يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

اهداءات ساحات وادي العلي







العودة   ساحات وادي العلي > ساحة الثقافة الإسلامية > الساحة الإسلامية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-26-2009, 06:22 PM   رقم المشاركة : 11

 

.

*****

سورة الفلق


قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ

" قل أعوذ برب الفلق " الصبح

مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ

" من شر ما خلق " من حيوان مكلف وغير مكلف وجماد كالسم وغير ذلك

وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ

" ومن شر غاسق إذا وقب " أي الليل إذا أظلم والقمر إذا غاب

وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ

" ومن شر النفاثات " السواحر تنفث " في العقد " التي تعقدها في الخيط تنفخ فيها بشيء تقوله من غير ريق , وقال الزمخشري معه كبنات لبيد المذكور

وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ

" ومن شر حاسد إذا حسد " أظهر حسده وعمل بمقتضاه , كلبيد المذكور من اليهود الحاسدين للنبي صلى الله عليه وسلم , وذكر الثلاثة الشامل لها ما خلق بعده لشدة شرها .


(تفسير الجلالين)
*****

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 08-27-2009, 08:36 PM   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 20
إبن القرية is on a distinguished road


 






ســـورة .. الأعـــراف

خُذِ الْعَفْوَ

دخل فيه صلة القاطعين , والعفو عن المذنبين , والرفق بالمؤمنين , وغير ذلك

من أخلاق المطيعين

وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ

صلة الأرحام , وتقوى الله في الحلال والحرام , وغض الأبصار , والاستعداد لدار القرار .

وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ

وفي قوله " وأعرض عن الجاهلين " الحض على التعلق بالعلم , والإعراض عن أهل الظلم , والتنزه عن منازعة السفهاء , ومساواة الجهلة الأغبياء , وغير ذلك من الأخلاق الحميدة والأفعال الرشيدة . قلت : هذه الخصال تحتاج إلى بسط , وقد جمعها رسول الله صلى الله عليه وسلم لجابر بن سليم . قال جابر بن سليم أبو جري : ركبت قعودي ثم أتيت إلى مكة فطلبت رسول الله صلى الله عليه وسلم , فأنخت قعودي بباب المسجد , فدلوني على رسول الله صلى الله عليه وسلم , فإذا هو جالس عليه برد من صوف فيه طرائق حمر ; فقلت : السلام عليك يا رسول الله . فقال : " وعليك السلام " . فقلت : إنا معشر أهل البادية , قوم فينا الجفاء ; فعلمني كلمات ينفعني الله بها . قال : " ادن " ثلاثا , فدنوت فقال : " أعد علي " فأعدت عليه فقال : ( اتق الله ولا تحقرن من المعروف شيئا وأن تلقى أخاك بوجه منبسط وأن تفرغ من دلوك في إناء المستسقي وإن أمرؤ سبك بما لا يعلم منك فلا تسبه بما تعلم فيه فإن الله جاعل لك أجرا وعليه وزرا ولا تسبن شيئا مما خولك الله تعالى ) . قال أبو جري : فوالذي نفسي بيده , ما سببت بعده شاة ولا بعيرا . أخرجه أبو بكر البزار في مسنده بمعناه . وروى أبو سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إنكم لا تسعون الناس بأموالكم ولكن يسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق " . وقال ابن الزبير : ما أنزل الله هذه الآية إلا في أخلاق الناس . وروى البخاري من حديث هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن الزبير في قوله : " خذ العفو وأمر بالعرف " قال : ما أنزل الله هذه الآية إلا في أخلاق الناس . وروى سفيان بن عيينة عن الشعبي أنه قال : إن جبريل نزل على النبي صلى الله عليه وسلم , فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : " ما هذا يا جبريل " ؟ فقال : " لا أدري حتى أسأل العالم " في رواية " لا أدري حتى أسأل ربي " فذهب فمكث ساعة ثم رجع فقال : " إن الله تعالى يأمرك أن تعفو عمن ظلمك وتعطي من حرمك وتصل من قطعك " . فنظمه بعض الشعراء فقال : مكارم الأخلاق في ثلاثة من كملت فيه فذلك الفتى إعطاء من تحرمه ووصل من تقطعه والعفو عمن اعتدى وقال جعفر الصادق : أمر الله نبيه بمكارم الأخلاق في هذه الآية , وليس في القرآن آية أجمع لمكارم الأخلاق من هذه الآية . وقال صلى الله عليه وسلم : ( بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) . وقال الشاعر : كل الأمور تزول عنك وتنقضي إلا الثناء فإنه لك باقي ولو أنني خيرت كل فضيلة ما اخترت غير مكارم الأخلاق وقال سهل بن عبد الله : كلم الله موسى بطور سيناء . قيل له : بأي شيء أوصاك ؟ قال : بتسعة أشياء , الخشية في السر والعلانية , وكلمة الحق في الرضا والغضب , والقصد في الفقر والغنى , وأمرني أن أصل من قطعني , وأعطي من حرمني , وأعفو عمن ظلمني , وأن يكون نطقي ذكرا , وصمتي فكرا , ونظري عبرة . قلت : وقد روي عن نبينا محمد أنه قال ( أمرني ربي بتسع الإخلاص في السر والعلانية والعدل في الرضا والغضب والقصد في الغنى والفقر وأن أعفو عمن ظلمني وأصل من قطعني وأعطي من حرمني وأن يكون نطقي ذكرا وصمتي فكرا ونظري عبرة ) . وقيل : المراد بقوله : " خذ العفو " أي الزكاة ; لأنها يسير من كثير . وفيه بعد ; لأنه من عفا إذا درس . وقد يقال : خذ العفو منه , أي لا تنقص عليه وسامحه . وسبب النزول يرده , والله أعلم . فإنه لما أمره بمحاجة المشركين دله على مكارم الأخلاق , فإنها سبب جر المشركين إلى الإيمان . أي اقبل من الناس ما عفا لك من أخلاقهم وتيسر ; تقول : أخذت حقي عفوا صفوا , أي سهلا . قوله تعالى : " وأمر بالعرف " أي بالمعروف . وقرأ عيسى بن عمر " العرف " بضمتين ; مثل الحلم ; وهما لغتان . والعرف والمعروف والعارفة : كل خصلة حسنة ترتضيها العقول , وتطمئن إليها النفوس . قال الشاعر : من يفعل الخير لا يعدم جوازيه لا يذهب العرف بين الله والناس وقال عطاء : " وأمر بالعرف " يعني بلا إله إلا الله . قوله تعالى : " وأعرض عن الجاهلين " أي إذا أقمت عليهم الحجة وأمرتهم بالمعروف فجهلوا عليك فأعرض عنهم ; صيانة له عليهم ورفعا لقدره عن مجاوبتهم . وهذا وإن كان خطابا لنبيه عليه السلام فهو تأديب لجميع خلقه . وقال ابن زيد وعطاء : هي منسوخة بآية السيف . وقال مجاهد وقتادة : هي محكمة ; وهو الصحيح لما رواه البخاري عن عبد الله بن عباس قال : قدم عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر فنزل على ابن أخيه الحر بن قيس بن حصن , وكان من النفر الذين يدنيهم عمر , وكان القراء أصحاب مجالس عمر ومشاورته , كهولا كانوا أو شبانا . فقال عيينة لابن أخيه : يا ابن أخي , هل لك وجه عند هذا الأمير , فتستأذن لي عليه . قال : سأستأذن لك عليه ; فاستأذن لعيينة . فلما دخل قال : يا ابن الخطاب , والله ما تعطينا الجزل , ولا تحكم بيننا بالعدل ! قال : فغضب عمر حتى هم بأن يقع به . فقال الحر ; يا أمير المؤمنين , إن الله قال لنبيه عليه السلام " خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين " وإن هذا من الجاهلين . فوالله ما جاوزها عمر حين تلاها عليه , وكان وقافا عند كتاب الله عز وجل . قلت : فاستعمال عمر رضي الله عنه لهذه الآية واستدلال الحر بها يدل على أنها محكمة لا منسوخة . وكذلك استعملها الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما ; على ما يأتي بيانه . وإذا كان الجفاء على السلطان تعمدا واستخفافا بحقه فله تعزيره . وإذا كان غير ذلك فالإعراض والصفح والعفو ; كما فعل الخليفة العدل

والله أعلم

تفسير القرطبي

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 08-27-2009, 11:53 PM   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
عضو نشط
 
الصورة الرمزية صقر الوادي
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
صقر الوادي is on a distinguished road


 

مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 08-29-2009, 05:25 PM   رقم المشاركة : 14

 

.

*****



إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1)

النصر : العون مأخوذ من قولهم : قد نصر الغيث الأرض : إذا أعان على نباتها , من قحطها . قال الشاعر : إذا انسلخ الشهر الحرام فودعي بلاد تميم وانصري أرض عامر ويروى : إذا دخل الشهر الحرام فجاوزي بلاد تميم وانصري أرض عامر يقال : نصره على عدوه ينصره نصرا ; أي أعانه . والاسم النصرة , واستنصره على عدوه : أي سأله أن ينصره عليه . وتناصروا : نصر بعضهم بعضا .

ثم قيل : المراد بهذا النصر نصر الرسول على قريش ; الطبري . وقيل : نصره على من قاتله من الكفار ; فإن عاقبة النصر كانت له . وأما الفتح فهو فتح مكة ; عن الحسن ومجاهد وغيرهما .

وقال ابن عباس وسعيد بن جبير : هو فتح المدائن والقصور . وقيل : فتح سائر البلاد . وقيل : ما فتحه عليه من العلوم . و " إذا " بمعنى قد ; أي قد جاء نصر الله ; لأن نزولها بعد الفتح . ويمكن أن يكون معناه : إذا يجيئك .

وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (2)

قوله تعالى : " ورأيت الناس " أي العرب وغيرهم . " يدخلون في دين الله أفواجا " أي جماعات : فوجا بعد فوج . وذلك لما فتحت مكة قالت العرب : أما إذا ظفر محمد بأهل الحرم , وقد كان الله أجارهم من أصحاب الفيل , فليس لكم به يدان . فكانوا يسلمون أفواجا : أمة أمة .

قال الضحاك : والأمة : أربعون رجلا . وقال عكرمة ومقاتل : أراد بالناس أهل اليمن . وذلك أنه ورد من اليمن سبعمائة إنسان مؤمنين طائعين , بعضهم يؤذنون , وبعضهم يقرءون القرآن , وبعضهم يهللون ; فسر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك , وبكى عمر وابن عباس .

وروى عكرمة عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ : " إذا جاء نصر الله والفتح " وجاء أهل اليمن رقيقة أفئدتهم , لينة طباعهم , سخية قلوبهم , عظيمة خشيتهم , فدخلوا في دين الله أفواجا .

وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ أتاكم أهل اليمن , هم أضعف قلوبا , وأرق أفئدة الفقه يمان , والحكمة يمانية ] .

وروي أنه صلى الله عليه وسلم قال : [ إني لأجد نفس ربكم من قبل اليمن ]

وفيه تأويلان :
أحدهما : أنه الفرج ; لتتابع إسلامهم أفواجا .
والثاني : معناه أن الله تعالى نفس الكرب عن نبيه صلى الله عليه وسلم بأهل اليمن , وهم الأنصار .

وروى جابر بن عبد الله قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : [ إن الناس دخلوا في دين الله أفواجا , وسيخرجون منه أفواجا ] ذكره الماوردي , ولفظ الثعلبي : وقال أبو عمار حدثني جابر لجابر , قال : سألني جابر عن حال الناس , فأخبرته عن حال اختلافهم وفرقتهم ; فجعل يبكي ويقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : [ إن الناس دخلوا في دين الله أفواجا , وسيخرجون من دين الله أفواجا ] .

فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ

أي إذا صليت فأكثر من ذلك . وقيل : معنى سبح : صل ; عن ابن عباس : " بحمد ربك " أي حامدا له على ما آتاك من الظفر والفتح .

" واستغفره " أي سل الله الغفران . وقيل : " فسبح " المراد به : التنزيه ; أي نزهه عما لا يجوز عليه مع شكرك له .

" واستغفره " أي سل الله الغفران مع مداومة الذكر . والأول أظهر .

روى الأئمة واللفظ للبخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت : ما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة بعد أن نزلت عليه سورة " إذا جاء نصر الله والفتح " إلا يقول : [ سبحانك ربنا وبحمدك , اللهم اغفر لي ]

وعنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده : [ سبحانك اللهم ربنا وبحمدك , اللهم اغفر لي ] . يتأول القرآن .

وفي غير الصحيح : وقالت أم سلمة : كان النبي صلى الله عليه وسلم آخر أمره لا يقوم ولا يقعد ولا يجيء ولا يذهب إلا قال : [ سبحان الله وبحمده , أستغفر الله وأتوب إليه - قال - فإني أمرت بها - ثم قرأ - " إذا جاء نصر الله والفتح " إلى آخرها ] .

وقال أبو هريرة : اجتهد النبي بعد نزولها , حتى تورمت قدماه . ونحل جسمه , وقل تبسمه , وكثر بكاؤه .

وقال عكرمة : لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم قط أشد اجتهادا في أمور الآخرة ما كان منه عند نزولها .

وقال مقاتل : لما نزلت قرأها النبي صلى الله عليه وسلم على أصحابه , ومنهم أبو بكر وعمر وسعد بن أبي وقاص , ففرحوا واستبشروا , وبكى العباس ; فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : [ ما يبكيك يا عم ؟ ] قال : نعيت إليك نفسك . قال : [ إنه لكما تقول ] ; فعاش بعدها ستين يوما , ما رئي فيها ضاحكا مستبشرا .

وقيل : نزلت في منى بعد أيام التشريق , في حجة الوداع , فبكى عمر والعباس , فقيل لهما : إن هذا يوم فرح , فقالا : بل فيه نعي النبي صلى الله عليه وسلم . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : [ صدقتما , نعيت إلي نفسي ] .

وفي البخاري وغيره عن ابن عباس قال : كان عمر بن الخطاب يأذن لأهل بدر , ويأذن لي معهم . قال : فوجد بعضهم من ذلك , فقالوا : يأذن لهذا الفتى معنا ومن أبنائنا من هو مثله فقال لهم عمر : إنه من قد علمتم . قال : فأذن لهم ذات يوم , وأذن لي معهم , فسألهم عن هذه السورة : " إذا جاء نصر الله والفتح " فقالوا : أمر الله جل وعز نبيه صلى الله عليه وسلم إذا فتح عليه أن يستغفره , وأن يتوب إليه . فقال : ما تقول يا ابن عباس ؟ قلت : ليس كذلك , ولكن أخبر الله نبيه صلى الله عليه وسلم حضور أجله , فقال : " إذا جاء نصر الله والفتح " , فذلك علامة موتك . " فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا " . فقال عمر رضي الله عنه : تلومونني عليه ؟ وفي البخاري فقال عمر : ما أعلم منها إلا ما تقول .

ورواه الترمذي , قال : كان عمر يسألني مع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم , فقال له عبد الرحمن بن عوف : أتسأله ولنا بنون مثله ؟ فقال له عمر : إنه من حيث نعلم . فسأله عن هذه الآية : " إذا جاء نصر الله والفتح " . فقلت : إنما هو أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم , أعلمه إياه ; وقرأ السورة إلى آخرها . فقال له عمر : والله ما أعلم منها إلا ما تعلم . قال : هذا حديث حسن صحيح .

فإن قيل : فماذا يغفر للنبي صلى الله عليه وسلم حتى يؤمر بالاستغفار ؟ قيل له : كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه : [ رب اغفر لي خطيئتي وجهلي , وإسرافي في أمري كله , وما أنت أعلم به مني . اللهم اغفر لي خطئي وعمدي , وجهلي وهزلي , وكل ذلك عندي . اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت , وما أعلنت وما أسررت , أنت المقدم وأنت المؤخر , إنك على كل شيء قدير ] .

فكان صلى الله عليه وسلم يستقصر نفسه لعظم ما أنعم الله به عليه , ويرى قصوره عن القيام بحق ذلك ذنوبا .

ويحتمل أن يكون بمعنى : كن متعلقا به , سائلا راغبا , متضرعا على رؤية التقصير في أداء الحقوق ; لئلا ينقطع إلى رؤية الأعمال .

وقيل : الاستغفار تعبد يجب إتيانه , لا للمغفرة , بل تعبدا .

وقيل : ذلك تنبيه لأمته , لكيلا يأمنوا ويتركوا الاستغفار .

وقيل : " واستغفره " أي استغفر لأمتك .

إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا (3)

أي على المسبحين والمستغفرين , يتوب عليهم ويرحمهم , ويقبل توبتهم .

وإذا كان عليه السلام وهو معصوم يؤمر بالاستغفار , فما الظن بغيره ؟

روى مسلم عن عائشة قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من قول : [ سبحان الله وبحمده , أستغفر الله وأتوب إليه ] . فقال : ( خبرني ربي أني سأرى علامة في أمتي , فإذا رأيتها أكثرت من قول سبحان الله وبحمده , أستغفر الله وأتوب إليه , فقد رأيتها : " إذا جاء نصر الله والفتح " - فتح مكة - " ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا . فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا " ) .

وقال ابن عمر : نزلت هذه السورة بمنى في حجة الوداع ; ثم نزلت " اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي " [ المائدة : 3 ] فعاش بعدهما النبي صلى الله عليه وسلم ثمانين يوما .

ثم نزلت آية الكلالة ,

فعاش بعدها خمسين يوما . ثم نزل " لقد جاءكم رسول من أنفسكم " [ التوبة : 128 ] فعاش بعدها خمسة وثلاثين يوما .

ثم نزل " واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله " فعاش بعدها أحدا وعشرين يوما .

وقال مقاتل سبعة أيام . وقيل غير هذا مما تقدم في " البقرة " بيانه والحمد لله .


(تفسير القرطبي)
*****

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 08-30-2009, 07:47 PM   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 20
إبن القرية is on a distinguished road


 





سورة الحجــرات


"يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم" أي مؤثم وهو كثير

كظن السوء بأهل الخير من المؤمنين وهم كثير بخلافه بالفساق منهم فلا إثم فيه

في نحو ما يظهر منهم "ولا تجسسوا" حذف منه إحدى التاءين لا تتبعوا عورات

المسلمين ومعايبهم بالبحث عنها "ولا يغتب بعضكم بعضا" لا يذكره بشيء يكرهه

وإن كان فيه"أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا" بالتخفيف والتشديد أي لا يحسن

به "فكرهتموه" أي فاغتيابه في حياته كأكل لحمه بعد مماته وقد عرض عليكم

الثاني فكرهتموه فاكرهوا الأول "واتقوا الله" أي عقابه في الاغتياب بأن تتوبوا

منه "إن الله تواب" قابل توبة التائبين "رحيم" بهم

والله أعلم

تفسير الجلالين

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 09-01-2009, 12:00 AM   رقم المشاركة : 16
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 20
إبن القرية is on a distinguished road


 




سورة السجدة

قال تعالى " قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم " الظاهر من هذه الآية أن ملك الموت شخص معين من الملائكة كما هو المتبادر من حديث البراء المتقدم ذكره في سورة إبراهيم وقد سمي في بعض الآثار بعزرائيل وهو المشهور قاله قتادة وغير واحد وله أعوان وهكذا ورد في الحديث أن أعوانه ينتزعون الأرواح من سائر الجسد حتى إذا بلغت الحلقوم تنازلها ملك الموت قال مجاهد حويت له الأرض فجعلت مثل الطست تناول منها متى يشاء . ورواه زهير بن محمد عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه مرسلا . وقاله ابن عباس رضي الله عنهما " وروى ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا يحيى بن أبي يحيى المقري حدثنا عمر بن سمرة عن جعفر بن محمد قال سمعت أبي يقول : نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ملك الموت عند رأس رجل من الأنصار فقال له النبي صلى الله عليه وسلم " يا ملك الموت أرفق بصاحبي فإنه مؤمن " فقال ملك الموت : يا محمد طب نفسا وقر عينا فإني بكل مؤمن رفيق واعلم أن ما في الأرض بيت مدر ولا شعر في بر ولا بحر إلا وأنا أتصفحهم في كل يوم خمس مرات حتى أني أعرف بصغيرهم وكبيرهم منهم بأنفسهم والله يا محمد لو أني أردت أن أقبض روح بعوضة ما قدرت على ذلك حتى يكون الله هو الآمر بقبضها . قال جعفر بلغني أنه إنما يتصفحهم عند مواقيت الصلاة فإذا حضرهم عند الموت فإن كان ممن يحافظ على الصلاة دنا منه الملك ودفع عنه الشيطان ولقنه الملك لا إله إلا الله محمد رسول الله في تلك الحال العظيمة وقال عبد الرزاق حدثنا محمد بن مسلم عن إبراهيم بن ميسرة قال سمعت مجاهدا يقول : ما على ظهر الأرض من بيت شعر أو مدر إلا وملك الموت يطوف به كل يوم مرتين وقال كعب الأحبار والله ما من بيت فيه أحد من أهل الدنيا إلا وملك الموت يقوم على بابه كل يوم سبع مرات ينظر هل فيه أحد أمر أن يتوفاه . رواه ابن أبي حاتم وقوله تعالى" ثم إلى ربكم ترجعون " أي يوم معادكم وقيامكم من قبوركم لجزائكم " .

والله أعلم

تفسير ابن كثير

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 09-04-2009, 11:04 PM   رقم المشاركة : 17
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
إحصائية العضو

مزاجي:










إبن القرية غير متواجد حالياً

آخـر مواضيعي


ذكر

التوقيت

إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 20
إبن القرية is on a distinguished road


 



{ وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيراً }

سورة الإســـراء


وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ

أي كما راعيت حق الوالدين فصل الرحم , ثم تصدق على المسكين وابن السبيل . وقال علي بن الحسين في قوله تعالى : " وآت ذا القربى حقه " : هم قرابة النبي صلى الله عليه وسلم , أمر صلى الله عليه وسلم بإعطائهم حقوقهم من بيت المال , أي من سهم ذوي القربى من الغزو والغنيمة , ويكون خطابا للولاة أو من قام مقامهم . والحق في هذه الآية ما يتعين من صلة الرحم , وسد الخلة , والمواساة عند الحاجة بالمال , والمعونة بكل وجه .

وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا

أي لا تسرف في الإنفاق في غير حق . قال الشافعي رضي الله عنه : والتبذير إنفاق المال في غير حقه , ولا تبذير في عمل الخير . وهذا قول الجمهور . وقال أشهب عن مالك : التبذير هو أخذ المال من حقه ووضعه في غير حقه , وهو الإسراف , وهو حرام لقوله تعالى : " إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين "

من أنفق ماله في الشهوات زائدا على قدر الحاجات وعرضه بذلك للنفاد فهو مبذر . ومن أنفق ربح ماله في شهواته وحفظ الأصل أو الرقبة فليس بمبذر . ومن أنفق درهما في حرام فهو مبذر , ويحجر عليه في نفقته الدرهم في الحرام , ولا يحجر عليه إن بذله في الشهوات إلا إذا خيف عليه النفاد .

والله أعلم

تفسير القرطبي



 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 09-15-2009, 04:11 PM   رقم المشاركة : 18

 

.

*****

سورة الهمزة


وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ
الهماز بالقول واللماز بالفعل يعني يزدري الناس وينتقص بهم وقد تقدم بيان ذلك في قوله تعالى " هماز مشاء بنميم " قال ابن عباس همزة لمزة طعان معياب.

وقال الربيع بن أنس الهمزة يهمزه في وجهه واللمزة من خلفه . وقال قتادة الهمزة واللمزة لسانه وعينه ويأكل لحوم الناس ويطعن عليهم . وقال مجاهد الهمزة باليد والعين واللمزة باللسان وهكذا قال ابن زيد .

وقال مالك عن زيد بن أسلم همزة لحوم الناس ثم قال بعضهم المراد بذلك الأخنس بن شريق وقيل غيره وقال مجاهد هي عامة .

الَّذِي جَمَعَ مَالا وَعَدَّدَهُ
قوله تعالى " الذي جمع مالا وعدده " أي جمعه بعضه على بعض وأحصى عدده كقوله تعالى " وجمع فأوعى " قاله السدي وابن جرير وقال محمد بن كعب في قوله " جمع مالا وعدده" ألهاه ماله بالنهار هذا إلى هذا فإذا كان الليل نام كأنه جيفة منتنة .

يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ
أي يظن أن جمعه المال يخلده في هذه الدار " كلا " أي ليس الأمر كما زعم ولا كما حسب . ثم .

كَلا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ
أي ليلقين هذا الذي جمع مالا فعدده في الحطمة , وهي اسم طبقة من أسماء النار لأنها تحطم من فيها .

وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ
قال " وما أدراك ما الحطمة نار الله الموقدة التي تطلع على الأفئدة " قال ثابت البناني تحرقهم إلى الأفئدة وهم أحياء ثم يقول لقد بلغ منهم العذاب ثم يبكي وقال محمد بن كعب تأكل كل شيء من جسده حتى إذا بلغت فؤاده حذو حلقه ترجع على جسده .

نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ
تأكل كل شيء من جسده حتى إذا بلغت فؤاده حذو حلقه ترجع على جسده .

الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ
قال " وما أدراك ما الحطمة نار الله الموقدة التي تطلع على الأفئدة" قال ثابت البناني تحرقهم إلى الأفئدة وهم أحياء ثم يقول لقد بلغ منهم العذاب ثم يبكي وقال محمد بن كعب تأكل كل شيء من جسده حتى إذا بلغت فؤاده حذو حلقه ترجع على جسده .

إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ
قوله تعالى " إنها عليهم مؤصدة " أي مطبقة كما تقدم تفسيره في سورة البلد. وقال ابن مردويه حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا علي بن سراج حدثنا حماد بن حرزاد حدثنا شجاع بن أشرس حدثنا شريك عن عاصم عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم " إنها عليهم مؤصدة " قال مطبقة. وقد رواه أبو بكر بن أبي شيبة عن عبد الله بن أسد عن إسماعيل بن أبي خالد عن أبي صالح قوله ولم يرفعه .

فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ
قوله تعالى " في عمد ممددة" قال عطية العوفي عمد من حديد وقال السدي من نار وقال شبيب بن بشر عن عكرمة عن ابن عباس" في عمد ممددة " يعني الأبواب هي الممددة , وقال قتادة في قراءة عبد الله بن مسعود إنها عليهم مؤصدة بعمد ممددة وقال العوفي عن ابن عباس أدخلهم في عمد ممددة عليهم بعماد في أعناقهم السلاسل فسدت بها الأبواب , وقال قتادة كنا نحدث أنهم يعذبون بعمد في النار واختاره ابن جرير وقال أبو صالح " في عمد ممددة " يعني القيود الثقال . آخر تفسير سورة ويل لكل همزة ولله الحمد والمنة .

(تفسير ابن كثير)
*****

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 10-30-2009, 11:51 AM   رقم المشاركة : 19

 

.

*****


سورة الجمعة

"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ"

"يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من" بمعنى في

"يوم الجمعة فاسعوا" فامضوا

"إلى ذكر الله" للصلاة

"وذروا البيع" اتركوا عقده

"ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون" أنه خير فافعلوا



"فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ"

"فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض" أمر إباحة

"وابتغوا" اطلبوا الرزق

"من فضل الله واذكروا الله" ذكرا

"كثيرا لعلكم تفلحون" تفوزون كان صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة فقدمت عير وضرب لقدومها الطبل على العادة فخرج لها الناس من المسجد غير اثني عشر رجلا فنزلت

"وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ"

"وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها" أي التجارة لأنها مطلوبهم دون اللهو

"وتركوك" في الخطبة

"قائما قل ما عند الله" من الثواب

"خير" للذين آمنوا

"من اللهو ومن التجارة والله خير الرازقين" يقال : كل إنسان يرزق عائلته أي من رزق الله تعالى


تفسير الجلالين
*****

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 11-25-2009, 06:37 AM   رقم المشاركة : 20
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية عبدالعزيز بن شويل
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 19
عبدالعزيز بن شويل is on a distinguished road


 







"الحج" وقته "أشهر معلومات"

شوال وذو القعدة وعشر ليال من ذي الحجة وقيل كله

"فمن فرض" على نفسه "فيهن الحج" بالإحرام به

"فلا رفث" جماع فيه "ولا فسوق" معاص

"ولا جدال" خصام "في الحج"

وفي قراءة بفتح الأولين والمراد في الثلاثة النهي

"وما تفعلوا من خير" كصدقة "يعلمه الله"

فيجازيكم به ونزل في أهل اليمن وكانوا يحجون بلا زاد

فيكونون كلا على الناس "وتزودوا" ما يبلغكم لسفركم

"فإن خير الزاد التقوى"

ما يتقي به سؤال الناس وغيره

"واتقون يا أولي الألباب" ذوي العقول


تفسير الجلالين




تحياتي
...........

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:10 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir