العديد من القضايا الاجتماعية مثل تكاليف الزواج وغلاء المهور، والدعوة الصادقة الدائمة إلى استرجاع تلك العادات الجميلة في ماضي حياتنا من شدة التواصل الأسري ، وما كانت تمثله ساحات المساجد وبالذات بعد صلاة الجمعة من حراك إجتماعي عظيم يتم فيه طرح القضايا الساخنة لمعالجة شؤون وشجون القوم ، وكذلك زيادة أعمال الخير والبر مما أفاء الله به علينا جميعاً من بركات السماء.
بارك الله الجهود ، ووفق الجميع لما يحبه ويرضاه .