بسم الله الرحمن الرحيم
إخواني وأخواتي وأبنائي وبناتي أعضاء ساحات وادي العلي ومجلس إدارة الساحات
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :ـ
أولا ً : ـ اشكر جميع من ساهم بالمرور على اللقاء الذي نشرته لي جريد ( عكاظ ) الغراء وعلق وسأل وتساءل ولعلكم تسمحون لي بأن اخص ( البرق ) بالشكر فقد كان سببا في قيام الابن العزيز عبد الرحيم قسقس بإنزال اللقاء كاملا على الساحات وهذه بادرة يسجل فيها الشكر والتقدير للابن عبد الرحيم .
ثانيا : ( وهذا بيت قصيدي ) أهني واشكر جميع من ساهم في الساحات ولا استثني أحدا ، فقد جلت في جميع الساحات إلا ساحة المطبخ وساحة الكمبيوتر .
المطبخ لم ادخله لان زوجتي لم تضطرني من أول يوم من حياتنا المشتركة أن أيمم وجهي نحو المطبخ فهي بأطباقها الشهية أغنتني عن ذلك . واذكر ذات ليلة ربيعية في كالو رادو أن الطلبة العرب وعائلاتهم حضروا حفلا نظمته الجامعة وفي طريق عودتنا قررنا اجتماع العوايل في بيت الزميل د . عبد الرحمن السبيت على أن يأتي الرجال إلى بيتي حيث بادرت بصنع الشاي .
أمسكت بالهاتف وطلبت أم محمد اسألها كيف أشعل الموقد وعن مكان الشاي والسكر ، سمعني الزميل الأستاذ الدكتور علي بن سعد أبو بكر فأتى ضاحكا وامسك التلفون يطمئن أم محمد ويقول لها سأصنع كل شيء وطلب مني الجلوس ، وطلبت منه يصنع لي ( في بيتي قهوة ) !!! كان ذلك عام 1975م ـ 1395هـ .
أما ساحة الكمبيوتر فيعتذر لي إليكم جهلي بهذا ( الكائن ) الرهيب الذي لا أجيد منه إلا دخولي إلى ( ساحاتنا ) والخروج منها سالما . والسبب في ذلك خوفي من الكهرباء إذ كنت اعمل ( صبيا ) في دكان لدى احد تجار مكة المكرمة في شارع المدعى وعمري تسع سنوات وثق في التاجر المكي رحمه الله وفتح لي دكانا مستقلا في حي المسفلة . سقطت أمطار غزيرة مصحوبة بعاصفة رياح هوجاء أتت على لمبة ( المصباح الكهربائي لابن عمنا أديسون ) الدكان فهشمتها . اشتريت لمبة جديدة وتعلقت على كرسي خشبي اركبها .
وجدت بقايا من اللمبة القديمة مددت يدي لتنظيفها . لم أعي نفسي إلا مرميا وسط الشارع ( والحمد لله كان الشارع ترابيا فسلمت من الكسور ) . كان ذلك عام 1370 هـ . من يومها استمتع بمعطيات التقنية الحديثة وعند ظهور أي علامة لا افهما اطفي الجهاز الذي معي .
أعود بكم ( بعد الثرثرة ) إلى الساحات
إن تجوالي خلال ( ساحاتكم ) التي انتم أهلها وفرسانها ، اقر واعترف أنني تعلمت الكثير ، وأهنئكم على حسن التعامل مع بعضكم ومع الزوار الجدد ، وكذلك أهنئكم بإعجاب على اللباقة في طرح الأسئلة والأجوبة وعلى جمال اللغة ( عاميها والفصيح ) وعلى الخيال الجامح نحو استشراف المستقبل ، وأشيد بجمال الصور المختارة .
أذهلني المربي الفاضل المبدع سعيد بن راشد بعطاءات خياله وقلمه وبريشته . أما علي أبو علامة وأمثاله فقد أرهق تفكيري لمعرفة معانيها ومراميها.. ولعله يفكر بتأليف كتاب عن الأمثال وقصة كل مثل مع مقارنتها بما يشبهها لدى أشقائنا العرب وخاصة المصريين .
عبد الله رمزي وخدمته لمورثنا وحفاوته بشعرائنا . ينتزع مني التقدير والاحترام وكيف لا وهو شاعر مبدع .
بنت أبوها وبنت السلاطين احني لهما رأسي لإبداعها .
عبد الرحيم بن قسقس أدعو له ( ولكم جميعا ) بصلاح النية والعمل والذرية . ونترقب منه الكثير .
المختلف 555 وساهر الليل واحمد بن فيصل وشويل وصالح بن عطية وعلي بن حمدان والرحباني وابن القرية هم في نظري نماذج صالحة لأعضاء الساحات .
عبد الحميد بن حسن تربع في قلبي ولا انسي تعليقا وجهه لي في خطاب من خالي مسفر بن محمد بن قسقس أرسله لي في الشهور الأولى من سفري إلى أمريكا : والكاتب عبد الحميد فقال كما اذكر : (راقم الخط عبد الحميد بن حسن الذي يهدي لك تحياته ويعجب بك وبكفاحك وتصميمك من اجل مستقبلك نتمنى لك النجاح ) .
أبو عبد العزيز يتساءل لماذا لم يستطع الخريجون ( أمثالي ) تطوير التعليم ، ومتى نبدأ قراءة كتاب في حافلة ( أوتوبيس ) .
عن السؤال الأول لااملك إلا مشاركته رأيه الوجيه ويحتاج إلى مناقشات مطولة .
أما متى ( نقرأ ) ولا أقول في الحافلة أو الطائرة فذلك يكون عندما نعي ونعترف أننا متخلفون والتخلف لا يطرده ويلغيه إلا ( المعرفة ) . ويسألني أبو عبد العزيز ماذا أسرّ به أبوه إلي عند سفري . فأنا لا ادري من هو أبو عبد العزيز وعندما اعرفه قد اهتدي إلى جواب .
أما علي بن حسن ( رفيق العمر ) فماذا أقول عنه . لطف وكرم وتسامح بلا حدود . هو لطيف في تعامله ، توجيهاته تلميح ، عتابه ابتسام ، عفوه مبذول عندما يغضب . أما كرمه فالناس كرماء في بيوتهم وعندما يقيمون حفلاتهم ودعواتهم خارج البيوت . أما علي فأرى كرمه انه يحب لغيره ( أكثر ) مما يحب لنفسه وأكرم بها من سجية .
لكن هل تريدونني أقول عنه شيئا ؟؟؟
( حبا وكرامة لكم جميعا ) .. من مظاهر كرمه وفضله علي شخصيا انه عندما سافر للعمل بجدة عام 1377هـ غدوت اقضي معظم العطلة الصيفية بجدة سنويا . اقضي أسبوعا لدى سيدي وأخي علي بن عطية أبو عالي ثم استأذنه للانضمام إلى علي بن حسن . وأبو عطية ( أخي علي ) لماح وودود فتأتي موافقته تسبق ابتسامته .
يأخذني صديقي علي إلى كل مكان أريد . مكتبة الرشاد وفي سوق الندى ( جدة القديمة ) ، البحر وأبحر للسياحة ، قهوة شارع المطار ( القديم ) موقف سيارات أجرة جدة ـ مكة حيث نقابل سيدي وأخي مسفر بن عطية أبو عالي والصديق المثقف يحيى بن سعيد بن صوهد وشقيقه المبتسم الحصيف حسن بن سعيد وغيرهم ، مطعم الفروج بشارع الملك عبد العزيز
أما مطبخ العم حميّد ( بتشديد الياء وكسرها ) فأسأل عن لذة الأوصال والمشويات ، مطبخ ( مطعم ) الرز والسمك في باب شريف .. ولا تنتهي جولاتنا فذات مساء خرجنا مشيا على الأقدام من حي السبيل إلى المطار القديم ، إلى أمام مطابع الأصفهاني ، والى أمام مبنى وزارة الخارجية فإلى مكتبة الرشاد بسوق الندى حيث مكثنا بها ساعتين نتأمل كتبا ( بل اقرأ مواضيع معينة توفيرا لقيمة شراء الكتاب ثم عبرنا شارع الخاسكية إلى حيث مطبخنا ( مطعمنا ) المفضل للعشاء ( رز وسمك في باب شريف ومن هناك إلى نزلنا في حي السبيل ، نمتطي دراجة ( بسكليتة علي ) كل يوم إلى أن اشترى دراجة نارية ( دباب ) فحافظت أكون رديفه كما كنت على البسكليته . وفي عام 1382 هـ على ما أظن ؟ اشترى علي سيارة أمريكية فارهة : ووصلت كعادتي في الصيف وأصبحت راكبا ( منتظما ) إلى جانبه في السيارة ما عدا أوقات عمله ونومه .
ذات يوم قررنا نجدد الزيارة للمقهى الفخم المطل على البحر ( في موقع قصر البحر الأحمر حاليا ً ) لأنه كان يأخذني إلى هناك أحيانا ً لكي أذاكر دروسي بعيدا عن الضوضاء . كان الزحام شديدا .
قلت له : هل تدري أنني تأكدت اليوم أني شخص متواضع ؟
قال : هات ما عندك .
قلت : يوم ما كنت تملك بسكليته ركبت معك ولم أتردد ، ثم اشتريت ( أنت ) دباب وبادرت بالركوب معك بدون خجل ؟ واليوم تملك هذه السيارة بارك الله لك فيها : ولم اطلب منك أفخم منها .. ألا ترى أنني متواضع ؟ !
ولعله هو يكمل باقي القصة .
اكرر شكري واثني بتهنئتي وأتمنى لكم جميعا لتوفيق .. ولعل الله سبحانه وتعالى يتيح لي فرصة اللقاء ( الثرثرة ) معكم جميعا .
( يصل بواسطة عبد الحميد بن حسن إلى الساحات أمانة يا أهل الأمانة 9 صفحات )