يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

اهداءات ساحات وادي العلي







العودة   ساحات وادي العلي > ساحات وادي العلي الخاصة > ساحة صدى الوادي

ساحة صدى الوادي المواضيع الخاصة بوادي العلي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-22-2013, 08:10 AM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
إحصائية العضو

مزاجي:










عبدالله أبوعالي غير متواجد حالياً

آخـر مواضيعي


ذكر

التوقيت

إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
عبدالله أبوعالي is on a distinguished road

المعرفه


 

المعرفة مفردة فضفاضة تتناول أكثر من حالة
وتلتصق بأكثرمن تعبيرتوصيفي وتقييمي ولهاإستخداماتها العلمية
والعملية والمجتمعية أيضاً .
وهي من السهولة والدقة بحيث أنّك تطلقها هكذا:
(فلان ماعنده معرفة)
وسيدرك من تصفه لهم ماتعنيه خاصة إن لم تخرج
عن تقاليدالسياق فعندما يكون الحديث عن الشعر
أوعن علاَمة أوأي موقف له علاقة بالتقييم الإجتماعي
ففلان المعني بنقدك ماعنده أو مامعه معرفه
في محورحديثكم .
ولكنّ
ماقصدته من هذاالموضوع تلك السلسلة التي دأبت
ومنذ عقودعلى متابعتها (عالم المعرفة) ولقدلفت
نظري انّها طرحت موضوعاً ذوصلة بمسماها ونهجها
أطرحه بين أيديكم .

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 10-22-2013, 08:17 AM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
إحصائية العضو

مزاجي:










عبدالله أبوعالي غير متواجد حالياً

آخـر مواضيعي


ذكر

التوقيت

إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
عبدالله أبوعالي is on a distinguished road


 

'عالم المعرفة' تتساءل: ما المعرفة؟


كتب ـ أحمد فضل شبلول



منهج لتدريس المعرفة



"نحن نهتم بالمعرفة لأنها ذات أهمية جوهرية للحياة التي تتضمن قيمة تجعلها تستحق أن يعيشها الإنسان. وربما كانت مسائل الإبستمولوجيا ذات طابع تجريدي، بيد أن أهميتها لحياتنا مسألة حيوية بكل تأكيد".
هكذا ينهي دنكان بريتشارد كتابه الصادر عن سلسلة "عالم المعرفة" بالكويت، بهذا التعليق المختصر الذي يوجز فيه سبب اهتمامنا بالمعرفة وتكبدنا عناء استيعاب ما تعنيه نظرية المعرفة بالأساس في حياتنا.
ويقول مترجم الكتاب مصطفى ناصر في مقدمة: "ربما بدت لنا المعرفة ونظريتها من المسائل البديهية التي لا تحتاج إلى تأمل ودراسة أو حتى الانتباه إليها. ولكن ذلك شيء بعيد عن أن يكون صحيحا. في واقع الأمر تعتبر نظرية المعرفة أو (الإبستمولوجيا) من المسائل الفكرية المعقدة التي تتسم كثيرا بالتجريد، وهي فعلا كذلك، وربما كان هذا هو السبب في العزوف عن التفكير فيها في المقام الأول، إننا إزاء هذه المعرفة كأنما نقف أمام لوحة لبيكاسو في بعض مراحل مشواره الفني نتأملها، وقد نفهم أو لا نفهم أسرار الشكل والألوان. أو كأنما هي رواية من روايات جيمس جويس نريد أن نستوعب معانيها. لكن هل يعني ذلك أن مثل هذه المسائل المعقدة مجرد هراء؟ إن محاولة التعرف على حقيقة وأسرار وجودنا ليست بالمهمة السهلة على الإطلاق ولا هي بالمستحيلة كذلك".
ويؤكد أن الله تعالى خلقنا في هذه الأرض وميزنا عن جميع مخلوقاته بالعقل والسمع والأبصار والأفئدة التي هي من وسائل المعرفة التي تمكننا من إصلاح الأرض، وأراد منا أن نعرف أسرار الوجود ونسعى إلى الحقيقة. فمن شاء أن يستخدم عقله فليفعل ومن لم يشأ واختار أن يبقى سادرا في دياجير الظلام فذلك شأنه "قل هل يستوي الأعمى والبصير أم هل تستوي الظلمات والنور".
ومن أول أسرار الوجود هذه المعرفة التي هي مفتاح الحقيقة، ربما يبدو هذا شيئا يسهل قوله، ولكن بالتأكيد يصعب التطرق إليه وسبر أغواره.
إن كتاب "ما المعرفة؟" (الذي يحمل رقم 404 من السلسلة الكويتية) يكاد يكون نموذجيا لإرشادنا في محاولتنا، فهو يساعدنا على الإبحار في محيط نظرية المعرفة ومواجهة تياراتها الفكرية. وقد بذل مؤلفه جهدا ليحاول تبسيط الموضوع قدر الإمكان.
والمترجم حين يقول ذلك فهو لا يعني أن القارئ لن يواجه صعوبة في مشواره مع الكتاب، ولكن هذا هو قدرنا مع الفكر والمعرفة ومع ذلك فنحن لن نعتبر أنفسنا طلاب فلسفة حين نقرأ هذا الكتاب، فهو بعيد عن الخوض في متاهاتها، وإنما هي محاولة لا بد من أن نقدم عليها إذا أردنا أن نعرف: ما المعرفة؟




هذا ما حرص عليه مصطفى ناصر حين وقع اختياره على هذا الكتاب لكي يترجمه إلى العربية ويقدمه إلى القارئ لكي يتعرف على الموضوع ولا ينفر منه. لنتخذ خطوة على طريق المعرفة من دون وجل لأن هذا كتاب مبسط قدر الإمكان يسعى إلى إرشادنا إلى الطريق.
يتضمن الكتاب مزايا عدة منها تقسيم الموضوع على فصول كثيرة مختصرة تتقدم مع القارئ شيئا فشيئا، وفي نهاية كل فصل هناك خلاصة للموضوع، وأسئلة للمراجعة وقائمة بالمراجع للتوسع في التعليق عليها، إضافة إلى مصادر من الإنترتت تواكب آخر المستجدات، وضمن كل فصل هناك حقول خاصة تضمنت بعض المعلومات عن شخصيات ونظريات فكرية وفلسفية أو حتى فكرة معينة تضمنها فيلم من الخيال العلمي بما له صلة بالموضوع.








يتناول الجزء الأول من الكتاب موضوعات عامة ضمن إطار نظرية المعرفة، وتطرح فيه جملة من التساؤلات، على سبيل المثال: ما قيمة المعرفة؟ (من الذي يكترث بأن يعرف شيئا).
أما الجزء الثاني فيلقي الضوء على الموارد التي تستمد منها المعرفة ويتفحص دور الإدراك الحسي والذاكرة مثلا في مساعدتنا على اكتساب المعرفة والتمسك بها.
وينتهي هذا الجزء بتحليل نمط محدد من أنماط المعرفة ـ المعرفة الأخلاقية ـ ويطرح تساؤلا عن مصدر اكتساب هذا النوع من المعرفة، على افتراض أننا نمتلك شيئا منها.
ويتناول الجزء الثالث نطاق معرفتنا، ويتطرق إلى نقاشات يعتريها شيء من التشكك بهدف إظهار أن امتلاك المرء للمعرفة ـ أو على الأقل بعض أنواع المعرفة ـ شيء من المستحيل أن يتحقق.




وفي نهاية الكتاب هناك عدة ملاحق تشرح كل المصطلحات التي وردت في الكتاب والأمثلة التي تطرق إليها المؤلف لتبسيط الموضوع وجعله أكثر سلاسة مع ملحق شامل للمراجع، وهذا كله يجعل الكتاب يكاد يصلح منهجا لتدريس المعرفة.
مؤلف الكتاب دنكان بريتشارد استاذالفلسفة في جامعة سترلنغ واستاذ الإبستمولوجيا في جامعة أدنبره بالمملكة المتحدة. متخصص في موضوع نظرية المعرفة ويعد من مراجعها البارزين، وصدرت له عدة مؤلفات في هذا المجال، منها: المعرفة 2009، وجدل المعرفة 2008، واشرف على تحرير كتاب "الحظ المعرفي" 2005، ومن مساهماته الأخرى "الإبستمولوجيا من الألف إلى الياء".
اما المترجم مصطفى ناصر فهو خريج كلية الآداب جامعة البصرة، وحصل على شهادة دبلوم عال في التوثيق العلمي، من جامعة المستنصرية في العام 1980. ومن ترجماته: رواية في انتظار الماهاتما للروائي الهندي ناريان، و"الأجنحة الحزينة: دراسات في الأدب الإيرلندي" لـ ريتشارد إيلمان، و"كيف تقرأ القصيدة" للناقد الإنجليزي تيري إيغلتون.

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 10-23-2013, 08:22 AM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
عبدالله أبوعالي is on a distinguished road


 

ليس هناك معرفة مطلقة فحتّى الأنبياء والرسل ولحكمة لايعلمها إلاّ المولى جلّ شأنه كانت معرفتهم مقيّدة ومرتبطة بالوحي الإلهي .
إستناداً إلى هذا المنطق كان الجدل أو الجدال حول بعض الممارسات والقيم والألفاظ والمواقف فمن خلال تبادل الأطروحات قدنصل إلى معرفة مشتركة تصل بنا إلى مراتب ترضي قناعاتناعلى الأقل .
ولايخفى عليكم أنّ
(الجدل dialectic مصطلح يوناني يعني أصلاً فن الحوار أو النقاش. وهو علم القوانين الأكثر عمومية التي تحكم الطبيعة والمجتمع والفكر.)
لذلك نحن بحاجة ملحّة للجدل لنفهم على الأقل دون إقصاء للآخرودون إدّعاء بأن الطرف الآخرالمحاورقدبلغ فردوس المعرفة .

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 10-23-2013, 09:10 AM   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
عبدالله أبوعالي is on a distinguished road


 

الطبيعة فـي الأمثال الشعبية التراثية
كنـوز المعرفة عبر الأجيال



درويش مصطفى الشافعي

التراث ليس مجرد ذكـرى عابـرة من الماضي أو مجرد أدوات قديمـة وملابس بالية نحب اقتناءهـا للتفاخر، وهو ليس مجرد لافتـة مكتوبـة بالخـط العريض نرفعها قبل عقد النـدوات والمؤتمـرات وننزعها بعد انتهائـها، وليس التراث كـلام أو شعـارات يتبناهـا المترفون للمفاخرة وحب الظهـور.
ولكن التراث هو تاريـخ الأمة ومحصلة خبراتها، أفكارها، فلسفتها وفنونها، وهو يحفظ كيان الأمة وبقاءها واستمرارها ويُثَبت جذور حضارتها، ولا أدل على أهمية التراث العظيمة من محاولة بعض الأمم التي لا تمتلك تاريخاً ولا تراثاً من تزوير وسرقة تراث غيرها من الأمم ذات التاريخ والتراث العريقين. وعلى الرغم من جهود الباحثين المتواصلة لوضع تعريف شامل ومعبر للتراث الشعبي، إلا أن هذه التعريفات ظلت منقوصة أو غير واضحة، ويعود السبب في ذلك إلى أن التراث هو انعكاس لكافة جوانب الحياة الماضية بدءاً من نمط البيئة والطبيعة وما تحتويه من عناصر حية وغير حية، مروراً بتفاعل وتكيف المجتمع معها وانتهاء بالفنون والعادات والتقاليد والشعر والأدب والمعتقدات والفلسفة العامة والفردية والأمثال الشعبية.. وهنالك أكثر من عشرين تعريفاً للتراث الشعبي تختلف فيما بينها بالتفاصيل الدقيقة وتتلاقى في المعنى والجوهر، ويعود السبب في ذلك إلى غياب إجماع على تفسير معنى التراث، شأنه في ذلك شأن معظم مصطلحات العلوم الاجتماعية التي تتأثر بالخلفيات العلمية والسياسية والحضارية للعلماء المتخصصين بها، ولهذه الأسباب تعددت تعريفات التراث بهدف إظهار جميع معانيه وصوره وتفرعاته.

وكان جيم وليام عام 1846م أول من أطلق على التراث الشعبي أو المأثورات الشعبية اسم فلكلور وترجمة فلكلور إلى اللغة العربية تعني حكمة الشعب، حيث يشير الشق الأول من الكلمة (فلك) إلى الشعب، بينما يشير الشق الثاني من الكلمة (لور) إلى مجموعة المعارف والتقاليد المكتسبة عن طريق الخبرة.

وقد جاءت كلمة تراث في القرآن الكريم في الآية 19 من سورة الفجر لقول الله تعالى (وتأكلون التراث أكلاً لما....) والمقصود من التراث في هذا السياق الميراث المادي . أما الشق المعنوي للتراث فقد جاء ذكره في الآية الكريمة (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير) فاطر 32.

ولما كان التراث مستوحى من البيئة ومتجذراً في النفس البشرية منذ عصور وأزمان بعيدة، فقد أصبح يشكل هوية الأمة وخصوصياتها التي تشتمل على كل ما يتعلق بحياة السلف (الآباء والأجداد) من عادات، تقاليد، لهجات، تصاميم معمارية، أنماط غذائية، فنون تشكيلية، رسم، موسيقى، قصص، حكايات، أمثال شعبية، أحاجي، ألعاب أطفال، علوم مختلفة، آداب، شعر، حِرف يدوية، معتقدات شعبية..... وغيرها، ولعل من أهم ما يميز التراث ويحفظ بقاءه وديمومته هو أنه نتاج مجتمع أو نتاج فرد من المجتمع، ولكن المجتمع كله تقبله واحتضنه فأصبح التراث الشعبي يعبر عن روح المجتمع ويعكس رضاه واستحسانه، وهذه الأسباب وغيرها أكسبت التراث الشعبي القدرة على الانتقال من جيل إلى جيل، ونتيجة لذلك فقد أصبح لكل شعب تراثه الشعبي المتوارث المميز له والمندمج معه، ولكن توجد فيه بعض الاختلافات الطفيفة وفقاً لتباين الأقاليم الطبيعية والجغرافية في البلد الواحد، ويذكر الكتاب الأخضر في الفصل الثالث المقولة التالية: إن الشعوب لا تنسجم إلا مع فنونها وتراثها.

ومن الناحية العلمية يُعرف التراث بأنه علم اجتماعي، نفسي، سلوكي وتاريخي مترابط الأواصر والعلاقات ويختص بقطاع واسع من الثقافة والحضارة البشرية المتعلقة بالإنسان وبيئته الطبيعية بشقيها الحي وغير الحي.

ويٌعد التراث ثروة مادية وثقافية عظيمة، وخبرات ومهارات قيمة ورثتها الأجيال السالفة للأجيال القادمة لتستفيد منها في مناحٍ حياتيةٍ شتى، وتستقى منها المواعظ والعِبر، وسعة الأفق. وبسبب أهمية التراث في حياة الأمم ونمو حضارتها فقد أصبح علماً قائماً بذاته ويدرس في الجامعات والمعاهد، لما لذلك من أهمية كبيرة في دراسة خصائص المجتمعات والبحث في عوامل وأسباب تطور حضارات الأمم، وذلك من خلال دراسة وتحليل تراثهم واستجلاء أسراره وغموضه.


جوانب وأطياف التراث الشعبي

ليس من السهولة بمكان حصر جوانب التراث الشعبي، وذلك لأنه متعدد الأوجه وشديد التفرع ويمتزج في جميع جوانب الحياة مثلما تتداخل خيوط وألوان النسيج الواحد، فلو تناولنا فقط موضوع لعب الأطفال التراثي، لوجدنا فيه عشرات المعاني والأفكار والأهداف والفوائد الجسدية والنفسية، وكلها تعكس بشكل مباشر وغير مباشر الأوضاع الاجتماعية والسياسية والاقتصادية للمجتمع، وفي هذه المقالة سنتناول الأمثال الشعبية التراثية المتعلقة بالطبيعة وتحليلها والتعرف إلى أهميتها وأبعادها وتوافقها أو تنافرها مع الواقع العلمي.
تحتل الأمثال الشعبية جانباً واسعاً من الثقافة العربية، وهي من أجمل ألوان الأدب العربي إذ تحتوي على أدق أشكال التعبير والخطاب ما لا يعادله شيء من النصوص المكتوبة.

والأمثال الشعبية مكونة من كلمات قليلة شائعة وجمل بسيطة، وتعبر عن صدق تجربة الشعوب وشفافية مشاعرها ومعاناتها، ومع قلة كلماتها إلا أنها تحمل بين طياتها معاني كبيرة يصعب شرحها في مقالات طويلة. وترتبط الأمثال الشعبية بالكلام العادي أو اللهجة المحلية الدارجة وهذا ما يجعلها أكثر أنواع الأدب الشعبي انتشاراً بين الناس حتى قيل للتدليل على سرعة انتشارها (أسير من مثل). والمثل الشعبي هو تعبير لفظي مختصر ويُتداول بغير تبديل أو تغيير في لفظه الحرفي، وعادة ما يتضمن حكمة أو موعظة أو نصيحة، فهو في كثير من الأحيان يكون مستخلصاً من الخبرات والتجارب الواقعية في الحياة.

ويقال المثل الشعبي بين طيات الحديث، فتتألق معانيه الكامنة وتظهر بصورة أوضح. وقد بلغ الناس قديماً مرتبة عالية في استنباط الأمثال من وحي الطبيعة ومن تجارب الحياة وقد استعملوها في المكان والزمان المناسبين، كما استطاعوا التكلم مطولاً باستعمال الأمثال الشعبية.

ويختلف لفظ المثل باختلاف البلد الذي يقال فيه، ولكن دائماً بنفس المعنى، وتتميز الأمثال الشعبية بسهولة حفظها وتداولها بين الناس وكذلك سرعة انتشارها كما ذكر سابقاً.
وقد ولدت معظم الأمثال الشعبية من البيئة المحيطة بالإنسان وما تحويه من أشياء ملموسة كالحيوانات والطيور والثعابين والجبال... والنباتات والأحوال الجوية وغيرها وهذا مؤشر على إدراك الناس لمحيطهم وتفاعلهم مع عناصر الطبيعة المختلفة.

وقد ذكر الله تعالى الأمثال عدة مرات في القرآن العظيم، لقوله تعالى:
- (مثلهم كمثل الذي استوقد ناراً فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون). البقرة/ 16.
- (ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداء، صمٌ بُكم عمي فهم لا يعقلون). البقرة/171.
- (مثل الذين حُمِلوا التوراة ثم لم يَحملوها كَمثل الحمار يَحمل أسفاراً بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله والله لا يهدي القومَ الظالمين). الجمعة /5.
- (إنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُواْ فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ). البقرة/ 26.

الأمثال الشعبية استنتاجات وعِبر

مع كثرة المعلومات وتوافرها في كل مكان بدءاً من المكتبة المنزلية وانتهاءً بالشبكة العنكبوتية إلا أن هذا الزخم من المعلومات، لم يُحدث تغييراً عميقاً في ثقافة المجتمعات العربية، وذلك لأن توافر وسائل التعليم والتثقيف المرئي والمقروء والمسموع هو مجرد تأسيس لحياة ثقافية راقية، ولكن القراءة والتأمل والتفكر فيما نقرأ ونشاهد واختيار ما يناسبنا ويتوافق مع قيمنا وعاداتنا هو خطوة واعية على طريق بناء حضارة راقية، أما بلوغ مراتب متقدمة من الفكر الإنساني فيأتي من استلهام العِبر ومن تطوير المعارف المكتسبة ثم تطبيقها على أرض الواقع، وإن لم نفعل ذلك فلن يكون للثقافة والمعرفة قوة تصقل إنساناً أو تبني حضارة.


ليس من السهولة بمكان حصر جوانب التراث الشعبي، وذلك لأنه متعدد الأوجه وشديد التفرع ويمتزج في جميع جوانب الحياة مثلما تتداخل خيوط وألوان النسيج الواحد، فلو تناولنا فقط موضوع لعب الأطفال التراثي، لوجدنا فيه عشرات المعاني والأفكار والأهداف والفوائد الجسدية والنفسية، وكلها تعكس بشكل مباشر وغير مباشر الأوضاع الاجتماعية والسياسية والاقتصادية للمجتمع.


وحال التراث الشعبي كحال التاريخ، يستفاد منهما لإجراء مقارنة ولاستلهام عبرة، ولكن ربما يتفوق التراث الشعبي على التاريخ بسبب تعدد أدواته واستعمالاته فيكون تأثيره أقوى وحضوره أوسع في الحياة اليومية للمجتمع.
ولما كان التراث الشعبي بكل أشكاله وأطيافه نتاجاً لتفاعل الإنسان مع الطبيعة والأرض والتاريخ، فإن دراسة الأمثال الشعبية المتعلقة بالطبيعة وتحليلها والتعمق في فهمها وإدراكها يقود إلى مجموعة نتائج في غاية الأهمية لعل من أبرزها ما يلي:

- التعرف إلى التنوع الأحيائي Biodiversity وواقع الطبيعة في الماضي وتفاعل الإنسان مع عناصرها الحية وغير الحية، وكيفية إفادته منها، وهذا يوفر للباحثين البيئيين والعاملين في مجال الزراعة وغيرهم مخزوناً ضخماً للمعلومات والمعرفة ويُمَكِنهم من إجراء مقارنة مستندة على حقائق عملية مجربة.
- استعمال المخزون الفكري والمعرفي في مجالات الحياة الحاضرة وتطويرها بما يتناسب مع روح العصر.
- توظيف خبرات التراث في التعبئة المعنوية والروحية في حالة وجود خطر يتهدد الأمة.
- استنتاج أهمية المحافظة على كافة أطياف التراث بما فيها الأمثال الشعبية وتوثيقها لمنع سرقتها أو تزييفها.
- التعريف بالقيم والأخلاقيات الاجتماعية والبيئية التي تواجدت عند الآباء والأجداد والعمل على إحيائها والتمسك بها.

وفيما يلي ذكر لعدد من هذه الأمثال الشعبية وتحليل مضمونها وأبعادها.

• لا يمـوت الذيب ولا تفنـى الغنم:
مثل شعبي وقول مأثور يشكل أساساً لعلم البيئة الحديث، والمقصود من هذا المثل هو أن للذئب حقاً في افتراس بعض الأغنام لطالما يقوم الإنسان باصطياد الطيور والحيوانات الوحشية والتي هي فرائس الذئب، ولكن يجب أن يصان حق البقاء لكل من الذئاب الأغنام فلا تقوم شلايا الذئاب بافتراس جميع الأغنام وفي الوقت ذاته لا ينبغي حرمان الذئاب من حصتها فتموت جوعاً. وهنا يبرز مفهوم التوازن في الطبيعة.
ويقال هذا المثل عند عقد صفقة تجارية أو عند القيام بالتوسط للصلح بين الأطراف المختلفة، فيُطلب من الطرفين إبداء المرونة والتنازل عن بعض المواقف أو الطلبات.

• كمجير أم عامر:
أم عامر هي كنية أنثى الضبع. يقال إن ضبعة دخلت بيت رجل هرباً من البرد وطلباً للطعام، فقام الرجل بإيوائها وإطعامها، وعندما أوى الرجل إلى فراشه أتت عليه الضبعة وبقرت بطنه. ولهذا المثل حضور في بيت الشعر:
ومن يصنع المعروف في غير أهله يلاقي الذي لاقى مجير ام عامر.
يدل هذا المثل على معرفة العرب بطباع الضبع الذي لا يؤمن جانبه، ويدعو إلى عمل الخير في مكانه المناسب.

• أعق من ذئبـة:
يقال عندما تحدث خيانة من شخص لا يتوقع منه الخيانة، فالذئبة إذا ما جُرِح صاحبها أكلته فلا وفاء ولا عهد لها حتى للأصحاب وذوي القربى.

• ضربة الأرنب القاضية:
يقال هذا المثل للشخص الذي لا يعير اهتماماً لشخص ضعيف، فيحذره شخص آخر من ضربة الأرنب القاتلة، ويقول الشاعر علي بن العباس الرومي بهذا الخصوص:
لا تَحقِرَنَّ صَغيراً في مُخاصَمَةٍ
إنَّ البَعوضَةَ تُدمي مُقلةَ الأسدِ
جدير بالذكر بأن المثل السابق مستوحى من الواقع، فعندما يكون للأرنب صغار ويهم مفترس بافتراسها، تركله الأرنب بطرفيها الخلفيين فتقضي عليه.

• لسـانك حصـانك إن صنته صـانك وإن خنته خـانك:
اللسان والفرس بحاجة إلى تدريب من أجل حُسن الأداء، وإذا لم يُحسن التدريب فالنتيجة ستكون مخيبة للآمال، وقد اشتهر العرب بتربية الخيل وتأهيله للمعارك والمسابقات، وبقدر ما يمنح الخيل من اهتمام وحسن تدريب يكون الأداء أفضل، والشيء ذاته ينطبق على تدريب اللسان على القول السديد والنطق بما فيه الخير، وهل يجرُّ اللسان غير المدرب والمؤهل على صاحبه سوى الأذى والهلاك؟ وهل يكب الناس على وجوههم في النار إلا حصاد ألسنتهم؟

• إللي ما بعرف الصقر يشويه:
يُقال للشخص الذي يجهل منزلة الناس فيتصرف معهم بطرق لا تليق بمقامهم، وأصل هذا المثل هو أن الناس في الماضي لم يميزوا بين طائر يصلح لحمه للأكل وآخر لا يصلح، كما لم توجد قبل مجيء الإسلام الحنيف قوانين تمنع أكل طيور وحيوانات وتبيح غيرها. جدير بالذكر أن للصقور عادات وطباعاً راقية تتمثل بالأنفة والإباء ولا يجوز معاملتها بطريقة لا تليق بطباعها، وقد عرف العرب ذلك وحرصوا على احترام هذه الطباع.

• الغراب ما بنعق إلا بالخراب:
يقال للشخص المتشائم أو الذي لا يأتي بخبر يَسُر البال، وللغراب وقع سيئ في النفس البشرية في جميع الحضارات وعند معظم الشعوب، فهو طائر شؤم واعتبر سبباً للفراق بين المحبين فأسموه (غراب البين)، والبين هو الفراق، وسبب ذلك هو الأماكن الخربة التي يعيش فيها، لونه الأسود وصوته الخشن. وهذا المثل لا ينطبق مع الواقع في شيء فكم فراق وقع وكم وفاة حدثت لأشخاص لم يروا غراباً أو يسمعوا نعيقه في حياتهم؟


• كثير النط قليل الصيد:
من المعروف لدى الصيادين بأن الصياد الذي لا يصبر في لبده (مكان تربصه) ويغير مكانه باستمرار ويركض هنا وهناك لا يحظى بصيد، ويقال هذا المثل للشخص الذي لا يثبت في عمل ولا يستقر له حال فلا يحقق مراده.


• ذيل الكلب عمره ما بنعدل:
يقال للشخص الذي شَب واعتاد على الخطأ، ولا يرجى منه الصلاح، مثلما هو الحال مع ذيل الكلب الذي لا يستقيم مهما فعلنا له. وأصل المثل أن شخصاً ادعى بأن ذيل الكلب إذا ما رُبِط وشد بعصا مستقيمة وترك فترة على هذا الحال يَنعدل حاله، فقام بذلك، ولكن ما أن فك الرباط عن الذيل عاد أعوجاً كما كان، فقيل هذا المثل.

• أعقد من ذنب الضب:
يقال عندما تكون المشكلة معقدة وتستعص على الحل، مثلما هو الحال مع فقرات ذيل الضب الشديدة التماسك والالتصاق، بحيث يصعب فصلها. إن التشبيه بين تعقد مشكلة ما مع ذيل الضب هو في الواقع تشبيه موفق ويعطي الدلالة المطلوبة.

• الطيور على أشكالها تقع:
يقال عندما يتصاحب ويجتمع أشخاص شريرون مع بعضهم، فالطيور (بعض الأنواع) من ذات الصنف الواحد تتجمع مع بعضها مشكلة أسراباً ثم تقوم بمهاجمة المحاصيل الزراعية فلا تبقي ولا تذر.
وفي حالات قليلة يقال هذا المثل عندما يجتمع الأخيار لعمل ما ينفع الناس مثلما تتجمع الطيور في أسراب وتهاجم الحشرات الضارة بالمزروعات.

• لو كان فـي البومة خير ما تركهـا الصياد:
يقال عندما يعطي رجل بخيل شيئاً عديم الفائدة . فطائر البوم لا يصلح للأكل فلو اصطاده الصياد بالخطأ فإنه يرمي به، فقيل هذا المثل، ولكن الحقيقة هي أن لطائر البوم فوائد كثيرة كونه يلتهم القوارض والحشرات الضارة بالمحاصيل الزراعية. ورديف هذا المثل: لو فيه خير ما رماه الطير.

• غاب القـط.. العب يا فار:
عندما يسرح القط خارج البيت، فإن الفأر يجد فرصته لإشاعة الفوضى في البيت. يقال هذا المثل عندما يغيب رب/ربة البيت فيقوم من وراؤهم بعمل ما يحلو لهم.
حال التراث الشعبي كحال التاريخ، يستفاد منهما لإجراء مقارنة ولاستلهام عبرة، ولكن ربما يتفوق التراث الشعبي على التاريخ بسبب تعدد أدواته واستعمالاته فيكون تأثيره أقوى وحضوره أوسع في الحياة اليومية للمجتمع.


• عند غياب السباع، تستأسد الضباع:
يقال هذا المثل عندما يغيب رجل مهيب عن وطنه أو مكان إقامته، فيأتي صغار القوم للتسلط على عباد الله.

• مطرح العقرب لا تقرب ومطرح الحية افرش ونام:
الحيات دائمة الحركة ولا يستقر لها حال، حتى أنها لا تتخذ بيتاً دائماً تسكن فيه، على عكس العقارب التي تتخذ جحراً قلما تغادره، فإذا رأيت عقرباً في مكان سكناك فاعلم بأنها ستظل فيه، فقيل هذا المثل.

• عقربتين في غار ولا أختين في دار:
من طباع العقارب عدم الألفة والعيش مع بعضها في مكان أو جحر واحد وحتى الأخوات في البيت يتخاصمن ويتشاجرن. فكيف يكون الحال عندما تجتمع الضرتان؟ يشير هذا المثل وما سبقه إلى معرفة السلف لطباع العقارب.

• الأقـارب عقـارب:
يعتقد كثيرون بأن علاقة العداء والغيرة هي التي تسود بين الأقارب على خلفية تجارب فردية أو مشاهدة حالات معدودة، ولهذا قيل المثل، وبالطبع لا يتماشى هذا القول مع تعاليم الدين الإسلامي التي تدعو للمحبة والتراحم بين الناس جميعاً وبخاصة الأقارب والأرحام.

• اتموت الحية وسمها برأسها:
والمقصود هو أن العادة السيئة تدوم مع صاحبها حتى يموت:
ولكن قد لا ينطبق هذا المثل دائماً على أرض الواقع، فقد ينعدل حال صاحب الخصلة السيئة قبل الموت بأيام أو ربما بدقائق لأن الله هو الهادي التواب.


• من زرع في غير بلاده لا له ولا لولاده:
يؤكد هذا المثل على ضرورة انتماء الإنسان لوطنه وبناء مستقبله فيه وليس في بلاد أخرى.

• ارعى من عشب بلادك:
يقال هذا المثل لإظهار قيمة ما هو منتج وطنياً، وحتى من الناحية الغذائية والطبية يقول أخصائيو التغذية إن الطعام الحيواني أو النباتي المنتج محلياً هو أوفق لصحة المواطنين من المستورد.

• إذا تلِفت عليـك باللفت:
وجد الباحثون بأن اللفت يحتوي على مواد مُقاومة للأمراض الخطيرة مما يدعو لتناوله في حالة الصحة والمرض. وقد بينت دراسات حديثة أن اللفت يحتوي على مضادات أكسدة antioxidants تحول دون الإصابة بالسرطان، إضافة لاحتوائه على الحمض الدهني أوميغا - 3 الذي يفيد القلب والأوعية الدموية. ويبدو أن الناس قد أدركوا هذه الحقيقة بتجربتهم منذ زمن بعيد.

• كول الزيت وانطـح الحيـط:
يقال للحث على تناول زيت الزيتون الذي يحتوي على مواد غذائية وطبية عديدة، وقد عرف الناس ذلك بخبرتهم.

• الشجرة اللـي ما بتثمر حلال قطعهـا:
الحقيقة أن هذا المثل لا يمت للواقع بصلة، فالشجرة ليست للثمار فحسب، بل للظل والجمال وللتوازن الطبيعي، يقال هذا المثل للكنة (زوجة الابن) التي تأخرت عن الحمل أو أنها عاقر.


• شبـاط إن خبط ولبط - ريحـة الصيف فيه:
خبط يعني اشتد الرعد فيه، ولبط يعني هطلت الأمطار بغزارة فتشكل الطين، ومع ذلك فإن الصيف قادم قريباً..

• تموز بتغلي المي بالكـوز:
يقال للتدليل على الحرارة المرتفعة في شهر تموز. والكوز هو اليقطينة الجافة المفرغة من محتواها (اللب)، وكان أهل الريف يستعملونها لحفظ الماء ليظل بارداً، ومع ذلك كان الماء يسخن فيه بسبب شدة الحر خلال شهر تموز.

• خبي حطبـاتك الكبـار لشهر آذار:
في مناطق حوض البحر الأبيض المتوسط (سوريا، فلسطين، لبنان، الأردن وغيرها) كانت تأتي في الماضي خلال شهر آذار موجات برد قارص، وتتساقط الثلوج، وكان الناس يستعدون لهذا الشهر بتجميع قرامي الأشجار الكبيرة لاستعمالها في التدفئة، ويبين هذا المثل الحالة الجوية التي كانت تسود في ذلك الوقت وكيف كان الناس يستعدون لمواجهة البرد.

• برد الصيف أشد من ضرب السيف:
تنخفض درجات الحرارة في بلادنا خلال الليل وحتى في فصل الصيف، ولما كان الجو حاراً خلال النهار فإنهم ينسون برد الليل فيصيبهم ضرر شديد بسبب البرد.


• ابساط الصيف واسع:
يضرب للتدليل على سعة الحياة في الصيف، ورديف هذا المثل: الصيف كيف.
• إللي يقيك من البرد يقيك من الحر:
يعرف البدوي بأن ملابسه الثقيلة أو فروته التي توفر له الدفء في مواسم البرد، هي أيضاً واقية من قيظ الصحراء باعتبارها عازل للحرارة في الحالتين- البرد والحر.

• قصـة وحكمـة:
يحكى أن أعرابياً ضيع غنمه، فأخذ يدعو الله أن يُسَلِط عليها الضبع والذئب، فسمعه رجل فقال له يا رجل، إذا كانت الغنم لا تسلم من الذئب فكيف إذا سلط الله عليها الضبع أيضاً، فقال له الإعرابي: إذا اجتمع الذئب والضبع فإنهما ينشغلان ببعضهما فتسلم الغنم. وهذا دليل على معرفة البدوي بسلوك الحيوان).


كلمة أخيـرة:
إن ما ذكر أعلاه من أمثال شعبية مستوحاة من الطبيعة ما هي إلا أمثلة قلية من مئات الأمثال الأخرى التي يزخر بها التراث الشعبي العربي، وعند دراستها وتحليلها نجد أن بعضها يشكل أساساً لفهم حقائق علمية وفلسفية، بينما يعطي بعضها الأخر مؤشرات على شدة ارتباط السلف بالطبيعة وبالتالي اكتشافهم للكثير من أسرارها مما مكنهم التعامل والتعايش معها بتوافق وانسجام، ولكن التراث شأنه شأن أية ثقافة أو فلسفة لا يخلو من النقص والأخطاء التي ربما تكون وليدة ظروف معينة ورؤية محدودة.
وحتى يكتب للتراث الشعبي البقاء ويُحفظ من الاندثار فلا بد من أن يُفعل ويُوظف بشكل ينسجم مع واقع الحياة العصرية، ويُهيأ للتعايش مع أحداث ومستجدات المستقبل بآلية صحيحة ومدروسة، شريطة ألا يتعرض للتحريف والتشويه، فهو أولاً وآخراً السجل الموثوق الذي يميز هويتنا كأمة لها جذورها ويعكس شخصيتنا وشخصية أبنائنا وأحفادنا، ويصون قيمنا وأوطاننا.

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 10-26-2013, 02:31 PM   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
عبدالله أبوعالي is on a distinguished road


 

يرى المهتمين بالشعرالشعبي (الشقر)
في الجنوب أنّ الشاعر معرفة أولاً
وسرعة بديهة ثانياً وراحله ثالثاً

فالأولى تجعله ملماً بكل ضرورات البدع
والرد وجودة مايطرح ومن ذلك قول
الشاعر: دغسان ابوعالي رحمه الله :

إن شاء الله ماابدي في المحفل أعشارالكلام

وقوله في حدوة أخرى :

المحافل والشرح والمعارض كل يوم
غير بعض الشعرا يذبحون المزريات
وإن شا الله نلزم طياب التماثيل أنت وأنا
والضعيفة فا المحا ضير ما أجرى أجيبها

وسرعة البديهة واجبة الحضور وهي
مقياس ودليل على جودة الشاعر
فالتلكؤ والتردد لايجعله في مصاف
الشعراء الأوائل .

كما أنّ الراحلة (وضوح الصوت وعلوه دون نشاز)
مهم جداً للشاعرلدخول ميادين العرضة
وليس شرطاً للمبدعين في مجالس الشعر.

وهناك نماذج للردود تبين معرفة الشاعر
وتألقه منها هذه الحدوة التي بدع لها
الشاعر/ دغسان أبوعالي وردعليه
الشاعر/ علي بن عثمان رحمهما الله .

البدع
المشاعيب انقفل بابها والحجنوا
والقضا ماعاد يسمع لفتال الحجوج
وانت لاحصلت منهل وفيه أصفى ومروه
أعتزل صنف المجانين ( وطوافل ) ( وداع)
- يقصد اترك الطفيلية ودعهم -
كما انّ الحجنه نوع من العصا يشبه القصب
وهوصلب


الرد
ياعلي مايحرم الا الذي للحج نوى
مايجوزله يلتبس ثوب من بين الحجوج
أب يودي سبعه أشواط بين اصفا ومروه
ويختّم باقي الحج بطواف الوداع


ولأهمية المعرفة لدى الشعّارفقد
قال الشاعردغسان هذه الحدوة
التي تبين ركائزالمعرفة لديه
ولإدراكه بأنّ إبن عثمان يشاطره
الرأي ويراه من شعراء الصف الأول
فقدأوردإسمه في الرد رحمهما الله جميعاً .



البدع
الله يخلي قايد الجيش فيصلي
قوله الى قاله وفا مايبدلي
فعله يجملنا وشخصه يجملي
ولايسعنا الا نقول عاش أبوعبدالله
ماشي كما عقله وفهمه وحنكته


الرد
أسمع وش آقل ياابن عثمان ياعلي
الحمد لله يوم جابك رفيق لي
خذلك جمل لاعاد ودك تجملي
مايدخل الجنه يكن كل من عبد الله
والمعرفه ماهي حميصه وحنكته

وفعلاً المعرفة ليست من السهولة بمكان
كشوي الحميصة والحنكيته إن جازالتعبير
أو كمن يتحمص من حب الحاج أويتحنكت
من الحنطه .

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 10-27-2013, 08:36 AM   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
عبدالله أبوعالي is on a distinguished road


 

للمعرفة آفاقاً واسعة وفضاءات شتّى
ومن أشكالها تسليط الضوء على الهامشي
في نظربعض المبدعين ومن ذلك العنصرية
البغيضة والإتّجاربالبشروعودةعصرالعبودية
وهذا ماقامت به الكاتبة الكاميرونية :
( ليونورميانو )


كاتبة كامرونية تفضح دور الأفارقة في المتاجرة بإخوانهم

ليونور ميانو تصور في روايتها 'موسم الظل' حياة القرى الأفريقية الداخلية عبر مكابدات قبيلة مولنغو التي أوقعت أفرادها تحت هيمنة قبيلة بويلي.


بقلم: أبو بكر العيادي



ثمة وعي متنام بضرورة الإقرار ببشاعة تجارة الرقي



تجارة الرقيق اتخذت لها منذ القدم أوجها معلومة، عربية إسلامية، وأوروبية، وأطلسية، ووجها آخر ظل الأفارقة يتسترون عليه، ونعني به دورهم هم أنفسهم في الاتّجار بإخوانهم طمعا في غنم مادّي. ولكن ثمة اليوم وعي متنام بضرورة الإقرار بهذا الجانب المظلم، كما في الرواية السابعة للكامرونية ليونوراميانو "موسم الظل" الصادرة أخيرا عن دار غراسيه بباريس.
تدور أحداث رواية "موسم الظل" في مكان ما من الغرب الأفريقي، في بلد لا تسميه الكاتبة (قد يكون وطنها الكاميرون) وفي عصر لا تذكره (ربما إبان القرن السابع عشر، زمن تصاعد تجارة الرقيق نحو القارة الأميركية، شمالها ووسطها وحتى جنوبها).
عبر مكابدات قبيلة مولنغو، التي يتزعمها موكانو وأخوه موتانغو، نتلمس الطريقة الماكرة التي أوقعت أفرادها تحت هيمنة قبيلة بويلي.
كان أبناء مولنغو متكاتفين، متعاضدين، لهم قاعدة حياة تجمع شملهم: "أنا موجود لأننا موجودون"، ولكن ذلك لم يشفع لهم في مواجهة جشع البيض الذين يُكَنّون عندهم بـ "موكالا" أي "ذوي أرجل الدجاج"، الوافدين من الضفة الأخرى للمحيط الأطلسي، وتواطؤ سكان السواحل من قبيلة إيديزي.
• غنائم بشرية

أبناء القبائل الثلاث ينحدرون من أصل واحد، منهم أشرار، قبيلة إيديزي التي تعيش على الساحل، ويميل أفرادها إلى النهب والسلب. ومنهم مسالمون يحترمون حياة البشر ولا يجيدون القتال، قبيلة مولنغو التي تقيم في سهول تحيط بها الأدغال.
ومنهم المرائي والمنافق، قبيلة بويلي الموزعة بين الطمع والخوف؛ فإذا الجشع والرغبة في متاع الدنيا والنفس الأمارة بالسوء تقودهم جميعا إلى انفصام العرى بشكل تراجيدي.

والكاتبة تصور هذا التمزق في الجسد الواحد، والخوف الذي يسكن النفوس الهاجدة إذ تتوجس الشر كلما جنّ الظلام.
"النهار يتأهب لطرد الليل، في أراضي قبيلة مولنغو. النساء نائمات، ولكنهن، حتى وعيونهن مغمضة، يعلمن أن الحذر من الأصوات التي لا وجه لها أمر واجب. فالشرّ كائن. يعرف كيف يبطن موقفا غير الذي يبديه".

تبدأ الرواية بهجوم ليلي صاعق على قرية مولنغو وحريق يأتي على أكواخها، ويشتت شمل سكانها الذين استجاروا بالغابة المجاورة حتى زوال الخطر. ولما طلع الفجر، عادوا إلى ما تبقى من قريتهم فاكتشفوا أن عشرة شبان ورجلين اختفوا، دون أن يفهم أحد ما حدث، ولا أن يجد له تفسيرا.

وكان أول ردّ فعل لمجلس الشيوخ والأعيان إبعاد النساء اللاتي اختفى أبناؤهن، عملا بنصيحة القابلة إيبيزي، لتجنيب الباقيات عدوى حزنهن، وتفرغِ الرجال لإعادة بناء القرية، وفي تقديرها أن النساء المكلومات سيواسي بعضهن بعضا.

ضدّ هذا القرار الجائر، تتمرّد إيابي إحدى الأمهات المبعَدات، وقد استهانت بالتقاليد التي تحرّم على المرأة الارتحال وحيدة، فتجدّ في البحث عن ولدها، في مسعى يقودها إلى السواحل الغربية، بلاد الماء كما يسميها سكان المناطق الداخلية.
أما موكانو، رئيس القبيلة، فيقرر هو أيضا أن يضرب في الأرض وحيدا بحثا عن المفقودين، بعد أن عارض الشيوخ اقتراحه بتجهيز مقاتلين للقيام بالمهمة نفسها.





على السواحل يكتشف الإثنان بحّارة بيضا غرباء، يشحنون سفنهم الراسية في المرافئ بغنائم بشرية، رجالٍ سود مصفدين بالأغلال، أو محبوسين في الشباك كالسوائم. والأدهى أن ذلك تمّ بالتواطؤ مع الأجوار من قبيلة بويلي، الذين لم يتورعوا عن القبض على إخوتهم في العرق والانتماء ومقايضتهم بالبنادق والحلي والأقمشة.

• رواية الذاكرة
الرواية لا تكتفي بسرد مآسي كل من انتزع منه ابن أو أخ وبيع المتاع أو الأنعام فحسب، بل تبين أيضا الطريقة التي كانت تلجأ إليها منظومة النّخاسة لتخلق داخل كل قرية أفريقية سلم مراتب من أوغاد وأبطال وشهود صامتين، في عالم يتجاور فيه "الذين قاوموا الاضطهاد" و"الذين تأقلموا معه" كما تقول ليونوراميانو. فالكاتبة، وإن كانت تدين خيانة البعض من بني جنسها لإخوتهم، فهي تقرّ بأن كثيرا منهم لم يكونوا يملكون خيارا إزاء خطر ليس منه مهرب. هل يقولون "نعم" للنّخّاسين البيض كما فعلت قبائل المناطق الساحلية ؟ أم يقولون لا فيعرضون أنفسهم للقتل؟ ومن نافلة القول إن صياغة هذا السؤال تغني عن الجواب، فالذين صمتوا، إنما خنسوا لأنهم فقدوا المعركة، أو أحسوا أن موازين القوى مختلة.

"موسم الظل" ليست رواية تاريخية، بقدر ما هي رواية الذاكرة، رواية تعيد الحياة إلى أناس مغمورين، وتغوص في أعماقهم تستشف معاناتهم وتسائل توقهم إلى الأرض التي اجتُثّوا منها بالغدر والعدوان والخيانة وأمل أهلهم في العودة. رواية انبنت على اللحظة الفارقة بين اندحار عالم وبروز عالم جديد لم يكن أحد يعرف ملامحه بعد.
لذلك لم تركز الكاتبة على النّخّاسين في علاقتهم بأهالي السواحل بل آثرت تصوير حياة القرى الأفريقية الداخلية، التي لم تشهد الرق ولم تسمع به، بل نزل عليها كالقضاء المبرم. فغاية قبيلة مولنغو مثلا ليست التعرف على القائمين بتلك التجارة وهوياتهم، بل معرفة المكان الذي يوجد فيه أبناؤها وسبل إرجاعهم إلى ديارهم.
رواية شائقة صيغت بسلاسة بليغة، تؤكد قدرات هذه الكاتبة المقيمة في باريس، والتي سبق أن لفتت انتباه النقاد برواياتها السابقة مثل "الأصباح القرمزية" و"حدود اليوم الذي يأتي" الفائزة بجائزة غونكور طلبة المعاهد عام 2006. نص متين يعيد إلى الأذهان ما عاناه السود على مر التاريخ من معاملة لا تليق بالإنسان، فاعلا كان أم مفعولا به، نخّاسا أم مستعبدا، ولا تزال وصمة عار في جبين الإنسانية.

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 10-27-2013, 08:31 PM   رقم المشاركة : 7

 

بارك الله فيك ولا عطر بعد عروس لم تبقي لي ما أضيفة وان كان لدي شيء فقد أتيت عليه واستشهدت به تحياتي لك وإعجابي بك 00

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 10-28-2013, 11:47 PM   رقم المشاركة : 8

 


لاعدمت هذا التواجد البنّاء
والذي له دلالته في قلبي
ياأباصالح .
لم أشأ أن أتعمق
أكثر في مدلولات المعرفة كنقيض للنكرة
أو المعرفة كمجلة أو كصروح تعليمية
فهذه المفردة أحبهاكثيراً لأنهاشاملة
ومتناولة في اللغات الفصحى واللهجات
الشعبية وهنا يحضرني تسجيل
للشاعردغسان رحمه الله في مطلع
عام 1405 يتحدث عن أنّ أحدالشعراء
من (بني كبير) بدع له وقال رحمهما الله

(وهوقصده يختبرني هل انا شاعرواعرف أم غيرذلك)

هنا دخلت المعرفة مرة أخرى فالعرف بكسرالعين
والمعرفة والعارفة بكسر الراء كلها توحي بالتميز .

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 11-02-2013, 02:32 PM   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
عبدالله أبوعالي is on a distinguished road


 

ومادمنا ندور في رحى المعرف
والعارفة والعرف بكسرالعين وضمها
في موضع آخر فقد وجدت مايلي من خلال
جولة نتيّة :

ذكرفي مؤلف : أصول الفقه الإسلامي
للدكتور / وهبة الزحيلي جزء 2 ص 829
العرف في اصطلاح الأصوليين: هو ما اعتاده الناس وساروا عليه من كل فعل شاع بينهم أو لفظ تعارفوا على إطلاقه لمعنى خاص لا يتبادر غيره عند سماعه،
وهويشمل العرفين العملي والقولي
العملي، مثل: اعتياد الناس بيع المعاطاة من غير وجود صيغة لفظية، وتعارفهم قسمة المهر في الزواج إلى مقدم ومؤخر...
القولي مثل: تعارف الناس إطلاق الولد على الذكر دون الأنثى، وعدم إطلاق لفظ اللحم على السمك، وإطلاق لفظ الدابة على الفرس..
و العرف يؤخذ به في الناحية الشرعية إن كان صحيحاً لا إن كان فاسداً،
قال د. وهبة الزحيلي: في الجزء 2 ص 853
والعرف ينقسم باعتباره شرعاً إلى صحيح وفاسد، والعرف الصحيح هو ما اعتاده الناس دون أن يصادم الشرع، فلا يحرم حلالاً ولا يحل حراماً... والعرف الفاسد هو ما اعتاده الناس ولكنه يحل حراماً أو يحرم حلالاً، كتعارفهم على بعض العقود الربوية ونحو ذلك. وقد اتفق الفقهاء على أن العرف دليل أو مصدر من مصادر التشريع الإسلامي، وتوسع الحنفية والمالكية في العمل به أكثر من غيرهم، واعتمدوه مستنداً في كثير من الأحكام العملية، وفي فهم النصوص الشرعية، بتقييد إطلاقها وفي تبيان أحكام الفقه المختلفة في دائرة العبادات والمعاملات والأحوال الشخصية وشروط اعتباره، أربعة شروط لا يمكن اعتباره إلا إذا توفرت، وهي:
1-أن يكون مطرداً أو غالباً.
2-أن يكون قائماً عند إنشاء التصرف المراد تحكيم العرف فيه.
3-أن لا يعارض العرف تصريح بخلافه: (أي لم يوجد من المتعاقدين تصريح بخلاف مضمونه).
4-أن لا يكون مخالفاً لنص شرعي أو أصل قطعي.
.والله أعلم.

 

 

   

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:57 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir