انا والشيخ سلامه الجهني في المدينة

إنا والشيخ سلامه الجهني

في احد الأيام كنت على موعد مع دكتوري للمخ والأعصاب بمستشفى الملك عبدا لعزيز بالطايف وأنا في صالة الانتظار جلس إلى جواري رجل أحسست باني اعرفه تبدو عليه آثار جلطه لكن حاله أحسن من حالي والحمد لله على كل حال 0المهم ان الرجل بادرني بالكلام قائلا أنت نايف ألغامدي 0 قلت نعم قال إنا جارك في ألسوطه فلان السليماني 0 وكأنه أيقض ألذاكره واستعدته وسلمنا على بعضنا وهو رجل كريم وعالي ألمكانه 0 وسألته ايش عندك 0 قال والله إنا جاءتني جلطه قبل سنه وكان هذا في عام 1429 هـ فقدت بسببها الحركة والنطق 0 ولكن لحسن حظي أخذوني الأصدقاء إلى الشيخ سلامه الجهني بالمدينة وحصلت على ( كم كويه ) استعدت بسببها وبتوفيق الله 0 القدره على الحركة والنطق 0 كما ترى قلت طيب وايش حابك عند دكتور الأعصاب 0 قال لأنه بداء معالجتي قبل سلامه وأنا أتابع العلاج عنده 0 ولمعالجة آثار الكوايا 0 والحمد لله كما ترى قلت أرى انك بخير 0 وطنت القريحة عندي وقلت أروح للشيخ سلامه الذي سمعت عنه كثيرا لعل وعسى 0 كلمت أبو نايف 0 وما صدق خبر وحجز لنا في فندق دار التقوى 0 بجوار الحرم وكنت أسوق بنفسي ولكنه أصر ان يرافقنا نواف حفظه الله وحفض أبوه ليسوق سيارتي رغما عني وذهبنا إلى المدينة مع أرحام صالح أزواج بناته ونعم الأرحام 0 وصلناها بعد الظهر وكان يوم أربعاء 0 وقررنا ان نتعرف ونستطلع مكان الشيخ ومن ثم نذهب إليه غدا 0 صلينا العصر وبدأنا الاستطلاع وجأتنا النتائج ان الشيخ لا يستقبل احد بعد الأربعاء إلى يوم السبت وهنا كانت الخيبة تواجهنا 0 خصوصا ان كل من معي مرتبطين بوظائفهم 0 دخلت الحرم وأخبرت الجميع إنني سابقي إلى بعد صلاة العشاء 0 ولسؤ حظي نسيت جوالي في السكن 0 وفي الحرم التقيت برجل اسود ألبشره ابيض القلب والفعل 0 ظننته إثيوبي 0 لأنني رأيت كثيرا من الأجانب يرتاحون للزي السعودي 0 قلت له أنت إثيوبي 0 وأردت ان استطلع أخبار بلده 0 قال لا إنا من أهل ألمدينه قلت أنت مطلبي 0 قال خير قلت أوصف لي مكان بيت الشيخ سلامه الجهني لأني أريد ان اعرض نفسي علي 0 قال أنت حالتك طيبه والشيخ ما يعالج الجلطات إلا في شهرها الأول 0 قلت والله ان في النفس رغبه وحب استطلاع أريد الوصول إليه قال ولكنه لا يستقبل أحدا مهما كان من يوم الأربعاء إلى السبت 0 قلت عندي أمل ان يتيح لي فرصة مقابلته 0 وأذن العشاء وقمنا صلينا وبعد الصلاة قال لي الرجل توكل على الله 0 قلت إنا متوكل عله قال لا قوم معي نروح للشيخ سلامه 0 إنا أستاذ أولاده وأحفاده في تحفيض القران 0 ولعله لا يخيب أملي واملك 0 وبدون تردد وكأنني مسحور خرجت مع الرجل بعد ان قلت له سيارتي هنا في الفندق قال لا بنروح بسيارتي 0 وتصوروا معي كيف انقدت له دون ان ابلغ صالح أو استصحبه وإنا حالتي كما تعلمون المهم أخذني بسيارته إلى خارج ألمدينه أي في إطرافها قرب الحلقة ألعامه للمدينة ومع ان سؤ الظن ساورني إلا إنني لا زلت أفكر كيف أتصرف لو لا سمح الله وقع أي محذور 0 وهناك قرب الحلقة وقف بي الرجل وقال انتظرني قليلا حتى أعود إليك 0 غاب عني يمكن عشر دقايق ورجع وقال تفضل قلت فين قال تقابل الشيخ 0 ورضه بدون تردد مشيت معه ودخلنا على الشيخ ووجدته كما وصفوه لي الناس وأول ما شافني قال يا أخي أنت طيب وبخير كم للجلطة معك قلت يمكن أربع سنوات وشويه قال بمداعبة وريني عرض أكتافك 0 وخرجت من عنده وأنا امقت نفسي لسؤ ظني في الرجل الذي حاولت ان اكافؤه إلا انه رفض بكل أدب أهل ألمدينه المعروف وأوصلني إلى الفندق ولقيت الدنيا مقلوبة وقد انتشر صالح وأرحامه يبحثون عني داخل الحرم ولم يبقى إلا إبلاغ ألشرطه وعندما قلت لهم بالذي جرى قال صالح حفظه الله طيب ليش جينا معك ألمدينه قلت قدر الله وما شاء فعل قال بعد ان وصفت له الرجل قال لازم توريني هوه بكره قلت ان شاء الله ولما شافه قال بأسلوبه الذي تعرفونه كيف أمنت على نفسك معه 0 قلت لقد عاتبت نفسي على سؤ ظني كما هو حالك الآن 0
المقصود من إيراد القصة هو العلم بان من يصاب بالجلطة يجد علاجها عند الشيخ سلامه في شهرها الأول بإذن الله والثانية التوكل وإحسان الظن بالآخرين 0وكل شيء بقدر اعذروني إذا لم يروق لكم مع تحياتي 00