يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

اهداءات ساحات وادي العلي







العودة   ساحات وادي العلي > الساحات العامة > الساحة العامة

الساحة العامة مخصصة للنقاش الهادف والبناء والمواضيع العامه والمنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
المشاركة السابقة   المشاركة التالية
قديم 06-02-2010, 12:30 PM   رقم المشاركة : 1
علو الهمة وسمو الهدف


 






علو الهمة وسمو الهدف


القصة حدثت تفاصيلها في الأندلس في الدولة الأموية يرويها لنا التاريخ .وهي تحكي قصة ثلاثة من الشباب كانوا يعملون حمّارين – يحملون البضائع للناس من الأسواق إلى البيوت على الحمير –
وفي ليلة من الليالي وبعد يوم من العمل الشاق ,
تناولوا طعام العشاء وجلس الثلاثة يتسامرون.
فقال أحدهم واسمه " محمد " : افترضا أني خليفة .. ماذا تتمنيا ؟
فقال الآخران :يا محمد إن هذا غير ممكن .
فقال محمد : افترضا جدلاً أني خليفة ..
فقال أحدهم : هذا محال وقال الآخر يا محمد أنت تصلح حمّار أما الخليفة فيختلف عنك كثيراً ..
قال محمد : قلت لكما افترضا جدلاً أني خليفة .

وهام محمد في أحلام اليقظة، وتخيل نفسه على عرش الخلافة.
وقال لأحدهما : ماذا تتمنى أيها الرجل ؟
فقال الرجل : أريد حدائق غنّاء ,
قال محمد : وماذا بعد يارجل؟
قال الرجل : إسطبلاً من الخيل .
قال محمد :وماذا بعد يا رجل؟
قال الرجل : أريد مائة جارية .
قال محمد : وماذا بعد أيها الرجل ؟
قال الرجل : مائة ألف دينار ذهب .
قال محمد : ثم ماذا بعد أيها الرجل؟
قال الرجل : يكفي ذلك يا أمير المؤمنين .
كل ذلك و محمد بن أبي عامر يسبح في خياله الطموح ويرى نفسه على عرش الخلافة , ويسمع نفسه وهو يعطي العطاءات الكبيرة ،ويشعر بمشاعر السعادة وهو يعطي بعد أن كان يأخذ , وهو ينفق بعد أن كان يطلب , وهو يأمر بعد أن كان ينفذ وبينما هو كذلك التفت إلى صاحبه الآخر؛
وقال: ماذا تريد أيها الرجل ؟
فقال الآخر: يا محمد إنما أنت حمّار , والحمار لا يصلح أن يكون خليفة .
فقال محمد : يا أخي افترض جدلاً أنني الخليفة ؛ ماذا تتمنى ؟
فقال الآخر: أن تقع السماء على الأرض أيسر من وصولك إلى الخلافة ,
فقال محمد : دعني من هذا كله ماذا تتمنى أيها الرجل ,
فقال الآخر : إسمع يا محمد إذا أصبحت خليفة ؛ فاجعلني على حمار ووجه وجهي إلى الوراء ومر منادِ يمشي معي في أزقة المدينة وينادي أيها النااااااا س ! أيها الناااااا س ! هذا دجال محتال .من يمشِ معه أو يحدثه أودعته السجن.

@@@@@@@

وانتهى الحوار، ونام الجميع، ومع بزوغ الفجر استيقظ محمد وصلى صلاة الفجر وجلس يفكر ..
صحيح الذي يعمل حمارًا لن يصل إلى الخلافة ؟!
فكر محمد كثيرًا ما هي الخطوة الأولى للوصول إلى الهدف المنشود، توصل محمد إلى قناعة رائعة جداً وهي تحديد الخطوة الأولى؛ حيث قرر أنه يجب بيع الحمار وفعلاً باع الحمار


وانطلق محمد بن أبي عامر بكل إصرار وجدّ ،وبدأ يبحث عن الطريق الموصل إلى الهدف ، وقرر أن يعمل في الشرطة بكل جد ونشاط .
تخيلوا .. أخواني ... أخواتي الجهد الذي كان يبذله محمد وهو حمّار يبذله في عمله الجديد ..
أعجب به الرؤساء والزملاء والناس وترقى في عمله حتى أصبح رئيساً لقسم الشرطة في الدولة الأموية في الأندلس .
ثم مات الخليفة الأموي وتولى الخلافة بعده ابنه هشام المؤيد بالله وعمره في ذلك الوقت عشر سنوات , وهل يمكن لهذا الطفل الصغير من إدارة شئون الدولة ؟!.
وأجمعوا على أن يجعلوا عليه وصياً، ولكن خافوا أن يجعلوا عليه وصياً من بني أمية فيأخذ الملك منه...
فقرروا أن يكون مجموعة من الأوصياء من غير بني أمية , وتم الاختيار على محمد بن أبي عامر وابن أبي غالب والمصحفي .
وكان محمد بن أبي عامر مقرب إلى "صبح" أم الخليفة واستطاع أن يمتلك ثقتها فوشى بالمصحفي عندها وأزيل المصحفي من الوصاية.
وزوّج محمد ابنه بابنة ابن أبي غالب ثم أصبح بعد ذلك هو الوصي الوحيد.
ثم اتخذ مجموعة من القرارات ؛
فقرر أن الخليفة لا يخرج إلا بإذنه , وقرر انتقال شئون الحكم إلى قصره ,
وجيّش الجيوش وفتح الأمصار واتسعت دولة بني أمية في عهده، وحقق من الانتصارات ما لم يحققه خلفاء بني أمية في الأندلس .
حتى اعتبر بعض المؤرخين أن تلك الفترة فترة انقطاع في الدولة الأموية , وسميت بالدولة العامرية . هكذا صنع الحاجب المنصور محمد بن أبي عامر , واستطاع بتوكله على الله واستغلاله القدرات الكامنة التي منحه الله إياها أن يحقق أهدافه .

@@@@@@@@@@@

أخواني/ أخواتي .. القصة لم تنتهِ بعد؛
ففي يوم من الأيام وبعد ثلاثين سنة من بيع الحمار، والحاجب المنصور يعتلي عرش الخلافة وحوله الفقهاء والأمراء والعلماء .. تذكر صاحبيه الحمارين فأرسل أحد الجند،
وقال له : اذهب إلى مكان كذا؛ فإذا وجدت رجلين صفتهما كذا وكذا فأتِ بهما .
قال الجندي : أمرك سيدي. ووصل الجندي ووجد الرجلين بنفس الصفة وفي نفس المكان ..العمل هو هو .. المقر هو هو .. المهارات هي هي .. بنفس العقلية حمّار منذ ثلاثين سنة ..
قال الجندي : إن أمير المؤمنين يطلبكما ,
قالا : أمير المؤمنين؟!!! .. إننا لم نذنب .. لم نفعل شيئاً .. ما جرمنا ..
قال الجندي : أمرني أن آتي بكما . ووصلوا إلى القصر , دخلوا القصر نظرا إلى الخليفة ..
قالا باستغراب : إنه صاحبنا محمد ...

قال الحاجب المنصور : أعرفتماني ؟
قالا : نعم يا أمير المؤمنين , ولكن نخشى أنك لم تعرفنا ,
قال الحاجب المنصور : بل عرفتكما ثم نظر إلى الحاشية
وقال : كنت أنا وهذين الرجلين سويا قبل ثلاثين سنة، وكنا نعمل حمارين وفي ليلة من الليالي جلسنا نتسامر،
فقلت لهما : إذا كنت خليفة فماذا تتمنيا ؟ فتمنيا. ثم التفت إلى أحدهما،
وقال : ماذا تمنيت يا فلان ؟
قال الرجل : حدائق غنّاء.
فقال الخليفة : لك حديقة كذا وكذا . وماذا بعد؟
قال الرجل : اسطبل من الخيل.
قال الخليفة : لك ذلك . وماذا بعد ؟
قال الرجل : مائة جارية.
قال الخليفة : لك مائة من الجواري . ثم ماذا ؟
قال الرجل : مائة ألف دينار ذهب
قال الخليفة : هو لك. وماذا بعد ؟
قال الرجل : كفى يا أمير المؤمنين .
قال الحاجب المنصور : ولك راتب مقطوع - يعني بدون عمل – وتدخل عليّ بغير حجاب .
ثم التفت إلى الآخر وقال له ماذا تمنيت ؟
قال الآخر : اعفني يا أمير المؤمنين.
قال الخليفة : لا و الله حتى تخبرهم.
قال الآخر : الصحبة يا أمير المؤمنين.
قال الخليفة : حتى تخبرهم .
فقال الآخر : قلت إن أصبحت خليفة فاجعلني على حمار واجعل وجهي إلى الوراء ومر منادِ ينادي في الناس : أيها الناس هذا دجال محتال من يمشِ معه أو يحدثه أودعته السجن.

قال الحاجب المنصور محمد بن أبي عامر : افعلوا به ما تمنى حتى يعلم : ( أن الله على كل شيء قدير .. )

@@@@@@@@@@@@@

إخوتي / أخواتي؛
هل تعلمون ما هو الحمار الذي يجب أن نبيعه جميعاً ؟؟
أنها تلك القناعات التي يحملها الكثير مثل : ( – لا أستطيع – لا أصلح ..أنا لا أنفع في شيء )
وأن تستبدلها بقولنا ( أنا أستطيع بإذن الله ) ..

إذا القومُ قالوا مَنْ فتى؟ خلتُ أنّـني =عُــــــنيتُ فلمْ أكســـــلْ ولمْ أتبلّــــــد


أخي .. أختي ؛
هل يمكن أن تحقق أحلامك وأن تصل إلى أهدافك قل وبكل ثقة – نعم إن شاء الله.
وتذكّرْ دائمًا (( إن الله على كل شيء قدير ))

وتذكّرْ قول الحبيب صلى الله عليه وسلم عن ربه في الحديث القدسي : " أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء "
أخي .. أختي .. ظنْ بربك خيرًا , ظنْ أن الله سيوفقك ويحقق لك آمالك فإن كنت تظن بالله حسنًا تجد خيرًا وإن ظننت به غير ذلك ستجد ما ظننت.


علو همة في الحياة وعلو منزلة في الممات

من صيد بريدي الالكتروني

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:20 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir