يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

اهداءات ساحات وادي العلي







العودة   ساحات وادي العلي > ساحة الثقافة الإسلامية > الساحة الإسلامية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-03-2010, 12:14 AM   رقم المشاركة : 1
هلمو بنا ندرس ونتدارس كل يوم حديث


 


بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على خير خلق رب العالمين .. محمد صادق الوعد الأمين .. وعلى آله وصحبه الأطهار والتابعين .. صلاة وسلاما إلى يوم الدين
اخواني واخواتي في ساحات وادي العلى فكرة هذا الموضوع مستوحاه من مشاركة اخونا الكريم / عبد الرحيم بن قسقس جزاه الله عنا كل خير في إراد حديث صحيح عن الرسول صلى الله علية وسلم إلا ان وكما تعلمون يصعب احياناً معانى كثيراً من الكلمات وسبب ورود الحديث ومكان ورود الحديث ومن هذا المنطلق نرى والله اعلم ان نفهم و نتدارس كل يوم حديث بوضع الشرح الكامل لنص الحديث لكل يوم يقوم به اول عضو يدخل المنتداء من كل يوم اي اولنا همه ونشاط وسباقاً للخير وكلكم بإذن الله كذلك ،
فإنه حرى بالمسلم أن يحرص على مواطن نزول الرحمات ومواطن البركات والخيرات من رب البريات سبحانه وقد أوجدها الله سبحانه في مجالس الذكر التي تملأ القلوب خشية للواحد القهار جعلنا الله وإياكم من اهل الذكر احببت ان تشاركونا الاجر في تعلم وتعليم ما نطق به سيد الخلق عليه افضل السلام وافضل التسليم وبالله نبداء وبه نستعين

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

ــ آمركم بأربع و أنهاكم عن أربع آمركم بالإيمان بالله وحده أتدرون ما الإيمان بالله وحده ؟ شهادة أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله و إقام الصلاة و إيتاء الزكاة و صيام رمضان و أن تؤدوا خمس ما غنمتم و أنهاكم عن الدباء و النقير و الحنتم و المزفت احفظوهن و أخبروا بهن من وراءكم . ‌

تحقيق الألباني
( صحيح ) انظر حديث رقم : 10 في صحيح الجامع .‌

الشـــــرح :
من شرح المركز لزوائد الجامع الصغير :

لفظ البخاري في صحيحه (53) عن أبي جمرة قال كنت أقعد مع ابن عباس يجلسني على سريره فقال أقم عندي حتى أجعل لك سهما من مالي فأقمت معه شهرين ثم قال : " إن وفد عبد القيس لما أتوا النبي صلى الله عليه وسلم قال : من القوم أو من الوفد ؟ قالوا : ربيعة ، قال : مرحبا بالقوم أو بالوفد غير خزايا ولا ندامى فقالوا : يا رسول الله إنا لا نستطيع أن نأتيك إلا في الشهر الحرام وبيننا وبينك هذا الحي من كفار مضر فمرنا بأمر فصل نخبر به من وراءنا وندخل به الجنة ، وسألوه عن الأشربة ،
فأمرهم بأربع ونهاهم عن أربع ؛ أمرهم بالإيمان بالله وحده قال : أتدرون ما الإيمان بالله وحده ؟
قالوا : الله ورسوله أعلم .
قال شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصيام رمضان ، وأن تعطوا من المغنم الخمس ، ونهاهم عن أربع عن الحنتم والدباء والنقير والمزفت وربما قال المقير وقال احفظوهن وأخبروا بهن من وراءكم "

قال الحافظ في الفتح :
قال النووي : الوفد الجماعة المختارة للتقدم في لقى العظماء واحدهم وافد .
قال : ووفد عبد القيس المذكورون كانوا أربعة عشر راكبا كبيرهم الأشج .

قال ابن أبي جمرة : في قوله " من القوم " دليل على استحباب سؤال القاصد عن نفسه ليعرف فينزل منزلته .

قوله : ( مرحبا ) هو منصوب بفعل مضمر ، أي صادفت رحبا بضم الراء أي سعة ، والرحب بالفتح الشيء الواسع ، وقد يزيدون معها أهلا ، أي وجدت أهلا فاستأنس ، وفيه دليل على استحباب تأنيس القادم ، وقد تكرر ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم ، ففي حديث أم هانئ " مرحبا بأم هانئ " وفي قصة عكرمة بن أبي جهل " مرحبا بالراكب المهاجر " وفي قصة فاطمة " مرحبا بابنتي " وكلها صحيحة .
وأخرج النسائي من حديث عاصم بن بشير الحارثي عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له لما دخل فسلم عليه " مرحبا وعليك السلام " . قوله : ( غير خزايا ) : وخزايا جمع خزيان وهو الذي أصابه خزي ، والمعنى أنهم أسلموا طوعا من غير حرب أو سبي بهم ويفضحهم .

قوله ( ولا ندامى ) قال الخطابي : كان أصله نادمين جمع نادم لأن ندامى إنما هو جمع ندمان أي المنادم في اللهو ، وقال الشاعر فإن كنت ندماني فبالأكبر أسقني ، لكنه هنا خرج على الاتباع كما قالوا العشايا والغدايا ، وغداة جمعها الغدوات لكنه أتبع ، انتهى . وقد حكى القزاز والجوهري وغيرهما من أهل اللغة أنه يقال نادم وندمان في الندامة بمعنى فعلى هذا ، فهو على الأصل ولا إتباع فيه . والله أعلم .

قوله : ( إلا في الشهر الحرام ) والمراد بالشهر الحرام الجنس فيشمل الأربعة الحرم ،وكانت مساكن عبد القيس بالبحرين وما والاها من أطراف العراق ، ولهذا قالوا - كما في رواية شعبة عند المؤلف في العلم - وإنا نأتيك من شقة بعيدة . قال ابن قتيبة : الشقة السفر . وقال الزجاج : هي الغاية التي تقصد .
قوله : ( فأمرهم بأربع ) أي خصال أو جمل ،
قال القرطبي : قيل إن أول الأربع المأمور بها إقام الصلاة ، وإنما ذكر الشهادتين تبركا بهما كما قيل في قوله تعالى ( واعلموا أنما غنمتم من شيء فإن لله خمسه ) وإلى هذا نحا الطيبي فقال : عادة البلغاء أن الكلام إذا كان منصوبا لغرض جعلوا سياقه له وطرحوا ما عداه ، وهنا لم يكن الغرض في الإيراد ذكر الشهادتين - لأن القوم كانوا مؤمنين مقرين بكلمتي الشـهادة - ولكن ربما كانوا يظنون أن الإيمان مقصور عليهما كما كان الأمر في صدر الإسلام ، قال : فلهذا لم يعد الشهادتين في الأوامر . قيل ولا يرد على هذا الإتيان بحرف العطف فيحتاج إلى تقدير .

قلت : ويدل على ذلك لفظ رواية مسلم من حديث أبي سعيد الخدري في هذه القصة " آمركم بأربع : اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا ، وأقيموا الصلاة ، وآتوا الزكاة ، وصوموا رمضان ، وأعطوا الخمس من الغنائم " . وقال القاضي أبو بكر بن العربي : ويحتمل أن يقال إنه عد الصلاة والزكاة واحدة لأنها قرينتها في كتاب الله ، وتكون الرابعة أداء الخمس ، أو أنه لم يعد أداء الخمس لأنه داخل في عموم إيتاء الزكاة ، والجامع بينهما أنهما إخراج مال معين في حال دون حال .


قوله : ( ونهاهم عن أربع : عن الحنتم إلخ ) والحنتم بفتح المهملة وسكون النون وفتح المثناة من فوق هي الجرة ، كذا فسرها ابن عمر في صحيح مسلم ، وله عن أبي هريرة : الحنتم الجرار الخضر ،
وروى الحربي في الغريب عن عطاء أنها جرار كانت تعمل من طين وشعر ودم .

(والدباء) بضم المهملة وتشديد الموحدة والمد هو القرع ، قال النووي : والمراد اليابس منه . وحكى القزاز فيه القصر .

(والنقير) بفتح النون وكسر القاف : أصل النخلة ينقر فيتخذ منه وعاء .

(والمزفت) بالزاي والفاء ما طلي بالزفت .

(والمقير) بالقاف والياء الأخيرة ما طلي بالقار ويقال له القير ، وهو نبت يحرق إذا يبس تطلى به السفن وغيرها كما تطلى بالزفت ، قاله صاحب المحكم .

وفي مسند أبي داود الطيالسي عن أبي بكرة قال : أما الدباء فإن أهل الطائف كانوا يأخذون القرع فيخرطون فيه العنب ثم يدفنونه حتى يهدر ثم يموت . وأما النقير فإن أهل اليمامة كانوا ينقرون أصل النخلة ثم ينبذون الرطب والبسر ثم يدعونه حتى يهدر ثم يموت . وأما الحنتم فجرار كانت تحمل إلينا فيها الخمر . وأما المزفت فهذه الأوعية التي فيها الزفت . انتهى . وإسناده حسن . وتفسير الصحابي أولى أن يعتمد عليه من غيره لأنه أعلم بالمراد .
ومعنى النهي عن الانتباذ في هذه الأوعية بخصوصها لأنه يسرع فيها الإسكار ، فربما شرب منها من لا يشعر بذلك ، ثم ثبتت الرخصة في الانتباذ في كل وعاء مع النهي عن شرب كل مسكر كما سيأتي في كتاب الأشربة إن شاء الله تعالى .
قوله : ( وأخبروا بهن من وراءكم ) بفتح من وهي موصولة ، ووراءكم يشمل من جاءوا من عندهم وهذا باعتبار المكان ، ويشمل من يحدث لهم من الأولاد وغيرهم وهذا باعتبار الزمان ، فيحتمل إعمالها في المعنيين معا حقيقة ومجازا . واستنبط منه المصنف الاعتماد على أخبار الآحاد على ما سيأتي في بابه إن شاء الله تعالى

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 04-03-2010, 06:15 AM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية عبدالعزيز بن شويل
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 19
عبدالعزيز بن شويل is on a distinguished road


 




من جوار الحبيب

الفكرة رائعة ومفيدة

ونسأل الله أن ينفع بها

ولكن ..

أتمنى عليك مزيد من الإختصار

ووضع ما يُستفاد من الحديث



تحياتي
...........

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 04-03-2010, 07:38 PM   رقم المشاركة : 4

 

شرح رياض الصالحين >> باب الإخلاص وإحضار النية في جميع الأعمال والأقوال البارزة والخفية >>
وعن أبي العباس عبد الله بن عباس بن عبد المطلب رضي الله عنهما ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فيما يروي عن ربه ، تبارك وتعالى قال : إن الله كتب الحسنات والسيئات ثم بين ذلك : فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله تبارك وتعالى عنده حسنة كاملة وإن هم بها فعملها كتبها الله عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة ، وإن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة ، وإن هم بها فعملها كتبها الله سيئة واحدة متفق عليه .
الشرح
قوله : إن الله كتب الحسنات والسيئات كتابته للحسنات والسيئات تشمل معنيين : المعنى الأول : كتابة ذلك في اللوح المحفوظ فإن الله تعالى كتب فيه كل شيء كما قال الله : إنا كل شيء خلقناه بقدر وقال تعالى : وكل صغير وكبير مستطر فالله سبحانه وتعالى كتب السيئات والحسنات في اللوح المحفوظ . والمعنى الثاني : كتابته إياهما إذا عملها العبد فإن الله تعالى يكتبها حسب ما تقتضيه حكمته وحسب ما يقتضيه عدله وفضله . فهاتان كتابتان : كتابة سابقة : لا يعلمها إلا الله عز وجل فكل واحد منا لا يعلم ماذا كتب الله له من خير أو شر حتى يقع ذلك الشيء . وكتابة لاحقة : إذا عمل الإنسان العمل كتب له حسب ما تقتضيه الحكمة والعدل والفضل : ثم بين ذلك أي : ثم بين النبي صلى الله عليه وسلم ذلك كيف يكتب فبين أن الإنسان إذا هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله حسنة كاملة . هم أن يتصدق وعين المال الذي يريد أن يتصدق به ثم أمسك ولم يتصدق فيكتب له بذلك حسنة كاملة . هم أن يصلي ركعتين فأمسك ولم يصل فإنه يكتب له بذلك حسنة كاملة . فإن قال قائل : كيف يكتب له حسنة وهو لم يفعلها ؟ فالجواب على ذلك : أن يقال إن فضل الله واسع ، هذا الهم الذي حدث منه يعتبر حسنة لأن القلب همام إما بخير أو بشر فإذا هم بالخير فهذه حسنة تكتب له فإن عملها كتبها الله عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة . وهذا التفاوت مبني على الإخلاص والمتابعة فكلما كان الإنسان في عبادته أخلص لله كان أجره أكثر وكلما كان الإنسان أتبع في عبادته للرسول صلى الله عليه وسلم كانت عبادته أكمل وثوابه أكثر . وأما السيئة فقال : وإن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله حسنة كاملة كرجل هم أن يسرق ولكن ذكر الله عز وجل فأدركه خوف الله فترك السرقة فإنه يكتب له بذلك حسنة كاملة لأنه ترك فعل المعصية لله فأثيب على ذلك كما جاء ذلك مفسراً في لفظ آخر : لأنه تركها من جراي أي من أجلي . فإن عمل السيئة كتبت سيئة واحدة فقط لا تزيد لقوله تعالى : ومن جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها وهم لا يظلمون وهذا الحديث فيه : دليل على اعتبار النية وأن النية قد توصل صاحبها إلى الخير . وسبق لنا أن الإنسان إذا نوى الشر وعمل العمل الذي يوصل إلى الشر ولكنه عجز عنه فإنه يكتب عليه إثم الفاعل كما سبق فيمن التقيا بسيفيهما من المسلمين : إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار قالوا : يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول ؟ قال : لأنه كان حريصاً على قتل صاحبه والله الموفق .

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 04-03-2010, 07:51 PM   رقم المشاركة : 5

 

استاذي / عبدالعزيز بن شويل
استاذي / مشرف الاسلامية
اشكر دعمكم المتواصل لى خاصه ولكل ما يفيد هذا المنتدي وجعل الله ما تقومون به في ميزان حسناتكم
وسوف يأخذ بعين الاعتبار كل ما توجهنا إليه

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 04-03-2010, 07:56 PM   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 20
إبن القرية is on a distinguished road


 



من جوار الحبيب

معلومات قيمة .. ومجهود رائع

نسأل الله .. أن يجعل ما تسطره في ميزان حسناتك

جزاك الله خيراً .. ونفع بك

دمت بخير

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 04-03-2010, 08:15 PM   رقم المشاركة : 7

 

ابن القريه لا استطيع إلا ان اقف احتراماً لتشجيعك لى في كثيراً من ردودك القيمه وارجو الله ان اتشرف بلقائك قريباً
اخوك الفقير إلى الله / عبدالله بن حسن بن سعيد العفاس
طيبه الطيبه من جوار الحبيب صلى الله عليه وسلم

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 04-04-2010, 06:49 PM   رقم المشاركة : 8
باب بيان كثرة طرق الخير


 

شرح رياض الصالحين >> باب بيان كثرة طرق الخير >>
لقد رأيت رجلا يتقلب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر

127 - الحادي عشر : عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لقد رأيت رجلا يتقلب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق كانت تؤذي المسلمين رواه مسلم . وفي رواية مر رجل بغصن شجرة على ظهر طريق فقال والله لأنحين هذا عن المسلمين لا يؤذيهم فأدخل الجنة . وفي رواية لهما : بينما رجل يمشي بطريق وجد غصن شوك على الطريق فأخره فشكر الله له فغفر له .
الشرح
قال المؤلف - رحمه الله تعالى - فيما نقله عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : لقد رأيت رجلا يتقلب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق كانت تؤذي المسلمين وفي الرواية الأخرى أنه دخل الجنة وغفر الله له بسبب غصن أزاله عن طريق المسلمين وسواء كان هذا الغصن من فوق يؤذيهم من رؤوسهم أو من أسفل يؤذيهم من جهة أرجلهم المهم أنه غصن شوك يؤذي المسلمين فأزاله عن الطريق أبعده ونحاه فشكر الله له ذلك وأدخله الجنة مع أن هذا الغصن إذا آذى المسلمين فإنما يؤذيهم في أبدانهم ومع ذلك غفر الله لهذا الرجل وأدخله الجنة . ففيه : دليل على فضيلة إزالة الأذى عن الطريق وأنه سبب لدخول الجنة . وفيه أيضا : دليل على أن الجنة موجودة الآن لأن النبي صلى الله عليه وسلم رأى هذا الرجل يتقلب فيها وهذا أمر دل على الكتاب والسنة وأجمع عليه أهل السنة والجماعة أن الجنة موجودة الآن ولهذا قال الله تعالى وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ أعدت يعني هيئت وهذا دليل على أنها موجودة الآن كما أن النار أيضا موجودة الآن ولا تفنيان أبدا خلقهما الله عز وجل للبقاء لا فناء لهما ومن دخلهما لا يفنى أيضا فمن كان من أهل الجنة كان خالدا مخلدا فيها أبد الآبدين ومن كان من أهل النار دخلها خالدا مخلدا فيها أبد الآبدين . وفي هذا الحديث دليل على أن من أزال عن المسلمين الأذى فله هذا الثواب العظيم في أمر حسي فكيف بالأمر المعنوي ؟ هناك بعض الناس والعياذ بالله أهل شر وبلاء وأفكار خبيثة وأخلاق سيئة يصدون الناس عن دين الله فإزالة هؤلاء عن طريق المسلمين أفضل بكثير وأعظم أجرا عند الله فإذا أزيل أذى هؤلاء إذا كانوا أصحاب أفكار خبيثة سيئة إلحادية يرد عليها وتبطل أفكارهم . فإن لم يجد ذلك شيئا قطعت أعناقهم لأن الله يقول في كتابه العزيز إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ أو هنا يقول بعض العلماء إنها للتنويع يعني أنهم يقتلون ويصلبون وتقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف وينفوا من الأرض حسب جريمتهم . وقال بعض أهل العلم : بل أو هنا للتخيير أي أن ولي الأمر مخير إن شاء قتلهم وصلبهم وإن شاء قطع أيديهم وأرجلهم من خلاف وإن شاء نفاهم من الأرض ، حسب ما يرى فيه المصلحة وهذا القول قول جيد جدا - أعني أن تكون أو هنا للتخيير لأنه ربما يكون هذا الإنسان جرمه ظاهر سهل ولكنه على المدى البعيد يكون صعبا ويكون مضلا للأمة . والواجب على ولاة الأمور أن يزيلوا الأذى عن طريق المسلمين في بعضهم تقصير وفي بعضهم تهاون يتهاونون بالأمر في أوله حتى ينمو ويزداد وحينئذ يعجزون عن صده وكفه فالواجب أن يقابل الشر من أول أمره بقطع دابره حتى لا ينتشر ولا يضل الناس به . المهم أن إزالة الأذى عن الطريق الطريق الحسي طريق الأقدام والطريق المعنوي طريق القلوب والعمل على إزالة الأذى عن هذا الطريق وهذا الطريق كله مما يقرب إلى الله وإزالة الأذى عن طريق القلوب والعمل الصالح أعظم أجرا وأشد إلحاحا من إزالة الأذى عن طريق الأقدام .

 

 

   

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:54 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir