يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

اهداءات ساحات وادي العلي







العودة   ساحات وادي العلي > ساحات الموروث والشعر والأدب > ساحة الأدب الشعبي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-30-2008, 11:24 PM   رقم المشاركة : 1
Berightback


 

تبخر حلم الدكتوراه


وذهبت الأحلام أدراج الرياح



( الحلقة الثانية )

دخل معلم اللغة العربية إلى فصل الصف السادس وكعادته سلّم على طلابه وكتب على السبورة :
بسم الله الرحمن الرحيم
التاريخ : ؟ /4/1385 هـ .
المادة : تعبير .
الموضوع : رحلة مدرسية .

وضع الطباشير في المجرى المخصّص لها أسفل السبورة ، وأزال غبارها من على كفه بثلاث نفخات متتالية .
استقر المعلم أمام طلابه واقفاً وقال : هذه أولى حصص التعبير ولذا سأترككم تكتبون عن رحلة مدرسية إلى أحد الأودية المجاورة . فما هي العناصر التي تقترحونها لتستعينوا بها على التعبير بسهولة ؟

بعد مناقشة بسيطة .. كتب المعلم بعض العناصر على السبورة ، وترك لهم ما بقي من زمن الحصة للتعبير تحريرياً في كراساتهم وجمعها منهم بعد سماع صفارة انتهاء الحصة ليصححها في حصة فراغه أو عندما يعود إلى منزله .

وبالمناسبة ( أعطى الموجّه سعيد فلحوط – سوري الجنسية – الذي زار المدرسة في العام السابق تعليمات الإشراف التربوي لطريقة تصحيح واجبات اللغة العربية لمعلميها ووعدهم بمتابعة الالتزام بتطبيقها في زياراته التالية ومنها :-
1- ممنوع تصيح الواجبات داخل الفصل .
2- توزع الكراسات بعد تصحيحها نهاية الحصة حتى لا ينشغل الطلاب عن الدرس .
3- لا يصوّب المعلم أخطاء طلابه بنفسه ؛ بل يترك لهم التصويب بأنفسهم بعد ملاحظة رموز التصحيح التي يضعها المعلم ليسترشد بها المخطئون ومنها :-
أ / إذا كان الخطأ نحوياً يضع المعلم خطاً أحمرَ تحت الكلمة الخطأ ويكتب تحتحه حرف ( ق ) .
ب/ وإذا كان الخطأ إملائياً فيضع تحت الخط الأحمر حرف ( م ) ، وغيرها من التوجيهات .......الخ.

( أعلنت إدارة المدرسة عن رغبتها في القيام برحلة مدرسية لطلابها إلى وادي العطفين ، فلم أكد أسمع الخبر حتى بادرتُ بتسجيل اسمي ضمن الطلبة المشتركين . . . ) .
المقدمة الاستهلالية السابقة استحوذت على إعجاب المعلم أثناء قيامه بتصحيح إحدى الكراسات ، فعاد لغلاف الكراسة ليتأكد أن صاحبها هو من طرح سؤال القواعد المحرج . لأنه لم ير في النجابة مثله ... تأكد أنه الطالب نفسه ..
( يا سلاآآآآآآآآآآآآآآآم )! كلمة درج على ذكرها _ بمد الألف أكثر من اللازم _ إذا تملّكه الإعجاب.
ولو لم يكتب الطلاب الموضوع في الحصة أمام ناظريه لظنّ أن الطالب استعان بغيره لانتقاء هذه الكلمات الرائعة ...
( معقول ؟!! ... طالب في الصف السادس يتمتع بهذا الخيال الإبداعي وبهذه القدرة اللغوية الفائقة ؟!!...لا أكاد أصدِّق ) ، هكذا حدّث نفسه في صمتٍ .
أكمل المعلم قراءة الموضوع وأُعجب أيما إعجاب بترابط الصور الوصفية وسلاسة العبارات وسلامة الأسلوب ، ولكن نظره وقف على الخطأ الإملائي البسيط كلمة الفعل ( أكد ) ، فشك في صحة إملائها ،فهو يعلم أن الفعل المضارع هو ( أكاد ) أي أوشك وليس ( أكد ) ؛ فالمفروض أن يكتبها ( لم أكادْ ) فكيف كتبها الطالب ( لم أكد ) ؟!!...
وأقنع نفسه بأن ذلك خطأً إملائياً يجب لفت انتباهه له ، لأنه نسي الألف ، فوضع خطاً أحمرَ تحت الخطأ وكتب تحته حرف ( م ) . ليترك للطالب فرصة التصويب .

بعد نهاية حصة اللغة العربية في اليوم التالي وزّع كراسات التعبير المصحّحة على طلابه وخرج من الفصل ، ولم يكد ينتصف الطريق إلى الإدارة حتى سمع طالباً يدعوه أستاذ ..أستاذ . فألتف إليه متسائلاً : ما بك ؟!
الطالب – صاحب السؤال المحرج ــ يهرول إليه مسرعاً وبيده كراسة مفتوحة .
الطالب : لماذا وضعت خطاً أحمرَ تحت كلمة أكد وتحته حرف ميم يا أستاذ .
معلم التعبير : (هات الكراسة. . أرني .)

( تبادر إلى ذهن المعلم سؤاله المحرج في حصة القواعد فحدّث نفسه بعد أن رأى المشكلة أن لا يستعجل في الرد عليه فقد يكون الطالب على حق .)

معلم التعبير : (اعذرني . . فقد صححتُ الكراسات في ساعة متأخرة من الليل وكنت مستعجلاً ؛ والآن عندي حصة . اترك كراستك معي وسأراجع تصحيحها في حصة الفراغ إن شاء الله ) .
الطالب : شكراً يا أستاذ .
انتهى الموقف ، وانصرف الطالب .
وعاد معلم التعبير مع زميليه الساكنين معه إلى البيت المستأجر بعد انتهاء اليوم الدراسي وبعد ازدراد لقيماتٍ من الغداء علق بعضها في حلقه ليتبعها بقليل من الماء ؛ هبّ مسرعاً إلى كتبه ومراجعه المتواضعة ليبحث بين صفحاتها عن ضالته ، وركّز على المواضيع التي لها علاقة بالأفعال ، وتعرّف على الأفعال المعتلة وأقسامها وعلم أن :

( الفعل المضارع الأجوف - الذي ما قبل آخره حرف علة - يحذف منه حرف العلة إذا سبقه جازم لالتقاء الساكنين )

معلومة لأول مرّة تمرُّ على معلم التعبير المسكين ، قام بتطبيقها على ( لم أكد ) فعرف أن حرف العلة ( الألف ) الموجود قبل آخر حرف في الفعل المضارع ( أكاد ) حُذِفَ منه لالتقاء الساكنين عندما دخل عليه حرف الجزم ( لم ) .
( يا الله !!) قالها بتؤدة ، والتعجب يشل فكره وألم الحسرة يعتصر فؤاده ، كيف لا وطالبه يتفوّق عليه – بالسليقة .. بالتعلم .. بأي طريقة .. لا يهم - ؛ المهم أنه أفضل منه وكفى .
عندئذٍ انتابه شعور رهيب بالضعف والدونية وباحتقار الذات ، وكاد أن يُصعَق ؛ فالطالب على صواب وهو على خطأ . .
قال وبصوت عالٍ : غير معقول ... غير معقول الطالب هذا ( بيجنني ). . ألتفت إليه زميلاه باستغراب واندهاش متسائلين : ( إش فيك الله يشفيك ) ؟!!! . قال : أحرجني الأسبوع الماضي بجملة صلة الموصول التي لا محل لها من الإعراب واليوم بحذف حرف العلة من الفعل الأجوف لالتقاء الساكنَين إذا سبقه جازم ، شي غريب وعجيب !! . . . طالب بالصف السادس أشطر مني؟!!
أكيد أشطر مني . .تلفظ بها بصوتٍ تخنقه الحسرة . ثم أردف قائلاً : بس الغريب كيف عرف هذه الأشياء وهو بالصف السادس ؟!. . .لالالالالا سأترك مواصلة دراستي وأتفرغ لدراسة اللغة العربية حتى أخارج نفسي مع هذا الطالب وأمثاله .
أمثاله ؟!! وهل يوجد في المدرسة مثله ؟!!... مستحيل .

فتح كراسة الطالب ، وبموس الحلاقة التي كان يمررها المعلم يوم بعديوم على شاربه وذقنه الذان لم يكتمل نموهما ، لحثهما على التسارع ، فهو بحاجة ماسة لنموهما بكثافة ،
بتلك الموس حك وبرقةٍ ذلك الخط الأحمر وحرف الميم من تحت ( لم أكد ) .ثم أعادها للطالب في اليوم التالي معتذراً ؛
المعلم : كما قلت لك بالأمس أنني صححتها في آخر الليل وكنت مستعجلاً ، وتصحيحي خطأ وقد عدّلته . ولكن قل لي : هل تعرف السبب في حذف حرف العلة ( الألف ) من الفعل ( أكاد ) عندما سبقه جازم ؟ . .
الطالب : نعم يا أستاذ السبب هو التقاء الساكنين ؛ حرف الدال عليه سكون بفعل الجازم وحرف العلة بطبيعته ساكن فيحذف الألف ، والشواهد من القرآن كثيرة . كقوله تعالى ( ما لم تستطع عليه صبراً ) في سورة الكهف حُذِفتْ الياء من الفعل المضارع ( تستطيع ) عندما سبقه حرف الجزم ( لم ) .

وقف المعلم صامتاً في ذهول حتى انتهى طالبه من الحديث .
المعلم : ( بعد أن اصطنع نحنحة باهتة ) نعم . . نعم . . ممتاز . . بارك الله فيك .
ولسان حاله يقول الحمد لله أننا على انفراد وليس أمام زملائه في الفصل ، وأقسم في أعماق نفسه أن يترك مواصلة دراسته منتسباً للحصول على الدكتوراه نهائياً ويهتم بدراسة اللغة العربية من أبجدياتها .
وترك المسكين مواصلة دراسته وبدأ بجدٍ في مراجعة كل ما يتعلق بالمواضيع التي سيعلِّمها لطلابه ، ويسهر الليالي ليحضِّر دروس اللغة العربية ،وكتبه ، وألفية أبن مالك ، وشرح ابن عقيل وغيرها أمامه لدرجة أنه حفظ أكثر من ثلاثة أرباع كتاب ألفية ابن مالك ، ولم يقف أمام طلابه ليلقي درساً إلا وقد ألمّ بكل شيء يتعلق به من قريب أو بعيد ويَفترِضُ الاحتمالات التي يمكن لذلك الطالب أن يسأل عنها .
وللأمانة والإخلاص ؛ هذا ما يجب أن يقوم به المعلم ، عليه أن يطوّر ذاته دائماً وباستمرار بقراءة كل جديد في مجال التربية والتعليم وطرق التدريس المناسبة ، وأن يَحضُر الدورات والندوات التي تقيمها الجهات المتخصصة ويطّلع على النشرات ويتقيد بتوجيهات المشرفين التربويين ، من المؤكّد أن المؤهل العلمي له دور ولكن قد يستعاض عنه بالثقافة والتطوير الذاتي ، واليوم - والحمد لله – ثورة تكنولوجيا المعلومات تحقق كل شيء .

ضاعت آمال المعلم ..وذهبت أدراج الرياح ، وتحطّم طموحه على صخرة الطالب النجيب ، واكتفى المسكين بكفاءة معهد إعداد المعلمين الابتدائي ردحاً من الزمان ، ثم طوّر نفسه قليلاً بدبلوم مركز الدراسات التكميلية عام 1390 هـ ، وبدبلوم مركز العلوم والرياضيات عام 1406 هـ ، وحمد الله واقتنع بما قسمه له ؛ فالقناعة كنز لا يفنى .

هل تريدون أن تتعرفوا على ذلك المعلم المسكين ؟
وهل ترغبون في معرفة اسم ذلك الطالب النجيب ؟
*
*
*
*
*
*
*
*
*
*
*
*
*
*
*
المعلم المسكين هو : الفقير إلى ربه أخوكم : سعيد راشد .
والطالب النجيب هو : فضيلة الشيخ الدكتور سفر عبد الرحمن الحوالي ( حفظه الله وشافاه )

آسف على اقتطاع جزءٍ من وقتكم الثمين وكلي شوق إلى قراءة انطباعاتكم وإضافاتكم التي ستثري الموضوع وأستمد منها العون بعد الله لكتابة الحلقة الثالثة والتي ستكون بعنوان :

وفاء الشيخ الدكتور : سفر الحوالي لأستاذه المسكين ؛ فترقبوها قريباً إن شاء الله تعالى .

أتمنى لكم الصحة وطول العمر ، ولأقلامكم التألق والتميز المستمر.
وأهديكم أطيب ســــــــــلام ، وأزكى عبير الاحــــــــترام

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 10-24-2008, 03:06 PM   رقم المشاركة : 2

 

سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم عدد خلقه ، ورضا نفسه ، وزنة عرشه ، ومداد كلماته .

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 10-25-2008, 08:19 PM   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
عضو نشط
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
ام عبدالله is on a distinguished road


 

الأخ الفاضل الأستاذسعيد راشد:

القصة مشوقه جدآوكنت أسرع في القراءة حتى أصل الى النهاية بسرعه لأعرف كيف تصرف المعلم وماهي الإجابة وبعد أن عرفت النهاية أعدت القراءة بتأني لكي استمتع بالأسلوب الأكثرمن رائع في سردالقصة ولأنهامثبته بالتاريخ وذكربعض الأسماءالقديمه فهي قصه حقيقية صيغت باسلوب مشوق ولكني استغرب أن تكون سبب في تبخرحلم عظيم إذ كان يجب أن تكون دافع كبيرله وأتوقع من المعلم في الحلقة المقبلة أن يكون قدسلك طريق آخروعظيم لايقل أهميه عن حلمه الكبير ...

أخي الفاضل دمت بخير ومزيدمن التألق
.

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 10-26-2008, 01:45 PM   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية سعيد راشد
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
سعيد راشد is on a distinguished road

7d6581ed2d


 

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ~~ شموخ ~~ مشاهدة المشاركة


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام عبدالله مشاهدة المشاركة
الأخ الفاضل الأستاذ سعيد راشد:
القصة مشوقه جدآوكنت أسرع في القراءة حتى أصل الى النهاية بسرعه لأعرف كيف تصرف المعلم وماهي الإجابة وبعد أن عرفت النهاية أعدت القراءة بتأني لكي استمتع بالأسلوب الأكثرمن رائع في سردالقصة ولأنهامثبته بالتاريخ وذكربعض الأسماءالقديمه فهي قصه حقيقية صيغت باسلوب مشوق ولكني استغرب أن تكون سبب في تبخرحلم عظيم إذ كان يجب أن تكون دافع كبيرله وأتوقع من المعلم في الحلقة المقبلة أن يكون قدسلك طريق آخروعظيم لايقل أهميه ِعن حلمه الكبير ...
أخي الفاضل دمت بخير ومزيدمن التألق
.
الأختان الكريمتان :

~~شموخ~~ ، وأم عبد الله


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


حضوركما إلى موضوعي شرّفني ،
وتسجيلكما لانطباعاتكما أسعدني


أشكركما جزيل الشكر على ما نثرتماه من كلمات الشكر ، وما رششتماه من عبارات الثناء ، التي حفزتني لبذل المزيد من الاهتمام لكتابة الحلقة الثانية من القصة الواقعية ، وأحداثها كانت السبب وراء تحطيم آمال ذلك المعلم المسكين لتحقيق طموحه لنيل درجة الدكتوراه ؛ فقد ضرب بها - آماله - عرض الحائط وانشغل بدراسة اللغة العربية وخاصة النحو والصرف لدرجة أنه حفظ أكثر من ثلاثة أرباع ألفية ابن مالك وكثير من خلاصات دروس القواعد لمراحل المتوسطة والثانوية حتى يقف أمام طلابه بكل ثقة للإجابة على أي سؤال يُحْتَمل أن يصدر من أي طالب يتعلق بموضوع الدرس ، وهذا يتبين مدى أهمية اهتمام المعلم بتثقيف نفسه ، والاطلاع على جوانب الثقافة والمعرفة المتعلقة بتخصصه وحضور الدورات التي تقيمها إدارات التربية والتعليم لهذا الخصوص . فالمؤهل الدراسي ليس كل شيء فحسب بل محاولة التزود بكل جديد يستحدث في مسيرة التربية والتعليم من خلال النشرات والدورات والندوات والمطبوعات الثقافية المختلفة ؛ فكلنا يعلم ثقل الأمانة الملقاة على كواهل المعلمين المخلصين الذين يراقبون الله في السر والعلن ويكسبون اللقمة الحلال لما يقدمونه وبإخلاص لأبنائهم الطلاب .
قال تعالى ( إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولاً ) .
مع تمنياتي لكما بطول العمر ، ولفكريكما وقلميكما التألق المستمر .

ولكما أطيب سلام ، وأزكى تقدير واحترام .

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 10-26-2008, 05:03 PM   رقم المشاركة : 6

 

أستاذي الفاضل / سعيد راشد

رسالة الدكتوراه حلم يراودك ويراود أمثالك من الرجال الأوفياء لهذا الوادي الحبيب . حتى وإن لم تتحقق تلك الشهادة فأنت الآن تحقق اكبر من تلك الرسالة .
هذه المشاركات والدروس والخبرات والتجارب والمواقف الصعبة التي تنقلها إلى أبناء الوادي من حياتك الشخصية وتجربتك في الحياة وكيف استطعت بذكائك وحنكتك أن تتغلب عليها لهي والله اكبر عندنا من شهادة الدكتوراه التي كنت تحلم بها . بل لم يذهب الطموح أدراج الرياح كما قلت سابقاً ..
فقصتك مع الطالب وسؤاله جعلتك تخسر جزء كبير من وقتك في البحث والتقصي لكي تفيد ذلك الطالب الذي تساءل وهذا الجزء بدون شك أحرمك جزء من وقتك في دراسة الدكتوراه ..
غيرك يا سعيد يستخدم أساليب قمعية وتعسفية لإسكات الطالب الذي أحرجه بسؤال ..
وهذا بحد ذاته يعتبر تضحية منك وواجباً عليك للوفاء بالأمانة التي تحملتها على عاتقك كمعلم ..
وربما الطالب لم يقصد الإحراج بقصد وإنما لحبه للعلم يريد أن يعرف الإجابة من معلمه ..

ذلك المعلم الصغير السن كان شمعة أحرقت نفسها وضحت بحياتها ومستقبلها في سبيل إنارة الطريق لآخرين .

هذه هي رسالة الدكتوراه التي أنت حضرتها وثق أنك حصلت عليها بدرجة امتياز ..

لا تؤاخذني في تأخري عن الرد فأنت تعرف المشاغل وإلا فأني من أوائل من قرأ الحلقة الأولى..

 

 
























التوقيع

مدّيت له قلبي وروّح وخلاه
الظاهر إنه ماعرف وش عطيته

   

رد مع اقتباس
قديم 10-26-2008, 08:24 PM   رقم المشاركة : 7
7d6581ed2d


 

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله رمزي مشاهدة المشاركة
أستاذي الفاضل / سعيد راشد [move=up]رسالة الدكتوراه حلم يراودك ويراود أمثالك من الرجال الأوفياء لهذا الوادي الحبيب . حتى وإن لم تتحقق تلك الشهادة فأنت الآن تحقق اكبر من تلك الرسالة .
هذه المشاركات والدروس والخبرات والتجارب والمواقف الصعبة التي تنقلها إلى أبناء الوادي من حياتك الشخصية وتجربتك في الحياة وكيف استطعت بذكائك وحنكتك أن تتغلب عليها لهي والله اكبر عندنا من شهادة الدكتوراه التي كنت تحلم بها . بل لم يذهب الطموح أدراج الرياح كما قلت سابقاً ..
فقصتك مع الطالب وسؤاله جعلتك تخسر جزء كبير من وقتك في البحث والتقصي لكي تفيد ذلك الطالب الذي تساءل وهذا الجزء بدون شك أحرمك جزء من وقتك في دراسة الدكتوراه ..
غيرك يا سعيد يستخدم أساليب قمعية وتعسفية لإسكات الطالب الذي أحرجه بسؤال ..
وهذا بحد ذاته يعتبر تضحية منك وواجباً عليك للوفاء بالأمانة التي تحملتها على عاتقك كمعلم ..
وربما الطالب لم يقصد الإحراج بقصد وإنما لحبه للعلم يريد أن يعرف الإجابة من معلمه ..

ذلك المعلم الصغير السن كان شمعة أحرقت نفسها وضحت بحياتها ومستقبلها في سبيل إنارة الطريق لآخرين .

هذه هي رسالة الدكتوراه التي أنت حضرتها وثق أنك حصلت عليها بدرجة امتياز ..

لا تؤاخذني في تأخري عن الرد فأنت تعرف المشاغل وإلا فأني من أوائل من قرأ الحلقة الأولى..

أخي العزيز : عبد الله رمزي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

صح لســـــانك ، وســـــلم بنانك ، وارتفع شـــــأنك

مرورك العطر على موضوعي شرف كبير أضعه تاجاًعلى رأسي ، وتفاعلك معه وبطريقة مختلفة أقنع إحساسي ، بأنك كالطود الأشمّ الراسي .

نثرتْ أناملك ورود كلماتك الرقيقة إطراءاً ، وسكبتْ مشاعرك بعبارات الإشادة ضياءاً ، وأضافتْ أساليب الجمال على مشاركتي ثناءاً ، فكستها حلة الخيلاء زهاءاً ، وزادت من حليتها بلؤلؤ المواساة تخفيفاً لوطأة عدم تحقيق الحلم سناءاً .

أستشففتُ من بين سطورك أن المؤهل العلمي ليس كل شيء وإن كان مطلباً ضرورياً ، إلا أنه بالإمكان التعويض عنه بتطوير الذات دورياً ، بالجدية والمثابرة على التحصيل الثقافي والمعرفي من خلال الحرص على حضور الندوات والمحضرات التي تقيمها الجهات المختصة ، والاطلاع على ما يستجد في مسيرة التربية التعليم واقتطاع له من الوقت حصة .

وإليك هذين البيتين جاءتني على عجل :

من ذا الذي عبر الحياة ولم يمر &&&& بظروف إحراج ٍشديدٍ قاسِ
فالكل منا في الشـــدائد ينتـظر &&&& فرجـاً قريبـاً من إله النـاسِ

( القناعة كنز لا يفنى ) الحمد لله على كل حال ، رضيت بما قسمه لى الله في الحياة ، وهذا منتهى السعادة في نظري ، فحسبي ماسطرت أناملك الذهبية ، ومحبة من عرفني غايتي ومرادي.

أتمنى لك طول العمر ، ولفكرك وقلمك التألق المستمر .
ولك أطيب مودتي وسلامي ، وأزكى عبير محبتي واحترامي.
]

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 10-26-2008, 09:27 PM   رقم المشاركة : 8

 

مع أنني لم أمارس هذه المهنة العظيمة مهنة التدريس
إلاّ أنني أستمتعت بالقصة وأرجوا إكمالها ..وأستمتعت
بتعليقات زملاء المهنة الذين هم من جيلك ..والحصيلة
إننا نحن الذين لم نمارس هذه المهنة أستفدنا وكأننا
طلاّب في فصلك ..نستمتع بالسرد الصادق الجميل..
وبالتصرف الذكي لذلك المدرس الصغير السن الكبير المقام
أكمل وفقك الله .

علي بن حسن

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 10-30-2008, 11:45 PM   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 20
إبن القرية is on a distinguished road


 


ما شاء الله تبارك الله .. وصف رائع .. أسلوب جميل

تواضع فريد .. سرد قصصي في غاية الجمال

كنت أنتظر نهاية القصة الواقعية .. لأني كنت

متأكـــد أنـــك تتحدث عن مُعاناتــك !!

أبا محمد .. رُبّ ضـــــــارةٍ نافعــة

حفظك الله .. وأطال عُمرك .. وزادك علماً وخُلقاً

فقد كُنتَ نا جحاً في حياتك بكل المقاييس

سلمت يمنك على ما سطرت

دمت بخير

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 10-31-2008, 11:09 AM   رقم المشاركة : 10

 

اخي وصديقي الاستاذ سعيد راشد :
لم استغرب هذا التفوق في دقة الوصف وصدق العبارة وحلاوة الاسلوب لأنني اعرف سعيد راشد جيدا ولم استغرب اخلاصك لمهنتك مهنة التعليم الراقية والتي هي ارث لرسالة الانبياء والرسل لأن العلماء ورثة الانبياء فلم تكتف باخلاصك في تأدية دروس اللغة العربية بل ضحيت بمواصلة دراستك لنيل درجة الدكتوراه لتقديم دروسا متكاملة ترجع فيها إلى مراجع وتحضر لها جيدا بل لا زلت تقدم دروسا لمعلمي هذا الزمن فتقول : ( وللأمانة والإخلاص ؛ هذا ما يجب أن يقوم به المعلم ، عليه أن يطوّر ذاته دائماً وباستمرار بقراءة كل جديد في مجال التربية والتعليم وطرق التدريس المناسبة ، وأن يَحضُر الدورات والندوات التي تقيمها الجهات المتخصصة ويطّلع على النشرات ويتقيد بتوجيهات المشرفين التربويين ) واتمنى ان يتعلم كل معلم يقرأ ما دونته اناملك الكريمة من تجربتك وخلاصة فكرك ونصائحك المستقاة من الميدان ومن التجربة الحقيقية على الواقع الفعلي .
اما تلميذك النجيب فيضلة الشيخ الحبيب الصديق المتواضع العالم الجهبذ د . سفر بن عبد الرحمن الحوالي شافاه الله وعافاه وجعل ما قدم ويقدم في موازين حسناته وينفعه بها في دنياه وآخرته فليس غريبا عليه التفوق من بداياته فهو من عباقرة هذا الزمان .
يخبرني الاستاذ سعد بن سعيد الحارثي والذي كان مساعدا لمدير التعليم بالباحة د . فهد الحارثي يقول حضرت مجلسا عندما زار مدير التعليم مدرسة في بالشهم وكان الحديث في المجلس يدور حول موضوع معين وكان يجلس في ذلك المجلس شاب لا يؤبه له ولا اعرفه فتحدث من تحدث حول ذلك الموضوع وفجأة بدأ ذلك الشاب بالحديث فسكت الجميع وتركوا له المجال لغزارة علمه وفقهه اتدرون من ذلك الشاب الذي لا يؤبه له أن الدكتور سفر الحوالي .
لك اخي الفاضل خالص شكري وتقديري فقد امتعتنا بحلقتي موضوعك وننتظر الثالثة اعانك الله ووفقك .

 

 
























التوقيع



سبحانك اللهم وبحمدك عدد خلقك ورضا نفسك وزنة عرشك ومداد كلماتك .

   

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:24 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir