يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

اهداءات ساحات وادي العلي







العودة   ساحات وادي العلي > ساحة الثقافة الإسلامية > الساحة الإسلامية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-04-2008, 07:03 AM   رقم المشاركة : 41

 







ســــورة .. البقـــرة


الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ

"الشيطان " تقدم معنى الشيطان واشتقاقه فلا معنى لإعادته . و " يعدكم " معناه يخوفكم " الفقر " أي بالفقر لئلا تنفقوا . فهذه الآية متصلة بما قبل , وأن الشيطان له مدخل في التثبيط للإنسان عن الإنفاق في سبيل الله , وهو مع ذلك يأمر بالفحشاء وهي المعاصي والإنفاق فيها . وقيل : أي بأن لا تتصدقوا فتعصوا وتتقاطعوا . وقرئ " الفقر " بضم الفاء وهي لغة . قال الجوهري : والفقر لغة في الفقر , مثل الضعف والضعف .

وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا

الوعد في كلام العرب إذا أطلق فهو في الخير , وإذا قيد بالموعود ما هو فقد يقدر بالخير وبالشر كالبشارة . فهذه الآية مما يقيد فيها الوعد بالمعنيين جميعا . قال ابن عباس : في هذه الآية اثنتان من الله تعالى واثنتان من الشيطان . وروى الترمذي عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن للشيطان لمة بابن آدم وللملك لمة فأما لمة الشيطان فإيعاد بالشر وتكذيب بالحق وأما لمة الملك فإيعاد بالخير وتصديق بالحق فمن وجد ذلك فليعلم أنه من الله , ومن وجد الأخرى فليتعوذ بالله من الشيطان - ثم قرأ - الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء ) . قال : هذا حديث حسن صحيح . ويجوز في غير القرآن " ويأمركم الفحشاء " بحذف الباء , وأنشد سيبويه : أمرتك الخير فافعل ما أمرت به فقد تركتك ذا مال وذا نسب والمغفرة هي الستر على عباده في الدنيا والآخرة . والفضل هو الرزق في الدنيا والتوسعة والنعيم في الآخرة , وبكل قد وعد الله تعالى .

ذكر النقاش أن بعض الناس تأنس بهذه الآية في أن الفقر أفضل من الغنى ; لأن الشيطان إنما يبعد العبد من الخير , وهو بتخويفه الفقر يبعد منه . قال ابن عطية : وليس في الآية حجة قاطعة بل المعارضة بها قوية . وروي أن في التوراة ( عبدي أنفق من رزقي أبسط عليك فضلي فإن يدي مبسوطة على كل يد مبسوطة ) . وفي القرآن مصداقه وهو قوله : " وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين " [ سبأ : 39 ] . ذكره ابن عباس .

وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ

تقدم معناه . والمراد هنا أنه سبحانه وتعالى يعطي من سعة ويعلم حيث يضع ذلك , ويعلم الغيب والشهادة . وهما اسمان من أسمائه ذكرناهما في جملة الأسماء في [ الكتاب الأسنى ] والحمد لله.


والله أعلم

تفسير القرطبي

دمتم بخير

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 10-06-2008, 06:21 AM   رقم المشاركة : 42
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 20
إبن القرية is on a distinguished road


 






ســـورة .. الأعـــراف

خُذِ الْعَفْوَ

دخل فيه صلة القاطعين , والعفو عن المذنبين , والرفق بالمؤمنين , وغير ذلك

من أخلاق المطيعين

وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ

صلة الأرحام , وتقوى الله في الحلال والحرام , وغض الأبصار , والاستعداد لدار القرار .

وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ

وفي قوله " وأعرض عن الجاهلين " الحض على التعلق بالعلم , والإعراض عن أهل الظلم , والتنزه عن منازعة السفهاء , ومساواة الجهلة الأغبياء , وغير ذلك من الأخلاق الحميدة والأفعال الرشيدة . قلت : هذه الخصال تحتاج إلى بسط , وقد جمعها رسول الله صلى الله عليه وسلم لجابر بن سليم . قال جابر بن سليم أبو جري : ركبت قعودي ثم أتيت إلى مكة فطلبت رسول الله صلى الله عليه وسلم , فأنخت قعودي بباب المسجد , فدلوني على رسول الله صلى الله عليه وسلم , فإذا هو جالس عليه برد من صوف فيه طرائق حمر ; فقلت : السلام عليك يا رسول الله . فقال : " وعليك السلام " . فقلت : إنا معشر أهل البادية , قوم فينا الجفاء ; فعلمني كلمات ينفعني الله بها . قال : " ادن " ثلاثا , فدنوت فقال : " أعد علي " فأعدت عليه فقال : ( اتق الله ولا تحقرن من المعروف شيئا وأن تلقى أخاك بوجه منبسط وأن تفرغ من دلوك في إناء المستسقي وإن أمرؤ سبك بما لا يعلم منك فلا تسبه بما تعلم فيه فإن الله جاعل لك أجرا وعليه وزرا ولا تسبن شيئا مما خولك الله تعالى ) . قال أبو جري : فوالذي نفسي بيده , ما سببت بعده شاة ولا بعيرا . أخرجه أبو بكر البزار في مسنده بمعناه . وروى أبو سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إنكم لا تسعون الناس بأموالكم ولكن يسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق " . وقال ابن الزبير : ما أنزل الله هذه الآية إلا في أخلاق الناس . وروى البخاري من حديث هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن الزبير في قوله : " خذ العفو وأمر بالعرف " قال : ما أنزل الله هذه الآية إلا في أخلاق الناس . وروى سفيان بن عيينة عن الشعبي أنه قال : إن جبريل نزل على النبي صلى الله عليه وسلم , فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : " ما هذا يا جبريل " ؟ فقال : " لا أدري حتى أسأل العالم " في رواية " لا أدري حتى أسأل ربي " فذهب فمكث ساعة ثم رجع فقال : " إن الله تعالى يأمرك أن تعفو عمن ظلمك وتعطي من حرمك وتصل من قطعك " . فنظمه بعض الشعراء فقال : مكارم الأخلاق في ثلاثة من كملت فيه فذلك الفتى إعطاء من تحرمه ووصل من تقطعه والعفو عمن اعتدى وقال جعفر الصادق : أمر الله نبيه بمكارم الأخلاق في هذه الآية , وليس في القرآن آية أجمع لمكارم الأخلاق من هذه الآية . وقال صلى الله عليه وسلم : ( بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) . وقال الشاعر : كل الأمور تزول عنك وتنقضي إلا الثناء فإنه لك باقي ولو أنني خيرت كل فضيلة ما اخترت غير مكارم الأخلاق وقال سهل بن عبد الله : كلم الله موسى بطور سيناء . قيل له : بأي شيء أوصاك ؟ قال : بتسعة أشياء , الخشية في السر والعلانية , وكلمة الحق في الرضا والغضب , والقصد في الفقر والغنى , وأمرني أن أصل من قطعني , وأعطي من حرمني , وأعفو عمن ظلمني , وأن يكون نطقي ذكرا , وصمتي فكرا , ونظري عبرة . قلت : وقد روي عن نبينا محمد أنه قال ( أمرني ربي بتسع الإخلاص في السر والعلانية والعدل في الرضا والغضب والقصد في الغنى والفقر وأن أعفو عمن ظلمني وأصل من قطعني وأعطي من حرمني وأن يكون نطقي ذكرا وصمتي فكرا ونظري عبرة ) . وقيل : المراد بقوله : " خذ العفو " أي الزكاة ; لأنها يسير من كثير . وفيه بعد ; لأنه من عفا إذا درس . وقد يقال : خذ العفو منه , أي لا تنقص عليه وسامحه . وسبب النزول يرده , والله أعلم . فإنه لما أمره بمحاجة المشركين دله على مكارم الأخلاق , فإنها سبب جر المشركين إلى الإيمان . أي اقبل من الناس ما عفا لك من أخلاقهم وتيسر ; تقول : أخذت حقي عفوا صفوا , أي سهلا . قوله تعالى : " وأمر بالعرف " أي بالمعروف . وقرأ عيسى بن عمر " العرف " بضمتين ; مثل الحلم ; وهما لغتان . والعرف والمعروف والعارفة : كل خصلة حسنة ترتضيها العقول , وتطمئن إليها النفوس . قال الشاعر : من يفعل الخير لا يعدم جوازيه لا يذهب العرف بين الله والناس وقال عطاء : " وأمر بالعرف " يعني بلا إله إلا الله . قوله تعالى : " وأعرض عن الجاهلين " أي إذا أقمت عليهم الحجة وأمرتهم بالمعروف فجهلوا عليك فأعرض عنهم ; صيانة له عليهم ورفعا لقدره عن مجاوبتهم . وهذا وإن كان خطابا لنبيه عليه السلام فهو تأديب لجميع خلقه . وقال ابن زيد وعطاء : هي منسوخة بآية السيف . وقال مجاهد وقتادة : هي محكمة ; وهو الصحيح لما رواه البخاري عن عبد الله بن عباس قال : قدم عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر فنزل على ابن أخيه الحر بن قيس بن حصن , وكان من النفر الذين يدنيهم عمر , وكان القراء أصحاب مجالس عمر ومشاورته , كهولا كانوا أو شبانا . فقال عيينة لابن أخيه : يا ابن أخي , هل لك وجه عند هذا الأمير , فتستأذن لي عليه . قال : سأستأذن لك عليه ; فاستأذن لعيينة . فلما دخل قال : يا ابن الخطاب , والله ما تعطينا الجزل , ولا تحكم بيننا بالعدل ! قال : فغضب عمر حتى هم بأن يقع به . فقال الحر ; يا أمير المؤمنين , إن الله قال لنبيه عليه السلام " خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين " وإن هذا من الجاهلين . فوالله ما جاوزها عمر حين تلاها عليه , وكان وقافا عند كتاب الله عز وجل . قلت : فاستعمال عمر رضي الله عنه لهذه الآية واستدلال الحر بها يدل على أنها محكمة لا منسوخة . وكذلك استعملها الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما ; على ما يأتي بيانه . وإذا كان الجفاء على السلطان تعمدا واستخفافا بحقه فله تعزيره . وإذا كان غير ذلك فالإعراض والصفح والعفو ; كما فعل الخليفة العدل

والله أعلم

تفسير القرطبي

دمتم بخير

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 10-08-2008, 06:40 AM   رقم المشاركة : 43
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 20
إبن القرية is on a distinguished road


 




سورة البقرة

قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا

كرر الأمر على جهة التغليظ وتأكيده , كما تقول لرجل : قم قم . وقيل : كرر الأمر لما علق بكل أمر منهما حكما غير حكم الآخر فعلق بالأول العداوة وبالثاني إتيان الهدى . وقيل : الهبوط الأول من الجنة إلى السماء والثاني من السماء إلى الأرض وعلى هذا يكون فيه دليل على أن الجنة في السماء السابعة كما دل عليه حديث الإسراء على ما يأتي

جَمِيعًا

نصب على الحال وقال وهب بن منبه لما هبط آدم عليه السلام إلى الأرض قال إبليس للسباع إن هذا عدو لكم فأهلكوه فاجتمعوا وولوا أمرهم إلى الكلب وقالوا أنت أشجعنا وجعلوه رئيسا فلما رأى ذلك آدم عليه السلام تحير في ذلك فجاءه جبريل عليه السلام وقال له امسح يدك على رأس الكلب ففعل فلما رأت السباع أن الكلب ألف آدم تفرقوا واستأمنه الكلب فأمنه آدم فبقي معه ومع أولاده وقال الترمذي الحكيم نحو هذا وأن آدم عليه السلام لما أهبط إلى الأرض جاء إبليس إلى السباع فأشلاهم على آدم ليؤذوه وكان أشدهم عليه الكلب فأميت فؤاده فروي في الخبر أن جبريل عليه السلام أمره أن يضع يده على رأسه فوضعها فاطمأن إليه وألفه فصار ممن يحرسه ويحرس ولده ويألفهم وبموت فؤاده يفزع من الآدميين فلو رمي بمدر ولى هاربا ثم يعود آلفا لهم ففيه شعبة من إبليس وفيه شعبة من مسحة آدم عليه السلام فهو بشعبة إبليس ينبح ويهر ويعدو على الآدمي وبمسحة آدم مات فؤاده حتى ذل وانقاد وألف به وبولده يحرسهم ولهثه على كل أحواله من موت فؤاده ولذلك شبه الله سبحانه وتعالى العلماء السوء بالكلب على ما يأتي بيانه في " الأعراف " إن شاء الله تعالى ونزلت عليه تلك العصا التي جعلها الله آية لموسى فكان يطرد بها السباع عن نفسه

فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى

اختلف في معنى قوله " هدى " فقيل : كتاب الله قاله السدي وقيل التوفيق للهداية وقالت فرقة الهدى الرسل وهي إلى آدم من الملائكة وإلى بنيه من البشر كما جاء في حديث أبي ذر , وخرجه الآجري وفي قوله " مني " إشارة إلى أن أفعال العباد خلق لله تعالى خلافا للقدرية وغيرهم كما تقدم وقرأ الجحدري " هدي " وهو لغة هذيل يقولون هدي وعصي ومحيي وأنشد النحويون لأبي ذؤيب يرثي بنيه سبقوا هوي وأعنقوا لهواهم فتخرموا ولكل جنب مصرع قال النحاس : وعلة هذه اللغة عند الخليل وسيبويه أن سبيل ياء الإضافة أن يكسر ما قبلها فلما لم يجز أن تتحرك الألف أبدلت ياء وأدغمت و " ما " في قوله " إما " زائدة على " إن " التي للشرط وجواب الشرط الفاء مع الشرط الثاني في قوله " فمن تبع " و " من " في موضع رفع بالابتداء و " تبع " في موضع جزم بالشرط " فلا خوف " جوابه قال سيبويه الشرط الثاني وجوابه هما جواب الأول وقال الكسائي " فلا خوف عليهم " جواب الشرطين جميعا

فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ

الخوف هو الذعر ولا يكون إلا في المستقبل وخاوفني فلان فخفته أي كنت أشد خوفا منه والتخوف التنقص ومنه قوله تعالى " أو يأخذهم على تخوف " [ النحل : 47 ] وقرأ الزهري والحسن وعيسى بن عمر وابن أبي إسحاق ويعقوب " فلا خوف " بفتح الفاء على التبرئة والاختيار عند النحويين الرفع والتنوين على الابتداء لأن الثاني معرفة لا يكون فيه إلا الرفع لأن " لا " لا تعمل في معرفة فاختاروا في الأول الرفع أيضا ليكون الكلام من وجه واحد , ويجوز أن تكون " لا " في قولك فلا خوف بمعنى ليس والحزن والحزن ضد السرور ولا يكون إلا على ماض وحزن الرجل ( بالكسر ) فهو حزن وحزين وأحزنه غيره وحزنه أيضا مثل أسلكه وسلكه ومحزون بني عليه قال اليزيدي حزنه لغة قريش وأحزنه لغة تميم وقد قرئ بهما واحتزن وتحزن بمعنى والمعنى في الآية فلا خوف عليهم فيما بين أيديهم من الآخرة ولا هم يحزنون على ما فاتهم من الدنيا وقيل ليس فيه دليل على نفي أهوال يوم القيامة وخوفها على المطيعين لما وصفه الله تعالى ورسوله من شدائد القيامة إلا أنه يخففه عن المطيعين وإذا صاروا إلى رحمته فكأنهم لم يخافوا

والله أعلم.


تفسير القرطبي

دمتم بخير

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 10-13-2008, 10:59 PM   رقم المشاركة : 44
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 20
إبن القرية is on a distinguished road


 





سورة الحجــرات


"يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم" أي مؤثم وهو كثير كظن

السوء بأهل الخير من المؤمنين وهم كثير بخلافه بالفساق منهم فلا إثم فيه في نحو ما

يظهر منهم "ولا تجسسوا" حذف منه إحدى التاءين لا تتبعوا عورات المسلمين ومعايبهم

بالبحث عنها "ولا يغتب بعضكم بعضا" لا يذكره بشيء يكرهه وإن كان فيه "أيحب أحدكم

أن يأكل لحم أخيه ميتا" بالتخفيف والتشديد أي لا يحسن به "فكرهتموه" أي فاغتيابه في

حياته كأكل لحمه بعد مماته وقد عرض عليكم الثاني فكرهتموه فاكرهوا الأول "واتقوا الله"

أي عقابه في الاغتياب بأن تتوبوا منه "إن الله تواب" قابل توبة التائبين "رحيم" بهم

والله أعلم

تفسير الجلالين

دمتم بخير

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 10-16-2008, 09:56 AM   رقم المشاركة : 45

 






سورة يوسف

يقول تعالى مخبرا عن نبيه يعقوب إنه قال لبنيه في جواب ما سألوا من إرسال يوسف

معهم إلى الرعي في الصحراء " إني ليحزنني أن تذهبوا به " أي يشق علي مفارقته

مدة ذهابكم به إلى أن يرجع وذلك لفرط محبته له لما يتوسم فيه من الخير العظيم

وشمائل النبوة والكمال في الخلق والخلق صلوات الله وسلامه عليه . وقوله

" وأخاف أن يأكله الذئب وأنتم عنه غافلون " يقول وأخشى أن تشتغلوا عنه برميكم

ورعيكم فيأتيه ذئب فيأكله وأنتم لا تشعرون فأخذوا من فمه هذه الكلمة وجعلوها

عذرهم فيما فعلوه وقالوا مجيبين له عنها في الساعة الراهنة .


والله أعلم

تفسير ابن كثير

دمتم بخير

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 10-18-2008, 06:16 AM   رقم المشاركة : 46
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 20
إبن القرية is on a distinguished road


 





سورة الأعــراف

قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله " خذ العفو " يعني خذ ما عفي لك من أموالهم وما أتوك به من شيء فخذه وكان هذا قبل أن تنزل براءة بفرائض الصدقات وتفصيلها وما انتهت إليه الصدقات قاله السدي وقال الضحاك عن ابن عباس " خذ العفو" أنفق الفضل وقال سعيد بن جبير عن ابن عباس" خذ العفو " قال الفضل وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم في قوله " خذ العفو " أمره الله بالعفو والصفح عن المشركين عشر سنين ثم أمره بالغلظة عليهم واختار هذا القول ابن جرير وقال غير واحد عن مجاهد في قوله تعالى " خذ العفو " قال من أخلاق الناس وأعمالهم من غير تجسس وقال هشام بن عروة عن أبيه أمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم أن يأخذ العفو من أخلاق الناس وفي رواية قال خذ ما عفي لك من أخلاقهم وفي صحيح البخاري عن هشام عن أبيه عروة عن أخيه عبد الله بن الزبير قال : إنما أنزل خذ العفو من أخلاق الناس وفي رواية لغيره عن هشام عن أبيه عن ابن عمر وفي رواية عن هشام عن أبيه عن عائشة أنهما قالا مثل ذلك والله أعلم . وفي رواية سعيد بن منصور عن أبي معاوية عن هشام عن وهب بن كيسان عن أبي الزبير : خذ العفو قال من أخلاق الناس والله لآخذنه منهم ما صحبتهم وهذا أشهر الأقوال ويشهد له ما رواه ابن جرير وابن أبي حاتم جميعا حدثنا يونس حدثنا سفيان هو ابن عيينة عن أبي قال : لما أنزل الله عز وجل على نبيه صلى الله عليه وسلم " خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين" قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ما هذا يا جبريل ؟ قال إن الله أمرك أن تعفو عمن ظلمك وتعطي من حرمك وتصل من قطعك " وقد رواه ابن أبي حاتم أيضا عن أبي يزيد القراطيسي كتابة عن أصبغ بن الفرج عن سفيان عن أبي عن الشعبي نحوه وهذا مرسل على كل حال وقد روي له شواهد من وجوه أخر وقد روي مرفوعا عن جابر وقيس بن سعد بن عبادة عن النبي صلى الله عليه وسلم أسندهما ابن مردويه وقال الإمام أحمد : حدثنا أبو المغيرة حدثنا شعبة حدثنا معاذ بن رفاعة حدثني علي بن يزيد عن القاسم بن أبي أمامة الباهلي عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال : لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فابتدأته فأخذت بيده فقلت : يا رسول الله أخبرني بفواضل الأعمال فقال " يا عقبة صل من قطعك وأعط من حرمك وأعرض عمن ظلمك " وروى الترمذي نحوه من طريق عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد به وقال حسن قلت ولكن علي بن يزيد وشيخه القاسم أبو عبد الرحمن فيهما ضعف وقال البخاري قوله " خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين " العرف المعروف حدثنا أبو اليمان حدثنا شعيب عن الزهري أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قدم عيينة بن حصن بن حذيفة فنزل على ابن أخيه الحر بن قيس وكان من النفر الذين يدنيهم عمر وكان القراء أصحاب مجالس عمر ومشاورته كهولا كانوا أو شبابا فقال عيينة لابن أخيه يا ابن أخي لك وجه عند هذا الأمير فاستأذن لي عليه قال : سأستأذن لك عليه قال ابن عباس فاستأذن الحر لعيينة فأذن له عمر فدخل عليه قال هي يا ابن الخطاب فوالله ما تعطينا الجزل ولا تحكم بيننا بالعدل فغضب عمر حتى هم أن يوقع به فقال له الحر : يا أمير المؤمنين إن الله تعالى قال لنبيه صلى الله عليه وسلم " خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين " وإن هذا من الجاهلين والله ما جاوزها عمر حين تلاها عليه وكان وقافا عند كتاب الله عز وجل انفرد بإخراجه البخاري وقال ابن أبي حاتم : حدثنا يونس بن عبد الأعلى قراءة أخبرنا ابن وهب أخبرني مالك بن أنس عن عبد الله بن نافع أن سالم بن عبد الله بن عمر مر على عير لأهل الشام وفيها جرس فقال : إن هذا منهي عنه فقالوا : نحن أعلم بهذا منك إنما يكره الجلجل الكبير فأما مثل هذا فلا بأس به فسكت سالم وقال " وأعرض عن الجاهلين " وقول البخاري العرف المعروف نص عليه عروة بن الزبير والسدي وقتادة وابن جرير وغير واحد وحكى ابن جرير أنه يقال أوليته معروفا وعارفا كل ذلك بمعنى المعروف قال وقد أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يأمر عباده بالمعروف ويدخل في ذلك جميع الطاعات وبالإعراض عن الجاهلين وذلك وإن كان أمرا لنبيه صلى الله عليه وسلم فإنه تأديب لخلقه باحتمال من ظلمهم واعتدى عليهم لا بالإعراض عمن جهل الحق الواجب من حق الله ولا بالصفح عمن كفر بالله وجهل وحدانيته وهو للمسلمين حرب وقال سعيد بن أبي عروبة عن قتادة في قوله " خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين " قال هذه أخلاق أمر الله بها نبيه صلى الله عليه وسلم ودله عليها وقد أخذ بعض الحكماء هذا المعنى فسبكه في بيتين فيهما جناس فقال : خذ العفو وأمر بعرف كما أمرت وأعرض عن الجاهلين ولن في الكلام لكل الأنام فمستحسن من ذوي الجاه لين وقال بعض العلماء : الناس رجلان فرجل محسن فخذ ما عفا لك من إحسانه ولا تكلفه فوق طاقته ولا ما يحرجه وإما مسيء فمره بالمعروف فإن تمادى على ضلاله واستعصى عليك واستمر في جهله فأعرض عنه فلعل ذلك أن يرد كيده كما قال تعالى " ادفع بالتي هي أحسن السيئة نحن أعلم بما تصفون وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين وأعوذ بك رب أن يحضروني" وقال تعالى " ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم " أي هذه الوصية"


والله أعلم

تفسير ابن كثير

دمتم بخير

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 10-19-2008, 10:32 PM   رقم المشاركة : 47
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 20
إبن القرية is on a distinguished road


 





سورة الحجــرات

قيل : إن هذه الآية نزلت في الوليد بن عقبة بن أبي معيط . وسبب ذلك ما رواه سعيد عن قتادة أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث الوليد بن عقبة مصدقا إلى بني المصطلق , فلما أبصروه أقبلوا نحوه فهابهم - في رواية : لإحنة كانت بينه وبينهم - , فرجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره أنهم قد ارتدوا عن الإسلام . فبعث نبي الله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد وأمره أن يتثبت ولا يعجل , فانطلق خالد حتى أتاهم ليلا , فبعث عيونه فلما جاءوا أخبروا خالدا أنهم متمسكون بالإسلام , وسمعوا أذانهم وصلاتهم , فلما أصبحوا أتاهم خالد ورأى صحة ما ذكروه , فعاد إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم فأخبره , فنزلت هذه الآية , فكان يقول نبي الله صلى الله عليه وسلم : ( التأني من الله والعجلة من الشيطان ) .

وفي رواية : أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه إلى بني المصطلق بعد إسلامهم , فلما سمعوا به ركبوا إليه , فلما سمع بهم خافهم , فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره أن القوم قد هموا بقتله , ومنعوا صدقاتهم . فهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بغزوهم , فبينما هم كذلك إذ قدم وفدهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : يا رسول الله , سمعنا برسولك فخرجنا إليه لنكرمه , ونؤدي إليه ما قبلنا من الصدقة , فاستمر راجعا , وبلغنا أنه يزعم لرسول الله أنا خرجنا لنقاتله , والله ما خرجنا لذلك , فأنزل الله تعالى هذه الآية .

وسمي الوليد فاسقا أي كاذبا . قال ابن زيد ومقاتل وسهل بن عبد الله : الفاسق الكذاب . وقال أبو الحسن الوراق : هو المعلن بالذنب . وقال ابن طاهر : الذي لا يستحي من الله . وقرأ حمزة والكسائي " فتثبتوا " من التثبت . الباقون " فتبينوا " من التبيين

في هذه الآية دليل على قبول خبر الواحد إذا كان عدلا ; لأنه إنما أمر فيها بالتثبت عند نقل خبر الفاسق . ومن ثبت فسقه بطل قوله في الأخبار إجماعا ; لأن الخبر أمانة والفسق قرينة يبطلها . وقد استثنى الإجماع من جملة ذلك ما يتعلق بالدعوى والجحود , وإثبات حق مقصود على الغير , مثل أن يقول : هذا عبدي , فإنه يقبل قوله . وإذا قال : قد أنفذ فلان هذا لك هدية , فإنه يقبل ذلك . وكذلك يقبل في مثله خبر الكافر . وكذلك إذا أقر لغيره بحق على نفسه فلا يبطل إجماعا . وأما في الإنشاء على غيره فقال الشافعي وغيره : لا يكون وليا في النكاح . وقال أبو حنيفة ومالك : يكون وليا لأنه يلي مالها فيلي بضعها . كالعدل , وهو وإن كان فاسقا في دينه إلا أن غيرته موفرة وبها يحمي الحريم , وقد يبذل المال ويصون الحرمة , وإذا ولي المال فالنكاح أولى .

قال ابن العربي : ومن العجب أن يجوز الشافعي ونظراؤه إمامة الفاسق . ومن لا يؤتمن على حبة مال كيف يصح أن يؤتمن على قنطار دين . وهذا إنما كان أصله أن الولاة الذين كانوا يصلون بالناس لما فسدت أديانهم ولم يمكن ترك الصلاة وراءهم , ولا استطيعت إزالتهم صلي معهم ووراءهم , كما قال عثمان : الصلاة أحسن ما يفعل الناس , فإذا أحسنوا فأحسن , وإذا أساءوا فاجتنب إساءتهم . ثم كان من الناس من إذا صلى معهم تقية أعادوا الصلاة لله , ومنهم من كان يجعلها صلاته . وبوجوب الإعادة أقول , فلا ينبغي لأحد أن يترك الصلاة مع من لا يرضى من الأئمة , ولكن يعيد سرا في نفسه , ولا يؤثر ذلك عند غيره .

وأما أحكامه إن كان واليا فينفذ منها ما وافق الحق ويرد ما خالفه , ولا ينقض حكمه الذي أمضاه بحال , ولا تلتفتوا إلى غير هذا القول من رواية تؤثر أو قول يحكى , فإن الكلام كثير والحق ظاهر .

لا خلاف في أنه يصح أن يكون رسولا عن غيره في قول يبلغه أو شيء يوصله , أو إذن يعلمه , إذا لم يخرج عن حق المرسل , والمبلغ , فإن تعلق به حق لغيرهما لم يقبل قوله . وهذا جائز للضرورة الداعية إليه , فإنه لو لم يتصرف بين الخلق في هذه المعاني إلا العدول لم يحصل منها شيء لعدمهم في ذلك . والله أعلم .

وفي الآية دليل على فساد من قال : إن المسلمين كلهم عدول حتى تثبت الجرحة ; لأن الله تعالى أمر بالتثبت قبل القبول , ولا معنى للتثبت بعد إنفاذ الحكم , فإن حكم الحاكم قبل التثبت فقد أصاب المحكوم عليه بجهالة .

فإن قضى بما يغلب على الظن لم يكن ذلك عملا بجهالة , كالقضاء بالشاهدين العدليين , وقبول قول العالم المجتهد . وإنما العمل بالجهالة قبول قول من لا يحصل غلبة الظن بقبوله . ذكر هذه المسألة القشيري , والذي قبلها المهدوي .

فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا

أي لئلا تصيبوا , فـ " أن " في محل نصب بإسقاط الخافض .

قَوْمًا

أي بخطإ .

بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ

على العجلة وترك التأني


ولله أعلم

تفسير القرطبي

دمتم في حفظ الله

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 10-20-2008, 10:27 PM   رقم المشاركة : 48

 






سورة الإســراء

وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ

الآية نزلت في عمر بن الخطاب . وذلك أن رجلا من العرب شتمه , وسبه عمر وهم بقتله , فكادت تثير فتنة فأنزل الله تعالى فيه : " وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن " ذكره الثعلبي والماوردي وابن عطية والواحدي . وقيل : نزلت لما قال المسلمون : إيذن لنا يا رسول الله في قتالهم فقد طال إيذاؤهم إيانا , فقال : ( لم أومر بعد بالقتال ) فأنزل الله تعالى : " وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن " ; قاله الكلبي . وقيل : المعنى قل لعبادي الذين اعترفوا بأني خالقهم وهم يعبدون الأصنام , يقولوا التي هي أحسن من كلمة التوحيد والإقرار بالنبوة . وقيل : المعنى وقل لعبادي المؤمنين إذا جادلوا الكفار في التوحيد , أن يقولوا الكلمة التي هي أحسن . كما قال : " ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم " [ الأنعام : 108 ] . وقال الحسن : هو أن يقول للكافر إذا تشطط : هداك الله ! يرحمك الله ! وهذا قبل أن أمروا بالجهاد . وقيل : المعنى قل لهم يأمروا بما أمر الله به وينهوا عما نهى الله عنه ; وعلى هذا تكون الآية عامة في المؤمن والكافر , أي قل للجميع . والله أعلم . وقالت طائفة : أمر الله تعالى في هذه الآية المؤمنين فيما بينهم خاصة , بحسن الأدب وإلانة القول , وخفض الجناح وإطراح نزغات الشيطان ; وقد قال صلى الله عليه وسلم : ( وكونوا عباد الله إخوانا ) . وهذا أحسن , وتكون الآية محكمة .

إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ

أي بالفساد وإلقاء العداوة والإغواء.. يقال : نزغ بيننا أي أفسد ; قاله اليزيدي . وقال غيره : النزغ الإغراء .

إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا

أي شديد العداوة .. وفي الخبر ( أن قوما جلسوا يذكرون الله , عز وجل فجاء الشيطان ليقطع مجلسهم فمنعته الملائكة فجاء إلى قوم جلسوا قريبا منهم لا يذكرون الله فحرش بينهم فتخاصموا وتواثبوا فقال هؤلاء الذاكرون قوموا بنا نصلح بين إخواننا فقاموا وقطعوا مجلسهم وفرح بذلك الشيطان ) . فهذا من بعض عداوته .

والله أعلم

تفسير القرطبي

دمتم بخير

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 10-24-2008, 07:19 PM   رقم المشاركة : 49
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 20
إبن القرية is on a distinguished road


 




ســورة النســـاء


قال الله تعالى " وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها " فرددناها عليك " وهكذا رواه ابن أبي حاتم معلقا فقال : ذكر عن أحمد بن الحسن والترمذي : حدثنا عبد الله بن السري أبو محمد الأنطاكي قال أبو الحسن وكان رجلا صالحا : حدثنا هشام بن لاحق فذكر بإسناده مثله ورواه أبو بكر بن مردويه : حدثنا عبد الباقي بن قانع حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثنا أبي حدثنا هشام بن لاحق أبو عثمان فذكره مثله ولم أره في المسند والله أعلم وفي هذا الحديث دلالة على أنه لا زيادة في السلام على هذه الصفة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إذ لو شرع أكثر من ذلك لزاده رسول الله صلى الله عليه وسلم . وقال الإمام أحمد : حدثنا محمد بن كثير أخو سليمان بن كثير حدثنا جعفر بن سليمان عن عوف عن أبي رجاء العطاردي عن عمران بن حصين أن رجلا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : السلام عليكم يا رسول الله فرد عليه السلام ثم جلس فقال عشر ثم جاء آخر فقال : السلام عليكم ورحمة الله فرد عليه ثم جلس فقال عشرون ثم جاء آخر فقال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فرد عليه السلام ثم جلس فقال ثلاثون" وكذا رواه أبو داود عن محمد بن كثير وأخرجه الترمذي والنسائي والبزار من حديثه ثم قال الترمذي حسن غريب من هذا الوجه وفي الباب عن أبي سعيد وعلي وسهل بن حنيف وقال البزار : قد روي هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم من وجوه هذا أحسنها إسنادا. وقال ابن أبي حاتم : حدثنا ابن حرب الموصلي حدثنا حميد بن عبد الرحمن الرؤاسي عن الحسن بن صالح عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس قال : من سلم عليك من خلق الله فاردد عليه وإن كان مجوسيا ذلك بأن الله يقول فحيوا بأحسن منها أو ردوها . وقال قتادة : فحيوا بأحسن منها يعني للمسلمين أو ردوها يعني لأهل الذمة وهذا التنزيل فيه نظر كما تقدم في الحديث من أن المراد أن يرد بأحسن مما حياه به فإن بلغ المسلم غاية ما شرع في السلام رد عليه مثل ما قال فأما أهل الذمة فلا يبدءون بالسلام ولا يزادون بل يرد عليهم بما ثبت في الصحيحين عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إذا سلم عليكم اليهود فإنما يقول أحدهم السلام عليكم فقل وعليك " وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " لا تبدءوا اليهود والنصارى بالسلام وإذا لقيتموهم في طريق فاضطروهم إلى أضيقه " . وقال سفيان الثوري عن رجل عن الحسن البصري قال : السلام تطوع والرد فريضة . وهذا الذي قاله هو قول العلماء قاطبة أن الرد واجب على من سلم عليه فيأثم إن لم يفعل لأنه خالف أمر الله في قوله فحيوا بأحسن منها أو ردوها وقد جاء في الحديث الذي رواه أبو داود بسنده إلى أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أفلا أدلكم على أمر إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم " .

والله أعلم

تفسير ابن كثير

دمتم بخير


 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 10-26-2008, 10:38 PM   رقم المشاركة : 50
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 20
إبن القرية is on a distinguished road


 





سورة الأنعــام

قال تعالى مخبرا عن المشركين " فلما جاءهم الحق من عندنا قالوا لولا أوتي مثل ما أوتي موسى " قال تعالى " أولم يكفروا بما أوتي موسى من قبل قالوا سحران تظاهرا وقالوا إنا بكل كافرون " وقال تعالى مخبرا عن الجن أنهم قالوا" يا قومنا إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه يهدي إلى الحق " الآية وقوله تعالى " تماما على الذي أحسن وتفصيلا " أي آتيناه الكتاب الذي أنزلناه إليه تمام كاملا جامعا لما يحتاج إليه في شريعته كقوله " وكتبنا له في الألواح من كل شيء " الآية . وقوله تعالى " على الذي أحسن " أي جزاء على إحسانه في العمل وقيامه بأوامرنا وطاعتنا كقوله " هل جزاء الإحسان إلا الإحسان " وكقوله " وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس إماما " وكقوله" وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا و كانوا بآياتنا يوقنون " وقال أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس " ثم آتينا موسى الكتاب تماما على الذي أحسن " يقول أحسن فيما أعطاه الله وقال قتادة من أحسن في الدنيا تمم له ذلك في الآخرة واختار ابن جرير أن تقديره " ثم آتينا موسى الكتاب تماما " على إحسانه فكأنه جعل الذي مصدرية كما قيل في قوله تعالى " وخضتم كالذي خاضوا " أي كخوضهم وقال ابن رواحة . وثبت الله ما آتاك من حسن في المرسلين ونصرا كالذي نصروا وقال آخرون الذي ههنا بمعنى الذين قال ابن جرير وذكر عبد الله بن مسعود أنه كان يقرؤها تماما على الذين أحسنوا وقال ابن أبي نجيح عن مجاهد تماما على الذي أحسن قال على المؤمنين والمحسنين وكذا قال أبو عبيدة وقال البغوي المحسنون الأنبياء والمؤمنون . يعني أظهرنا فضله عليهم قلت كقوله تعالى " قال يا موسى إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي " ولا يلزم اصطفاؤه على محمد صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء والخليل عليهما السلام لأدلة أخرى. قال ابن جرير : وروى أبو عمرو بن العلاء عن يحيى بن يعمر أنه كان يقرؤها تماما على الذي أحسن رفعا بتأويل على الذي هو أحسن ثم قال وهذه قراءة لا أستجيز القراءة بها وإن كان لها في العربية وجه صحيح وقيل معناه تماما على إحسان الله زيادة على ما أحسن إليه حكاه ابن جرير والبغوي ولا منافاة بينه وبين القول الأول وبه جمع ابن جرير كما بيناه ولله الحمد وقوله تعالى " وتفصيلا لكل شيء وهدى ورحمة " فيه مدح لكتابه الذي أنزله الله عليه " لعلهم بلقاء ربهم يؤمنون وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا لعلكم ترحمون " فيه الدعوة إلى اتباع القرآن يرغب سبحانه عباده في كتابه ويأمرهم بتدبره والعمل به والدعوة إليه ووصفه بالبركة لمن اتبعه وعمل به في الدنيا والآخرة لأنه حبل الله المتين.

والله أعلم

تفسير ابن كثير

دمتم بخير

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:34 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir