يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

اهداءات ساحات وادي العلي







العودة   ساحات وادي العلي > الساحات العامة > الساحة العامة

الساحة العامة مخصصة للنقاش الهادف والبناء والمواضيع العامه والمنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
المشاركة السابقة   المشاركة التالية
قديم 05-30-2008, 02:20 AM   رقم المشاركة : 1
B1 الذهب الاسود ( النفط ) الى 500 دولار للبرميل خلال العقد القادم ..!!


 

عود على بدأ اعتذر عن تأخري الفترة السابقة عن المنتدى
مقال جميل للكاتب القدير سهيل الدراج

سهيل الدراج - الرياض - صحيفة الاقتصادية الأربعاء 28 مايو 2008م - العدد 5343



انتهى عصر النفط الرخيص ، ومعه انتهى ايضا عصر المواد الأولية الرخيصة وعصر السلع الغذائية الرخيصة وعصر العقارات الرخيصة .. موجة تجتاح العالم من الغلاء وارتفاع الاسعار والتضخم يتسبب فيها النفط ، والسؤال الذى يطرح نفسه هنا من هو المتسبب في ارتفاع اسعار النفط ؟ .. هل هو الدولار الضعيف ؟ أم نمو الاقتصادات الناشئة كالصين والهند ؟ أم السياسات الامريكية تجاه الدول النفطية ؟ أم منظمة أوبك ؟ أم قلة الوعى والترشيد في استهلاك الطاقة ؟ أم التغيرات المناخية العالمية التى تسببت في اعاصير دمرت الكثير من منصات النفط ؟ أم نظريات نضوب النفط في القريب العاجل ؟ . أسئلة كثيرة تُطرح هنا ، وسأحاول في هذا المقال الوقوف على كل منها لتقديم بحث كامل ومتكامل عن مستقبل اسعار النفط ..

منذ أن اعلن عن فوز الرئيس الجمهورى جورج دبليو بوش في الثاني من نوفمبر عام 2000م ، كان الدولار في قناة صاعدة أمام سلة عملات تحتوى على 6 عملات رئيسة ، وحقق في تلك الفترة أعلى قمة له في يوليو عام 2001م عندما سجل 121.29 ، وبعدها بدأ الدولار بمسلسل الهبوط الى ان وصل الى أدنى نقطة عند 70.70 في يوم 17 مارس 2008م ، وفى المقابل فان النفط حقق ادنى مستوى له في القرن الواحد والعشرين في اواخر عام 2001م عند مستوى 17.12 دولار للبرميل .. وانطلق في ارتفاعات متتالية الى ان وصل الى اعلى نقطة له عند 135.09 دولار للبرميل يوم 22 مايو 2008م الماضي .. اذا نستطيع وبسهولة أن نجد العلاقة العكسية بين اسعار النفط وسعر صرف الدولار ، فكلما انخفض الدولار كلما صعد النفط والعكس بالعكس .. الا ان ما اريد ان اتوقف عنده هو ان سعر الصرف ليس هو العامل الوحيد الذى يؤثر على النفط .. فكما نلاحظ من الطرح السابق ان الدولار فقد حوالي 42% من قيمته منذ ان بدأ بمسلسل الهبوط منذ حوالي 7 سنوات ، لكن النفط ارتفع خلال نفس الفترة تقريباً من 17$ الى 135$ أى حوالي 8 اضعاف .. اذا توجد عوامل اخرى غير سعر الصرف تسببت في هذا الارتفاع الخيالي .

العرض والطلب والتوازن من اهم النظريات الاقتصادية ، وتبدو هذه الاهمية عندما نطبق ذلك على النفط ، ولنبدأ باستعراض جانب الطلب أولاَ ثم جانب العرض .. فالطلب على النفط ( حسب احصائيات ادارة معلومات الطاقة الامريكية Eia ) ارتفع من 63 مليون برميل يوميا عام 1980م الى حوالى 83.6 مليون برميل يوميا في عام 2005م اى بنسبة 33% ، وكانت الزيادة الأكبر من ناحية النسبة المئوية من نصيب منطقة الشرق الاوسط التى ارتفع فيها استهلاك الطاقة من 2 مليون برميل يومياً في عام 1980م الى 5.8 مليون برميل يوميا عام 2005م اى بزيادة بلغت 190% ، أما الزيادة الأكبر من ناحية الكمية فقد كانت من نصيب منطقة اسيا وأوقيانوسيا التى تضم الصين واليابان والهند والباكستان والكوريتين واستراليا ونيوزيلاندا وغيرها ، حيث ارتفع فيها استهلاك النفط من 10.7 مليون برميل يوميا في عام 1980م الى 23.8 مليون برميل يوميا في عام 2005م أى بزيادة بلغت 122% .. أما أوروبا فلم يرتفع فيها استهلاك النفط خلال الفترة من 1980 الى 2005م حيث بقى ثابتا عند مستوى استهلاك بلغ 16 مليون برميل يوميا .. أما امريكا الشمالية فقد ارتفع فيها استهلاك النفط عن نفس الفترة بمقدار 25% ، من 20 الى 25 مليون برميل يوميا ..

أما جانب العرض فيُظهر ان الانتاج العالمى الكلى من النفط في عام 2005م (حسب احصائيات ادارة معلومات الطاقة الامريكية Eia ) بلغ 84.65 مليون برميل يومياً في مقابل استهلاك عالمي بلغ 83.66 مليون برميل يومياً ، أى ان الفائض لم يتجاوز مليون برميل يومياً .. وإذا ما انتقلنا مباشرة الى عام 2006م فنلاحظ ان الاستهلاك العالمى من النفط ارتفع الى 84.76 مليون برميل يوميا في حين ان الانتاج العالمي بلغ 84.6 مليون برميل أى ان الاستهلاك أو الطلب تـفوق لأول مرة على العرض ، وهنا جاءت النظرية الاقتصادية لتلعب دورها في ارتفاع الاسعار عندما يزيد الطلب على العرض ، وفى عام 2007م استمرت زيادة الاستهلاك العالمي لتبلغ 85.72 مليون برميل يوميا لتتجاوز الانتاج العالمى من النفط الذى بلغ 84.69 مليون برميل يوميا ، اى ان العجز كان حوالي مليون برميل يومياً .. الا ان توقعات عام 2008م تشير الى عودة التوازن بين الطلب والعرض .. لكن هذه التوقعات لم تأخذ بعين الاعتبار قيام حرب محتملة بين الولايات المتحدة الامريكية وايران ، أو اسرائيل وايران ، أو حدوث عمليات ارهابية أو تخريبية في منشآت نفطية ، أو استمرار الاضطرابات في نيجيريا ، أو حدوث اعاصير أو زلازل في دول منتجة للنفط .. اضافة الى تجاهل البيانات التى تشير الى تباطؤ نمو الانتاج النفطي في كل من المكسيك وروسيا ، وانخفاض الطاقة الانتاجية الفائضة لدى دول أوبك ، وانخفاض انتاج فنزويلا من النفط الى حوالي 2.4 مليون برميل يومياً بعد ان كان 3 مليون برميل يوميا في عام 2002م ، بسبب قيام الرئيس الفنزويلى شافيز بطرد اكثر من 20.000 عامل كانوا يعملون في المنشآت النفطية التابعة للشركات الامريكية والعالمية .. أما انتاج العراق من النفط فلا يزال يقبع تحت المستويات الانتاجية قبل غزو العراق عام 2003م بسبب الاضرار التى لحقت بالصناعة النفطية اثناء الحصار واثناء الحرب وبعدها .

الاحوال الجوية في العالم والتغير الذى طرأ عليها ساهم ايضاً في تأجيج مشكلة ارتفاع اسعار النفط ، فاعصار كاترينا والاعاصير الأخرى والزلازل والكوارث الطبيعية جميعها تبقى اسباباً محتملة في اى وقت قد تؤدى الى التأثير في معادلة النفط العالمية ، فمع انتهاء فصل الربيع ودخول فصل الصيف بعد حوالي شهر من الآن تنشط الاعاصير من جديد لتهدد منصات النفط العائمة في خليج المكسيك وعلى الشواطى الشرقية للولايات المتحدة على المحيط الاطلسي .. كذلك نحن نقترب من " موسم القيادة " في الولايات المتحدة الامريكية ، وهو الموسم الصيفى الذى يختاره المواطنون الامريكيون للتنزه والخروج في رحلات برية طويلة تستهلك الكثير من الوقود في سياراتهم الكبيرة ، مما يساهم في زيادة الطلب على الجازولين ..

كما أن الطاقة التكريرية للمصافى تعتبر تحدياً كبيراً ، فأغلب المنشآت النفطية في العالم تتوقف عن الانتاج احيانا بسبب قدمها وتكرار عمليات الصيانة فيها وخصوصاً في المواسم ، كموسم الصيف وموسم الشتاء .. كما ان تنامي جماعات حماية البيئة قد يتسبب في فرض المزيد من الضرائب على الطاقة سواءاً في الدول المنتجة أو المستهلكة ..

أما المضاربين والتجار والمحلليين الماليين والاقتصاديين ، فقد لعبوا دوراً اساسياً فى توجيه اسعار النفط خلال العقد الاخير ، فمع تطور وسائل التداول الالكترونية وتشجيع الوسطاء عملائهم على الاتجار والمضاربة من خلال اعطائهم تسهيلات تصل الى 100 ضعف رؤوس اموالهم ، اصبح النفط والعقود الآجله وسيلة للمضاربة وتحقيق الربح ، وهذا ساعد على التذبذب العالي للاسعار والتغير السريع صعودا وهبوطاً ، كما ان تقديرات المحلليين الماليين والاقتصاديين ساعدت على تأجيج الاسعار من خلال اعطاء تقديرات متفائلة للاسعار المستقبلية .
ان حلم الاعتماد على الطاقة البديلة بدأ يتبدد شيئاً فشيئاَ ، فعمليات استخرج الايثانول ( أحد البدائل ) من الذرة والسكر والقمح وغيرها من الحبوب والمحاصيل تسبب في شح هذه المواد الاساسية مما أدى الى ارتفاع اسعارها بدرجة خيالية ، الامر الذى بدأ يهدد العالم بمجاعة ان استمرت عمليات الاستنزاف هذه ، كما ان الحصول على الطاقة من المفاعلات النووية مايزال حكراً على الدول العظمى ، أما الطاقة الشمسية وطاقة الهواء وغيرها من انواع الطاقة لاتزال في مهدها وتحتاج الى الكثير من الانفاق على البحث والتطوير ..

الشعور بالخطر من مستقبل الصناعة النفطية والتقديرات المتشائمة التى تقول بنفاذ الاحتياطى النفطى العالمي خلال فترة تتراوح بين 40 الى 50 سنة ، سيدفع بالكثير من الدول الى بناء مخزون استراتيجي وهو مايتوقع ان يفاقم المشكلة السعرية اكثر واكثر ، كما ان تعافى العالم من تبعات الازمة الاقتصادية التى تمر بها الولايات المتحدة بسبب مشكلة الرهن العقاري ، وعودة الكثير من الاقتصادات الى النمو من جديد سيؤدى الى زيادة استهلاك الطاقة أكثر بكثير من المستويات الحالية مما ينذر بحدوث عجز كبير في الطاقة في لحظة ما في المستقبل القريب .

إذن كل الطرق تؤدي الى الارتفاع ، فلماذا لايرتفع النفط ؟!! ، لكن السؤال المهم هنا هو : ماهو النطاق السعري الذى ستتوقف عنده اسعار النفط ليحدث التوازن ؟ .. وحسب رأينا ان اسعار النفط اصبحت قاب قوسين أو ادنى من تحقيق 150$ خلال الشهرين القادمين ، وقد تصل الى 200$ خلال الربع الأول من عام 2009م ، وربما تسعى الادارة الامريكية النفطية بقيادة بوش الابن وكوندليزا رايس وديكتشينى الى الوصول الى 200$ خلال ماتبقى من عام 2008م لتمويل حملة انتخابية أخرى بأموال الشركات النفطية الامريكية كما حدث في خريف عام 1999م .. أما متوسط اسعار النفط العادلة خلال العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين فانها حتماً ( باذن الله ) ستصل الى 500$ على اقل تقدير .. ويبقى الامل الوحيد في عدم الوصول الى هذه الاسعار ( بعد مشيئة الله ) هو حدوث اكتشافات نفطية ضخمة ، أو حدووث تطور تكنولوجي مهم يقلل من الاعتماد على الطاقة النفطية ، أو حدوث ركود عالمي طويل يعيد التوازن الى العالم .. نسأل الله سبحانه وتعالى أن يلطف بنا ويجنبنا الشرور ، ودمتم بود ..

 

 

   

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:09 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir