عذراً . . أبو أديب [ مدمن ]

بسم الله الرحمن الرحيم

أستاذي الكريم . . أستاذي الفاضل . . أستاذي العزيز . . أستاذي القدير. . أستاذي الغالي . أستاذي . . أستاذي . . أستاذي . . الأوصاف كثيرة والألقاب متعددة , الروابط والصلات بيننا لا حصر لها , العلاقات وطيدة لا قياس لها . المحبة واسعة لا حجم ولا وزن يستوعبها , يختصر جزءا منها هذا الموضوع .

أنا أكتب بعضا من هذه الكلمات والسطور وأمامي الكعبة المشرفة حرسها الله وزادها مهابة وأمنا , ولعظم هذا المكان فسأكتب بصدق ما في قلبي وواقعية الحال , أتحدث عن حقيقة , أتحدث عن أمر حدث ولا زال مستمرا , أتحدث معتذرا عن إدمان أحد أعضائكم , أتحدث عن إدمان احد ركائز هذا المنتدى الرائع المتميز , صحيح أنه معلم بل مربي [ مرب ] فاضل , لكن إدمانه غير مجرى حياة الكثير , وصدم واقعهم بحلم النائم على الفراش الوثير , حلم يطلب فيه النائم من النوم ألا يطير , إنني أخشى عليه من هذا الإدمان , أخشى أن يؤدي إلى هلاكه أو تناقص في صحته على أقل تقدير , هذا الرجل له أفضال على كثير من الحقب والأجيال , ولعدد كبير من الأفراد والمجموعات , ولكن الجميع كان يعتقد أنه يؤدي دورا وظيفيا دون علمنا بخفايا إدمانه , كنا نعتقد أنه يريد أن يحلل راتبه " دون معرفتنا بتفاصيل إدمانه , ولم نكن نجد من يحاسبه على إدمانه على الرغم من قلة أمثاله المدمنين , وعلى الرغم من سهولة متابعتهم ومراقبتهم , لكن لم يكن لدى احد غير الله تعالى القدرة على السيطرة عليهم , لأن إدمانهم وتعاطيهم يجعلهم قوة مدمرة قوة مهلكة , لا أحد يستطيع الوقوف أمامها ومجاراتها.

يا ترى كم كلفه هذا الإدمان , كم أنقص من رصيده , كم ضيع عليه من فرص الحصول على مراكز دنيوية زائلة تجعله مقدما بنفاق الآخرين تجعله ذا مكانة مرموقة مؤقتة مؤقتة مؤقتة , كم هي الساعات التي قضاها لإشباع إدمانه , لم يكلفه ذلك سوى ابتسامة لهذا أو ذاك , أو نصيحة لكل من يمر به , أو معلومة من ذهب يقدمها للناس .

هذا الإدمان جعله يعيش حياته مسرورا مبتهجا " شاري راحته " دون أن يخسر من جيبه , دون أن يضيع وقته , دون أن يكلف نفسه عناء البحث عما يروي ظمأ إدمانه ويشبع شهوة طبعه وسليقته وما جبله الله عليه , دون أن يتخفى عن الآخرين حتى لا يقبض عليه .

وبعد ما يزيد عن ثلاثين عاما من الإدمان الخالص , والتعاطي المستمر بلا انقطاع تم إجراء تحليل قطرات من دمه واكتشفوا السر الأعظم في حياته وهو أن دمه لا يحمل مادة واحدة , بل به الكثير من المواد الخطرة في هذا العصر , أهم مركباتها باختصار [ ع . ش . ق ] - [ إ , خ , لا , ص ] – [ت , ف , ا , ن , ي ] – [ أ , ب , و , ة ] - [ أ , م , ا , ن , ة ] - [ و , د ] وبعد أن تم اكتشاف أمره قرر الترجل عن صهوة الجواد , وتركه لآخرين لن يكونوا مثله أبدا أبدا أبدا .

ذلك الجواد هو الذي تحسر على فراق [ أبي أديب ] فيا ليت كل البشر أن يدمنوا مثل إدمانه ويحتذوا حذوه ويقتدوا به .