يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

اهداءات ساحات وادي العلي







العودة   ساحات وادي العلي > الساحات العامة > الساحة العامة

الساحة العامة مخصصة للنقاش الهادف والبناء والمواضيع العامه والمنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
المشاركة السابقة   المشاركة التالية
قديم 05-09-2011, 06:26 PM   رقم المشاركة : 10

 

( الحلقـــــــة السّابعة مِن الذِّكريــــات )
قبل أن ألج في سرد ذكرياتي في حلقتها السّابعة أودّ أن أشكر الأخوين الكريمين أبا ياسر وأبا أديب لتوثيقهما معالم تلك الآثار اللتي عايشناها وبالذّات صالة الإختبار اللتي أصبحت فيما بعد ( فرن تميس ) وكذلك معالم تلك الإدارة اللتي أمضيت في مبناها سنة كاملة !
أقول كان فصلي في سنتي الأولى يقبع في الدّور الثّاني مِن المبنى ذي الثّلاثة طوابق وكانت الإدارة في الطّابق الثّالث ؛ فوقنا بالضّبط وكانت المكتبة ــ والمسؤول عنها حينذاك الشّيخ صالح الرّقيب ــ في نفس الطّابق وتحتها فصل مِن الفصول ، وكما ذكرت لكم في الحلقة السّابقة كُنت في فصل ( ج ) ولم يكُن معي أحد مِن طلاّب مدرسة وادي العلي فأحسستُ بغربة لا يعلم مداها إلاّ الله ! وكُنّا نجلس على الحنابل وبجانبيّ وأمامي وخلفي ثلّة مِن الزّملاء الطّيّبين جداً ومُعظمهم مِن قرية الأرحام فيما بعد ! وكان الزّميل الحبيب الخلوق المؤدّب ( عبّاس بن سعيد بن عبّاس ) هو الوحيد الأنموذج في كلّ ما ذكرت وما عداه ( فويلا الخلا ) كلمة عاميّة تعبّر عن الحال !
وأذكر لكم موقفاً صنع مِنِّي إنساناً آخر ؛ ففي يوم مِن أيّام الدِّراسة وفي بواكيرها سبقت إلى الفصل مع مجموعة هادئة نوعاً ما وجلست بأدب واحترام ، وكان باب الفصل خلفنا ولم أحسّ إلاّ بركلة قويّة في ظهري أحسست بأنّ نفسي خرجت مِن بين ضلوعي فالتفتّ خلفي وعرفت الجاني فصبرت وبلعتها لأفكّر في إنتقام مضاعف يكون درساً له ولغيره ( وهو ليس والله مِن طبعي ) لكن فكّرت أنّني لو تراخيت فسوف يستمر المعتدي وتتكرّر مِنه ومِن غيره ( ولا تنسون إنِّي رحباني ) فعزمت وتوكّلت على الله وجئت مِن اليوم الثّاني مستعدّاً ( بجزمة ــ أكرمكم الله ــ رياضية مصنوعة مِن البلاستيك القوي لا أعلم كيف حصلت عليها ) ونويت الشّرّ لا محاله رغم هدوئي وهذا يعرفه أترابي ! وتأخّرت قليلاً حتّى تأكّدت أنّه سبقني للفصل ودخلت خلسة وبأقوى ما عندي مِن قوّة ركلته بعنف في نفس المنطقة اللتي ركلني فيها ! ففهق الآدمي وأرسل صيحة قويّة لفتت إنتباه جميع الزّملاء وقوّس بظهره إلى الأمام وذرفت عيناه بالدّمع ــ على ما أعتقد ــ وقال لي بعد أن استردّ أنفاسه : ليش كذا ؟ فقلت هذه بدل ضربت أمس وياويلك لو عِدتها ومِن بعدها ما جاء إلاّ العافية وأصبح لي هيبة في الفصل واكتفيت شرّهم جميعاً ! هل تعلمون مَن هو ذلك الزّميل ؟ إنّه ( علي بن حسن بن جربوع ) والّذي أصبح فيما بعد أخاً عزيزاً وحبيباً وفيّاً ، أدباً وخُلقاً وعِلما ورجولة ! حتّى أنّه أصيب بمرضٍ في ظهره أقعده مدّة مِن الزّمان يتعالج في الرِّياض وفي غيرها وذهبت لزيارته مع زميل لنا إسمه ( أحمد بن دُغسان ) مِن قرية علي بن حسن بن جربوع فقلت لأحمد هل تظن أنّ ألمه هذا مِن تلك الضّربة ؟ فقال : لا . وضحك ولكنّني بقيت مشغول البال ! فلما زرناه وجلسنا معه قلت يا أخ علي لايكن تلك الضّربة أثّرت عليك ؟ فسامحني يا أخي ، فقال : لا . سامحك الله وضحكنا معاً .
كان مِن أساتذتنا في اللّغة العربيّة لبناني ضخم الجثّة لا أعرف إسمه ! ، وأستاذنا في الجغرافيا عراقي مسيحي أيضاً لا أعرف إسمه ! وقد نما إلى علمنا انّ هذا العراقي مسيحي ولا يصوم في رمضان ( وثقافتنا الدِّينيّة قليلة ) كُنّا نفكّر أنّ النّاس كلّهم يصومون مسلمين وغير مسلمين !!! فسألناه عمّاذا تصوم ؟ فأخبرنا بأنّه يصوم عن اللّحم فقط ( ما أدري صادق أم كاذب ) ومرّت تلك السّنة على خير وانتقلنا إلى الصّفّ الثّاني بأحد الفصول المُبسّطة واللتي ضمّنها أبو أديب في تقريره جزاه الله عنّي خير الجزاء ! وعن الجميع أيضاً .
وسأوافيكم إن شاء الله بحلقة أخرى ومع المعهد وذكرياته وأستودعكم الله الّذي لا تضيع ودائعه .

 

 

   

 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 4 ( الأعضاء 0 والزوار 4)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:44 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir