اختبار القياس «فخ» للطلاب والطالبات وتغطية لقصور العملية التعليمية
(جريدة الرياض)
لا أدري لِمَ السياسة التعليمية مصرة على اختبار «القياس» للطلاب والطالبات، ورغم عدم جداوه، وتدميره لمستقبل الطلاب والطالبات، وإلا كيف نحدد جهد اثني عشر عاماً في اختبار مدته ساعة تقل أو تزيد، ونعتمد نتيجة هذا الاختبار في تحديد مستقبل الطالب في عملية اختزال ظالمة لمسيرة دراسية طويلة. ويكون مستقبل الطالب بعد هذه السنوات الدراسية الطويلة، وتلك الجهود الكبيرة في المذاكرة بختم «غير صالح» فتضيع أحلام وآمال بقرار ظالم.
لذلك أرى أن هذا الاختبار ما هو إلا فخ يقع فيه الطلاب والطالبات، وهو قياس ظالم، والدليل أنه في حال إعادته تختلف الدرجة إما علواً أو نزولاً، مما يجعل الاعتماد عليه كمحدد للدخول للجامعة أو إلى كلية ما ليس حكماً عادلاً، ولا محدداً منطقياً، فالطلاب تم اختبارهم أربع مرات وكانت الفرصة متاحة للحصول على الأعلى ولكن الطالبات تم اختبارهن مرة واحدة فقط ومن واقع عملي في شركة أرامكو السعودية وفي قسم التوظيف رأيت المشاهد المؤلمة للطالبات خصوصاً بعد رفضهن في برنامج البعثات فحالات عديدة تصاب بانهيار ولسان حالها يقول ضاعت أحلامي!! أصبحت عاطلة!!
كما أن هناك سؤااً يفرض نفسه، وهو: هل عناصر التعليم المتمثل في المناهج الدراسية، والمعلمين، وأدوات التعليم، والمعامل، والتجهيزات، وعدد الطلاب في الفصل الواحد، والمباني، والحوافز المادية والمعنوية للمعلم.. الخ تمكن الطالب من تحقيق نسب متميزة في اختبار القياس؟
لا شك أن ضعف مستوى التعليم عامة ساهم في كارثة كثرة الرسوب في اختبار القدرات، مما سيؤدي مستقبلاً إلى طرد الكفاءات والعقول الطلابية من الجامعات والكليات تحت وطأة اختبارات «القياس» التي هي في حقيقتها اختبارات تحدٍ وُضعت لزيادة معناة الطالب/ الطالبة وحجر عثرة في طريقه.
لا يمكن بحال أن تقيس هذه الاختبارات القياسية مستوى ذكاء وعبقرية الطالب بدقة، ذلك أن هذه الاختبارات هي في حقيقتها أقرب إلى قياس الثقافة منها إلى الذكاء.
والحقيقة المُرة هل يمكن قياس عقول الطلاب والطالبات قياساً دقيقاً محكماً خلال ساعة؟
ألا يكفي معدل درجات الطالب/ الطالبة في سنوات دراسته الثلاث في المرحلة الثانوية قياساً حقيقياً لكفاءة الطالب/ الطالبة للدراسة الجامعية؟
إن الحقيقة تؤكد أن القياس خلال سنوات الطالب الدراسية الثلاث أدق وأصدق من اختبار «القياس» ذي الساعة الواحدة.
أخلص من هذا كله أن اختبار «القياس» ما هو إلا ورطة للطالب وسبب كبير في ضياع عدد كبير من أبنائنا الطلاب والطالبات. وما هو إلا لتغطية العجز والقصور الحاصل في العملية التعليمية، لذا كان يجب أن يكون الإصلاح من الأساس لا من النهاية حيث يفجع الطالب بمثل هذا الاختبار «القياسي» المعجز. فأدعو القائمين على التعليم وعلى رأسهم سمو وزير التربية والتعليم إلى البدء بالاصلاح من الأساس، حيث الأساس هو القاعدة التي يمكن الاعتماد عليها، ولن تكون مخرجاتنا التعليمية متميزة إن كان الأساس هشاً متداعياً.
عبدالعزيز محمد الحليلة
مدير التوظيف - شركة أرامكو السعودية