يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

اهداءات ساحات وادي العلي







العودة   ساحات وادي العلي > ساحات الموروث والشعر والأدب > ساحة الأدب الشعبي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-02-2010, 10:54 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عضو فعّال
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
سعيد الفقعسي is on a distinguished road


 

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالحميد بن حسن مشاهدة المشاركة
جهد موفق اخي سعيد الفقعسي بارك الله فيك وفي من الف كتاب المعلامة واحسنت صنعا عندما نشرت فصوله وجزاك الله عنا خيرا وتقبل خالص تحياتي وتقديري .
شرفني مرورك اخي الحبيب عبدالحميد وجزاك الله كل خير وحفظك ورعاك

 

 
























التوقيع

قال تعالى :
"ومن احسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال انني من المسلمين"

فصلت (33)


   

رد مع اقتباس
قديم 04-02-2010, 11:01 PM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
عضو فعّال
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
سعيد الفقعسي is on a distinguished road


 

المعلامة

الجزء التاسع:


السفر إلى مدينة الطائف أمنيه لايعادلها شيء ونحن في تلك المرحلة من العمر وكان بعض أهلنا في الجنوب مازالوا يقولون عن الطائف, ومكة, وجدة (الشــــام) وقد يطلقون على أهل هذه المدن مسمى (المكاكوة) نسبه الى مكة المكرمة كما يطلقون أهل هذه المدن كلمة (الحجز... حجازي) على أهل الجنوب عامة, ولقد رأيت – فيما بعد– في سجل قيد الطلاب الدارسين في المدرسة التي درست بها أمام كل اسم, الجــنــســيـــة: (حجازي) يا لسعادتي حين قرر والدي رحمه الله أن أسافر معه في سيارة لنا يقودها شقيقي (أحمد), وهي لوري موديل 1952م, فكان عمي (أحمد عقيل) يقيم في الطائف ويقتني عدد من السيارات ومعه عمي (عقيل) يرحمهما الله, كانوا ينقلون المسافرين الحجاج الى اليمن, والبضائع وصفيحات وبراميل والكاز إلى خميس مشيط وجيزان وصنعاء وكذلك ممن أعرفهم وأسمع عنهم في ذلك الحين (آل حجر, والمروة, وال ملّة, والعريكة, والعبيدالله, آل محفوظ, الرامي .... الخ) ثم تكاثرت الأسر والأسماء في كل قرية كبني جرّة وخيرة.....
قبل تلك الفترة بسنوات قليلة لا تصل السيارة إلى المنطقة (قرى غامد وزهران) فكانت تقف في (بطحان, بيدة), ويواصل المسافرون السير على الدواب, ثم شق طريقان عبر (عرق بني يسار في زهران) و(الصنة) في (بني عبدالله), وقد ساهم الأهالي من الجهتين في توصيل الطرق بجهود تعاونية مع الدولة, من أصحاب الأراضي التي فيها هذا الطريق الترابي, مع إسهام عدد من الرجال المتنورين ومن أصحاب السيارات الذين يقدرون أهمية شق الطريق إلى كل قرية, وأذكر منهم (سعد بن شيبان وأحمد عقيل) وبالتأكيد هناك رجال آخرون في زهران وغامد أسهموا في هذه المهمة التعاونية بتنافس وأريحية.


* * * * *
سافرت لأول مره عام 75 أو 1376هـ إلى الطائف في صبيحة يوم الاثنين (اليوم المعتاد في السفر) فكان معنا في السيارة عدد من الركاب المستأجرين عن طريق (عرق بني يسار) ثم (بطحان وبيده) ثم توقفنا في السويسية لتناول الغداء والعشاء والنوم في (شقصان) ثم وصلنا إلى مدينه الطائف اليوم التالي (الثلاثاء). كان الطريق ترابيا لا يخلو من عوائق رملية وحجرية وأودية, ومن شدة الشوق إلى رؤية مدينة الطائف.. كنت في كل مره اسأل والدي: (متى نصل الطائف)؟؟ فيحدثني أنه قد سافر عدة مرات على (رجله) مشياً أو على حمار أو جمل, فيقطعون المسافة في مدة (سبعة أيام) ولا يسافرون إلا جماعات خوفاً من مخاطر السفر وقطاع الطريق, وحين العودة يتزايد احتمال النهب والسلب, ومن لديه نقود كسبها من العمل يفضل أن يحولها إلى (جنيه ذهب) كنت أتشوق إلى هذه الحكايات والقصص الواقعية فأستزيده بإلحاح, فيقول:
(عملت في مكة المكرمة وهي المدينة المباركة التي يجد الناس فيها أعمالاً مختلفة وعلى الأخص في موسم الحج.. (صبياناً) في المنازل (لصغار السن) أو مع مطوفي الحجاج أو في دفع عربات السعي للحجاج أو حمل (الشبرية) في الطواف أو في السقاية والتحميل.. يقول: (ولقد عملت صبيا في دكان صائغ يسمى: (عبدالغني) وازددت مهارة ومعرفه بعد أن علمني (فرج).. مهنة الصياغة،وكسبت أجرا كثيراً, حولته إلى (جنيهين اثنين), وفي عودتي إلى الديرة/الحجاز, مررنا بالطائف, وجدناهم يبيعون الأراضي حول مستشفى الملك فيصل الحالي بسعر المتر (أربع قروش), وقد كان في مكان المستشفى حين ذاك (المجزرة) كان يمكن شراء مساحات شاسعة بمبلغ بسيط لكننا ورفاقي رفضنا مستنكرين على من يشتري أرضاً في ديرة غير ديرته!!).
يقول: (قررنا أنا ومن معي ممن لديه (جنيها ذهبياً) أن نقوم ببلعها مع حبة تمر أو طعام, ونفذنا ذلك, ونظل نبحث عن (الكنز) الذي في بطوننا كلما ذهبنا إلى الخلاء لئلا نفقده دون أن نشعر..., كنا متعاونين في السراء والضراء, ولا نسير على الأخص في السفر إلا جماعات ومتحزمين با السلاح, ثم يقول: يا الله لك الحمد اليوم أمان وطاعة رحمان.., ثم يعقب –يرحمه الله– وبأسلوب طريف قائلا : (كيف لو عشتم ما عشناه.. كان الواحد منكم مات من الجوع, أو هرب وخلى الجمل بما حمل لو بدا بادي أو عادي...) كان يحدثني يرحمه الله عن أشياء ومواقف عجيبة, وهي اليوم أعجب, ولا نكاد تُصدق أو يستوعبها جيل هذا العصر.. فيما يتعلق بعادات الزواج أو طريقة الختان. ومقاومة (النمور) في مناطق تهامة... يقول: نشأنا أيتاماً صغاراً ومكثت فترة أسكن مع خالي (هادي) في بيشة وكان ابنه (محمد) (نديدي)، وافتقد خالي (ربع قرش) فقال لنا (أنا وابنه): من أخذها؟ فحلف كل منا بالنفي، وأخيراً قال: والله لئن لم تعترفا (لألحسكما) وحين لم يصل إلى نتيجة، قام بتسخين سكين عريضة في النار حتى احمرّت، ثم بدأني فلحستها، فوالله لم أشعر بشيء بإذن الله _لأنني بريء_ وحين جاء دور ابن خالي انطلق هارباً، وكان هو الذي اختلس (ربع القرش)...
فينسيني بهذه الأحاديث سؤالي المتكرر عن الطائف ومتى نصل إليها؟! كنت متذمراً من طول السفر, بالرغم من حبنا لامتطاء السيارة وعلى الأخص حين نتسابق على الجلوس (فوق البرندة) وعلى السيارة (اللوري) مع ما نتعرض له من غبار واهتزاز وشمس وهواء شديد, وكأننا على كفوف الراحة والمتعة وذلك لحداثة العهد بركوب السيارات وقلة وجودها.
حين اقتربنا من ضاحية الطائف الجنوبية (ليّة), قال: والدي (مازحاً).. هذا هو الطائف.. فأخذت أشرئب متأملاً منازلها الصغيرة البيضاء, ونوافذها الجميلة, يحيط بها ألوان بيضاء أو زرقاء, وتكاد تغطي البيوت مزارع وبساتين كثيفة.. (كدت أصدق أنها الطائف) ثم توقفت السيارة, وطلب من الركاب دفع (الحساب) أجرة الركوب, وهي (أربعة ريالات عربي فضه), أو دفع عشرة ريالات ورقية (إصدار عام 1373هـ) مع دفع تكاليف طعام الغداء والعشاء بين الركاب المشتركين..
وصلنا الطائف ضحى اليوم الثاني, حين رأيت الطائف ــأول مره سافرت إليهاــ أحسست أنني في حلم كل شي بالنسبة لي غريب وعجيب ومذهل, تلهتم نظري المرئيات وأندهش أمام كل صغيرة وكبيرة.. المنازل بأشكالها وألوانها، المحلات والدكاكين.. المقاهي.. الناس وهيئاتهم, وأحاديثهم المختلفة عن فهمي أو ما اعتدت عليه في الكلام.. , وما أكثر أسئلتي التي لا تنقطع, حتى ذلك المنادي كل صباح بائع اللبن المتجول, اسمعه يقول: (.. بون.. بون) فأسأل والدي عن (بون.. بون) فيجيبني مبتسماً: هذا بائع اللبن يقول : ( لبن .. لبن ) ومع تنغيم نداء البائع فإنني أسمعها وأفهمها هكذا. وآخر ينادي (فريينيا.. فريينيا) بمعنى (ملابس فرقنا) والماء يأتي إلى منزل عمي بواسطة الزفة في برميل كبير يجره الحمار كنت أرافق والدي في جميع تحركاته, وعند ذهابه من حي الشهداء الذي يتوقف العمران بها قبل سوق ودكاكين (منشية خان با فيل) القائم الآن. فأرافقه إلى (سوق البلد) سيراً فأجد متعة في مشاهدة ما حولي, وتلك السيارات القليلة جدا والمختلفة الأشكال.., ويجيبني والدي –يرحمه الله– على أسئلتي المستمرة الساذجة أو المضحكة.
كان عمي أحمد عقيل يرحمه الله, لديه سيارة (فورد موديل 46) فأشعر بسعادة كبيرة حين أركب وأبناؤه معه, فيأخذنا مرة في كل أسبوع للتنزه إلى جهة المثناة قريباً من مسجد (عداس) ومسجد (الخبزة ), ويرافق عمي صديقه (عبدالرحمن مجحود) يرحمه الله.
نشاهد المزارع وبساتين العنب وأشجار السدر المحملة بالنبق على جانبي الوادي (وادي وج).
كان عمي أحمد حازماً مهاباً يخافه أبناؤه إلى درجة كبيرة ولا نسلم من عقابه لأي خطأ. وأتذكر حين قدم إلينا في الحجا/رغدان, وعلم بأنني وابنيه ذهبنا إلى الوادي الذي يتدفق بالمياه طوال العام, وسبحنا في بئر يسمى (بئر الحبل), مكثنا (نتشرّع في البئر) فترة طويلة, فعاقبنا بربطنا في المكان الذي تربط فيه الحمير في الساحة أمام البيت بجوار ( مذود الحمير) استنجدت بوالدي لينقذنا من هذا العقاب فردعليّ قائلاً: (تستاهلون..) ثم أطلق سراحنا بعد أن همس له والدي بإطلاقنا، فالزوار لا يكادون ينقطعون عن منزلنا لقضاء حاجاتهم عند والدي لصياغة حلي الفضة وصناعة الخناجر والسيوف وإصلاح البنادق وللاستماع إلى (ألرادي) المذياع الوحيد, الذي جلبه عمي معه من (الشام) الطائف ومكة. كان يجتمع الرجال والنساء من القرية للاستمتاع ومشاهدة هذا (الصندوق) الذي كنت أحسب أن الذين يتحدثون منه هم أناس بداخله..!
أذكر في تلك الرحلة إلى الطائف أو في سفره بعدها.. أن رجلاً من سكان الطائف حين راني برفقه والدي في طريقنا إلى (سوق البلد) نادي والدي قائلا: (.. الواد يجاود)؟ فأجابه والدي بالنفي ثم قال: هذا ما يجاود.. عنده شهادة سادسة. لم أعلم ماذا يعني بقوله (يجاود) و(الواد) شرح والدي كلام الرجل وهو يضحك: ( يعني تشتغل عندهم في البيت.. صبي.. وتكنس وتنظّف البزورة...) وسألته عن معنى البزورة؟
قال: ( السفان الصغار.. تنظفهم) وقهقه ضاحكاً، فما كان مني إلا أن غضبت من ذلك الرجل الذي يسأل والدي هذا السؤال، ويعتبر هذا السؤال عاديّاً من أهل مكة أو الطائف المتحضرين حين يشاهدون رجلاً من خارج المدينة يرافق ولداً صغيراً في العاشرة.
فكان أبي وعمي يمازحاني فيقول لي أحدهما: (.. ياواد تجاود..) فأنصرف غاضباً, ويضحكون مني..


يتبع .....................

 

 
























التوقيع

قال تعالى :
"ومن احسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال انني من المسلمين"

فصلت (33)


   

رد مع اقتباس
قديم 04-09-2010, 10:39 PM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
عضو فعّال
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
سعيد الفقعسي is on a distinguished road


 

المعلامة

الجزء العاشر :




ذات يوم من عام (1376)هـ حدث في القرية في الجبل الشرقي انفجار لغم في رجلين أحدهما من أهل القرية (فائز) والآخر رجل يمني, كانا يقومان بتكسير وقطع الصخور لجلب الحجارة على الجمال واستخدامها في بناء المنازل وقد كانا طوال النهار يثقبان الصخر في عدة أماكن, مع وضع (البارود), ولعله حصل خطأ ما فأنفجر اللغم (اللغب) فيهما.. سمعنا الانفجار والاستغاثة فأصيبا إصابات شديدة , ولم يكن في ذلك الوقت مستشفى أو طبيب سوى في الظفير (الحكيم ابن طلميس) ثم بعده قدم الدكتور بشندي في الظفير نقل (فائز) إلى بيته ونقل الرجل اليمني إلى بيت هاشم بن عدنان شيخ القرية والقبيلة..
انطلقنا إلى الجبل نحن الصغار للمشاهدة, فرأينا أحدهما محمولاً على ظهر رجل من أهل القرية (عبدالله بن سعيد), والآخر على سرير. في ذات اليوم أو بعده بيوم حدثت (الفاجعة الكبرى) لأهل القرية في الطائف, حين وصل أسوأ خبر عن حادث احتراق (أحمد عقيل وعبدالرحمن مجحود وسعدي بن ضرمان, ورجل من أهل الطائف اسمه الأسيود) ماتوا جميعا حين انفجرت سيارة عمي, وهم بها متجهين من الشهداء إلى (سوق البلد) وبجوار مسجد (البقيرة) أُقيم العزاء في الطائف وفي القرية ( رغدان ), والجميع في حزن عميق.. لأول مرة أشاهد والدي يحجب عينيه بكفه ويبكي. حضر الناس والأقارب وأفراد القرية للمشاركة والعزاء والتحقق من هذه المصيبة.. وقد صادف أن جدتي لأمي (مستورة) قدمت إلينا من قرية في زهران, ورأت البكاء والعويل من جميع النساء, فأخذت تبكي وتواصل البكاء, وبعد أن هدأ البكاء وسكنت الأصوات, قامت –يرحمها الله– تسأل ببراءة إحدى النساء قائلة: (يا بنتي.. ليش يبكون..؟).
وبعد فترة طويلة كانت الأهل يتذكرون هذا الموقف منها, ويتندّرون به عليها قائلين: (كيف تبكين ولاتدرين..) فقد كانت تبكي بحرقة شديدة.
توجه الرجال من ذوي المصابين ومعهم آخرون من أفراد القرية إلى الطائف بعد بحث في القرى المجاورة عن سيارة تنقلهم فلم يجدوا بسهولة, وأخيراً وجدوا سيارة (إسماعيل بن ملّة) يرحمه الله (الأبلاكاش) فرحل بهم إلى الطائف ثم وصل خبر تفاصيل الحادث كما قيل: فقد ركبوا _يرحمهم الله_ السيارة وكان معهم في السيارة (تنكة) صفيحة مليئة بالبارود لإيصالها إلى دكان عبد الرحمن مجحود, وكان إلى جانب الصفيحة بطارية للسيارة, فربما كانت ألصفيحة فوق البطارية, وبعد سيرهم مسافة قصيرة, وأمام مسجد البقيرة حدث الانفجار داخل السيارة .. اكتظ الدخان داخلها.. حاول الناس مساعدتهم وإنقاذهم, لكن أبواب السيارة تمددت من الحرارة ولم تفتح, حاول الناس استخدام السواطير والفؤوس من المجزرة المجاورة.., وبدأت النيران واللهب يخرج من النوافذ, وقيل أن (عبدالرحمن بن مجحود) كان في جيبه وثائق أو أمانات ولفّها في عمامته وقذف بها من داخل السيارة, وبعد وصول (الإطفاء) كما يسمى ذلك الوقت, وأُطفئت النيران وفتحت الأبواب أخرج الرجال ولم يعرفوا, وقد كان عمي موظفاً مرموقاً في الإطفاء (الدفاع المدني). وقد فارقوا الحياة وبقي (الأسيود) فيه رمق، وحين سئل قال: معي (أحمد عقيل وعبد الرحمن مجحود, وواحد حجازي من جماعتهم _يعني سعدي بن ضرمان) ثم توفي (يرحمهم الله) وتعرف عليهم للتأكد ابن عمي (سعيد) بمعرفته لسيارة والده. يقول (عبدالله بن محمد): كنت معهم في ذلك الوقت, وتمنيت أن أركب معهم في السيارة لكنني تأخرت قليلاً فذهبوا بدوني..
وكثيرا ما يتذكر والدي مقولتهما منذ زمن, وأمنيتهما إذا جاءت الوفاة, أن يموتا معاُ: (عبدالرحمن بن مجحود, وعمي).





* * * * *

حصلت على (الشهادة الابتدائية ) عـــام 1378هــ, وكأنها شهادة الدكتوراه, والدي يود أن أذهب إلى معهد المعلمين الابتدائي الذي افتتح حديثا في (عراء/بني ضبيان) أما أخي عبدالهادي فقد اقترح أن أدرس في متوسطة بلجرشي الجديدة وتبعد عنا ثلاثين كيلاً, وهي المتوسطة الوحيدة في المنطقة, كان يستمع إلى هذا الحديث أحد الأرحام من المنطقة وكان مقيما في الطائف, فأبدى ترحيبه بأن أدرس في الطائف, وأسكن معه في منزله بعد وفاة عمي.
كانت هذه الفكرة غاية ما أتمناه بأن أرحل للدراسة في مدينة الطائف, فرحت فرحاً شديداً, فلم أصدق أنني سأذهب إلى الطائف وأقيم فيها للدراسة, رافقت والدي إلى الطائف للمرة الثانية من أجل أن أسجل في المتوسطة أو المعهد,.. لم أقبل في المعهد _لصغر سني_ كما قيل لنا, وكان المعهد أو مقر التسجيل في مبنى مجاور لمقر إدارة التعليم السابق في حي العزيزية, وفي المدرسة المتوسطة العزيزية سجلت للدراسة بها, وكان موقعها في شارع الملك فيصل, ثم انتقل مقرها في (نجمة) تلك المباني الفخمة في ذلك الوقت (تبرع بها للتعليم محمد سرور الصبان يرحمه الله), وتضم المتوسطة والثانوية بمسمى (المدرسة الفيصليّة المتوسطة والثانويّة) ومديرها حين ذاك (الأستاذ حامد مير) يرحمه الله, ودّعني والدي عائداً إلى(الحجاز), بعد أن قام بشراء حاجاتي البسيطة , وأصر على إعطاء (رحيمنا محمد بن علي) يرحمه الله مبلغاً وقدره (مائة ريال), فرفضها قائلا: (أتريد أن تعطيني مصاريف طعامه؟ هذا لا يمكن, فأقنعه والدي قائلا: (إنها ليست للطعام, اعتبرها لفسحة المدرسة كل يوم نصف ريال).
أقمت مع صهرنا هو وإحدى زوجاته (من الحوطة) لا أكاد افهم حديثهما وكنت أعاني من الخجل والوحدة والغربة, كان يقيم مع الأسرة غلام في سنّي من أبناء (الديرة) لأهله صلة أو معرفه بربّ هذه الأسرة (محمد بن علي) فأُرسل للطائف للعمل في فترة الصيف فكان يعمل في هذا المنزل (صبياً), وفي المحل يقوم بجلب المقاضي والمهام الأخرى, فكان سلوتي في هذه الغربة لعدة أيام, لكن مشاعر الحزن على ذهاب والدي وفراق أسرتي, واشتياقي إلى قريتي البعيدة أخذت تتزايد حين علمت أن هذا الذي يؤنس غربتي سيذهب ويعود إلى أهله ليدرس بعد فتح مدرسة ابتدائية في قريتهم, وتفاقم إحساسي بمرارة الغربة والوحدة بعد أن سافر (خميس), وبالتدريج وبطريقة غير مباشرة، أخذت أقوم بمهام (خميس) في خدمة الأسرة في المراسلات فلا أجد غضاضة أو إحساساً ما, أول الأمر لكنّي تفاجأت بعد ذلك, بأن معارف (رحيمنا) وجيرانه في السوق وفي المنزل يعتبرونني (الصبي) صبي هذه الأسرة, وأنا البديل للصبي السابق (خميس) مرّ رجل برحيمي (محمد), وتحدثنا قليلا, ثم قال له: (أرسل لي الصبي..) يعنيني طبعاً, فلم يكلف نفسه بالتعريف بي, بأني لست (صبيا), وتذكرت عبارة: (ياواد تجاود..) فتزايد قهري وحنيني للعودة إلى أهلي, فأنفرد بنفسي باكياً منطوياً..
لم يكن الوسط المدرسي أخف وطأة, فلم أستطع الاندماج أو الانسجام مع من حولي, أجلس منفرداً مع أوقات الفسح, اكتشف كثير من طلاب الفصل أنني أتحدث بكلمات ذات لهجة قروية يضحكون منها, فأتوقف عن التحدث معهم, أما مادة الانجليزي فكانت أثقل الدروس علي, منذ أن بدأ المعلم يحفظنا نطق بعض المفردات, ويطلب منا ترديدها جماعياً, ثم فرادي ومنها مثلا (ييس... نو) ولا أدري ما الذي يضحكهم حين أنطقها, وسرعان ما يضحك المعلم, ثم ينفجر التلاميذ يضحكون مني, وكرهت الانجليزي, ومدرس الانجليزي.. حتى الدراسة كنت أذهب إليها بجسمي أما قلبي وعقلي فهما يحلقان هناك عبر المسافات البعيدة نحو قريتي الحبيبة "رغدان".
علمت أن أحد أبناء العم من المقيمين في المدينة انتظم للدراسة في هذه المدرسة, فاستأنست به, مع أنه يدرس في فصل آخر.. فرحت بوجوده لتبديد وحدتي, وكآبتي في الييت وفي المدرسة, وكنت أشاهده يحضر إلى المدرسة قبل الدخول, وأبحث عنه في الفسحة أو بين حصة وأخرى فلا أراه؟! وكل يوم لا همّ لي سوى البحث عنه داخل المدرسة، أشاهده يومياً قبل الدخول, لكنه يتجنبني, وينسحب عني بطريقه لبقة ثم لا أجده؟! حيّرني أمره, سألته في صباح أحد الأيام عن مكانه وأين فصله, قال: إنني موجود, لم تقنعني إجابته, تساءلت في نفسي, لعله لا يحب أن يلتقي بي, فعزمت بإصرار على مرافقته لندخل إلى المدرسة معا ولأعرف فصله الدراسي, لكنه بقي بجوار المدرسة, ولم يدخلها, ودخل جميع الطلاب, ولم يبق إلا أنا وهو, وتلميذاً آخر بقي بعيداً سألته: لم لا تدخل المدرسة؟ قال: وأنت لماذا لاتدخل قلت: إنني انتظرك, فأجابني متذمراً مني: لن ادخل اليوم.
أين ستذهب.. هل أنت مريض؟ لست مريضاً.. فلم أقم بحل الواجبات, فهل تذهب معنا إلى شهار, فنشتري (تميسة) ونفطر في (قهوة) هناك.. في قهوة البستان. استنكرت هذا الأمر قائلا: أتريد أن نهرب من المدرسة؟! فأجابني بغضب.. ادخل.. ادخل. ماذا تنتظر؟!
وركبا الدراجة (البسكليت) وانطلقا تتبعهما نظراتي الحائرة.. بلغ ضيقي مداه من كل شي.. البيت.. المدرسة.., الطائف كله ضاق بي, لم أهتم بالدراسة, وحل الواجبات, ولم أجد من يحس بحالتي وعقدتي النفسية التي تراكمت من كل جانب تبخرت تلك السعادة التي كنت أنتظرها للعيش في مدينة الطائف, كان كل همي أن يأتي والدي لأعود معه.
ذات يوم وصلت إلى المدرسة متأخراً, المنزل يقع من حي الشرقية من جهة وادي وج, والمدرسة في (نجمة) دار التوحيد حالياً, وذهابي على الأقدام.., حين وصلت وجدت الطلاب قد دخلوا.. عدا من يريد الهروب, وجدت ابن العم ومعه آخر, سألته ماذا تفعلان؟ قال: (سنفرك) سألته: ماذا يعني؟ قال: (سأغيب) قلت: سآتي معكما, وكان مع كل منهما دراجته, فكم كنت أتمنى أن أتعلم قيادة (البسكليت) أو ركوبها على الأقل, رحبا بي فرِحَين, ركبت خلفه على الدراجة, وأكاد أسقط بين مرة وأخرى. وصلنا إلى مقهى البستان بعد شراء (التميس والجبنة والسجائر والفصفص) كانت القهوة ترى منفردة من بعيد في حي شهار الخالي من العمران حينذاك، سببت لرفيقي ضيقاً وتذمراً لسقوطي عدة مرات من فوق الدراجة, وبقينا في المقهى حتى وقت الانصراف, ثم عدنا إلى المنزل, وتواصل التغيّب مره بعد أخرى بهذه الطريقة, فكانت النتيجة نصف العام الرسوب في أكثر المواد, مع نجاحي في ركوب (السيكل) وقيادته

 

 
























التوقيع

قال تعالى :
"ومن احسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال انني من المسلمين"

فصلت (33)


   

رد مع اقتباس
قديم 04-09-2010, 11:50 PM   رقم المشاركة : 4

 





أخي الكريم:
سعيد الفقعسي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مجهود جبار قمت به ولا تزال في نقل أجزاء من كتاب "المعلامة" للكاتب الأديب الأخ الكريم : عقيلي الغامدي.
تابعتُ كلَّ الأجزاء المنقولة بجهدكم ، وأعجبت بهذا الأسلوب السهل الممتنع للكاتب لرصد حقبة زمنية للتعليم والحياة الاجتماعية المصاحبة.
لقد زوى لنا تلك الحقبة بكل تفاصيلها الدقيقة وكأننا نرى فلمًا وثائقيًا سينمائيًا يجبرك على المتابعة.
ومع إنني دخلتُ زائرًا لمنتدى رغدان عدة مرّات ، وأحسبُ أنني قرأتُ له حلقات من هذا الكتاب ، والأعضاء يتابعونه بشغف ويطالبونه بالمزيد.
زاملتُ الأستاذ / عقيلي أثناء الدراسة بمركز الدراسات التكميلية عام 1388 / 1389 هـ بمدينة الطائف، وكان من أميز الدارسين خلقًا واجتهادًا وحقّق مركزًا دراسيًا متقدمًا. ويحمل ثقافة واسعة في كثير من المجالات وخاصة في الإسلاميات واللغة العربية بكل فروعها.
أخوه عبد الهادي لا يقل عنه خلقًا وعلمًا وشياكة في مظهره الأنيق بملابسه البيضاء الناصعة.

شكرًا لك أخي سعيد على جهدك الملموس بساحاتنا،
وكثَّر الله من أمثالك.


لك التحية والسلام ، والتقدير والاحترام.



 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 06-10-2010, 08:43 PM   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
مشرف
 
إحصائية العضو











مشرف الأدب غير متواجد حالياً

آخـر مواضيعي


ذكر

التوقيت

إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
مشرف الأدب is on a distinguished road


 




الأخ الكريم : سعيد الفقعسي

الساحة الأدبية وزوارها يشكرونك على هذا الطرح الرائع ، والجهود الملموسة.

كلنا أمل في استمرار التواصل معنا وتزويدنا بالجديد المفيد. وفقك الله وبارك جهودك.


مشرف الأدبية

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 04-12-2010, 05:47 PM   رقم المشاركة : 6

 


هذه إطلالة جميلة أخرى تضاف إلى روائع الأخ سعيد الفقعسي الذي آثر أن يلقي بثقله هنا بين أخوته ومحبيه .. لقد شاهدت لك مشاركات متعدده بمنتديات مشابهة .. إلا أنني أجد القلب يتجه حيث يميل به الهوى .. ولا غرابة في هذا فأنت بين إخوتك ومحبيك ولا توجد فواصل بين الإبداع ومحبي الإبداع

حديثي معك هنا سيطول .. ولا أدري هل أبدأ بالترحيب المتأخر .. أو بالإعجاب لما تسطره الأنامل .. أو بسرد بعض الخواطر .. أم بالتعليق على رواية العقيلي

سأبدأ بالخواطر : لقد كنت متابعا للكثير من مشاركاتك ولم أجد الفرصة لكي أحظى أو أتمكن من كتابة رد واحد على مشاركاتك المتعددة .. ذلك أن (( الأدب )) بيني وبينه جفاء.. وخاصة الشعر فلا أحفظ منه شيئا وليس لي قدرة على الخوض في موارده .. عدا الإعجاب ببعض رموزه ونقد ما تيسر لي من فهم بعض نصوصه .. وسبق لي أن كتبت ردا لمشاركة لك سابقة عن الشاعر خرصان .. وأجهدت أصابعي ( على الجهاز ) بكتابة ما أحسبه تحليلا ونقدا ( أتجمل بها منك مرة واحدة ) لكن بعد أن أنتهيت وشعرت بطمأنينة لما كتبت .. إذا بإحدى أناملي تخطيء بلمس الجهاز .. فيختفي بلحظات كل جهدي .. ومن الصعب الإعتماد على الذاكرة لإستعادة قرابة صفحة واحدة

اليوم وجدت هذه الفرصة هنا من خلال الإطلاع على مذكرات أخي وزميلي الأستاذ عقيلي عبدالغني الذي تشرفت بمعرفته منذعام 1395 هجرية عندما تأسس نادي الطائف الأدبي واستمرت علاقاتنا معا بحكم العمل والإلتقاء بالنادي أحيانا .. لقد أخبرني بكتابه هذا قبل أشهر .. لكنني بصراحة لما قال ( المعلامة ) ما ارتحت للعنوان ولم يخطر ببالي الإستعجال في اقتنائه أو قراءته

لكن لفت نظري الموضوع المسطر بإسمك .. قلت أشوف .. وفعلا رأيت العجب العجاب وقرأت بنهم ما كنت أبحث عنه مستمتعا .. وضاحكا ( لوحدي ) في كثير من الأحيان على تلك المواقف الطريفة ( المباشرة فورا -- البكاء في المعزاه بدون معرفة السبب -- ييس و نو ) وغيرها الكثير .. حتى أنني قرأت العشر حلقات وما أن انتهيت إلا وراسي ( يدوج ) من التعب وطول الجلسة .. وأعقبتها بمقابلة جاري أمين مكتبة النادي أطلبه نسخة عاجلة لكي استمتع بقراءة ما تبقى .. وها أنذا الآن أسطر لكما مشاعري قبل اكمال قراء المعلامة .

فتقبل منى خالص الود والتقدير .. وأملي أن أسعد بمقابلتك على النت أو مواجهة .. والله يحفظك

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 04-22-2010, 07:14 AM   رقم المشاركة : 7

 

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بن ناصر مشاهدة المشاركة

هذه إطلالة جميلة أخرى تضاف إلى روائع الأخ سعيد الفقعسي الذي آثر أن يلقي بثقله هنا بين أخوته ومحبيه .. لقد شاهدت لك مشاركات متعدده بمنتديات مشابهة .. إلا أنني أجد القلب يتجه حيث يميل به الهوى .. ولا غرابة في هذا فأنت بين إخوتك ومحبيك ولا توجد فواصل بين الإبداع ومحبي الإبداع

حديثي معك هنا سيطول .. ولا أدري هل أبدأ بالترحيب المتأخر .. أو بالإعجاب لما تسطره الأنامل .. أو بسرد بعض الخواطر .. أم بالتعليق على رواية العقيلي

سأبدأ بالخواطر : لقد كنت متابعا للكثير من مشاركاتك ولم أجد الفرصة لكي أحظى أو أتمكن من كتابة رد واحد على مشاركاتك المتعددة .. ذلك أن (( الأدب )) بيني وبينه جفاء.. وخاصة الشعر فلا أحفظ منه شيئا وليس لي قدرة على الخوض في موارده .. عدا الإعجاب ببعض رموزه ونقد ما تيسر لي من فهم بعض نصوصه .. وسبق لي أن كتبت ردا لمشاركة لك سابقة عن الشاعر خرصان .. وأجهدت أصابعي ( على الجهاز ) بكتابة ما أحسبه تحليلا ونقدا ( أتجمل بها منك مرة واحدة ) لكن بعد أن أنتهيت وشعرت بطمأنينة لما كتبت .. إذا بإحدى أناملي تخطيء بلمس الجهاز .. فيختفي بلحظات كل جهدي .. ومن الصعب الإعتماد على الذاكرة لإستعادة قرابة صفحة واحدة

اليوم وجدت هذه الفرصة هنا من خلال الإطلاع على مذكرات أخي وزميلي الأستاذ عقيلي عبدالغني الذي تشرفت بمعرفته منذعام 1395 هجرية عندما تأسس نادي الطائف الأدبي واستمرت علاقاتنا معا بحكم العمل والإلتقاء بالنادي أحيانا .. لقد أخبرني بكتابه هذا قبل أشهر .. لكنني بصراحة لما قال ( المعلامة ) ما ارتحت للعنوان ولم يخطر ببالي الإستعجال في اقتنائه أو قراءته

لكن لفت نظري الموضوع المسطر بإسمك .. قلت أشوف .. وفعلا رأيت العجب العجاب وقرأت بنهم ما كنت أبحث عنه مستمتعا .. وضاحكا ( لوحدي ) في كثير من الأحيان على تلك المواقف الطريفة ( المباشرة فورا -- البكاء في المعزاه بدون معرفة السبب -- ييس و نو ) وغيرها الكثير .. حتى أنني قرأت العشر حلقات وما أن انتهيت إلا وراسي ( يدوج ) من التعب وطول الجلسة .. وأعقبتها بمقابلة جاري أمين مكتبة النادي أطلبه نسخة عاجلة لكي استمتع بقراءة ما تبقى .. وها أنذا الآن أسطر لكما مشاعري قبل اكمال قراء المعلامة .

فتقبل منى خالص الود والتقدير .. وأملي أن أسعد بمقابلتك على النت أو مواجهة .. والله يحفظك

الأستاذ الفاضل بن ناصر

أشكرك جزيل الشكر وأقدر واثمن مشاعرك النبيلة الصادرة عن كريم ابن كريم غمرني بأدبه وكريم خلقة.
واجدني عاجزا عن الرد عليك بما تستحق وبما انت اهلة ولا املك إلا الدعاء بأن يديم الله عليك نعمه ظاهرة وباطنة ودمت لمن يغليك.

 

 
























التوقيع

قال تعالى :
"ومن احسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال انني من المسلمين"

فصلت (33)


   

رد مع اقتباس
قديم 04-11-2010, 10:15 PM   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
عضو فعّال
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
سعيد الفقعسي is on a distinguished road


 

استاذي وسميي الغالي

الجميل يرى الأشياء جميلة

وانت جميل في كل شؤونك واحوالك

مرورك على هذا المتصفح مصدر فخر ونور وتألق

اشكرك جزيل الشكر واتمنى لك دوام الصحة والعافية

ودمت لمن يغليك

 

 
























التوقيع

قال تعالى :
"ومن احسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال انني من المسلمين"

فصلت (33)


   

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:21 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir