يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

اهداءات ساحات وادي العلي







العودة   ساحات وادي العلي > الساحات العامة > الساحة العامة

الساحة العامة مخصصة للنقاش الهادف والبناء والمواضيع العامه والمنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
المشاركة السابقة   المشاركة التالية
قديم 02-16-2009, 09:38 AM   رقم المشاركة : 1
Talking ودّي أعـرس لكن مستحي !!


 

.

*****

سليمان كان طول الوقت صديقي، لا يعمل شيئا، ولا يحلّ ولا يربط إلا ويسألني، أهله، أبوه، إخوته، أمّـه و أخواته يعرفون صداقتي له وصداقته لي . يجلس عندي وقتا طويلا.
ذكي جدا، مجتهد دائما في دراسته، ويعمل مدرّسا للفيزياء، لكنه شديد الحياء، حياؤه لا يوصف، الحقيقة ليس شديد الحياء وإنما أكثر شويّ .
شديد الملاحظة إذا جلس عندي يلاحظ حتى المسافات بين شعرات وجهي، وإذا حلقت وجهي يلاحظ أن هناك ثلاث شعرات تحت الحنك الأيمن لم أحسن حلاقتها وأن جذوعها ما زالت ظاهرة، حتى الشارب يلاحظ فيه أن هناك شعرة أو شعرتين أطول من الشعرات الأخرى . يستطيع أن يحسب ويعد شعرات الأذن في ثانية واحدة .
ملاحظاته بشكل عام دقيقة وتثير التعجب .
عندما نخرج معا في السيارة ويرى امرأة يثني رأسه إلا أن تكون بعيدة، يرمقها بطرف عينه . من شدة الحياء، وحياؤه أيضا عجيب .
اللي في عمره تزوجوا وأصبح لهم أولاد وبنات يدرسون في المتوسط والثانوية .
كان أبوه رحمه الله يلح عليه في الزواج ولكنه يرفض، وإذا كلّمه أحد في مسألة الزواج يبدأ يتجنبه .
كلمني أبوه رحمه الله وقال لي « أنت صديقه ولا يخالف لك أمرا وهو يعزّك معزة كبيرة كلنا ندري ونعرف ليتك يا الغالي تكلمه وتنصحه بالعرس وتقول له إن العمر يمضي، أرجوك رجاء خاص»
وكلمتني أمّه حفظها الله بمثل ذلك .
حاولت أن أكلمه لكني صرت أنتظر الوقت المناسب، وفي ذلك اليوم كان المطر غزيرا والسماء كأنها دخان فجاءني وسألني إذا ودّي أخرج معه نتمشّى خارج المدينة قرب الجبال لنستمتع في المطر والشلاّلات في الجبل والشعبان وهي تسيل فوافقته ورأيت ذلك أنسب وقت.
خرجنا، كان الناس جميعا تقريبا خارج المدينة مسرورين بالمطر . وأجمل من المطر ألوان ثياب النساء الجميلة .
انتهزتها فرصة فقلت له « يا سليمان ما ودّك تعرس ؟ ما فيه يا سليمان أجمل في الحياة للرجل من المرأة ولا فيه أجمل للمرأة من الرجل، والعمر ياسليمان يمشي، وأنت إنسان ما عندك أي عذر، مدرّس، وأخلاق ما شاء الله عليك، و ولد حمولة، ولا ناقصك شيء ما شاء الله عليك»
أجابني وهو يعـقّـد وجهه ويمد بوزه ويلويه « اتركك من هالسالفة ياابن الحلال»
قلت وأنا أطالع فيه «بالعكس، هالسالفة مهمة وأنت صديقي»
قال « فيه أمور ما أحب أقولها لك»
قلت « ليش ياخي ؟ إذا ما قلتها لي لمن تقولها أجل ؟ ! قل اللي عندك يا العزوة أنا أقرب الناس»
قال « إي والله أنت أقرب الناس لي يا العزوة، لكن وش أقول لك ؟ أقول لك إني ودّي اعرس لكن مستحي ؟»
فانفجرت ضاحكا ضحكا يسمعه اللي تحت الأرض السابعة
قال حين شعر أن ضحكي بدأ يهدأ قليلا « صادق تراني ما أمزح»
فازداد ضحكي جنونا
فقال لي وهو ملتفت «عشان كذا ما كان ودّي أقول لك شيء في هالموضوع، ما هو عدم ثقة يا العزوة ولكن خايف من استهتارك بكلامي»
قلت له وأنا أضحك « أعوذ بالله يا العزوة أن أستهتر بكلامك، بس أوّل مرّة أشوف واحد مستحي يعرس»
مرّت لحظات صمت استرجعت فيها صورا له كان فيها معي في رحلات.
التفت عليه وقلت له «العرس فيك .. فيك يا العزوة حتى لو غصبناك»
ضحك وقال «حلوة ( غصبناك )! فيه عرس بالغصب يا العزوة ؟!»
قلت وأنا جاد « حاجة زي الغصب، تقدر تسميها إقناع»
قال وهو اكثر مني جدا « ودّي، والله، ودّي يا العزوة لكن مستحي أمنيتي أني أنام في فراشي مع امرأة تكون زوجتي ويصير لي عيال، والله العظيم، لكن وش أسوّي !»
كنا إذا جلسنا أمام التلفزيون يأخذ هو الريموت ويتنقّل بين المحطات وكان يتوقف كلما رأى وجها حسنا، كنا نشعر أن التلفزيون في هذه الحالة يمتص وجهه، كان حقيقة يغيب عنّا .
لذلك أعرف شوقه للمرأة، لكني لا أعرف هذا الحياء الزايد على الحد المعقول .
نشبت في حلقه حتى أقنعته . كان يوما مجيدا وفأل خير ذلك اليوم اللي أقنعته فيه، كان يوما مشهودا لي ولأهله . أمّه اتصلت بي وصارت تدعو لي وهي تبكي .


*****

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:39 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir