إنا بفراقك يا عبدالعزيز لمحزونون

.

*****

بسم الله الرحمن الرحيم

إن العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضى ربنا
وإنا بفراقك يا عبدالعزيز لمحزونون



عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما تعدون الشهداء فيكم ، قالوا : يا رسول الله من قتل في سبيل الله فهو شهيد ، قال : إن شهداء أمتي إذاً لقليل : قالوا : فمن يا رسول الله ؟ قال : من قتل في سبيل الله فهو شهيد ، ومن مات في سبيل الله فهو شهيد ، ومن مات في الطاعون فهو شهيد ، ومن مات في البطن فهو شهيد ، والغريق شهيد

بإذن الله تعالى انك يا عبدالعزيز محمد احمد المعاد شهيد

قصة الشهيد الغريق عبدالعزيز محمد احمد المعاد الغامدي
حسب ما رواه لي احد المشاركين في عمليات البحث والإنقاذ مع إجراء بعض التعديلات الطفيفة:

الشاب عبدالعزيز مثل أقرانه فرح بالأمطار وحاول أن يستمتع بمناظر السيول عن قرب بالإضافة إلى عزمه على تقديم المساعدة والعون والإنقاذ لمن يحتاج بمعاونة اثنان من زملائه مستخدمين سيارة احدهما من نوع وآنيت تويوتا لاند كروزر (شاص) حسب ما تبين من الصور ومن عدة مصادر في مكان الحدث

لم يكن يعلم عبدالعزيز وزملائه أن تلك الجولة هي آخر لحظات حياتهم وان فرق الإنقاذ ستتولى البحث عنهم وإنقاذهم

تارك عبدالعزيز خلفه طفلين احدهما في الثالثة والآخر في الخامسة من العمر بالإضافة إلى زوجة وأم صابرتين محتسبتين رغم الحزن والحسرة وألم ومرارة الفراق
ولكن ما يعزيهم ويجبر كسرهم أن عبدالعزيز ترك لهم وسام ومرتبة (الشهيد)

بدأت قصة الفراق قبيل مغرب يوم الخميس 22/06/1434 هـ حين خرج عبدالعزيز برفقة زميليه في جولة بسيارة من نوع وآنيت شاص تويوتا لمتابعة جريان السيل العنيف في وادي القيم بالطائف وكما قال شهود العيان فقد حذرهم أحد المواطنين من الاقتراب من مجرى السيل ولكن قدرة الله لا تمهل فما هي إلا لحظات وانسحبت السيارة بسيل جارف زاد من خطورته اصطدام السيارة بعمود كهرباء التفت على السيارة أسلاكه الخطرة حيث توفي زميلاه داخل السيارة .

وبعد أن انتشلهما الدفاع المدني وردت معلومات تفيد أن لهما رفيق ثالث ولما عرفت السيارة وأصحابها وتأخر وصول عبدالعزيز تأكد للجميع أن عبدالعزيز هو المفقود في السيل

زاد من التأكيد تصوير أحد الشباب لمقطع فيديو عرضه على المنقذين من الجهات الأمنية يتضح فيه إلى حد ما أن السيل يجرف شخص من جوار سيارة اللاند كروزر في الثواني الأخيرة من المقطع (المقطع منتشر على الوتساب) .. وفي الساعة التاسعة رصدت أجهزة الأمن إشارات الجوال بالسيارة المحطمة وشرعت في رفع السيارة لكنها لم تجد له أثراً

استمر البحث من قبل فرق الإنقاذ ومتطوعين من شباب الطائف وأقارب المفقود وعدد من أهالي قرية رحبان طوال الليل في الظلام والبرد الشديد وسط المياه .. وبعد أن خفت حدة السيل .. ومع بزوغ الفجر تم استدعاء مائة شاب من طلاب مركز التدريب الخاص بالدفاع المدني بالطائف للانتشار والبحث في أودية ومزارع القيم التي يمر منها السيل حيث وجد الفقيد عبدالعزيز على بعد خمسة كيلو متراً أو اكثر من الموقع بمحاذاة قصر السحاب غرباً بإحدى المزارع

تعرف الدكتور احمد وأخونه عبدالمحسن وعلي وأبناء عمه وفي مقدمتهم محمد علي المعاد الفقيد يرحمه الله

نسأل الله تعالى الرحمة والمغفرة للفقيد ونسأل الله تعالى له الثبات عند السؤال وأن يكتبه وزميليه من الشهداء الأبرار ويدخلهم الفردوس الأعلى من الجنة وأن يلهم والدة عدالعزيز وزجته وأبنائه وأهله وذويه الصبر والسلوان

وإنا لله وإنا إليه راجعون

*****