متى تطابق افعالنا اقوالنا

بسم الله الرحمن الرحيم
زملائي الأفاضل المعلمين والمعلمات الداعين إلى الله على بصيرة اسعد الله أوقاتكم بكل خير وجمعنا الله وإياكم بمستقر رحمته بالفردوس الأعلى من الجنة وسلام من الله عليكم ورحمة يسعدني في أول مقال اكتبه في هذا المنتدى المبارك أن تكون البداية مع اختياركم الأول لعمل المستقبل ( مهنة التربية والتعليم ) وعلى بعض مشاكلها ومعوقاتها ومقومات نجاحها .
لقد اخترتم مهنة التربية والتعليم فنعم البضاعة اخترتم كيف لا وهي مهنة الأنبياء وهي بضاعتهم ، كيف لا وانتم تبنون الأجيال عماد بناء الأمة ولها تأثيرها في حاضرها ومستقبلها ، كيف لا وقد اخترتم مهنة التربية والتعليم وهي رسالة رفيعة الشأن عالية المنزلة.
أخي المعلم أختي المعلمة : التعليم مهنة ذات قداسة يتعين على من امتهنها أداء حقها ، والتعليم رسالة يتعين على من سلك هذا الدرب أن يستشعر أهمية هذه الرسالة ويؤمن بها ويعتز بها .
إن اعتزاز المعلم بمهنته وتصوره المستمر لرسالته هو وقوده للبذل والعطاء والعمل المستمر.
إن حقل التربية والتعليم له جوانب عديدة قد تميز في بعضها واخفق القائمون عليه في جوانب أخرى وحدث خلل في بعض جوانبه – ما سوف أتحدث عنه في هذا المقال أن من أسباب الخلل الذي أصاب نظامنا التربوي من ( وجهة نظري ) هو أن بعضا منا معاشر من انظم إلى سلك التربية والتعليم نقول مالا نفعل ولا تطابق أفعالنا لأقوالنا بل قد نفعل عكس ما نقول وما نعلمه لأبنائنا وما نردده من شعارات داخل حجرة الصف مجرد أقوال وألفاظ لا تطبيق لها في واقع حياة كثير منا قال الحق تبارك وتعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ ،كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ ) الصف 2
وصدق الشاعر حينما قال :
لا تنه عن خلق وتأتي مثله ... عار عليك إذا فعلت عظيم
أخي الكريم كيف ترى حال أبنائنا حينما لا يرون صدق معلميهم وان أفعالهم لا تطابق أقوالهم إن ذلك سوف يحدث الخلل الكبير والازدواجية في تركيبتهم الشخصية وهو ما نلحظه ونشاهده هذه الأيام من تصرفات بعض الشباب والشابات يندى لها الجبين .
لذلك أيها الأحباب يجب أن تطابق أفعالنا أقوالنا لنكون قدوة صالحة لأبنائنا الطلاب والطالبات وأن يكون الفرد منا مثالا حسنا يقتدى به وأن نتخذ من رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته ورموزنا الإسلامية قدوات نقتدي بهم قال تعالى : "لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً" [الأحزاب:21(
وقال تعالى (أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ) الأنعام 90 .
وصدق الشاعر حين قال:
أيها العالم إياك الزلل ... واحذر الهفوة فالخطب جلل
هفوة العالم مستعظمة ... إن هفا أصبح في الخلق مثل
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه والى لقاء في مقالة أخرى والله يحفظكم